أدت خلافات كبيرة نشبت بين أعضاء اللجنة العامة (المكتب السياسي) لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن إلى تأجيل قرار الحزب في ما يتعلق بتنفيذ المبادرة الخليجية التي تقضي بنقل السلطة من الرئيس علي عبدالله صالح إلى نائبه عبدربه منصور هادي، التي لا تزال تواجه الكثير من العراقيل لتنفيذها من قبل الأطراف السياسية في البلاد . وقالت مصادر في حزب المؤتمر الشعبي العام لصحيفة “الخليج” حضرت يوم أمس اجتماعاً للجنة العامة لبحث تفويض صالح لها بالبحث عن آلية لتنفيذ المبادرة الخليجية، إن الرؤية المقترحة لخروج آمن من أزمة نقل السلطة تقضي بتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة وهو المقترح الذي ترفضه المعارضة . من جهتها أكدت مصادر سياسية مطلعة ل “الخليج” أن أعضاء اللجنة العامة أخفقوا في التوصل إلى صيغة توافقية على المبادرة خلال الاجتماع الذي رأسه نائب الرئيس عبدربه منصور هادي، في مؤشر على حدة الخلاف بين تيار الصقور وتيار الحمائم داخل الحزب . وأوضحت ذات المصادر أن أعضاء اللجنة العامة انقسموا بشأن التعامل مع المبادرة والتوصل إلى رأي نهائي حولها، مشيرة إلى تبلور ثلاثة مواقف حيال القضية، الأول يطالب بضرورة تعديل المبادرة لأنها برأيه مجحفة، مبدياً تخوفه من عدم القدرة على تنفيذها خصوصاً إجراء انتخابات في غضون ستين يوماً، فيما طالب أصحاب الموقف الثاني بعدم التعامل مع المبادرة قبل وضع آلية ملزمة للمبادرة وتكون جزءاً منها، أما الرأي الثالث فطالب بتشكيل لجنة من أعضاء اللجنة العامة للحوار مع أحزاب المعارضة برعاية خليجية للتوصل إلى آلية ملزمة حول تنفيذ بنود المبادرة الخليجية . وبعد نقاشات حادة استمرت نحو خمس ساعات، أقر المجتمعون مواصلة الاجتماع اليوم ومواصلة النقاشات لبلورة موقف موحد من المبادرة والتفويض التي حصلت عليه من قبل الرئيس صالح لمناقشة آلية تنفيذ المبادرة . وكان نائب الرئيس عبدربه منصور هادي قد استعرض في الاجتماع جملة من المعطيات واللقاءات والاتصالات والمشاورات مع أطراف محلية وإقليمية ودولية، وما يجب القيام به انطلاقاً من تفويض الرئيس صالح للحزب بشأن البحث في آلية لتنفيذ المبادرة، ووفقاً لما تضمنته المبادرة الخليجية . وأطلع هادي أعضاء اللجنة العامة لحزب المؤتمر الشعبي على موقف دول مجلس التعاون الخليجي والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية من الأزمة والمبادرة وضرورة التحرك السريع لتطويق حرب محتملة، مشدداً على ضرورة استشعار المسؤولية الوطنية التاريخية الجسيمة التي يجب أن يضطلع بها الجميع، حيث قال إن اليمن يمر اليوم بمحنة حقيقية طالت الجميع من دون استثناء وباتت هذه الأزمة تؤرق الكبير والصغير، على حد قوله، كما أكد أن “التصعيد الأخير أخذ يزيد الأزمة اشتعالاً وخطورة إضافية في غاية بالغة من الإزعاج والتخوف” .