عادت الاشتباكات المسلحة بين القوات الموالية للرئيس اليمني علي عبدالله صالح من جهة ، وأنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر والجيش المساند لثورة الشباب من جهة أخرى ، الليلة في مناطق مختلفة من العاصمة اليمنية صنعاء، حيث تم قصف مدينة صوفان ومنطقة الحصبة وموقع الفرقة الأولى مدرع من قبل قوات صالح. وكانت شهدت صنعاء خلال الساعات الماضية حديثا مكثفا عن اتفاق لوقف إطلاق النار داخل العاصمة صنعاء تم التوصل إليه بين الحكومة اليمنية من جهة وقائد القوات المساندة للثورة اللواء علي محسن الأحمر، والزعيم القبلي صادق الأحمر من جهة ، ليأتي نفيه على لسان الناطق الرسمي باسم الجيش المساند للثورة عسكر زعيل الذي أشار إلى عدم وجود أي تفاق من هذا القبيل. وقال شهود عيان ل " التغيير " ان الاشتباكات العنيفة بين الطرفين عادت بعد ساعات من الحديث عن اتفاق الهدنة ، وان أحياء الحصبة ومدينة صوفان القريبة منها وشارع عمران وحي النهضة ومقر الفرقة الأولى مدرع تعرضت لقصف كثيف بمختلف أنواع الأسلحة من قبل قوات الحرس الجمهوري التي يرأسها احمد نجل الرئيس صالح . وأضاف الشهود، ان انفجارات مدوية هزت محيط منزل صادق الأحمر في الحصبة ، فيما تعرض مبنى مجلس الشورى القريب من مدينة صوفان لقصف حيث شوهدت أعمدة الدخان تتصاعد منه ، وان القذائف التي استهدفت تلك المناطق جاءت من جبل نقم الذي تتمركز فيه وحدات مدفعية تابعة للحرس الجمهوري ، كما طال القصف المناطق الشمالية لساحة التغيير القريبة من مقر الفرقة الأولى مدرع . وجرى عصر الثلاثاء في صنعاء الحديث عن اتفاق توصلت إليه لجنة الوساطة المحلية التي يشرف عليها نائب الرئيس عبد ربه منصور هادي ويرأسها رئيس جهاز الأمن السياسي ( الاستخبارات) اللواء غالب القمش، والتي جاء بضغوط من سفراء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وسفراء دول الخليج على مختلف الأطراف لوقف العنف، وكان يفترض ان يبدأ سريان الاتفاق عند الساعة الثالثة عصراً بالتوقيت المحلي غير أن الاشتباكات استؤنفت قبل ساعات من موعد تطبيقه، وتركزت في حي الحصبة وهي مستمرة حتى لحظة كتابة الخبر . وكانت الأحياء الشمالية للعاصمة صنعاء عاشت هدوءاً نسبياً ليل الاثنين - الثلاثاء بعد مواجهات دامية لأكثر من عشرة أيام بين القوات الحكومية ومسلحين قبليين مناوئين للنظام يتبعون الشيخ صادق الأحمر ويحظون بدعم الفرقة الرابعة المدرعة. غير أن الهدوء الليلي أعقبه اشتباكات وقصف متبادل بمختلف الأسلحة قبل ظهر الثلاثاء، ولم يلبث القتال ان هدأ قليلاً مع الإعلان عن التوصل إلى اتفاق لإنهاء المظاهر المسلحة العسكرية والأمنية والقبلية في العاصمة، ليعود بحدة اكبر ليلا. وكانت لجنة الوساطة دعت الأطراف كافة إلى " ضرورة التزام وقف إطلاق النار وعدم خرقه مهما كانت الأسباب، وعدم العودة إلى التمركز في المباني والفنادق والمنشآت العامة والخاصة التي سبق إخلاؤها، وضرورة فتح الطرق والشوارع والأسواق وتكليف وزارة الداخلية حماية المباني والمنشآت العامة وحراستها، إضافة إلى خروج جميع عناصر الميليشيات المسلحة من العاصمة وعودتهم إلى مناطقهم، والامتناع عن خطف المواطنين والعمل على استكمال إطلاق كل المختطفين المتبقين مع ممتلكاتهم الشخصية". وطالبت اللجنة جميع الأطراف التزام الخطة المتفق عليها والبرنامج الزمني المحدد للتنفيذ وبما يضمن الوصول في نهاية المطاف إلى عودة جميع القوات إلى معسكراتها الدائمة وخروج كل المجموعات المسلحة من صنعاء، وهددت باتخاذ إجراءات صارمة بحق الطرف المخالف.