في الساعات الأولى من يوم الجمعة كانت مدينة تعز الحالمة في موعد مع أصوات الانفجارات والقصف العنيف الذي تشتكي منه المدينة منذ بداية الثورة التي تطالب بإسقاط نظام الرئيس اليمني علي عبدالله صالح،بين الحين والآخر يتوقع الجميع من السكان ضربة شرسة نحوهم لمواقفهم الثورية . يوم الجمعة استعد سكان مدينة تعز للخروج في طوفان بشري إلى ساحة الحرية في جمعة " لا حصانة للقتلة " يهتفون وينددون بجرائم القوات الموالية للنظام التي استخدمت القوة العسكرية بشكل مفرط ضد المدنيين في أحياء سكنية متفرقة داخل المدينة وفي مدن رئيسية أخرى من اليمن . كانت قوات صالح مع توقيت جرح مشاعر سكان المدينة كونه توقيت لأداء الصلاة -صلاة الجمعة- ليس توقيت لانتهاك حرمة الدم كما هو معتاد لدى قوات صالح حسب اتهامات أبناء مدينة تعز للقوات الموالية للرئيس صالح . القوات الموالية لصالح لم تكتف بهجوم عنيف على ساحة الحرية أثناء صلاة الجمعة بل واصلت قصفها لأحياء سكنية في عدة أماكن ومن اتجاهات متفرقة تتمركز فيها قواتهم بكل عتادها العسكري هدفها الرئيسي إخضاع الثوار كما يقولون أبناء المدينة. استمرت قوات صالح بالقصف العنيف والكثيف على حي الروضة ومستشفى الروضة من الموقع العسكري الذي تتمركز فيه قوات من الحرس الجمهوري وهو موقع "جبل جرة" الذي تتواجد فيها عدد من الدبابات والأسلحة الثقيلة والمتوسطة كلها موجهة صوب حي الروضة والأحياء المجاورة لها ،فيما الموقع العسكري الثاني الكائن بجوار مستشفى الثورة شرق ساحة الحرية ،هذا الموقع العسكري مكلف باستهداف الثوار وسط ساحة الحرية وحي كلابة حيث تمركز مجاميع مسلحة موالية للثورة يضاف إليها مواقع عسكرية في جميع مداخل المدينة . بدأت ساعات الليل الأولى من يوم الجمعة بعد الاعتداء الغاشم على النساء وسط ساحة الحرية وبدأت معها أصوات الانفجارات القوية وصوت الدبابات ومضاد الطيران في عدة تمركزات للقوات العسكرية التابعة لصالح لتبدأ مسلسل وصفه مراقبون في مدينة تعز ب "الإجرامي المنظم" ضد سكان المدينة ،مناطق المواجهات والقصف اشتدت في منطقة الحصب غرب المدينة وقلعة القاهرة المطلة على المدينة والتي شاركت من داخلها قوات حرس جمهوري باتجاه الأحياء السكنية في وسط المدينة وأطرافها وموقع مستشفى الثورة وشارع الستين الذي يفرض حصاراً كبير على المواطنين الداخلين والخراجين من والى المدينة . لم ينم احد من المدنيين في منازلهم جراء الضرب الكثيف على المدينة وأصبح الموقف يسوده الخوف والقلق والهلع بين المواطنين وتحسباً لوصول قذائف عشوائية إلى منزل كل مواطنين يسكن في بيته ،غيران مئات الأسر قد نزحت إلى القرى والأرياف بغد اشتداد الضرب العشوائي على منازل مواطنين بالقرب من ساحة الحرية ومنازل بعيدة كل البعد عن مناطق المواجهات والمظاهرات . من يتجول في المدينة بحذر لن يجد شيء ولن يجد احد من الناس في شوارع المدينة خوفاً من القصف العشوائي الذي تمارسه قوات الرئيس صالح دون تمييز أو حرصاً على حياة الناس . القصف الذي عاشته مدينة تعز ليلة أمس لم يشهد توقف حتى لفترات متقطعة وإنما استمر إلى ساعات الفجر الأولى من يومنا هذا السبت،في حين خرج المئات من شباب المدينة لحظة القصف في مسيرات احتجاجية في شوارع عدة وسط المدينة ومن مناطق تماس بين المسلحين والقوات الموالية للنظام الحاكم في البلاد . "التغيير" رصد منذ صباح اليوم وبعد ليلة هي الأعنف الأجواء بعد القصف على الأحياء السكنية فشوهدت المدينة وشوارعها خالية تماماً من الناس وجميع شوارعها مقطوعة بالكامل وما يتواجد في الشوارع سوى القوات الموالية للرئيس صالح في نصف المدينة الجنوبي والنصف الآخر يسيطر عليه مسلحين مواليين للثورة والمكلفين بحماية جميع مداخل ساحة الحرية . فتعز تعيش أوضاع متدهورة على الإطلاق وتعاني من حصار شديد فرضه النظام الحاكم وعدم توفر المواد الأساسية للسكان مثل المواد الغذائية والمشتقات النفطية ،وكذا تدهور الوضع الصحي وخدمات النظافة في الشوارع الأماكن العامة،وتراجع كبير في الحركة الاقتصادية لدى عدد من التجار سوا في المدينة نفسها أو في أريافها . ما تعرضت له المدينة يوم أمس اوجد احتقانا كبيرا وغضبا عارما لدى جميع سكان المحافظة وما سمعنا منهم سوى "لن نركع لهذا النظام مهما عمل بنا" أشارة إلى مواصلة العمل الثوري ضد نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح .