صنعاء: حسين الجرباني واشنطن: منير الماوري القاهرة: عبده زينة قال أحد جيران ناصر الوحيشي الذي أعلن نفسه أميرا جديدا لتنظيم «القاعدة» في اليمن أن الزعيم الجديد مصاب بمرض الصرع. وقال الكاتب اليمني موسى النمراني في تصريح ل«الشرق الأوسط» حول اعلان اليمني الوحيشي نفسه زعيما للقاعدة باليمن: «لقد ربطتني بالوحيشي صلة الجوار في أحد أحياء العاصمة صنعاء وأعرفه حق المعرفة، وأعرف أنه يعاني من الصرع، كما أعرف أن اليمن تسلمه من إيران قبل أن يفر من سجن الأمن السياسي بصنعاء ضمن 23 عنصرا من عناصر القاعدة في ذلك الهروب الشهير في فبراير 2006». وكان الوحيشي الذي يستخدم أيضا كنية أبو هريرة الصنعاني أعلن في تسجيل استمر 20 دقيقة بثته منتديات إسلامية على الانترنت أنه عين أميرا للقاعدة في اليمن، وقال في التسجيل: «لا للاستسلام للقوات الحكومية، ولا يمكن للجهل والإسلام أن يأتلفا، لقد حاول عدة مستبدين إدخال الجهل إلى الإسلام لكنهم فشلوا جميعهم.. إنهم يريدوننا أن نتخلى عن عقائدنا وأن نترك بعض من مبادئنا، لكنه في نفس الوقت الذي يشن فيه الأعداء حربهم الصليبية، فإنهم يُهزمون كما يحدث في أفغانستان على أيدي المجاهدين». وشكك النمراني في قدرات الوحيشي على قيادة فرع تنظيم «القاعدة» باليمن، قائلا: إن قيادات القاعدة في اليمن وخلاياها أصبحت مخترقة من قبل أجهزة الأمن اليمنية، ومن الصعب على مثل تلك القيادات الترتيب لعمليات هجومية كتلك التي تمت في مأرب مؤخرا وراح ضحيتها سبعة سياح إسبان ويمنيان. ورجح أن يكون منفذو الهجوم الأخير في مأرب من القيادات الشابة غير المعروفة لتنظيم «القاعدة» في اليمن التي ترفض مهادنة الحكومة. ولم يستبعد النمراني أن يكون هناك انقسام قد وقع في صفوف الجماعات الإرهابية في اليمن الأمر الذي نجم عنه تنفيذ عملية مأرب. الى ذلك، كشفت السلطات اليمنية أمس اسم المصري الذي قتله الأمن اليمني في العاصمة صنعاء والمتورط في الهجوم الانتحاري على القافلة السياحية الإسبانية في معبد بلقيس بمأرب مما أدى لقتل وجرح 13 سائحا إسبانيا يوم الاثنين الماضي. وقالت الجنة الأمنية في صنعاء إن المصري القتيل هو أحمد بسيوني دويدار، موضحة انه لقي مصرعه في مواجهة بينه وبين قوات الأمن في العاصمة اليمنية في شقة تقع شمال المدينة بعد أن رفض الاستسلام لرجال الأمن، مشيرة إلى أن بسيوني دويدار هاجم قوات الأمن برميه عددا من القنابل فجرح من الشرطة 6 أفراد وان من بين المصابين ضابطا من الأمن اليمني. وقال البيان الرسمي إن دويدار البالغ من العمر 50 عاما كان مستعدا لمقاومة السلطات، مشيرة أن المصري القتيل الذي يعمل محاسبا في شركة تجارية في صنعاء من العناصر القيادية الخطيرة في تنظيم «القاعدة» الذي تتهمه السلطات اليمنية بأنه المسؤول عن الهجوم الانتحاري في مأرب. وقالت المصادر إن دويدار من المطلوبين أمنيا لعدة أجهزة إمنية منها الجهاز الأمني المصري والذي يلاحقه بسبب نشاطه مع جماعة الجهاد المصرية وتنظيم «القاعدة» وهو محكوم عليه بالحبس 15 عاما في قضية العائدين من ألبانيا. وأشارت المصادر إلى أن لبسيوني دويدار علاقات واسعة وفعالة مع عناصر من تنظيم «القاعدة» في كل من العراق ومصر وسورية واليمن ويعتبر من القيادات الإرهابية المنتمية لتنظيم «القاعدة» وكان يقوم بتسهيل أنشطة القاعدة من خلال تجهيز الجوازات ووثاق السفر لأشخاص إلى العراق. وقال الأمن اليمني بهذا الصدد إن أجهزة الأمن عثرت في شقة القتيل على عدد من الجوازات والبطاقات المزورة وأدوات للتزوير وسوائل لمواد مشبوهة بداخل عبوات بلاستيكية يقوم المختصون في اليمن بفحصها والتأكد من محتوياتها. وأكدت التحقيقات التي أجرتها السلطات اليمنية أن دويدار من العناصر الإرهابية التي شاركت في التخطيط للعملية الإرهابية التي حدث في مأرب. وناشدت اللجنة الأمنية كافة المواطنين إبلاغ الأجهزة الأمنية بأي معلومات عن العناصر الإرهابية وأماكن تواجدها وحذرت في ذات الوقت من إيواء أي من العناصر الإجرامية. ورفعت اللجنة من خطورة إيواء العناصر المطلوبة أو المشتبه بها، مشيرة الى ان من سيقوم بعملية الإيواء سيعد شريكا مباشرا للأفعال الإجرامية التي ترتكبها تلك العناصر. ويشار إلى أن خطباء المساجد في العاصمة صنعاء جرموا العناصر التي اقترفت حادثة الاعتداء على السياح الإسبان ورأوا في ذلك خروجا عن الإسلام ودعوا المواطنين إلى التعاون مع رجال الأمن للقبض على المطلوبين أو المشتبهين ودعوا إلى تطبيق حد الحرابة على تلك العناصر. من ناحيتها، قالت مصادر قريبة من الجماعات الإسلامية في مصر ان دويدار يعتبر قيادياً في تنظيم الجهاد المصري بالخارج وأحد أعضاء مجلس شورى التنظيم، وسبق اتهامه بمصر في قضية «العائدون من ألبانيا». وقال منتصر الزيات محامي الجماعات الإسلامية ل«الشرق الأوسط» إن دويدار من محافظة الإسكندرية، وسبق اتهامه في مصر في قضية «العائدون من ألبانيا» وصدر ضده حكم غيابي بالأشغال الشاقة المؤبدة، بوصفه المتهم الرابع في القضية التي ضمت 107 متهمين، وصدرت فيها تسعة أحكام بالإعدام ضد قيادات تنظيم الجهاد، كان على رأسهم الرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري. وأوضح الزيات أن دويدار لم يكن من أعضاء الجهاد البارزين داخل مصر، ولكنه أصبح من القيادات البارزة في الخارج، بعد تقاربه مع الظواهري، غير أنه اختلف معه بشكل كبير بعد انضمام الظواهري للقاعدة، فقرر دويدار الخروج من أفغانستان، واتجه إلي اليمن ليستقر فيها، مشيراً إلى أن دويدار كان على صلات وثيقة مع الدكتور سيد إمام الشريف، وعبد العزيز الجمل في اليمن قبل تسليمهما إلى مصر قبل سنوات. وأشار الزيات إلى أن دويدار لم يُتهم في قضايا عنف داخل مصر قبل خروجه منها في الثمانيات، ولكن تم اعتقاله خلال الاعتقالات الموسعة التي طالت كثيرين عقب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، مشيرا إلى أن دويدار منذ ذهابه إلي اليمن في أكتوبر عام 2001 انفصل تماما عن العمل التنظيمي، وتزوج من سيدة يمنية وأنجب منها أولاده، لافتا إلى أن دويدار كان أديبا وشاعرا.