البدوي لم يكن معتقلا كي يفرج عنه نشرت صحيفة " السياسية " اليومية الصادرة عن وكالة الانباء اليمنية "سبأ" تصريحا لمصدر امني يؤكد الافراج عن القيادي في تنظيم القاعدة جمال البدوي . و " اضاف المصدر, الذي طلب عدم الكشف عن هويته , ان البدوي الذي سلم نفسه مؤخرا للاجهزة الامنية احتجز لدى السلطات المختصة قبل ان يتم الافراج عنه " . في هذه الاثناء اعربت الولاياتالمتحدة الاميركية عن استياءها الشديد لاقدام الحكومة اليمنية على خطوة الافراج عن جمال البدوي الذي يعد احد ابرز المحكومين في قضية تفجير المدمير الاميركية يو اس اس كول والمطلوب لواشنطن التي رصدت في وقت سابق خمسة ملايين دولار كجائزة لمن يدلي بمعلومات عنه . ونقلت شبكة سي ان ان الاخبارية الاميركية على موقعها العربي على شبكة الانترنت شجب أجهزة الأمن الأمريكية الجمعة إفراج الحكومة اليمنية عن أحد مدبري الهجوم على المدمرة "USS Cole" قبالة ميناء عدن في 12 أكتوبر/ تشرين الأول عام 2000، والذي أسفر عن مقتل 17 بحاراً أمريكياً. وتناقلت الأنباء أن الحكومة اليمنية أطلقت سراح جمال البدوي، بعد أسبوعين من تسليمه نفسه منذ فراره من سجنه العام الماضي. وجاء في بيان صادر عن أبرز مسؤولي مكافحة الإرهاب في قسم الأمن القومي بوزارة العدل الأمريكية، تلاه الناطق باسمها دين بويد: "نحن مستاءون ومنزعجون للغاية من قرار الحكومة اليمنية إطلاق سراح البدوي." وتناقلت التقارير أن البدوي، الذي سلم نفسه للأمن اليمني مؤخراً بعد فراره من سجن الأمن السياسي بصنعاء في منتصف فبراير/ شباط العام الماضي، أفرج عنه بعد أن تبرأ من الإرهاب والانضواء تحت راية السلطات اليمنية. ونقلت الأسوشيتد برس عن شهود عيان أن البدوي في منزله بعدن حيث يستقبل المهنئين بإطلاق سراحه. وحدد البيان الأمريكي، أن لائحة أكثر المطلوبين لمكتب التحقيقات الفيدرالية تتضمن أسم البدوي، الذي يطالب به كذلك الإدعاء العام في مدينة نيويورك. وتابع البيان: "أدين (البدوي) في المحاكم اليمنية كما أدين في محاكم المقاطعة الجنوبية في نيويورك, قرار الحكومة اليمينة لا يتماشي مع التعاون القائم في مواجهة الإرهاب بين الولاياتالمتحدةواليمن." وعلى الفور، دعا عمدة مدينة "نيويورك" السابق والمرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، رودي جولياني، إدارة واشنطن إلى معاقبة الحكومة اليمنية، وإلغاء المساعدات الأمريكية البالغ قدرها 20 مليون دولار. من جانبه وصف القائد السابق للمدمرة "كول"، الأدميرال كيرك ليبولد، خطوة حكومة اليمن ب"المخيبة للآمال." ونوه قائلاً: "في الحرب على الإرهاب الأفعال تقول أكثر من الكلمات، وتصرف الحكومة اليمنية برهان واضح على أنهم ليسوا جديرين بالثقة أو بالشركاء الموثوق بهم في الحرب على الإرهاب." وأعرب مسؤولون أمريكيون آخرون عن سخطهم البالغ من إطلاق البدوي، وعلق أحدهم، رفض تسميته، قائلاً: "أيديه ملطخة بدماء أمريكية، واعترف بفعلته، وبالرغم من ذلك أطلقوا سراحه." وعقب مسؤول فيدرالي آخر، رفض بدوره الكشف عن هويته: "هذه لن تكون المرة الأخيرة التي نسمع فيها عن البدوي. يُشار إلى أن البدوي كان قد فر من سجنه في عدن عام 2003 ثم تمكنت أجهزة الأمن اليمنية اعتقاله ومحاكمته، حيث حكمت عليه محكمة متخصصة بقضايا الإرهاب وأمن الدولة في اليمن، بعقوبة السجن المؤبد، خففته محكمة الاستئناف إلى 15 عاماً. وقاد البدوي في 15 فبراير/ شباط العام الماضي عملية فرار جماعي ل22 من عناصر تنظيم القاعدة، وظل طليق السراح منذ تلك الفترة حتى قام مؤخراً بتسليم نفسه قبل أسبوعين. من جهة أخرى توجه امس وفد عسكري يمني رفيع المستوى الى العاصمة الاميركية واشنطن لاجراء مباحثات تتعلق بتعاون البلدين في مجال مكافحة الارهاب . وقال رئيس هيئة الأركان العامة اللواء ركن احمد علي الأشول أن اليمن سيطلب من واشنطن استقدام خبرات أمريكية لتدريب بعض الوحدات العسكرية في مجال مكافحة الإرهاب باليمن . واوضح اللواء الاشوال ل(سبأنت) لدى مغادرة صنعاء امس متوجها إلى واشنطن على رأس وفد يمني في زيارة رسمية يجري خلالها مباحثات مع المسؤولين في وزارة الدفاع وهيئة الأركان الأمريكية- اوضح أن المباحثات ستتناول تعزيز أوجه التعاون القائم بين البلدين في المجال العسكري والمتعلقة بتدريب الإفراد والضباط في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكد الاشوال على أهمية التعاون العسكري القائم بين البلدين مشيرا إلى أنه يعتبر إحدى ثمار لزيارة الناجحة التي قام بها مؤخرا فخامة الرئيس على عبدالله صالح الى الولاياتالمتحدةالأمريكية. وكانت زارت قبل أيام مساعدة الرئيس الاميركي جورج بوش لشؤون الأمن الداخلي ومكافحة الإرهاب , نانسي تاونسند اليمن والتقت الرئيس علي عبد الله صالح في عدن وسلمته رسالة من الرئيس بوش تتعلق بتعاون البلدين في مجال الحرب على الارهاب . وجاءت زيارة المسؤولة الاميركية البارزة مفاجئة ولم يعلن عنها من قبل واعقبت الزيارة مباشرة الاعلان الرسمي عن تسليم جمال البدوي لنفسه . وتذكر مصادر سياسية ان واشنطن طلبت من صنعاء تسلم البدوي خلال زيارة تاونسند . ويرجح المراقبون وجود رفض يمني لهذا الطلب كما هي العادة في رفض تسليم أي مواطن يمني لاي دولة اخرى . ويعيد المراقبون الاستياء الاميركي الذي اعلن فور الاعلان عن الافراج عن البدوي الى معلومات سابقة لدى واشنطن بنية صنعاء اطلاق سراحه . وهذه التطورات تجعل الابواب مشرعة على كافة الاحتمالات بشأن ردة الفعل الاميركية على هذا الاجراء .