– صنعاء: دخل الزعيم الكوبي فيديل كاسترو (85 سنة) الذي ابتعد عن السلطة منذ العام 2006 بسبب مشاكل صحية بعدما هيمن على الحياة السياسية في بلاده منذ العام 1959، موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية مع لقب «الشخص الذي استهدفه أكبر عدد من محاولات الاغتيال» مع 638 محاولة اغتيال. ونقلت " الحياة " اللندنية عن موقع «كوباديبيت» بأن «الزعيم التاريخي للثورة الكوبية فيديل كاسترو هو الشخص الذي استهدفه أكبر عدد من محاولات الاغتيال وفق موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية ومحفوظات وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) التي كانت في غالب الأحيان العقل المدبر لهذه المحاولات». وأكد الموقع الالكتروني الرسمي أنه حتى العام 2006 عندما سلم فيديل زمام السلطة لأخيه راوول «كانت وكالة الاستخبارات الأميركية حاولت أن تغتاله تقريباً 638 مرة... وتعددت الحيل لقتله من القناصين إلى المتفجرات، مروراً بالسم الذي دس في سيجاره والعبوة الصغيرة التي وضعت في كرة «بيسبول» لكنها جميعها باءت بالفشل». وتعد موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية التي تصدر سنوياً الكتاب الأكثر مبيعاً بعد الإنجيل في العالم. نبذة عن كاسترو " المعرفة": فيدل أليهاندرو كاسترو (13 أغسطس 1926) - رئيس كوبا منذ العام 1959عندما أطاح بحكومة "فولجنسيو باتيستا" وحوّل بلاده إلى النظام الشيوعي، لتصبح كوبا أول بلد يعتنق الشيوعية في العالم الغربي. ترعرع في كنف والديه المهاجرين من إسبانيا والذين يعدون من المزارعين الاثرياء. تلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية، وفي عام1945، التحق بجامعة هافانا حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950. ثم عمل كمحامي في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول إلى البرلمان الكوبي إلا أن الانقلاب الذي قاده فولگنسيو باتيستا عمل على إلغاء الانتخابات البرلمانية المزمع عقدها. وكردة فعل احتجاجية، شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم إحدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من أتباعه وإلقاء القبض على كاسترو. حكمت المحكمة على كاسترو بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في عفو عام في مايو 1955، اختفى بعدها في المنفى بين المكسيكوالولاياتالمتحدة. وعلى متن قارب شراعي، أبحر كاسترو ورفاقه من المكسيك إلى كوبا وسُميت زمرته بحركة 26 يوليو، وأعرب كاسترو عن تبنيه لفكر الرئيس الأمريكي توماس جفرسون والرئيس ابراهام لينكولن فيما يتعلق بنظام العمل ورأس المال ورفضه لتأميم أي من الصناعات المحلية. ويجادل كل من خصومه وأنصاره أن أفكار كاسترو المعلنه قبل حصوله على السلطة لا تمت بصلة بالواقع العملي بعد توليه مهام الرئاسة. تحرك كاسترو عسكرياً مع حفنة من الرجال في 2 ديسمبر 1956 وفيدل كاسترو يصل إلى كوبا على متن مركب بعد حوالي عام قضاه في المنفى بين المكسيكوالولاياتالمتحدة. كان معه فصيل ثوري من 80 ثوري وقع في كمين لم ينج منه سوى 12 شخصاً، لجأوا إلى الجبال ومارسوا حرب عصابات وشكلوا نواة جيش الثوار. وبمرور الزمن بلغ عدد افراد الجيش 800 عنصر. وبتأييد شعبي، وانضمام رجال القوات المسلحة الكوبية إلى صفوفه، استطاع كاسترو أن يشكل ضغطاً على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية إلى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 واستحواذ كاسترو وأعوانه على العاصمة الكوبية هاڤانا. علاقته بالدين يعتبر كاسترو نفسه ملحداً ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية منذ نعومة أظافره، وقد أقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962 لارتداد كاسترو عن الكاثوليكية. وقد تحسنت علاقه كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما أعطى شيئاً من الحرية للممارسات الدينية في كوبا، بل ولم يمانع من انضمام الكاثوليك إلى الحزب الكوبي الشيوعي. سياسته الخارجية سارعت الولاياتالمتحدة بالاعتراف بالحكومة الكوبية الجديدة وكان كاسترو رئيساً للحكومة آنذاك. وسرعان ما بدأت العلاقات الامريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا بتأميم الشركات الأمريكية، و تحديداً، شركة "الفواكه المتحدة". و في ابريل من 1959، زار الرئيس كاسترو الولاياتالمتحدة والتقى مع نائب الرئيس ريتشارد نيكسون، وتذرّع الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته اللقاء مع كاسترو لارتباطه بلعبة الغولف وقد طلب الرئيس الأمريكي من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي ومدى ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون إلى أن كاسترو "شخص بسيط و ليس بالضرورة يميل إلى الشيوعية". وفي فبراير عام 1960، اشترت كوبا النفط من الاتحاد السوفييتي ورفضت الولاياتالمتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو على تأميم المصافي الامريكية مما جعل العلاقات الامريكية الكوبية في أسوأ حال. ونتيجة القطيعة الأمريكية، اتجه كاسترو صوب الاتحاد السوفييتي وقام على التوقيع على شتّى أنواع المعاهدات مع الاتحاد السوفييتي، وبدأت المساعدات المالية واللوجستية السوفييتية تنهال على كوبا. أزمة الصواريخ استناداً على مذكرات الرئيس السوفييتي خوروشوف، فقد رأى الاتحاد السوفييتي أن يقوم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولاياتالمتحدة من غزو الجزيرة. وفي 15 اكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الامريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوباوالولاياتالمتحدة (90 ميل). و قامت البحرية الامريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه إلى كوبا. و في 27 أكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولاياتالمتحدة ولكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب لهذا الطلب. ورضخ الاتحاد السوفييتي لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة أن تتعهد الولاياتالمتحدة بعدم غزو كوبا والتخلص من الصواريخ البالستية الأمريكية في تركيا. و باستتباب الأمن وزوال الخطر، اتسمت العلاقة بين الولاياتالمتحدة و كوبا بالعدائية، واستمرت الولاياتالمتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو.