قالت مصادر قبلية في اليمن يوم الاربعاء ان مقاتلين اسلاميين سيطروا على بلدة صغيرة الى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء هذا الاسبوع قالوا انهم سينسحبون منها في حالة الافراج عن عدد من أقرانهم السجناء. وقال رجال قبائل يمنيون يتفاوضون مع المتشددين بالنيابة عن الحكومة ان طارق الذهب زعيم المجموعة التي سيطرت على بلدة رداع الواقعة على بعد 170 كيلومترا الى الجنوب الشرقي من صنعاء وافق على الانسحاب في حالة الافراج عن اخيه نبيل وعدد اخر من السجناء. والذهب هو صهر انور العولقي الامريكي الذي اتهمته واشنطن بالقيام بدور قيادي في تنظيم القاعدة بجزيرة العرب وقتل خلال هجوم لطائرة بلا طيار العام الماضي. وأبرزت السيطرة على رداع مخاوف امريكية من أن تؤدي الاضطرابات السياسية في اليمن بسبب مصير الرئيس علي عبد الله صالح الى منح القاعدة موطئ قدم قرب ممرات الشحن الرئيسية في البحر الاحمر وربما تمتد الى المملكة العربية السعودية اكبر مصدر للنفط في العالم. ودخل عشرات المتشددين رداع يوم الاحد موسعين سيطرتهم خارج محافظة أبين بالجنوب والتي سيطروا فيها على عدة بلدات منذ قيام الانتفاضة ضد صالح في اوائل العام الماضي. وقال سكان رداع ان الشوارع خلت من المارة وان المتاجر ظلت مغلقة يوم الاربعاء. وسلم صالح رسميا السلطة الى نائبه في أواخر العام الماضي بما يتوافق مع خطة توسطت بها دول خليجية لانهاء الاحتجاجات المستمرة منذ نحو عام وصراع بين قواته وقوات ضابط منشق وميليشيات قبلية. وبموجب الاتفاق الذي توسطت به دول الخليج يتقاسم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك المعارض المناصب الوزارية ويشكلان معا حكومة وحدة وطنية لادارة البلاد الى حين اجراء انتخابات رئاسية في فبراير شباط. لكن ما زالت هناك علامات استفهام حول نوايا صالح الذي قال مؤخرا انه سيبقى في اليمن بعد أن كان وعد بأنه سيسافر الى الولاياتالمتحدة. ويتهمه معارضوه بالتنازل للاسلاميين عن أجزاء من اليمن لاثبات زعمه ان حكمه هو وحده القادر على منع زيادة سطوة تنظيم القاعدة في اليمن وبأنه يهدف في نهاية الامر الى الاحتفاظ بالسلطة من خلال افساد اتفاق نقل السلطة. وأيدت واشنطن التي دعمت صالح منذ زمن طويل باعتبار أن له دورا رئيسيا في سياستها في "مكافحة الارهاب" خطة نقل السلطة. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الثلاثاء ان صالح لم يف بوعوده بموجب الخطة وان واشنطن مستمرة "في التركيز على التهديد الذي تشكله القاعدة في اليمن وسنواصل العمل مع شركائنا هناك وفي أماكن أخرى لضمان ألا تكتسب القاعدة موطيء قدم في شبه الجزيرة العربية."