أصدر علماء اليمن مساء أمس الجمعة بياناً أدانوا فيه حادثة إحراق القرآن الكريم في قاعدة بلقراد الأمريكيةبأفغانستان على يد جنود أمريكيين قبل أمس الأول، واعتبر البيان هذه الأعمال "وصمة عار في جبين الإدارة الأمريكية التي تخطب ود المسلمين بالكلام وتمنيهم بالأحلام ثم تعود بجنودها لتعيث في أرض المسلمين بالفساد فتقتل أبناءهم وتستحيي نساءهم وتدنس مقدساتهم وحرماتهم".. وحذر علماء اليمن في بيانهم -الذي تلقت الصحيفة نسخة منه- الإدارة الأمريكية من مواصلة هذه السياسات العدائية تجاه المسلمين ومقدساتهم مؤكدين أن هذه الأعمال تعتبر دلالة واضحة على الأهداف التي تسعى الإدارة الأمريكية لتحقيقها من خلال تواجدها العسكري الدائم في المنطقة، معتبرين حربها على الإرهاب مجرد شماعة للاعتداءات المتكررة على المسلمين ومقدساتهم والنيل من كرامتهم وعزتهم لمصلحة المشروع الصهيوني في المنطقة حسب وصفهم. نص البيان: "بيان حول انتهاك القوات الامريكية للمقدسات الإسلامية قال تعالى: (وقال الذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون، فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون) وقال تعالى: (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون) صدق الله العظيم. تابع علماء اليمن ما تداولته وسائل الإعلام عن عملية إحراق الجنود الأمريكيين للمصحف الشريف في إحدى قواعدهم العسكرية بأفغانستان في واحدة من العمليات الإجرامية الدنيئة والمتكررة خلال الفترات السابقة، وإننا في رابطة علماء اليمن نعتبر هذه الأعمال الجبانة وصمة عار في جبين الإدارة الأمريكية التي تخطب ود المسلمين بالكلام وتمنيهم بالأحلام ثم تعود بجنودها لتعيث في أرض المسلمين بالفساد فتقتل أبناءهم وتستحيي نساءهم وتدنس مقدساتهم وحرماتهم تارة باسم مكافحة الإرهاب كما في أفغانستان، وتارة باسم حقوق الإنسان كما في العراق، وتارة باسم الدفاع عن السامية كما في فلسطينالمحتلة وبيت المقدس الشريف.. إن علماء اليمن يحذرون الإدارة الأمريكية من مواصلة هذه السياسات والممارسات الخسيسة التي تستهدف المسلمين ومقدساتهم، ويؤكدون أن استمرارها فيها يدل دلالة واضحة على حقيقة الأهداف والمرامي التي تسعى لتحقيقها من خلال تواجدها العسكري الدائم في المنطقة، وأن ما يسمى بمكافحة الإرهاب التي ترفع لواءه ليس إلا صنيعة مخابراتية لتسهيل الوصول لتلك المرامي والأهداف الحاقدة على الإسلام والمسلمين سنة وشيعة. إن الانتهاكات المتواصلة على القرآن الكريم وخاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وآله وسلم وعلى بيت المقدس الشريف -التي تستهدف النيل من كرامة وعزة أبناء الأمة الإسلامية- تأتي في سياق المشروع الاستعماري لقوى الاستكبار في العالم وعلى رأسها أمريكا، ولا تنفصل –تلك الانتهاكات- عن احتلال الأرض كما في فلسطين ولبنان وسوريا والعراقوأفغانستان، ولا عن نهب ثروات المنطقة من خلال فرض سياسات وعقود إذعان معينة تخدم مصالحها في الأساس. إن ما يحصل في أفغانستان من انتهاك لحرمة القرآن الكريم داخل القاعدة الأمريكية لا ينفصل كذلك عما يحصل اليوم في المنطقة، حيث تسعى الإدارة الأمريكية لإفشال وحرف مسار الثورات العربية حفاظاً على مصالحها وسياساتها غير المشروعة، فهي إذ تتدخل لإفشال الثورة في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن حماية للأنظمة الموالية لها نراها على العكس من ذلك تبذل الجهود الحثيثة لإسقاط النظام السوري الممانع والرافض لسياساتها في المنطقة، وليس ذلك لشيء إلا خدمة لأهدافها الخاصة ومصالحها الاستعمارية المرتبطة بالمشروع الصهيوني الكبير في الشرق الأوسط. يا أبناء المنطقة العربية والأمة الإسلامية: إن علماء اليمن يعولون على وعيكم المتنامي والمتزايد تجاه ممارسات وأهداف الإدارة الأمريكية الرامية للقضاء على مقومات ونهضة العرب والمسلمين والمنحازة لعدوهم الصهيوني.. فلا تسمحوا لها بتمرير سياساتها الخبيثة وتحقيق مآربها الشيطانية في زرع الفتن بينكم وتأليب بعضكم على بعض مستغلة الاختلافات الطائفية والمذهبية وكذا المواقف والأحكام المتطرفة لدى البعض والعمليات الإرهابية التي تغذيها وتحرص على تشويه الإسلام وتفريق المسلمين من خلالها. حفظ الله ديننا ومقدساتنا، ونصرنا جميعاً على عدونا الغاشم والمتربص.