احيا اليمنيون المقيمون في جمهورية مصر العربية ،الاحد الماضي، الذكرى الاولى لجمعة الكرامة التي سقط فيها مالايقل عن 57 شهيدا في ساحة التغيير بصنعاء، حيث نظمت صحيفة ايلاف اليمنية فعالية احتفائية بالمناسبة حضرها عدد كبير من الطلبة اليمنيين في الجامعات المصرية، اضافة الى اليمنيين المقيمين في القاهرة يتقدمهم بعض اعضاء البرلمان والمشائخ والسياسيين والشخصيات المعروفة. الفعالية التي اقيمت في نادي الاطباء في البحر الاعظم على ضفاف نهر النيل وتحت شعار (الكرامة ليس لها جدران) شارك فيها السياسي والقيادي في اللقاء المشترك محمد الصبري الناطق الرسمي باسم لجنة الحوار الوطني والبرلماني عبدالعزيز جباري وحمزة الكمالي عضو المركز الاعلامي بساحة التغيير بصنعاء وفؤاد امين احد خطباء ساحة الحرية بتعز واحد جرحى الثورة اليمنية، حيث بدأت بكلمة ترحيبية لرئيس تحرير صحيفة ايلاف محمد الخامري الذي رحب بالحضور وتحدث عن جمعة الكرامة التي كان شاهدا على تفاصيلها بعد وقوعها، شارحا كيف كان لقاءه بالرئيس السابق علي عبدالله صالح بعد ساعتين من المجزرة ضمن مجموعة من الصحفيين الذين تم الاتصال بهم للحضور الى دار الرئاسة لسماع البيان الرسمي لرئيس الجمهورية ووزير الداخلية اللذين حملا سكان حي الجامعة كامل المسؤولية وانهم هم من قتلوا الشباب صباح ذلك اليوم الدامي. من جانبه قال الناطق باسم اللجنة التحضيرية للحوار الوطني محمد الصبري ان شباب الساحات واليمنيون بشكل عام لايملكون خيارات متعددة وان خيارهم الاول والافضل والممكن لاستعادة هويتهم هو خيار الثورة التي قال انها تمضي وفق ثلاثة مسارات. وتحدث الصبري حول جمعة الكرامة وماحصل فيها من مفاجآت لم تكن تخطر على بال اليمنيين وانه يمكن ان يصل الصلف والغرورو بالحاكم الى ذلك الحد الذي شن حربا شعوا باسلحة متعددة ضد شعبه الاعزل بصدورهم العارية، مؤكدا ان الاكثر ايلاما والاشد جرما من المجزرة ذاتها تبريرها الذي خرج به رئيس الجمهورية آنذاك ووزير داخليته الذين لم يحترموا دماء الشهداء ولامشاعر ذويهم ولاعقولنا كيمنيين متلقين لتصريحاتهم تلك. وقال الصبري لم يكن لدى اليمنيين من خيار اخر الا الثورة، مشيرا الى ان الامور تعقدت كثيرا ووصلت درجة من السوء لم يعد معها السكوت ممكنا، سواء في معائش الناس ومصائرهم او وحدتهم الجغرافية او امنهم النفسي او وجودهم على ارضهم التي وجدوا انفسهم فيها وعليها بالولادة والوراثة، كان الفساد يتهددهم والاقصاء يسرق قوتهم ومستقبلهم، حتى أصبحت المسألة مسألة وجود، ومن هناء جاءت الثورة لتعيد التوازن لليمن واليمنيين على حد سواء. من جانبه قال عبدالعزيز جباري عضو مجلس النواب ان قوة الدفع الثوري ما تزال قائمة ومتماشية مع قوة البناء المتمثل في حكومة الوفاق، موجها انتقاده الكبير للبرلمان ولقانون الحصانة ولبعض القوانين التي يتم الاشتغال عليها حاليا سواء العدالة الانتقالية وغيرها، مؤكدا انه مالم يخرج الرئيس السابق من كادر الصورة السياسية في البلاد تماما لايمكن الحديث عن ثورة او تغيير حصل في اليمن.. وأشار جباري الى ان الوضع الراهن في صنعاء منزلة بين المنزلتين، مؤكدا "لم نصل الى الامن والاستقرار واليمن الجديد الذي خرجنا من اجله"، وقال ان هناك أطرافا خارجية ما تزال تلعب بورقة علي صالح وأبناءه من أجل أغراض ومصالح ذاتية بعيدا عن مصلحة اليمن.. بعدها تحدث الشاب حمزة الكمالي وهو من شباب ساحة التغيير بصنعاء وعرض قصة مجزرة الكرامة يوم الجمعة والذي كان شاهدا عليها باعتباره احد شباب المركز الاعلامي هناك، وذكر العديد من التفاصيل التي قال انها عالقة في ذاكرته وستبقى تؤرق حياة اليمنيين مالم يصلوا الى مبتغاهم وهدفهم الرئيسي من الثورة التي خرجوا بها ليمن جديد.. فؤاد امين احد خطباء ساحة الحرية بتعز واحد المصابين الذين يتلقون العلاج في القاهرة كان المشارك الاخير في هذا الفعالية والذي تحدث عن معاني الثورة واهدافها، مسدلا صبغة ثورية على المشهد الذي قال انه صورة واحدة سواء ساحة التغيير في صنعاء وجمعة الكرامة او ساحة الحرية بتعز ومشهد احراقها اواخر مايو 2011م. وفي ختام الفعالية التي ادارها محمد الخامري رئيس تحرير صحيفة ايلاف قدم الحاضرين من سياسيين ومثقفين وشباب العديد من المشاركات والمداخلات الجادة والنقاشات المثمرة التي اثرت المناسبة واضفت عليها لمسة جماعية شبابية ثورية. حضر الفعالية العديد من الشخصيات السياسية والبرلمانية والقبلية والدكتورة هناء عبدالرحمن البيضاني ابنة نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية 26 سبتمبر 62م..