أوكلت الحكومة اليمنية مهمة محاورة أنصار زعيم التمرد الشيعي حسين بدر الدين الحوثي الذين اعتقلوا في المواجهات والذين تقدر أعدادهم بالمئات إلى لجنة الحوار الفكري مع المتطرفين التي يرأسها القاضي حمود الهتار عضو المحكمة العليا. وهي اللجنة المتخصصة بمحاورة المشتبه بانتمائهم لتنظيم القاعدة. وتتكون اللجنة من عدد من العلماء البارزين في البلاد من مختلف المذاهب بقرار من الرئيس علي عبد الله صالح صدر العام المنصرم. وقد شرعت اللجنة في إجراء لقاءات مع 220 شخصا من أنصار الحوثي، غير أنها صدمت بمواقف متشددة منهم. لكن اللجنة تؤكد أن محاورتهم بحاجة إلى وقت طويل. ويثير بدء الحوار مع أنصار الحوثي في ظل استمرار العمليات العسكرية تساؤلات حول جدوى مثل هذا الحوار وحول الفكر الذي يحمله أتباع الحوثي الذين يطلقون على أنفسهم تسمية الشباب المؤمن..؟ يرد الهتار في تصريحاته لالسفير بالقول إن من المبادئ الأساسية للحوار هو تهيئة المناخ له، ونحن في الجلسات الأولى نحاول استطلاع المشكلات الفكرية ومن ثم إعداد جدول لأعمال الحوار.. ولسنا على عجل لحسم الحوار ونتائجه لأننا نوقن أن الظروف التي تسيطر على الموقف الآن تترك آثارا نفسية لدى هؤلاء الشباب، وبالتالي سننتظر حتى تنتهي الأعمال العسكرية. وبطبيعة الحال فإن عمل لجنة الحوار يتطلب أن تتعرف أولا على الأفكار التي يحملها الشباب المؤمن الذين يتزعمهم الحوثي، قبل محاورتهم، ويقول الهتار: إن الفكر الذي يحمله حسين بدر الدين الحوثي ومن معه من الأتباع، هو فكر الإمام الخميني. ولقد حاول الحوثي استنساخ فكر الخميني دون مراعاة لاختلاف الزمان والمكان والأشخاص.. فالفرق بين الإمام الخميني والحوثي كبير وبين شاه إيران والرئيس علي عبد الله صالح لا شك بأنه فارق كبير، كما أن الفرق بين الشعبين اليمنيوالإيراني كبير أيضا، لان أغلبية سكان اليمن سنة وليسوا شيعة، والمذهب الاثنا عشري دخيل على اليمن وعدد أتباعه محدود جدا ولا تأثير لهم على الساحة اليمنية. ولا يخشى القاضي الهتار من فتنة طائفية في اليمن بسبب حركة التمرد وقمع السلطات لها على الإطلاق.. ليس لهذا الفكر أي صلة بالمذهب الزيدي الهادوي.. فالهادوية أو الزيدية في اليمن هم شيعة السنة وسنة الشيعة. وهناك تقارب كبير بين الزيدية والشافعية في اليمن. وكثير من المسائل الفقهية التي كانت محل خلاف قد حسمت بإحكام الدستور وتقنين أحكام الشريعة الإسلامية. وبالتالي فإن مسألة العبادات متروكة لكل شخص حسب ما يقتنع به سواء كان زيديا أو شافعيا. يضيف القاضي الهتار: من الأهمية بمكان أن نشير إلى أن علماء الزيدية هم الذين تصدوا للفكر الذي جاء به الحوثي من خلال إصدار البيانات والفتاوى.