جاء في تقرير لمنظمة «هيومان رايتس ووتش» الحقوقية الاميركية ان رجل أعمال وضابط استخبارات يمنيا اختطف من احد شوارع القاهرة في سبتمبر (ايلول) 2002 وقضى في الحبس الانفرادي اكثر من عام لدى السلطات الاميركية يخضع الآن للاعتقال في قاعدة غوانتانامو التابعة لسلاح البحرية الاميركي في كوبا. وافاد هذا الضابط في رسالة الى احدى سفارات بلده بان السلطات الاميركية تريد الاستفادة من معلوماته حول الاصوليين الذين قاتلوا سابقاً ضد السوفيات في افغانستان. وتعتبر قضية اليمني عبد السلام علي الحيلة مثالا لما تعتبره منظمات حقوق الانسان مساعدة او تعاونا من حكومة اجنبية في إلقاء القبض على شخص وتسليمه الى الولاياتالمتحدة. وقال جون سيفتون، الباحث بمنظمة «هيومان رايتس ووتش» التي جمعت معلومات حول عبد السلام الحيلة من مقابلات اجريت مع افراد اسرته ومن الخطابات التي ارسلها من غوانتانامو والتصريحات التي نشرت في تقارير اخبارية في دول عربية، ان ما حدث لعبد السلام الحيلة يعتبر مثالا على تجاوز الولاياتالمتحدة لقوانين ومبادئ الحرب وحقوق الانسان. وأضاف سيفتون انه لا يمكن ببساطة وضع اشخاص في الحبس الانفرادي لفترة غير محددة فقط بسبب اعتبارهم «مقاتلين اعداء». وقال سيفتون ومسؤولون من منظمات اخرى لحقوق الانسان ان هناك عشرات الحالات المشابهة لحالة اليمني الحيلة، أي الذين القي القبض عليهم من ميادين القتال في أفغانستان وتم نقلهم الى سجن غوانتانامو. من جانبه قال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان السياسة العسكرية تقتضي عدم مناقشة التفاصيل الخاصة بمعتقلين محددين في غوانتانامو. وفي الوقت الذي أثار فيه إرسال الولاياتالمتحدة الكثير من المعتقلين المشتبه في تورطهم في الارهاب الى دول اخرى اهتماما واسعا، تأتي قضية اليمني الحيلة كدليل جديد على اعتقال سلطات بعض الدول اشخاصاً مشتبه فيهم في اوضاع لا تتعلق بالقتال او ميادين المعارك وتسليمهم الى الولاياتالمتحدة للحبس. وقال مسؤولون في «هيومان رايتس ووتش» ان من ضمن هؤلاء ستة جزائريين اعتقلوا في البوسنة والهرسك من قبل السلطات البوسنية، وأصدر قضاة التحقيق في البوسنة قرارا بإطلاق سراح الجزائريين الستة، إلا انهم سلموا الى السلطات الاميركية وهم يخضعون الآن للحبس في غوانتانامو. ويضاف الى ذلك ان هناك عدداً كبيراً من الباكستانيين الذين اوردوا في الطعن القضائي الذي تقدموا به ضد إجراء حبسهم انهم اعتقلوا في باكستان من قبل مسؤولين باكستانيين بعيدا عن ميادين القتال في افغانستان. وقال سيفتون ان عبد السلام الحيلة كان يتصل بأسرته هاتفيا بصورة يومية خلال الأيام الاولى لزيارته الى مصر في سبتمبر 2002، إلا ان اسرته لم تتلق أي اتصال منذ اختفائه حتى ابريل (نيسان) 2004. وكان وزير الخارجية اليمني قد اعلن في ذلك الوقت ان سفارة بلاده في باكستان تلقت خطابا من عبد السلام الحيلة جرى تسريبه عندما كان قيد الحبس في سجن بافغانستان. وأشار الحيلة في الخطاب المذكور الى انه كان محبوسا في زنزانة بجوار يمني آخر اعتقل في تايلندا. كما كتب في خطابه ايضا انه يعتقد انه محبوس في افغانستان لدى وكالة الاستخبارات المركزية (سي. آي. إيه)، وقال ان مسؤولي الوكالة يريدون منه إطلاعهم على المعلومات التي اكتسبها من عمله في الاستخبارات اليمنية، التي وصل فيها الى رتبة عقيد، فيما يتعلق بالاصوليين الذين حاربوا السوفيات في افغانستان ثم هاجروا الى اوروبا، إلا ان مسؤولي وكالة (سي. آي. إيه) رفضوا التعليق على القضية. وقال سيفتون ان من يجري اعتقالهم في أماكن بعيدة عن ميادين القتال يمثلون شريحة ثالثة الى جانب اولئك الذين سلمتهم الولاياتالمتحدة الى دول اخرى والذين القي القبض عليهم داخل افغانستان او حولها ثم نقلوا الى غوانتانامو.