أكدت مصادر عديدة سقوط عشرات القتلى والجرحى منذ مطلع الأسبوع في صفوف جماعة الحوثي المسلحة وخصومهم من السلفيين ورجال القبائل في أكثر من محافظة، حيث اتسعت دائرة المواجهات المسلحة بين الجانبين لتشمل محافظات الجوفوعمرانوصنعاء وحجة بالاضافة الى محافظة صعده، محور الاقتتال الرئيسي بينهما. وعلمت ‘القدس العربي' من مصادر سياسية أن المواجهات المسلحة بين الجانبين بدأت تأخذ بعدا طائفيا إثر اتساع دائرتها إلى محافظات بعيدة عن صعده وخروجها عن الإطار الجغرافي لمحافظة صعده، حيث اشتعلت الحرب هناك بسبب مركز الحديث الديني التابع للسلفيين والذي يعد أعرق مركز للتعليم الديني السلفي في اليمن. وقالت ‘ان المشكلة بين الحوثيين والسلفيين تعقدت أكثر مع مرور الوقت وارتفاع حصيلة الضحايا بين الجانبين وفشلت معها اللجنة الرئاسية في التوصل إلى حل نهائي للأزمة، وكل ما تقوم به اللجنة هو مجرد تهدئة وحلول مؤقتة لوقف القتال، ولكن كل اتفاق يتم التوصل اليها سرعان ما ينهار بعد سويعات من إبرامه، وآخر الاتفاقات اتفاق وقف اطلاق النار المبرم أمس الأول، الذي انهار قبل أن يجف الحبر الذي كتب به'. وكشفت أن ضحايا الجانبين من القتلى والجرحى بلغ المئات منذ اندلاع المواجهات بينهما مطلع ايلول/ سبتمبر الماضي ‘ويبدو أنها مرشحة للاستمرار بسبب وجود تدخلات سياسية وقبلية لدعم الطرفين بالاضافة الى تأكد دخول الرياض في الخط لدعم السلفيين والحوثيين في ذات الوقت، لإرباك الوضع السياسي في البلاد'. وأكدت أن ‘الحوثيين تلقوا خلال الفترة القصيرة الماضية دعما ماديا ولوجستيا وطبيا وعسكريا من قبل السعودية في حربهم ضد السلفيين، في ذات الوقت الذي تبدي فيه تعاطفها مع السلفيين كرافد لمذهبها الديني ووسيلتها للسيطرة على الشارع اليمني عبر العصى الدينية'. وكشفت أن ‘زعيم جماعة الحوثيين عبدالملك الحوثي التقى رئيس جهاز الاستخبارات السعودية الأمير بندر بن عبدالعزيز في منطقة سعودية متاخمة للحدود السعودية اليمنية لمناقشة التنسيق السعودي الحوثي لإجهاض صعود نجم حزب الاصلاح ذي التوجه الاسلامي في اليمن عبر تعزيز قوة المد الحوثي القريب للمذهب الشيعي والذي يتلقى دعما إيرانيا سخيا'. وأكدت أن لقاء المسؤول السعودي بالزعيم الحوثي جاء بعد لقاءات سابقة في صنعاء وفي الرياض بين دبلوماسيين سعوديين ومسؤولين في جماعة الحوثي والتي توّجت بهذا اللقاء الذي أثمر عن ضخ الرياض لمبالغ ضخمة للحوثيين تقدّر بعشرات الملايين من الدولارات لدعم أنشطهم الميدانية وتمويل حروبهم في أكثر من جبهة بمحافظة صعده والعديد من المحافظات الأخرى التي امتدت إليها المواجهات بشكل متسارع. وفي المقابل حظي المقاتلون السلفيون بتعاطف شعبي وقبلي كبير من قبل رجال القبائل وأيضا من انصار التيار السلفي في اليمن والسعودية وحصلوا على دعم مادي من الجماعات السلفية السعودية بينما حصلوا على دعم بشري من المقاتلين من العديد من المناطق اليمنية، ولكن يبدو ان الحضور الكبير للحوثيين في المرافق الحساسة في المؤسسات العسكرية والأمنية في اليمن ساعدهم في الحصول على الكثير من الدعم اللوجستي والعتاد والخبرات، وجعل الكفّة تتأرجح في كثير من الأوقات لصالحهم، رغم التقدّم العسكري الذي يحققه المقاتلون المناوئون لهم بين الحين والآخر. وقالت مصادر إعلامية إن المواجهات بين الحوثيين وخصومهم السلفيين والذين انضم اليهم القبائل اسفرت عن سقوط أكثر من 40 قتيلا من الجانبين، منذ الجمعة الماضية. وذكرت المصادر أن الحوثيين تكبدوا خسائر كبيرة في الأرواح في المناطق المتاخمة للعاصمة صنعاء وبالذات في منطقة بني علي بمديرية أرحب في محافظة صنعاء، حيث بلغ قتلاهم العشرات، وتصدّت لهم قبيلة أرحب بشدة ودخلت في مواجهات مسلحة مباشرة مع الحوثيين، وتخوض جماعة الحوثي حربا في أكثر من جبهة لتتسع دائرتها لتشمل القبائل البعيدين عن السلفيين. وذكرت مصادر قبلية ان أبناء القبيلة أسروا نحو 70 مقاتلا حوثيا منذ الجمعة، بالاضافة لنصف العدد من القتلى وتكبيدهم الكثير من الخسائر المادية والعتاد العسكري. في غضون ذلك ذكرت مصادر قبلية أن نجل القيادي الحوثي عبدالله عيضة الرزامي لقي مصرعه في القتال الذي دار في وادي دنان بمنطقة العصيمات بمحافظة عمران، التي تعتبر معقل آل الأحمر، شيخ مشائخ حاشد. وذكرت صحيفة (أخبار اليوم) انه تم انتشال العديد من جثث القتلى من مسلحي الحوثي في وادي دنان بمنطقة العصيمات من قبل مقاتلي قبائل حاشد بعد أن سيطرت القبائل على مواقع للحوثيين في دنان نتيجة انكسار زحفهم على تبة الصرحة. وقالت ان إحدى الجثث التي تم انتشالها كانت لنجل القيادي الحوثي البارز عبدالله عيضة الرازمي الذي قتل في معارك التوغل الحوثي خارج سوق الخميس خلف وادي دنان مطلع الأسبوع الجاري وأنه تم التعرف على نجل الرازمي الذي قاد الزحف المنكسر والتوغل الحوثي السبت الماضي.
