عقيل الحلالي : قُتل 15 شخصاً، بينهم ثلاثة جنود أمس باستمرار القتال بين الجيش اليمني والمتمردين الحوثيين في محافظة عمران شمال البلاد واحتدم القتال أمس، لليوم الثاني عشر على التوالي، بين مقاتلي جماعة الحوثيين الشيعية وقوات اللواء 310 مدرع المرابطة في مدينة عمران. وأبلغ مصدر عسكري في اللواء 310 مدرع (الاتحاد) بأن المعارك «اندلعت بشكل عنيف» الليلة قبل الماضية في العديد من المناطق في محيط مدينة عمران واستمرت حتى صباح أمس، مشيراً إلى أن المواجهات التي استخدمت الأسلحة الثقيلة والمتوسطة اندلعت في منطقة «سحب» الجنوبية ومنطقة «ضبر» الشمالية وفي جبال «الجنات» وجبل «المحشاش» في شمال غرب عمران وفي منطقة «الحائط» الشرقية، وفي جبل «الجميمة» في الضاحية الجنوبية الغربية للمدينة. وقال: «أسفرت المواجهات عن مقتل ثلاثة جنود وعشرة من المسلحين الحوثيين»، الذين يحاصرون منذ أسابيع مدينة عمران للضغط على الحكومة في صنعاء إقالة حاكم المحافظة، محمد حسن دماج، ومسؤولين عسكريين وأمنيين لقربهم من حزب «الإصلاح»، الشريك في الائتلاف الحاكم وعلى صلة بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن. وذكر المصدر العسكري أن «الحوثيين» قصفوا بقذيفتي هاون منزل ضابط أمني في منطقة «سحب»، ما أدى إلى إصابة شخص على الأقل. وأفاد مسؤول محلي في عمران ل(الاتحاد) بوصول تعزيزات مسلحة للحوثيين المتمركزين في منطقة «سحب» في بلدة «قهال» الواقعة جنوبالمدينة على الطريق الرئيسي المؤدي إلى العاصمة صنعاء. وأوضح أن التعزيزات ضمت أسلحة وعشرات المسلحين على متن سيارات عسكرية، مشيراً إلى تعزيز الحوثيين تواجدهم في بلدة «قهال» يهدف إلى قطع طريق الإمدادات أمام الجيش من العاصمة صنعاء «بعد أفشل الحوثيون في اقتحام مدينة عمران من الشمال والجنوب». من جانبه، قال مصدر قبلي في عمران ل(الاتحاد)، إن المسلحين الحوثيين المتمركزين في منطقة «بير عايض»، شمال المدينة، قتلوا شخصين من أهالي بلدة «ذيبين» الواقعة شرق المحافظة التي باتت غالبية مناطقها خاضعة لنفوذ الجماعة المذهبية المتمردة على صنعاء منذ 2004 وتنامى نفوذها بشكل كبير بعد إطاحة الرئيس السابق علي عبدالله صالح بداية 2012. وأوضح المصدر أن مسلحين حوثيين متمركزين عند حاجز تفتيش في منطقة «بير عايض» أطلقوا النار على سيارة كانت تقل مسلحين قبليين من بلدة «ذيبين»، ما أدى إلى مقتل اثنين منهم، مضيفاً أن الحوثيين «أسروا ثلاثة آخرين واقتادوهم إلى جهة غير معروفة». وزار قائد المنطقة العسكرية السادسة، اللواء الركن محمد المقدشي، ومعه قائد اللواء 310 مدرع، العميد حميد القشيبي، أمس، عددا من مواقع الجيش في محيط مدينة عمران. وأكد اللواء المقدشي خلال لقائه الجنود المرابطين في جبهات القتال أن الجيش «لن يسمح بسقوط مدينة عمران البوابة الشمالية للعاصمة صنعاء». في غضون ذلك، تحدثت مصادر في السلطة المحلية وعمران ووسائل إعلام يمنية متعددة عن تشكيل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لجنة وساطة جديدة بقيادة وزير دفاعه، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، لإيقاف المواجهات المسلحة في عمران التي أسفرت منذ اندلاعها في 20 مايو الماضي عن مقتل 105 أشخاص، غالبيتهم من مسلحي جماعة الحوثي، وبينهم 21 جندياً و11 من رجال القبائل المحلية الموالية للجيش. وأشارت مصادر في السلطة المحلية إلى «أنباء غير مؤكدة رسمياً بتشكيل لجنة وساطة جديدة لإنهاء الحرب في عمران»، دون أن تضيف مزيداً من التفاصيل. وذكرت وسائل إعلام محلية أن هادي شكل لجنة وساطة جديدة من عشرة أعضاء برئاسة وزير الدفاع وعضوية كل من رئيس جهاز الأمن السياسي (المخابرات)، اللواء جلال الرويشان، وقائد الشرطة العسكرية، اللواء الركن عوض محمد فريد، ورئيس لجنة الوساطة الرئاسية السابقة، العميد الركن قائد العنسي، وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني السابق، أحمد عوض بن مبارك، بالإضافة إلى أربعة ممثلين عن جماعة «الحوثيين». كما ضمت اللجنة الجديدة عبدالرحيم صابر، المستشار السياسي لمساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الخاص إلى اليمن، جمال بن نعمر الذي وصل الليلة قبل الماضية إلى العاصمة صنعاء في زيارته الثلاثون لهذا البلد منذ اندلاع حركة التمرد الشعبية ضد الرئيس السابق مطلع 2011.