ساد العاصمة اليمنيةصنعاء، هدوء حذر أمس الجمعة، وسط أنباء عن تقدم في المفاوضات التي تجريها اللجنة الرئاسية وزعيم جماعة الحوثي بمحافظة صعدة بشأن التصعيد الأخير الذي تقوده الجماعة ضد حكومة الوفاق وحشد مسلحيها على تخوم العاصمة . واحتشد أنصار جماعة الحوثي أمس الجمعة، في شارع المطار شمال صنعاء تلبية لتوجيهات زعيمهم عبد الملك الحوثي الذي أعلن في خطاب متلفز الخميس ما أسماها المرحلة الثانية من التصعيد ضد حكومة الوفاق الوطني والمطالبة بإسقاطها . وتواصلت المفاوضات التي تجريها اللجنة الرئاسية مع قيادات الجماعة بمحافظة صعدة حول إمكانية إيجاد حلول يتفق عليها جميع الأطراف للأوضاع الحالية التي تعيشها البلاد . وقال عبدالملك المخلافي المتحدث باسم اللجنة إن اللجنة عرضت على الحوثيين ما جاء في بيان اللقاء الوطني الموسع الذي ترأسه الرئيس هادي الأربعاء بشأن الحوار حول القضايا الشائكة كما استمعت إلى وجهة نظر عبدالملك الحوثي بشأنها ولم يفصح المخلافي عن تفاصيل المفاوضات، غير أنه أكد أنه تم الاتفاق على مواصلة النقاش بهدف التوصل إلى اتفاق يحقق مصلحة الشعب والوطن . من جانبها ذكرت مصادر أمنية أن الحوثيين نصبوا خياماً جديدة بالقرب من مؤسسات رسمية مهمة أبرزها وزارة الداخلية في منطقة الحصبة شمال العاصمة وفي طريق المطار وجولة عمران القريبة من مقر الفرقة الأولى مدرع . وقالت المصادر إن هناك استنفاراً كبيراً في صفوف الأمن والجيش وفق توجيهات أصدرها الرئيس هادي وذلك تحسباً لأي تصرفات من قبل جماعة الحوثي وذلك في ظل استمرارها بحشد المسلحين على مداخل العاصمة . على صعيد متصل، استمرت الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاحتواء التوتر في العاصمة اليمنية . وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة مبعوثه الخاص إلى اليمن جمال بن عمر إنه يبذل قصارى جهده، بالتنسيق مع الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، لمعالجة جذور التوتر الحاصل في العاصمة اليمنية ووضع حل مستدام عبر الحوار" . من جانبه، أعلن أمين عام مجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف الزياني رفض دول مجلس التعاون لأي محاولات تستهدف تقويض العملية السياسية القائمة في اليمن، ودعا كافة القوى السياسية ومكونات المجتمع اليمني إلى الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، والإسهام الفاعل في توفير الأجواء المواتية لاستكمال تنفيذ المرحلة الثالثة من المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية . وشدد الزياني في بيان على ضرورة أن تحرص كافة الأطراف اليمنية على التقيد بالأطر القانونية والمشروعة للتعبير عن أي مواقف، والعمل على كل ما يحفظ المصالح العليا لليمن . وعبر عن "استنكاره للأحداث المؤسفة التي تدور في محيط العاصمة صنعاء والتلويح باستخدام خيارات تصعيدية، باعتبارها خروجاً على الإجماع الوطني وتنذر بعواقب وخيمة تهدد أمن اليمن واستقراره" .