اتخذ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، إجراءات أمنية شملت تغيير طاقم أمني وإداري رئاسي في عدن، وسط تردد أنباء، نفاها مصدر يمني، حول تعرض هادي لمحاولة انقلابية، في وقت أصدر الحوثيون بياناً اعتبروا فيه الرئيس «فاقداً الشرعية ومطلوباً للعدالة»، وحاصروا منزل أحد الوزراء من الحكومة المستقيلة. وقرر الرئيس اليمني تغيير الطاقم الأمني والإداري بفرع القصر الجمهوري ودار الرئاسة في عدن، في حين أصدر محافظ عدن قراراً أعفى بموجبه مدير جهاز المخابرات بالمحافظة، وعين نائبه قائماً بأعمال الجهاز. ويسعى هادي، منذ انتقاله إلى عدن، إلى استعادة زمام المبادرة، حيث رفض كل القرارات التي اتخذها الحوثيون منذ اجتياحهم صنعاء في 21 سبتمبر. ونفى مصدر أمني يمني المعلومات المتداولة حول حدوث انقلاب ضد الرئيس هادي في محافظة عدن. وقال المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن هناك إجراءات أمنية اعتيادية يتم اتخاذها حول سكن الرئيس هادي في المحافظة ولم يحدث إجلاء أو ترحيل أي جنود ينتمون إلى محافظات شمالية من عدن «كما زعمت الكثير من المواقع الإخبارية». وأوضح المصدر أنه من المحتمل أن يكون أفراد الحماية الرئاسية الخاصة بالرئيس هادي قد انتقلوا معه إلى عدن لتأمين مقر سكنه. محاولة انقلابية وكانت وسائل إعلام محلية في عدن ذكرت أن مجموعة من قوات الاحتياط «الحرس الجمهوري» حاولت حصار مقر الرئيس اليمني في مقر إقامته بالقصر الرئاسي، ولكن قوات الحرس الخاص بالرئيس واللجان الشعبية الجنوبية استطاعت التصدي لهم ومحاصرتهم، وذلك حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط. وذكر موقع «هنا عدن» الإخباري، أنه تم اعتقال الضباط والجنود الذين يصل عددهم إلى نحو 150. من ناحية أخرى، قامت اللجان الشعبية وحرس الرئيس، بإخراج سريتين من معسكر القوات الخاصة بعد هذه المحاولة بأسلحتهم الشخصية ومتعلقاتهم وطلبت منهم العودة إلى محافظاتهم الشمالية. سحب الاستقالة في غضون ذلك، أوضحت مصادر مقربة من الرئيس هادي في عدن، أنه «بعث برسالة إلى مجلس النواب اليمني أبلغه فيها سحب استقالته التي قدمها للمجلس يوم 21 يناير الماضي، وأعرب عن الأمل في أن يتعاون المجلس معه لإنقاذ البلاد وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جميع محافظات الجمهورية». وقال عضو البرلمان عبد المعز دبوان إنهم أبلغوا بإرسال الرئيس هادي مذكرة إلى البرلمان لسحب استقالته، مضيفاً أنه لم يطلع على المذكرة بعد. ولم يعقد البرلمان أي جلسة حتى الآن منذ تقديم هادي استقالته للبت في موضوع الاستقالة. وكتب هادي في رسالة إلى البرلمان «نود أن نطلعكم أننا نسحب استقالتنا التي تقدمنا بها إلى مجلسكم الموقر». وأضاف «نأمل منكم أيها الأخوة النواب أن تتعاونوا معنا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وإعادة تطبيع الأوضاع الأمنية والاقتصادية في جميع محافظات الجمهورية، وإنجاز ما جاءت به مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وتطبيقها على الأرض». مطلوب للعدالة لكن اللجنة الثورية الحوثية التي تدير أجزاء واسعة من اليمن اعتبرت أن الرئيس هادي مطلوب للعدالة ولم يعد له أية صفة. وقالت اللجنة في بيان بثته «وكالة سبأ للأنباء» إنها تتابع التحركات التي وصفتها ب«المشبوهة» للرئيس هادي الذي وصفته ب«الفاقد الشرعية لأي تصرف كرئيس للجمهورية، وأنه بتصرفاته الطائشة والمتخبطة قد أضر بالشعب اليمني وأمنه واستقراره واقتصاده وحياته». وحذرت «اللجنة الثورية» كل من يتعاملون مع هادي بصفة رئيس دولة وينفذون أوامره من جميع موظفي الدولة ومسؤوليها وبعثاتها الدبلوماسية، بأنهم سيتعرضون للمساءلة القانونية. ودعت جميع الدول لاحترام خيارات الشعب اليمني وقراراته وعدم التعامل مع هادي، باعتباره لم يعد ذا صفة في أي موقع رسمي، بل «هو مخل بالمسؤولية ومطلوب للعدالة»، حسب بيان الحوثيين. تصعيد حوثي واندلعت اشتباكات مسلحة بين حراسة معسكر القوات الخاصة ومسلحي الحوثيين، في منطقة الصباحة غرب العاصمة صنعاء. وقال مصدر عسكري إن مسلحي الحوثي، هاجموا بوابة معسكر القوات الخاصة، محاولين اقتحام المعسكر، إلا أن حراسة البوابة ومنتسبي المعسكر قاموا بمنعهم. وصعدت ميليشيات الحوثي المسلحة من مضايقاتها لوزراء حكومة بحاح المستقيلة، بعد رفضهم قبول التكليف الذي أعلنته اللجنة الثورية الحوثية، بتسيير شؤون الوزارات إلى حين تشكيل حكومة جديدة. وبحسب المصادر فإن الميليشيات الحوثية تحرص على عدم مغادرة أي وزير العاصمة صنعاء، حتى لا يلتحقوا بالرئيس عبد ربه منصور هادي، والذي أعلن سحب استقالته. وفي هذا السياق حاصر مسلحون حوثيون منزل وزير التعليم الفني في الحكومة المستقيلة عبد الرزاق الأشول، ومنعوه من الخروج، بعد يوم من اختطاف وزير الصناعة والتجارة د. محمد السعدي أثناء توجهه إلى عدن، وإعادته إلى منزله في صنعاء وفرض الحصار عليه. كما تفرض الميليشيات الحوثية الإقامة الجبرية على رئيس الحكومة المستقيلة خالد بحاح، وعدد من وزرائه، بالتزامن مع تهديدها بمحاكمتهم في حال لم يرضخوا لإملاءات الجماعة. " البيان "