شدد خبيران سعوديان، على أن التطورات المتسارعة في اليمن تستدعي تدخلا عربيا ودوليا لمنع انزلاقه إلى مستنقع الحرب الأهلية. واعتبرا في تعليقات لصحيفة «عكاظ»، أن الأزمة تخطت مرحلة الحلول اليمنية، وأن الموقف الراهن يتطلب حسما قبل أن تستفحل الأمور وتصل إلى مرحلة اللاعودة. ورأى الخبير الاستراتيجي الدكتور علي التواتي: «لقد تخطى اليمن مرحلة الحلول اليمنية والحوار الداخلي، معتبرا أن مختلف الأطراف السياسية تملى عليها أجندتها الخارجية، وهو ما يصوره الصراع القائم الآن بين الشرعية التي يمثلها الرئيس هادي من جهة، والحوثيون والرئيس السابق علي صالح من جهة أخرى. وشدد التواتي على ضرورة استكمال المبادرة الخليجية حتى النهاية، بعد أن عطلت كثيرا من خلال المبعوث الدولي جمال بنعمر، الذي أوجد مخارج شتى للحوثيين ولعلي صالح خارج نطاق المبادرة، ما دفعهم لإحباط اعتماد الدستور اليمني، والسيطرة عسكريا على كثير من المناطق، لافتا إلى أن الوضع الآن أمام خيار تقوية الشرعية اليمنية ومنع اجتياح المحافظات الجنوبية حيث يتواجد الرئيس اليمني من خلال مساندته عسكريا، وانتقد عدم تحرك الأممالمتحدة حتى الآن رغم إصدارها ثلاثة بيانات متتالية بخصوص اليمن. وأفاد أن التدخل العسكري والاقتصادي بات أمرا لا مفر منه لوقف تدهور الوضع إلى ما هو أسوأ من ذلك لا سيما في ضوء سيطرة الحوثيين على تعز. من جهته، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله القباع، أن لقاء أمس الأول لقادة ومسؤولي دول مجلس التعاون الخليجي مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، يعكس اهتمام المملكة ودول الخليج بالأزمة في اليمن، والأوضاع المؤلمة التي يكابدها الشعب اليمني، معربا عن أمله في اتخاذ قرارات حاسمة تنهي هذا الوضع الشاذ، وتوقف شبح الحرب الأهلية التي يحيط باليمن وشعبه. ونوه باهتمام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بالأزمة اليمنية وإسهاماته المتكررة لإيجاد الحلول لها، والتخفيف عن المتضررين من أبناء الشعب اليمني. وقال إن الأحداث المؤلمة في اليمن تحتم على دول الخليح زيادة وتيرة الاهتمام بالأزمة اليمنية، معربا عن أسفه أن التدخل الإيراني في الشأن اليمني أصبح أمرا واضحا للعيان كما هو الحال في العراق وفي سوريا. وشدد على سرعة التدخل للقضاء على المنظمات الإرهابية مثل تنظيمي داعش والقاعدة. "صحيفة عكاظ"