سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طيران «عاصفة الحزم» يقصف مجمع وزارة الدفاع والإمداد والتموين العسكري بصنعاء عتق في قبضة الميليشيا.. ومصادر طبية تؤكد ل {الشرق الأوسط} سقوط أكثر من 200 قتيل في عدن
واصل طيران التحالف «عاصفة الحزم»، أمس، ضرباته الجوية على العاصمة اليمنيةصنعاء وعدد من المحافظات، واستهدفت الغارات المزيد من المواقع والمعسكرات التي استولى عليها الحوثيون وقوات موالية للرئيس المخلوع علي عبد الله صالح. ومن بين المواقع التي تم استهدافها معسكر «اللواء 310» ومنطقة الغولة في مديرية ريدة بمحافظة عمران. وقال سكان في المنطقة إن انفجارات عنيفة دوت في المواقع التي تم استهدافها من قبل الطيران واستمرت تلك التفجيرات لبعض الوقت أمس. وتوقعت مصادر محلية أن يكون استمرار الانفجار بسبب كمية الأسلحة الثقيلة التي كانت مخزنة داخل المعسكر. وسمعت انفجارات مماثلة في «جبل فج عطان» جنوبصنعاء، فيما زعم الحوثيون أن مدنيين سقطوا قتلى وجرحى جراء هذا القصف الذي استهدف مواقع عسكرية. كما استهدف القصف الجوي «مجمع العرضي» الذي يضم وزارة الدفاع وعددا من دوائر الوزارة، ويقع المجمع في منطقة باب اليمن، إضافة إلى استهداف مبنى الإمداد والتموين العسكري. وفي هذه الأثناء، أكد شهود عيان ل«الشرق الأوسط» أن ميليشيات وقوات صالح وبسبب تواصل الضربات الجوية تقوم كل يوم بنقل الأسلحة والذخائر من منطقة إلى أخرى في صنعاء، وتضعها في المناطق الآهلة بالسكان. وذكرت مصادر مطلعة في صنعاء ل«الشرق الأوسط» أن «صالح خلال فترة حكمة التي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، بنى الكثير من الأنفاق والممرات تحت الأرض في صنعاء». وفي وقت أبدى عدد من سكان صنعاء مخاوفهم من انتشار مكاتب حركة مقاتلي ميليشيا الحوثية وسط الأحياء السكنية، حيث مارست منذ بدء الهجمات سياسة «الدروع البشرية». وفي جنوب البلاد، سقطت مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة في جنوب شرقي البلاد، في أيدي القوات الحوثية والموالية لصالح. وذلك بعد نحو 48 ساعة من المواجهات العنيفة بين تلك القوات ومسلحي القبائل الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي. وذكرت مصادر موثوقة في جنوباليمن أن نحو 3 ألوية من القوات الخاصة (الحرس الجمهوري سابقا) التي كان يقودها العميد الركن أحمد علي عبد الله صالح (نجل الرئيس السابق) أسهمت، بشكل كبير، في إسقاط مدينة عتق. وتزامن ذلك مع إعلان الحوثيين، في بيان لهم صدر، أمس، أن «قوات الجيش واللجان الشعبية دخلت مدينة عتقبشبوة بعد دحر عناصر (القاعدة)»، حسب قولهم. وحسب المصادر المحلية، تمكن قرابة 60 سجينا من الفرار من السجن المركزي في عتق عقب سيطرة الحوثيين على المدينة وانسحاب قوات الأمن منها ودخولها في حالة انفلات أمني. وقد عمد الحوثيون، خلال الفترة الماضية، على إطلاق السجناء في المحافظات والمدن التي يدخلونها. وقد بات مئات من المدانين بجرائم القتل والاغتصاب وغيرها من الجرائم، خارج أسوار السجون جراء هذه السياسة التي بدأ تطبيقها في محافظة عمران في شمال صنعاء، منتصف العام الماضي. وأشارت مصادر في عتق إلى أن طيران التحالف قام بضرب مواقع الميليشيات الحوثية في مطار عتق العسكري، التي شهدت نزوحا لعدد كبير من السكان إلى خارجها، خشية أن يتعرضوا للبطش على يد تلك الميليشيا والقوات.
وفي جبهة الضالع، لم تستطع القوات الحوثية والموالية لصالح تحقيق أي تقدم على الأرض، في ظل تصدي المقاومة الشعبية لها. وقال محمد عويضان، أحد مقاتلي المقاومة ل«الشرق الأوسط» إن المقاومة ترابط في مكانها وتمنع تقدم قوات الحوثيين وصالح. ولفت إلى أن الأخيرة ما زالت ترابط، أيضا، في مكانها، وأن الإمدادات تقريبا قطعت عنها. وأشار عويضان إلى أن مدينة الضالع تواجه كارثة بيئية جراء انتشار الجثث في الشوارع. وقال إنه «جرى الاتفاق مع الحوثيين، أمس (أول من أمس) على وقف لإطلاق النار من أجل دخول سيارات الإسعاف لانتشال الجثث، وعندما دخلت السيارات جرى إطلاق النار عليها وما زالت في مكانها». واستمرت ميليشيا الحوثيين وقوات صالح في قصفها العنيف لكثير من أحياء مدينة عدن، كبرى مدن جنوب البلاد. وأكدت مصادر ميدانية ل«الشرق الأوسط» أن القصف، أمس، تركز على «حي السعادة» في مديرية «خور مكسر». واستهدف القصف منازل المواطنين، وفي الوقت الذي تتزايد فيه حالات الوفاة والإصابة في صفوف السكان. وشرحت غيداء الرشيدي عضو اللجنة الطبية الشعبية في عدن ل«الشرق الأوسط» أن «الوضع الصحي كارثي في عدن، حيث نعاني من كثرة عدد المصابين وقلة السعة السريرية، في حين أن عدد الشهداء في تزايد مستمر»، وأضافت: «بلغ عدد الإصابات من 28 مارس (آذار) الماضي إلى 7 أبريل (نيسان) الحالي، أكثر من 1400 مصاب، وبينما عدد (الشهداء) أكثر من مائتي (شهيد)، وهذا العدد لا يشمل أطباء بلا حدود، وهو عدد كبير لأنهم تحملوا العبء الأكبر خلال الأزمة». ولفتت إلى أن «عدد الوفيات لا يشمل الذين لم يصلوا إلى المراكز الصحية ونوعية الحالات جميعها إصابات حرب بين جسيمة ومتوسطة». وأردفت الرشيدي: «أصبحنا نخسر الكثير من المرضى بعد العمليات، نتيجة لعدم استطاعة معظم الكادر الصحي الوصول إلى المستشفيات والمراكز الصحية، كما نعاني من شحة في الكهرباء والمحروقات ونفتقد الكثير من الأدوية والمستلزمات». وتحدثت مطولا عن المعاناة على الأرض، قائلة: «نعاني من صعوبة الحصول على الغذاء نتيجة لشحة المتوفر في السوق، وصعوبة التنقل بين المناطق، إضافة إلى أن القمامة مكدسة في الشوارع والصرف الصحي معطل وسيارات الإسعاف شبه ممنوعة من الحركة». ولكنها لفتت إلى أنه «في المقابل هناك تكاتف وتعاون شعبي غير مسبوق من قبل كل فئات الشعب مع الطواقم الطبية يتمثل في دعم معنوي ومادي وعيني ومجهود إنساني في تلاحم أسطوري خارق وغير مسبوق». وأكدت، والمشاعر تتغلب عليها، أن «الطاقم البطولي الطبي والصحي في كل القطاعات الصحية الحكومية والشعبية والخاصة يسطرون ملحمة في إنقاذ المصابين والعناية بالجرحى والاهتمام أيضا بالمرضى، غير إصابات الحروب. نحن بحمد الله نقوم بكل ما نستطيع. شبابنا يصنعون المعجزات ويسطرون التاريخ». المصدر: الشرق الاوسط