ناقش الشيخ عمار بن ناشر العريقي اليوم في برنامج مع علماء اليمن الذي يقدمه الزميل خالد عليان في تمام الساعة الثامنة مساء بقناة اليمن الفضائية، حول: الوسطية في الإسلام. وأشار إلى أن الوسطية انتشرت مؤخرا وكل يدعي أنها تمثله، وأوضح أن الوسطية هي الاعتدال بين طرفين أو جانبي الاحتراف وهي أبرز خصائص أمة الإسلام، قال تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا }، أي: عدلا. وأضاف أن الجهل بالعلم الشرعي هو أكبر أسباب الغلو والتطرف والإفراط والتفريط، وأن الفتوى ينبغي ألا تسند إلى الجهال ولا إلى أنصاف الفقهاء ولا إلى عالم واحد، ويجب أن تسند للمرجعيات الفقهية وإلى أهل التخصص من الراسخين في العلم حتى لا تقع الأمة في ما تمر به الآن من أخطاء. والعالم هو الذي يدرك الأساسيات من الجزئيات، وأيضا تغييب العلماء بسبب السياسات المتبعة ولما غاب دور العلماء اتخذ الناس أنصاف علماء، وقد أصبح يفتي من يحسن ومن لا يحسن بسبب المحاصصة السياسية. وتحدث عن الإعلام وآثاره في حجب الحقيقة وقال: الإعلام الغربي حاول أن يصور الإسلام بأنه إرهاب، وما القنوات العربية إلا ناقلة، ولو نظرنا لما يحدث لغير المسلمين لوجدناه أشد إرهاباً وما يحدث في سوريا من قتل للأبرياء من قبل النظام والروس أشد فتكا وقتلا بالأبرياء. وعن الأحداث التي تمر بها الأمة قال: كما ننكر على طرف ننكره من كل الأطراف، ومن أكبر الاندفاع الى القتل هي ردة الفعل جراء الظلم، وما يحدث في العراقوسوريا من قتل وإبادة وغازات سامة هي التي توجد ردة الفعل المنتقمة، وعوامل الظلم الكبيرة من الظلم هي من تدفع الناس إلى الانتقام، وأن التحالف الغربي الإيراني ودعم التحالف لمليشيات الحشد الشعبي التي تبيد المسلمين، هي التي جعلت الناس تذهب نحو الانتقام. وأضاف إن تقصير أهل العلم يعود إلى تغييب العلماء بسبب صانعي القرار والسياسات المتعمدة بفصل الحياة عن الدين ثم يسأل الناس عن العلماء ودورهم، كما صورت وسائل الإعلام صوراً غير حقيقية للعلماء ودورهم، وقال يجب على العلماء أن يتواصلوا مع جمهورهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي وان لا يستسلموا لهذه السياسة التي أبعدتهم عن العامة. كما أشار إلى ما لاقاه العلماء من معاملات من الأنظمة فقال: حورب العلماء المعتدلين في كل شيء ويجب على وسائل الاعلام وأصحاب القرار أن يضعوا العلماء في مكانهم الصحيح، ودور العلماء ليس محصورا على الفتوى والمسجد. وأوضح أن الارهاب كلمة دخيلة وأن الاممالمتحدة لم يحددوا إلى الآن معنى هذا المصطلح وأصبحوا يطلقونها على من أرادوا ولم يصفوا هذا الوصف إلا على بعض الفئات، متناسيين الإرهاب الأمريكي على شعبي العراق وأفغانستان، وإرهاب روسيا على السوريين، والتدخل الإيراني على البلدان العربية، ولا علاقة للإسلام بالإرهاب المزعوم اليوم والنصوص القرآنية تدعو الى الاعتدال والوسطية . وقال: إن التطرف والغلو والتعسف العلماني الذي جاء بالاختطاف والاغتصاب والايدز وعبادة الشيطان، يعتبر إرهاباً وهذا التطرف يولد تطرفات أخرى مضادة. وتابع: الاسلام بني على خُلق الرحمة والتعامل بين الناس بالسلام حتى مع الكفار وهو ما أفتى به الأئمة من المسلمين كابن تيمية وابن عثيمين. وهذا يبين أن ديننا دين التسامح يسمح بالتعايش والزواج من غير المسلمة ويدعوا الى البر الاسم الجامع لكل أعمال الخير. كما أكد: أن واجب أهل العلم نشر المفاهيم الاسلامية الصحيحة لا سيما المعايير الوسطية الصحيحة، ولا سيما المفاهيم المرتبطة بالاعتدال، و الالتزام بمنهج أهل السلف والعلم الشرعي هو أكبر عامل للوقوف أمام التطرف، والجهل هو السبيل الوحيد الذي بسببه يتولد التطرف والعنف, ومرجعية أهل العلم الصادقين الراسخين ومن يملكون الوعي العلمي الدقيق والسياسي العميق هم من سيجنب الناس الإرهاب.