توعد تنظيم «القاعدة في بلاد اليمن» في شريط مصور جديد باستئناف عمليات التصفية الجسدية لمسؤولين حكوميين وضباط أمنيين «وكل من تلطخت يده بدماء المجاهدين، أو تعاون مع الكفر العالمي وأذنابه من حكام المنطقة ضد المجاهدين»، بحسب ما ورد في شريط مصور بثه موقع «مؤسسة الملاحم» على الإنترنت الذي يستخدمه عناصر «القاعدة» عادة لنشر بياناتهم. ويعرض التسجيل مشاهد لمجموعة من مقاتلي «القاعدة» يتلقون تدريبات عسكرية وهم ملثمون ويرتدون زياً موحداً، قبل أن تنتقل الصورة إلى عرض آلية عسكرية في العراق تحمل العلم الأميركي، في الوقت الذي يشير التعليق الصوتي إلى دور من سمّاهم «العملاء والخونة»، في «الصراع بين الحق والباطل»، محاولاً إسقاط ذلك على الواقع اليمني، باستعراض لقاءات رسمية مصورة للرئيس علي عبدالله صالح مع رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، بالإضافة إلى صور كلٍ من نائب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي، ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي مجور ورئيس مجلس النواب يحيى الراعي ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني، فضلاً عن مسؤولين آخرين في الدولة، بينهم وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر أحمد. وتضمن التسجيل الذي يحمل عنوان «ربيش والقصاص العادل» كلمة للرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري، يحرض فيها اليمنيين على حمل السلاح في وجه «الحملة الصليبية». وجدد التنظيم مسؤوليته عن اغتيال مدير أمن مديرية مدغل بمحافظة مأرب الرائد محمد بن ربيش بن كعلان، برسالة مفخخة في 20 تشرين الأول (اكتوبر) الماضي، لاتهامه من قبل التنظيم بالتورط في ملاحقة «أبو علي الحارثي» زعيم «القاعدة» السابق ورفاقه الذين اغتالتهم طائرة أميركية قبل أعوام، ومطاردته من أسماهم ب «المجاهدين»، و «تعامله المباشر مع السفارة الأميركية في حربها عليهم في محافظة مأرب، واستقباله السفير الأميركي في منزله مرات عدة، مع مرافقته له وحمايته»، ولأنه كذلك «المسؤول عن الحملات الأمنية»، التي استهدفت إحداها أربعة من عناصر «القاعدة» في آب (أغسطس) 2007، وهم عامر بن حسن صالح حريدان المهشمي، وعلي بن علي دوحه، وعبدالعزيز بن سعيد جرادان، وناجي بن علي جرادان، وذلك في عملية ملاحقة أطلق عليها التنظيم في الشريط ذاته «معركة فتيخة»، مستعرضاً مشاهد مصورة للمعركة. وأورد الشريط صوراً للرسالة المفخخة التي استهدفت ربيش وكيفية تجهيزها، متوعداً بأن اغتياله ومن قبله العقيد علي محمود قصيلة مدير عام مباحث مأرب ونائب مدير الأمن «ما هو إلا رسالة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد»، وأضاف: «فكل من باع دينه بدنياه خسر حياته قبل آخرته»، «وليعلم الجميع أننا لسنا لقمة سائغة لكل أحد، فكل يد تمتد إلينا بسوء سنكسرها بإذن الله»، و «ثأرنا عظيم ولا قِبل لأحد بالمجاهدين والعاقبة لهم». وأشاد بالقبائل اليمنية التي تخرج منها «المجاهدون الأربعة»، وخص بالذكر قبيلة نهم التي خرج منها «الشهيد البطل الداعية أبو مسلم النهمي الذي استشهد في أفغانستان»، و «البطل علي ناصر سعيد مقشد، الذي استشهد دفاعاً عن أعراض المسلمين في العراق»، وهو «من قبيلة الجدعان»، التي امتدحها التنظيم، وقال إنها « معروفة بكرم الضيافة وسخاء الوفادة ونصرة المظلوم».