حذرت منظمة «أطباء بلا حدود»، من تفاقم الوضع الصحي في اليمن، وكشفت عن تسجيل المئات من حالات الإصابة بمرض الكوليرا في عدد من أنحاء البلاد. وتحدثت المسؤولة الإعلامية في المنظمة باليمن ملاك شاهر، في تصريحات ل«الشرق الأوسط»، عن رصد 158 حالة إصابة بالكوليرا في محافظة الضالع منذ 24 من أبريل (نيسان) الماضي، و218 حالة في مديرية عبس بمحافظة الحديدة، منها 123 حالة كانت خلال الأيام العشر الماضية. وأضافت المسؤولة الإعلامية أنه تم أيضاً تسجيل 7 حالات إصابة بالكوليرا في مديرية خمر بمحافظة عمران الخاضعة لسيطرة الميليشيات خلال الأيام الخمسة الماضية. وتابعت بأن أعداد الإصابات بالكوليرا لا تزال في ازدياد، والوضع مقلق للغاية في ظل تدهور النظام الصحي في البلاد. وجاءت هذه التحذيرات في ظل ازدياد حالات الإصابة بالكوليرا في صنعاء، حيث كشفت تقارير طبية عن ظهور أكثر من 200 حالة إصابة بالمرض في مشافيها في أقل من أسبوع. ويعيش غالبية اليمنيين أوضاعاً إنسانية صعبة، في ظل تدهور الوضع الاقتصادي والصحي، جراء الحرب التي تشهدها مناطق متفرقة من البلاد. ويشهد اليمن نزاعا ًدامياً منذ استيلاء ميليشيات الحوثي وصالح على السلطة بالقوة في صنعاء عام 2014. وأدى النزاع إلى تدهور كبير في أمن اليمن الغذائي وأصبح ثلث محافظاته ال22 على شفير المجاعة. كما أدى النزاع إلى تدهور المرافق الصحية، وصعوبة إيصال مساعدات في هذا الإطار إلى عدد كبير من المناطق اليمنية. وحذر غسان أبو شعر، وهو ممثل لمنظمة «أطباء بلا حدود» في اليمن، في تصريحات نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، من «أن هناك تخوفا من إمكانية تحول مرض الكوليرا إلى وباء، إذ إنه بعد سنتين من الحرب انهار النظام الصحي، ودُمرت مستشفيات كثيرة، ورواتب موظفي وزارة الصحة لم تُدفع» منذ أشهر. وتابع: «يتنقل المرضى من منطقة إلى أخرى بحثا عن مراكز صحية لا تزال تعمل، وينقلون معهم المرض ما يساعد على انتشاره في مناطق أخرى». ...