طائرة مدنية تحلق في اجواء عدن وتثير رعب السكان    توقيع اتفاقية بشأن تفويج الحجاج اليمنيين إلى السعودية عبر مطار صنعاء ومحافظات أخرى    4 إنذارات حمراء في السعودية بسبب الطقس وإعلان للأرصاد والدفاع المدني    أمريكا تمدد حالة الطوارئ المتعلقة باليمن للعام الثاني عشر بسبب استمرار اضطراب الأوضاع الداخلية مميز    الرقابة الحزبية العليا تعزي رئيس اللجنة المركزية برحيل شقيقه    فنانة خليجية ثريّة تدفع 8 ملايين دولار مقابل التقاط صورة مع بطل مسلسل ''المؤسس عثمان''    أثناء حفل زفاف.. حريق يلتهم منزل مواطن في إب وسط غياب أي دور للدفاع المدني    منذ أكثر من 40 يوما.. سائقو النقل الثقيل يواصلون اعتصامهم بالحديدة رفضا لممارسات المليشيات    الاحتلال يواصل توغله برفح وجباليا والمقاومة تكبده خسائر فادحة    في عيد ميلاده ال84.. فنانة مصرية تتذكر مشهدها المثير مع ''عادل إمام'' : كلت وشربت وحضنت وبوست!    صعقة كهربائية تنهي حياة عامل وسط اليمن.. ووساطات تفضي للتنازل عن قضيته    حصانة القاضي عبد الوهاب قطران بين الانتهاك والتحليل    انهيار جنوني للريال اليمني وارتفاع خيالي لأسعار الدولار والريال السعودي وعمولة الحوالات من عدن إلى صنعاء    نادية يحيى تعتصم للمطالبة بحصتها من ورث والدها بعد ان اعيتها المطالبة والمتابعة    فودين .. لدينا مباراة مهمة أمام وست هام يونايتد    انهيار وافلاس القطاع المصرفي في مناطق سيطرة الحوثيين    باستوري يستعيد ذكرياته مع روما الايطالي    اكتشف قوة الذكر: سلاحك السري لتحقيق النجاح والسعادة    فضيحة تهز الحوثيين: قيادي يزوج أبنائه من أمريكيتين بينما يدعو الشباب للقتال في الجبهات    مدرب نادي رياضي بتعز يتعرض للاعتداء بعد مباراة    الحوثيون يتكتمون على مصير عشرات الأطفال المصابين في مراكزهم الصيفية!    الطرق اليمنية تبتلع 143 ضحية خلال 15 يومًا فقط ... من يوقف نزيف الموت؟    رسالة حاسمة من الحكومة الشرعية: توحيد المؤتمر الشعبي العام ضرورة وطنية ملحة    خلافات كبيرة تعصف بالمليشيات الحوثية...مقتل مشرف برصاص نجل قيادي كبير في صنعاء"    الدوري السعودي: النصر يفشل في الحاق الهزيمة الاولى بالهلال    في اليوم ال224 لحرب الإبادة على غزة.. 35303 شهيدا و79261 جريحا ومعارك ضارية في شمال وجنوب القطاع المحاصر    منظمة الشهيد جارالله عمر بصنعاء تنعي الرفيق المناضل رشاد ابوأصبع    الحوثيون يعلنون إسقاط طائرة أمريكية MQ9 في سماء مأرب    السعودية تؤكد مواصلة تقديم المساعدات والدعم الاقتصادي لليمن    مسيرة حاشدة في تعز تندد بجرائم الاحتلال في رفح ومنع دخول المساعدات إلى غزة    المطر الغزير يحول الفرحة إلى فاجعة: وفاة ثلاثة أفراد من أسرة واحدة في جنوب صنعاء    بيان هام من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات من صنعاء فماذا قالت فيه ؟    ميسي الأعلى أجرا في الدوري الأميركي الشمالي.. كم يبلغ راتبه في إنتر ميامي؟؟    تستضيفها باريس غداً بمشاركة 28 لاعباً ولاعبة من 15 دولة نجوم العالم يعلنون التحدي في أبوظبي إكستريم "4"    وباء يجتاح اليمن وإصابة 40 ألف شخص ووفاة المئات.. الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر    تدشيين بازار تسويقي لمنتجات معيلات الأسر ضمن برنامج "استلحاق تعليم الفتاة"0    شاب يمني يساعد على دعم عملية السلام في السودان    أعظم صيغ الصلاة على النبي يوم الجمعة وليلتها.. كررها 500 مرة تكن من السعداء    الخليج يُقارع الاتحاد ويخطف نقطة ثمينة في الدوري السعودي!    مأرب تحدد مهلة 72 ساعة لإغلاق محطات الغاز غير القانونية    اختتام التدريب المشترك على مستوى المحافظة لأعضاء اللجان المجتمعية بالعاصمة عدن    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا لكرة القدم للمرة ال15 في تاريخه    اليونسكو تطلق دعوة لجمع البيانات بشأن الممتلكات الثقافية اليمنية المنهوبة والمهربة الى الخارج مميز    600 ألف دولار تسرق يوميا من وقود كهرباء عدن تساوي = 220 مليون سنويا(وثائق)    وعود الهلآّس بن مبارك ستلحق بصيف بن دغر البارد إن لم يقرنها بالعمل الجاد    المملكة المتحدة تعلن عن تعزيز تمويل المساعدات الغذائية لليمن    وفاة طفل غرقا في إب بعد يومين من وفاة أربع فتيات بحادثة مماثلة    شاهد: مفاجأة من العصر الذهبي! رئيس يمني سابق كان ممثلا في المسرح وبدور إمراة    وصول دفعة الأمل العاشرة من مرضى سرطان الغدة الدرقية الى مصر للعلاج    ياراعيات الغنم ..في زمن الانتر نت و بالخير!.    تسجيل مئات الحالات يومياً بالكوليرا وتوقعات أممية بإصابة ربع مليون يمني    لماذا منعت مسرحيات الكاتب المصري الشرقاوي "الحسين ثائرآ"    افتتاح مسجد السيدة زينب يعيد للقاهرة مكانتها التاريخية    الامم المتحدة: 30 ألف حالة كوليرا في اليمن وتوقعات ان تصل الى ربع مليون بحلول سبتمبر مميز    في افتتاح مسجد السيدة زينب.. السيسي: أهل بيت الرسول وجدوا الأمن والأمان بمصر(صور)    احذر.. هذه التغيرات في قدميك تدل على مشاكل بالكبد    دموع "صنعاء القديمة"    هناك في العرب هشام بن عمرو !    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العتواني: مبادرة رئيس الجمهورية لم تأتي بجديد, ومطالبنا واضحة
في حواره مع قناة الجزيرة:
نشر في الوحدوي يوم 05 - 11 - 2008

أكد الأخ سلطان حزام العتواني رئيس المجلس الأعلى لأحزاب اللقاء المشترك، أن البلاد مسؤولة من المؤتمر الشعبي العام الحاكم، والذي بيده مفاتيح الحل للخروج من أزماتها المتصاعدة، من خلال مراجعة مواقفه وسياساته بما يكفل إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
ودعا العتواني حزب المؤتمر الشعبي العام الى تحكيم العقل وتغليب مصلحة الوطن على المصلحة الشخصية، وإلى الاستماع لقضايا وهموم الناس وتلبية مطالبهم وحقوقهم المشروعة التي كفلها الدستور والقوانين.
وتحدث الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، في مقابلة أجراها معه الصحفي أحمد منصور لقناة الجزيرة -برنامج «بلاحدود»، مساء الأربعاء الماضي، عن أهم نقاط الخلاف بين اللقاء المشترك وحزب المؤتمر الحاكم، وتطرق الى أهم المطالب التي تقدمت بها المعارضة رداً على مبادرة رئيس الجمهورية التي حملها الدكتور عبدالكريم الإرياني، الأسبوع قبل الماضي، وسلمها للمعارضة.
ولخص مطالب المعارضة ب الغاء كافة الاجراءات الانتخابية المنفردة وإقرار مشروع التعديلات على قانون الانتخابات واعتماد نظام القائمة النسبية والكف عن ملاحقة النشطاء السياسيين ووقف ممارسة الضغوطات.
الوحدوي نت تعيد نشر نص اللقاء :
مقدمة الصحفي أحمد منصور
تعيش اليمن أجواء متوترة، لا بسبب الفيضانات التي ضربت المحافظات الشرقية منها، وإنما بسبب تصاعد التوتر السياسي بين حزب المؤتمر الحاكم وتكتل اللقاء المشترك المعارض الذي يضم الأحزاب المعارضة الرئيسية الستة في اليمن «التجمع اليمني للإصلاح، الحزب الاشتراكي، التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، اتحاد القوى الشعبية، حزب الحق، وحزب البعث العربي الاشتراكي فرع اليمن». وفي هذه الحلقة من برنامجكم «بلاحدود» نحاول التعرف على تلك الأجواء المتوترة التي تتهم المعارضة اليمنية من قبل الحزب الحاكم بأنها السبب الأول والأخير لها، وذلك في حوارنا مع السيد سلطان حزام العتواني رئيس المجلس الأعلى للقاء المشترك.
ولد في مدينة تعز عام 1952م، تخرج من كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1975م. انتمى للتنظيم الناصري وتدرج حزبياً حتى أصبح الأمين العام للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري في اليمن.
الجزيرة:- مرحباً بيك
- العتواني: أهلاً وسهلاً
الجزيرة: الرئيس علي عبدالله صالح بصفته رئيساً لكل اليمنيين كما جاء على لسان مستشاره السياسي الدكتور عبدالكريم الإرياني قدم مبادرة لحل الأزمة القائمة بينكم أنتم أحزاب اللقاء المشترك الستة وبين السلطة حول الانتخابات البرلمانية القادمة في شهر أبريل القادم، تلكأتم تباطأتم لم تقدموا ردكم على المبادرة حتى الآن، الدكتور الإرياني أعلن عن أسفه الشديد بسبب هذا التلكؤ من قبلكم، لماذا لم تردوا حتى الآن؟
- العتواني: بسم الله الرحمن الرحيم. أولاً أتوجه بالتعزية الحارة لأشقائنا في المحافظات الشرقية جراء ما تعرضوا له من فيضانات الأسبوع الماضي، وإلى الجزيرة القناة التي أصبحت لساناً لكل عربي وللرأي والرأي الآخر ومصداقيتها التي تتمتع بها.
الجزيرة (مقاطعاً): شكراً.
- العتواني: وإلى كل أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج. كما نهنئ الجميع بذكرى الأعياد الوطنية. في ما يتعلق بالسؤال المطروح أولاً نحن لم ننكر أن الأخ الرئيس علي عبدالله صالح هو رئيس لكل اليمنيين، لكن الموضوع المطروح أن الأخ الدكتور عبدالكريم الإرياني طرح أفكاراً قال بأنها حظيت بضوء أخضر من القيادة، وسلمنا يوم الخميس الماضي نسخة من هذه الأفكار أو المبادرة، ولا ندري هل هي مبادرة الرئيس أم مبادرة عبدالكريم الارياني لأنها لم تكن معلومة المصدر وغير معروفة من أي جهة جاءت.
الجزيرة (مقاطعاً): لم تكن مروسة ولا أي شيء، ولم تسلم لكم بشكل رسمي؟
- العتواني: ليست مروسة وسلمت لنا عبر وسيط وهو الدكتور عبدالكريم الإرياني. وأبلغنا الدكتور عبدالكريم الإرياني بأن هذا الموضوع يجب أن يدرس.
الجزيرة: لكنها نشرت عبر صحيفة الثورة اليمنية على أنها مبادرة من الرئيس.
- العتواني: هذا ما تم فيما بعد، لكننا عندما تسلمناها استلمناها بهذا الشكل، طلبنا أن تعرض هذه المبادرة أو الأفكار على الهيئات وأن يتم الرد عليها خلال يوم الأحد، الدكتور الارياني اتصل بي وقال احتمال ألا أكون موجود في اليمن يوم الأحد، ادرسوا المبادرة أياً كان ردكم منها. طبعاً نحن درسنا المبادرة وحددنا موقفنا منها.
الجزيرة: ما موقفكم منها؟
- العتواني: موقفنا أن هذه المبادرة لم تأت بجديد.
الجزيرة: هل هذا موقف نهائي لم يعلن من قبل وتعلنه لأول مرة؟
- العتواني: نحن درسنا المبادرة وخلصنا الى موقف في هذا اليوم.
الجزيرة: اليوم 92 أكتوبر؟
- العتواني: اليوم وقفنا أمام هذه المبادرة وحددنا موقفنا منها بشكل واضح.
الجزيرة: ممكن تقول لي في نقاط محددة ومختصرة ما موقفكم من المبادرة؟
- العتواني: موقفنا من المبادرة الآتي: أولاً المبادرة لم تأت بجديد وأنها لاتحل الازمة بل تعقد الازمة.
الجزيرة: هل أنتم لديكم جديد كمعارضة؟
- العتواني: لدينا مطالب محددة بشكل واضح من خلال ردنا الذي سيصل للاخ عبدالكريم الارياني بعد عودته من السفر، أما قبل عودته من السفر لاندري لمن نسلم هذا الرد. وأنا أستغرب أن الدكتور عبدالكريم الارياني يتهم المشترك بأنه لم يتجاوب وهو غير موجود، فمع من يتجاوب المشترك والوسيط غير موجود؟ هو الوسيط.
الجزيرة: هل أنتم تتعاملون مع مؤسسة أم مع فرد؟
- العتواني: نحن تعاملنا مع فرد وهو الدكتور عبدالكريم الإرياني.
الجزيرة: هو مستشار سياسي لرئيس الجمهورية.
- العتواني: عندما قدمت لنا هذه الأفكار كانت عن طريق الدكتور عبدالكريم الإرياني.
الجزيرة: بصفته مستشاراً لرئيس الجمهورية.
- العتواني: صفته وذاته غير موجودين في البلد.
الجزيرة: يعني الآن أنتم كتبتم الرد ولم تسلموه أو ترسلوه الى وسائل الإعلام؟
- العتواني: لم نسلمه لأن الدكتور الارياني غير موجود، لكننا سنرسله الى وسائل الإعلام بالتأكيد.
الجزيرة: ما أهم ما جاء فيه؟
- العتواني: أهم ما جاء فيه هو أولاً أننا نطالب بإلغاء كافة الاجراءات الانتخابية الانفرادية غير الشرعية التي تمت منذ جلسة مجلس النواب يوم 81أغسطس وحتى اليوم. ثانياً: إقرار مشروع التعديلات على قانون الانتخابات الذي تم التوافق عليه بعد استكمال القضايا وتصويب الصياغات التي تم تحويلها. ثالثاً: اعتماد نظام القائمة النسبية كمخرج للوضع الانتخابي المأزوم الذي يتكرر في كل عملية انتخابية حسب نسبة التصويت. الكف عن ملاحقة النشطاء السياسيين وإلغاء كافة القوانين والقرارات والتوجيهات والأوامر التي تخالف الدستور والقانون، ووقف جميع أشكال الممارسات والضغوط. هذه طبعاً أهم الملامح التي جاءت في ردنا.
الجزيرة: رسالتكم ليس فيها جديد، أنتم تتهمون الارياني أن مبادرته ليس فيها جديد، كل هذا الكلام أنا قرأته من أسابيع وحتى الآن وأنتم ترددون نفس الكلام. ما الجديد في الأمر؟
- العتواني: هذه مطالبنا أساساً لم تتغير، ونحن لانغير مطالبنا بين يوم وآخر.
الجزيرة: أي يعتبر هذا نوع من التعنت، شيء من إيقاف الأمور، لاتريدون أن تتجاوبوا، لاتريدون التقدم بخطوة الى الأمام.
- العتواني: نحن من وجهة نظرنا نرى أن هذه المطالب تمثل الحد الأدنى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
الجزيرة: أليست هذه المطالب ابتزاز للسلطة؟ أليس هذا ابتزاز سياسي؟
- العتواني: لا، ليست ابتزازاً، هذه أقل المطالب التي يمكن أن تطرح لإجراء انتخابات حرة ونزيهة، ولكي تكون العملية الانتخابية مضمونة في هذه الفترة بالذات.
الجزيرة: أنتم بهذه المطالب تعرفون أنكم كمن يضع العربة أمام الحصان، الحكومة تتهمكم بأنكم لديكم تشنج في الطرح، خطابكم مليء بالاتهامات، وصفتم الإجراءات الحكومية المتعلقة بالانتخابات بأنها غير مشروعة، تشكيل اللجنة العليا للانتخابات بأنها انقلاب. هذه اللغة هل يمكن أن تؤدي الى أي شكل من أشكال اللقاء بينكم وبين السلطة، أم أنكم تدفعون الأمور الى طلاق دائم بينكم وبين المؤتمر؟
- العتواني: بالعكس نحن حريصون جداً على أن نوفر أجواء ومناخات لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
الجزيرة: ما هو الحرص في ما طرحت؟ أين الحرص وأنتم الأشياء التي تطرحونها من قديم لم تتغير؟
- العتواني: لأنه لم يتم الاستجابة لها. هذه المطالب نطرحها ولم نغيرها لأنه لم يتم الاستجابة لها.
الجزيرة: هل الحكومة تعمل عندكم حتى تطالبوا وهي تستجيب؟ من حق الحكومة وهي الأغلبية في البرلمان وهي التي تدير الدولة أنها هي التي تحدد وليس أنتم الأقلية؟
- العتواني: نحن قلنا لن ندخل الانتخابات بشروط المؤتمر. هذه الحكومة حكومة الجمهورية اليمنية، وحكومة الجمهورية اليمنية يجب أن تعترف بأن هناك طرفي معادلة في هذه الساحة الحكم والمعارضة.
الجزيرة: لكن أنتم في المعارضة متهمون بالعرقلة.
- العتواني: نحن متهمون باستمرار. دعني أوضح بعض الأمور؛ الحكومة عملت على خلاف ما تم الاتفاق عليه، تعديل قانون الانتخابات تم التوافق على مجمل القضايا التي كان يفترض أن تضمن بالقانون، الحكومة قدمت المشروع على مرحلتين دفعة أولى دفعة ثانية، ما يعني أنها لم تكن جادة في إجراء التعديلات، نحن نطالب بحق مشروع، نحن طرفي المعادلة السياسية ونحن نريد الانتخابات لتكون بوابة لإصلاح سياسي في هذا البلد، ليست ترف مطالبنا، مطالبنا مطالب مشروعة كفلها لنا الدستور والقوانين التي نحتكم إليها.
الجزيرة: لكن الحكومة أيضاً لاتستطيع الاستجابة لكل ما تطلبون، الرئيس علي عبدالله صالح في خطابه الذي ألقاه في 6أكتوبر أمام مجلسي النواب والشورى قال لقد اعتمدنا الحرية والتعددية السياسية والانتخابات البرلمانية والمحلية، لكنكم تعارضون كل شيء جميل في هذا الوطن، ولا نعلم ماذا تريدون. الرئيس يقول حتى هو لا يعرف ماذا تريدون، تريدون المعارضة من أجل المعارضة، كل شيء جميل تعارضون من أجله، ليس لكم مطالب يمكن أن تكون مقبولة حتى يمكن التجاوب معكم.
- العتواني: أولاً أريد أن أؤكد أن الحرية لم تمنح ولن تمنح لأن الحرية حق من حقوقنا لانريد من أحد أن يمنحنا إياها، لقد تم اعتماد، هذا كلام غير صحيح، الديمقراطية والحرية في هذا البلد ليست قراراً جمهورياً، وإنما هي إرادة شعب، تحققت هذه الارادة في 22مايو بناءً على نضال جماهير شعبنا الذين أوصلوا الأمور الى يوم الثاني والعشرين من مايو، وبالتالي اقترنت الوحدة بالديمقراطية، فهي ليست منحة من أحد، ولن نسمح لأحد بأن ينتقص منها أو يبتزها. الأمر الآخر نحن لانبتز أحداً، نحن شركاء في هذا الوطن، ومن حقنا أن نبحث عن كل خطوة توصلنا الى الطريق الصحيح، وإلى حل جميع مشاكلنا. الديمقراطية ليست شكلاً من الأشكال، ولكنها تنمية سياسية وتنمية اجتماعية وتنمية شاملة. نحن نريد الديمقراطية كما جاءت في وثائق اتفاقية الوحدة، نريدها أن تكون حلاً لجميع مشاكلنا، لانريد أن تكون الديمقراطية ديكوراً نتباهى بها، بينما الفقر ينهش في أجساد الناس، والغلاء جعل الناس يأكلون من براميل القمامة، الفساد استشرى في كل مكان..
الجزيرة: أنتم تتاجرون بمعاناة الناس كما تتهمكم السلطة وتصعدون في هذه الأشياء.
- العتواني: لو سمحت لي يا أخي أحمد نحن الذين نعيش في هذا البلد ونعيش في هذه الساحة ونعايش الناس يومياً، أنت تقرأ خطاب السلطة، وخطاب السلطة أصبح الرجل العادي في الشارع يعرف أنه كاذب. هذا الكلام الذي يطرح ادعاءات كاذبة. السلطة تريد أن تزين وجهها في الخارج وتقول بأن ديمقراطيتنا مافيش أحسن منها.
الجزيرة: لكن أنتم تتهمون من السلطة بأنكم لاتتعاونون معها من أجل الوصول الى حل.
- العتواني: نحن نتهم في المعارضة لأننا ندرك بحرص أوضاع البلد، ولو أننا معارضة طائشة لما قعد الرئيس علي عبدالله صالح وأركان حكمه في كراسيهم لحظة واحدة.
الجزيرة (مقاطعاً): ماذا كنتم ستفعلون؟
- العتواني: هذا لو كنا معارضة طائشة، لكننا معارضة مسؤولة نلجأ الى الرئيس وإلى الإخوة في المؤتمر الشعبي العام، لكي نطلب منهم الجلوس الى طاولة الحوار للمناقشة وبحث القضايا والأزمات التي يعيشها الوطن، ولكنهم لا يتجاوبون معنا لأنهم يرون أن كل ما يعملونه صحيح، وأن ديمقراطيتهم وأساليب تعاملهم صحيحة. وأؤكد لك أن ما يجري في المحافظات الجنوبية والشرقية نتيجة للسياسات الخاطئة التي نحن دائماً ما نقول لهم يجب أن تتغير سياساتكم، يجب أن تعيدوا النظر في كثير من الخطوات والإجراءات التي تتخذ من قبلكم. اليوم أصبح المواطن مشبع بالغبن والظلم والقهر.
الجزيرة: السلطة تتهمكم بأنكم تتاجرون بمعاناة الناس وإظهارها، تدعمون الانفصال في الجنوب. الرئيس قال ما يسمع من حراك في الجنوب ليس إلا كلام فارغ يقوم به مجموعة مرتزقة من مخلفات الاستعمار اندسوا على ثورة سبتمبر وأكتوبر، صنعوا الحركة الوطنية وجندهم الاستعمار. الرئيس يتهمكم بأنكم تدعمون الانفصال في الجنوب وتتاجرون بمعاناة الناس.
- العتواني: طبعاً مع احترامي للأخ الرئيس اذا كان هذا الكلام منسوب للرئيس، لكن هذا الكلام غير صحيح. نحن لانتاجر بمعاناة الناس، نحن نتبنى قضايا الناس، نحن نوصل آلام الناس الى من يجب أن تصل اليه هذه الآلام والجروح، لكنهم لايسمعون. وهذه الاتهامات بأن هناك مجموعة لو كانت الأوضاع في المحافظات الجنوبية والشرقية لمجموعة لكان قضي على هذه المجموعة في أسرع وقت ممكن من قبل الذين يعارضون مواقفهم. الشعب والجماهير في المحافظات الجنوبية والشرقية هم وحدويون حتى العظم، وهؤلاء هم الذين وقفوا مع السادس والعشرين من سبتمبر، ولولا وقوفهم الى جانب الثورة، بالإضافة الى جهود أشقائنا في مصر والقوى الوطنية، لما نجحت هذه الثورة. وهؤلاء هم أيضاً الذين أجبروا الاستعمار البريطاني أن يرحل من أرض الجنوب.. واليوم يأتي متطفلون ليقولوا بأنهم انفصاليون. إن من واجب الحكومة أن تستمع الى مطالب الناس وتعالج المشاكل التي يعانون منها. هؤلاء لهم مطالب مدنية وحقوقية، ولهم مطالب سياسية نحن معها..
الجزيرة (مقاطعاً): معنى ذلك أنكم تدعمون الانفصال.
- العتواني: لا، ليس هذا دعم للانفصال، ولا ندعم الانفصال، ونحن وحدويون أكثر من الذين يتهموننا.
الجزيرة: بالشعارات أم بماذا؟
- العتواني: لا، ليس بالشعارات. نحن من أوائل الناس الذين دعوا الى الوحدة، وسقط شهداء من تنظيمنا ومن التنظيمات الأخرى في سبيل الوحدة. أولئك الذين سقطوا هم الوحدويون، أما اليوم الذين يستثمرون الوحدة لجيوبهم الخاصة ولحساباتهم الخاصة، يحاولون أن يصفوا الآخرين بأنهم غير وحدويين. أنا ونحن في اللقاء المشترك وفي التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري، ضد أي دعوة انفصالية، لكننا في نفس الوقت نطالب بإجراء إصلاحات تحافظ على وحدة البلد. أما قضية التنكر لهذه المشاكل والمعاناة، انزل الى الجنوب أنت.. أنا أتكلم عن معاناة الناس، هذه المعاناة زادت عن حدها لأن الذين يديرون البلد معظمهم محاسيب وفاسدون ذهبوا لكي ينهبوا الأرض.
الجزيرة: في 6أكتوبر في خطاب الرئيس بالمكلا، قال نحن الآن قادمون على انتخابات مجلس النواب، شعبنا يفرق بين ما هو حق وما هو باطل، بين الغث والسمين، الشعب واعٍ ليس جاهلاً كما تريدون أنتم من الشعب أن يكون من خلال الغرف المغلقة التي تجلسون فيها تتحدثون وتصدقون أنفسكم أنكم تريدون تجهيل الشعب وتتحدثون لأنفسكم في غرف مغلقة وتريدون الشعب أن يصدقكم.. هذا الكلام الذي قاله الرئيس يناقض كل ما قلته أنت، ويبين أنكم كل ما تقولونه بهدف تجهيل الشعب وطمس الحقائق.
- العتواني: نحن لانجهل الشعب، بالعكس نعتز بشعبنا ونعتز بثقافته السياسية حتى وإن كان أمياً أمي الحرف، لكن ثقافته السياسية على مستوى عال، الأمر الذي يجعلنا فعلاً نقف الى جانب هؤلاء الناس ونعبر عن مطالبهم. قضية الديمقراطية يجب أن تكون مفتوحة لكل الناس. قضية التجهيل ليست منا، التجهيل من السلطة، هي التي تصف المتعلم وغير المتعلم بأنه جاهل لأنهم يعتبرون أنفسهم بأنهم كُمَّل علماً وفهماً وحكمة. هذا أمر غير صحيح، لايدعي ذلك..
الجزيرة (مقاطعاً): هل الحكمة عندكم أنتم؟
- العتواني: لا. نحن لانقول ذلك.
الجزيرة: هل حلول المشاكل كلها عندكم؟
- العتواني: نحن لاندعي الحكمة، لكننا نعتقد بأننا نحمل نوايا صادقة، ونحمل رؤى لمعالجة أوضاع البلد، ومن واجب الذين يحكمون أن يستمعوا ويقفوا أمام هذه الرؤى لكي يقولوا إن هناك إشكالية هذه الرؤى تساعد على حلها.
الجزيرة: عملية التشويه التي تقومون بها للنظام بشكل دائم، إعلانك الآن أن الذين يحكمون هم مجموعة من الفاسدين، الرئيس قال إن ما تدعون اليه سيكون البديل أسوأ مما هو موجود، ضرب مثلاً بالكيس الدقيق قال إن كيس الدقيق الآن بسبعة آلاف ريال، اذا وصلتم أنتم الى السلطة سيصل الى عشرين ألف ريال، ليس لديكم خبرة في إدارة الدولة، الفساد الذي تتحدثون عنه ليس في اليمن فقط، وإنما في كل العالم. فمحاولة هذا التشويه الذي تقومون به تجاه السلطة من أجل الحصول على بعض المكاسب هو الشعب يفيق له ويدرك أنكم تقومون بعملية تشويه، البديل الذي تسعون اليه ستدفعون به الشعب اليمني الى مساوئ أكثر مما يعيش فيه الآن.
- العتواني: طبعاً أنا أستغرب الى مثل هذا الكلام أولاً.
الجزيرة: أول مرة تسمع هذا الكلام؟
- العتواني: لا، ليس لأول مرة، ولكن أن يصل إليك مثل هذا الكلام، أولاً لا أدري من يشوه من؟ نحن لانملك الإعلام الرسمي ولا الإعلام الحزبي الذي يمتلكه الحزب الحاكم..
الجزيرة (مقاطعاً): لكن لديكم صحفكم؟
- العتواني: صحفنا لاتتعدى 1% مما يمتلكه الحزب الحاكم من صحف ناطقة باسمه أو ممولة من قبله.
الجزيرة: لكن صحفكم تصل الى الناس وتؤثر.
- العتواني: هنا يأتي وعي الناس، اذا كانت صحفنا تصل الى الناس بأعدادها المحدودة معنى ذلك أن الناس في حالة وعي كبير وليسوا جهلة كما أشرت سابقاً. والشيء الثاني أن خطابنا مقبول لدى الناس. أما ما يقال إن البديل سيكون أسوأ أنا لا أعتقد أن البديل سيكون أسوأ لأنه ليس هناك صك ممنوح للأخ علي عبدالله صالح كرئيس للجمهورية بأن يبقى الى أبد الآبدين، وليس هناك صك ممنوح للمؤتمر الشعبي العام بأن يحكم الى الأبد. الديمقراطية تعني التداول السلمي للسلطة، والتداول السلمي يحتاج الى انتخابات حرة ونزيهة، ونحن نسعى الى إيجاد ظروف مناسبة وملائمة لإجراء انتخابات حرة ونزيهة.
الجزيرة: هل لأنكم حصلتم على نسب متدنية معنى ذلك أن الانتخابات غير حرة ونزيهة؟
- العتواني: نحن لم نحصل على هذه النسب المتدنية لأن حجمنا بهذا الشكل، ولكننا حصلنا عليها لأن التزوير يجري في الانتخابات، وهذا الكلام لم نقله لأول مرة، هذا الكلام واضح. نحن موجودون في أوساط الناس، واللقاء المشترك موجود في كل بيت من بيوت اليمن، لاتقلل من حجمه.
الجزيرة: الرئيس يقول ذلك، يوجه لكم ذلك.
- العتواني: لاتدعني في مواجهة الرئيس، قل المؤتمر الشعبي العام.
الجزيرة: هو رئيس المؤتمر الشعبي العام.
- العتواني: الرئيس عليه أن يخرج من خلف أسوار دار الرئاسة وينزل الى الناس ليسمع، أما أن يقول ما تأتيه به التقارير فكل التقارير تفتري على الشعب، وليس على رئيس الجمهورية فقط، وليس على أحزاب اللقاء المشترك، تفتري على الشعب، لأن الأجهزة اليوم أصبحت تحيط الأخ الرئيس بما ليس صحيح.
الجزيرة: من الرؤساء العرب القلائل الذين يتواجدون وسط الناس بشكل دائم حينما تكون هناك مشكلات، حينما تكون هناك مآس.. الرئيس علي عبدالله صالح في كل مشكلة ينزل الى الناس، يخاطب الناس، يلتحم بالناس، ليس معزولاً عن الناس، لكن خطابكم أنتم.. يقول لكم الرئيس أن تكون المعارضة هي الوجة الآخر لنظام الحكم، وتقدم الآراء والمقترحات والدراسات والبرامج والسياسات.. أين أنتم الوجه الآخر لنظام الحكم؟
- العتواني: لانريد من أحد أن يعلمنا كيف نعارض. الأمر الآخر الحزب الحاكم قدم برنامج للناس، عليه أن ينفذ برنامجه، وعندما تكون المعارضة بالحكم سوف تحكم وفق برنامجها.
الجزيرة (مقاطعاً): يعني تحلمون بالحكم.
- العتواني: هذا من حقنا يا أخي، والدستور يعطينا هذ الحق لأننا من أبناء هذا الشعب، والنظام الجمهوري والوحدة اليمنية ناضل من أجلها قوافل من الشهداء لكي يكون مثلي ومثلك وأي مواطن مؤهلاً لكي يكون رئيس جمهورية.
الجزيرة: أنا مش عايز.
- العتواني: اذا كنت يمنياً فنحن نعطيك هذا الحق، وتقول بأن الحكم لم يخلق في بيت معين ولا بشخص معين. النظام الجمهوري من مميزاته أنه يدور المواقع، والانتخابات الديمقراطية تحدد الفترات التي يتعاقب فيها على المناصب والمواقع.
الجزيرة: هل هذا موجود عندكم في الدستور؟
- العتواني: هذا الكلام نحن نريده أن يتطبق على أرض الواقع، وبالتالي عندما ننتهي..
الجزيرة (مقاطعاً): ألم ترشحوا بن شملان في الانتخابات الماضية وكنت تحشد الناس وجرت انتخابات رئاسية نزيهة؟
- العتواني: نعم رشحنا بن شملان ولم ينجح، ولكن في الدورة القادمة قد ينجح أي شخص يرشح نفسه للرئاسة، لأن هذه المسألة كما يقال يوم لك ويوم عليك. وإذا كانت هناك انتخابات حرة ونزيهة ستفتح الأبواب أمام أي مقتدر ليكون رئيساً للجمهورية.
الجزيرة: ماذا لو رفضت مطالبكم من قبل حزب المؤتمر الحاكم؟ كل هذا الذي تتحدثون عنه، القائمة الطويلة التي أشرت الى أنها مطالب، ماذا لو رفضت؟ ما موقفكم؟
- العتواني: والله البديل سيكون أسوأ، والإخوة في المؤتمر الشعبي العام يدركون أن مطالبنا تمثل الحد..
الجزيرة (مقاطعاً): هل هذا تهديد يعني؟
- العتواني: ليس تهديد، بل نقول بأن مطالبنا تحت سقف الوحدة والديمقراطية، وأنها ستأخذ الطابع السلمي، اذا لم يتم فعلاً بحكم العقل والاستجابة لمثل هذا المطالب والخروج بالبلد مما هو فيه، الخيار البديل عن الديمقراطية هو خيار سيئ.
الجزيرة: خيار سيئ. أنتم متهمون بأنكم تسعون لتحريض الشارع ضد النظام وتحريكه أيضاً اذا فشلتم في الحصول على مطالبكم.
- العتواني: بالوسائل السلمية ووفقاً للدستور هذا من حقنا أن نحرك الشارع ضد..
الجزيرة (مقاطعاً): لكن هذا مساس بالأمن بالبلاد. اذا حركتم الشارع لايعلم مدى وأثر ذلك على البلاد.
- العتواني: من حقنا لأننا متى نحرك الشارع عندما الحكومة وحزبها الحاكم لم يقوموا بواجبهم والاستجابة لمطالب الناس. والخروج للشارع ليس نزقاً.
الجزيرة: الحكومة تستجيب دائماً للمطالب وفق القدرات والإمكانيات المتاحة، والمطالب التي ترفعونها أنتم هي فوق طاقة الحكومة وفوق ما هو معقول.
- العتواني: والله يا أخي أحمد مطالبنا ربما في حدها الأدنى، نحن لاترفع سقف المطالب لكي نعجز، بل العكس نحن نحدد المطالب لكي نخرج من أزمات تتعاقب على هذا البلد وتشل قدرات أبنائه وتبدد ثرواته. نحن نريد أن نتعاون معاً وأن نكون شركاء في صنع مستقبل هذا البلد، ونتحمل المسؤولية مع الحزب الحاكم.
الجزيرة: أي أشكال التعصيد التي يتوقع أن تتم في حال رفض الحزب الحاكم لهذه المطالب وفي حال تهديدكم الآن بأن ما هو قادم أسوأ وأنكم سوف تحركون الشارع تحركاً سلمياً؟
- العتواني: نحن قلنا للأخ الرئيس في لقائنا معه بأن التعبير السلمي عن المطالب أفضل ألف مرة من قضية كبت وسائل التعبير السلمي، لأن الخيار الآخر مجهول لنا جميعاً.
الجزيرة: أية أشكال النضال السلمي؟
- العتواني: النضال السلمي من خلال المسيرات والمظاهرات والاعتصامات والمطالبات بالحقوق.
الجزيرة: هذا عصيان مدني وتحريك للناس ضد الأمن والاستقرار.
- العتواني: ليس عصيان مدني، وهذه من الأدوات التي تفرضها الديمقراطية. أي ديمقراطية هذه اذا لم يستطع الشخص أن يعبر عن رأيه أو يعتصم ويتظاهر من أجل أي قضية من القضايا التي تهمه؟
الجزيرة: إذن من حق الرئيس هنا أن يعلن تأجيل الانتخابات.
- العتواني: ومن حقه أيضاً أن يعلن حالة الطوارئ.
الجزيرة: من حقه أن يعلن هذا بسبب تعنتكم وحرصكم على تحريك الشارع ودفع الناس الى مواجهة مع النظام والتسبب في عدم الاستقرار والأمن في البلاد.
- العتواني: لسنا نحن الذين نتسبب في عدم الاستقرار في البلاد، الفساد والظلم والقهر والجوع والفقر والاستبداد الذي يجري.. كل ذلك ما يدفع الناس للخروج الى الشارع. والديمقراطية هي الحل والمعالجة لكل الأوضاع في البلد، والإصلاح السياسي هي المعالجة لأوضاع البلد. نحن قدمنا رؤية للإصلاح السياسي والوطني الشامل، ولم يستجيبوا لنا، لم يقبلوا حتى مجرد مناقشته، وقالوا هذا انقلاب على الشرعية، وهو مجرد رأي مطروح. نحن لدينا مشروع سياسي، وها هو أمامك عندما تقول بأننا لانمتلك رؤية.
الجزيرة: قدموه للحزب الحاكم.
- العتواني: قدمناه وقالوا بأنه انقلاب على الشرعية، حتى مجرد الأفكار ليست مقبولة من قبلهم، ألا ترى أننا على حق في هذه الحالة؟
الجزيرة: اذا كانت الأوراق التي لديكم والأشياء المميزة أوراق الضغط التي لديكم حتى ينفذ النظام هذه المطالب، التي يراها تعسفاًَ وابتزازاً سياسياً ورغبة في التسبب بعدم الاستقرار.
- العتواني: لدينا دعوة الى التشاور الوطني، ندعو كل القوى الوطنية التي تعيش هذا الواقع وتحاول الخروج مما هي فيه، وتتطلع الى بناء دولة يمنية حديثة.. ندعوهم الى التشاور معها لكي نقف أمام أوضاع البلد للخروج برؤية موحدة من أجل المعالجة.
الجزيرة: الدكتور أبو بكر القربي وفي حوار مع صحيفة البيان الإماراتية قال إنه كلما تم تقديم تنازلات إليكم رفعتم سقف مطالبكم مما يدخل العملية في عملية ابتزاز، وأن كل ما تقولونه هو محاولة للحصول على المزيد من المكاسب.
- العتواني: أريد أن أقول لك بأن كل مسؤولينا مبرمجين على نمط واحد في ردودهم، نحن بالعكس وقعنا اتفاقات مع الحزب الحاكم للخروج من مآزق موجودة، وكان التوقيع في 6002م ولم ينفذ، ووقعنا اتفاق بإشراف الاتحاد الأوروبي بناء على توصيات الفريق الأوروبي الذي جاء للإشراف على انتخابات 6002م. وقعها المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك. حاولنا أن نترجم هذه الاتفاقات الى خطوات عملية، وهذا رُفض. وقعنا اتفاق مع المؤتمر الشعبي في 7002م، وهذا أيضاً رفض. كل الاتفاقيات رُفضت، ونحن دعاة حوار.
الجزيرة: أنتم أيضاً لكم مواقف تدفع السلطة الى التشلك منكم، لم يسمع منكم أي موقف معارض ومنتقد لما قام به الحوثيون رغم أن السلطة تعتبر ما يقوم هو دعوة انفصالية ودعوة إرهابية، لكنكم كأنكم كما تقول السلطة تشاركون في دعم الإرهاب في اليمن.
- العتواني: هذا الكلام غير صحيح، وهو افتراء. نحن لنا موقف محدد وواضح منذ البداية، حذرنا الحوثيون وحذرنا السلطة..
الجزيرة (مقاطعاً): وضعتم السلطة مع التمردين في معادلة واحدة.
- العتواني: اذا سمحت هذه النقطة يجب أن توضح، أنا أقول إن أخطاء السلطة هي التي تفجر مثل هذه الصراعات.
الجزيرة: هذا دعم للمزيد من المعارضين حتى يعترضوا على السلطة.
- العتواني: من البداية كان لنا موقف واضح بأننا ضد الحرب وضد أي مطالب يرفع من أجلها السلاح، لابد أن يحتكم الناس للدستور. طالبنا بإيقاف الحرب، وشكلت لجان كان من قيادات المشترك على رأس تلك اللجان بداية تفجر الحرب الأولى والثانية والرابعة، وأنا كنت واحد من أعضاء اللجان الذين شاركوا في إيقاف الحرب في صعدة في عام 7002م، واحد من أعضاء اللجان، وأنا قائد من قادة المشترك. بعد ذلك تأتي وتقول لي نحن مع الحوثيين!
الجزيرة: طبعاً لأنكم لم تعلنوا موقف من هذه الحرب.
- العتواني: الحكومة عجزت عن إيجاد الحل، ونحن نطالب بإيقاف الحرب وقدمنا مبادرة وطنية لإيقاف الحرب وبحث أسبابها وإزالة آثارها وتداعياتها. وقعوا اتفاقية الدوحة وشاركت في اللجنة التي ذهبت لإيقاف الحرب، واستمر وقف الحرب نهاية 7002م، ثم عادت الحرب. ووقعوا اتفاقية الدوحة مرة أخرى، شكلوا لجان، ثم عادت الحرب الخامسة. طلبنا من الحكومة معرفة ما هي جوانب الاتفاق المعلنة والسرية..
الجزيرة: ألم تكن عضواً مشاركاً؟
- العتواني: كنت في الحرب الرابعة، أما الحرب الخامسة لم أشارك بعد توقيع اتفاقية الدوحة الثانية. نحن لسنا مع الحوثيين ولسنا مع الانفصال، وهذا ما يجب أن يعرفه كل مواطن في هذا البلد.
الجزيرة: أما يجب أن يكون هذا فعلاً وليس مجرد قول؟
- العتواني: أنا لن أصطف مع الحكومة بأخطائها، أنا أقول رأيي بأن هذا الأمر يجب أن يعالج بالطريقة الوطنية مع دستور يحكم تصرفات الحكومة ويحكم تصرفات الأحزاب في هذا البلد.
الجزيرة: اذا كان هناك ما يسمى وحدة الوطن، فلماذا لاتصطف الى جانب الحكومة؟
- العتواني: في دستور لماذا لايحتكم الناس إليه؟
الجزيرة: ما حقيقة وحدتكم أنتم، الإخوان المسلمين، البعثيين، الاشتراكيين، الناصريين، وقوى أخرى.. ما الذي يجمع هذا النسيج سوى رغبته في عرقلة ما تقوم به الحكومة، يشوه ما تقوم به الحكومة؟ ما الذي يجمع الناصريين على الإخوان هنا في اليمن، والناصري مع البعثي، والبعثي مع الاشتراكي مع الإخواني في تكتل يقف في وجه الحكومة وكأنكم تلتقون على أفكار واحدة وبينكم مساحات شاسعة من الخلافات؟
- العتواني: طبعاً هذا الكلام غير صحيح، نحن نقول بأن اللقاء المشترك تجربة رائدة وفريدة في هذه الساحة، ويجب أن يحتفى به من جميع الساحات العربية، لأنه جمع أطياف العمل السياسي بمختلف توجهاتها.
الجزيرة: على أي شيء اجتمع؟
- العتواني: على هذا البرنامج؛ برنامج الإصلاح السياسي والوطني الشامل، وهو برنامج للإصلاح ولإنقاذ البلد ليس أكثر. نحن دعاة دولة يمنية حديثة، لسنا ضد أحد، ولا نوجه جهودنا ضد أحد، لكننا نسخر جهودنا من أجل هذا البلد. وبالعكس هذا يدل على تسامحنا وعلى حرصنا، والحكمة اليمنية هنا تتجلى.
الجزيرة: أليس أسهل شيء هو أن تضع برنامج سياسي لطيف جميل جداً لايمت بصلة الى الواقع ولا الى مشكلة الناس، ولا يمت بصلة الى هذه الأشياء، وتقول نحن نلتقي عليه؟
- العتواني: من قال لك هذا؟ نحن برنامجنا هذا استقيناه من واقعنا ومعايشتنا للواقع، لم نأت به من بطون الكتب، ولا ننظر. نحن استقيناه من معاناة الناس، وقلنا هو مشروع مطروح للناس لتناقشه، ولايزال هذا الذي يجمعنا. وهذه الخطوة تشكل التسامح في هذا البلد. هل يريدون أن نتناحر ونتصارع؟ لماذا اليوم الإصلاح لم يعد صالح وكان بالأمس أثناء تحالفه مع المؤتمر كذلك والاشتراكي أيضاً كان بتحالف مع المؤتمر وصنعوا الوحدة مع بعض، وعندما خرجوا خلاص الاشتراكي لم يعد صالح!
الجزيرة: لأنكم تعارضون الأوضاع القائمة.
- العتواني: كيف يكون تمام عندما يكون معه في طرف، وعندما يكون في الطرف الآخر مع من يعاني يصبح غير تمام؟!
الجزيرة: ما هي قوة الربط بينكم أنتم الآن؟ هناك بعض المعلومات تشير الى أن الحزب الحاكم والسلطة ربما تسعى الى استقطاب بعض الأحزاب من تلك الستة وإغرائها بمزيد من المقاعد، أنتم الناصريين لديكم 3 مقاعد في البرلمان، لو زيدت الى 01 مقاعد، الاشتراكي لديهم 7 ربما صارت 5 لو زيدت الى 02، لكي يتم تقليص وجود التجمع اليمني للإصلاح.. هل لو تم التلويح بتلك المكاسب يمكن أن تخرجوا من هذا اللقاء؟
- العتواني: هذا الكلام مرفوض تماماً.
الجزيرة: مرفوض من مين؟
- العتواني: مرفوض من قبل اللقاء المشترك بشكل جماعي، ومن قبل الأحزاب داخل اللقاء بشكل منفرد. نحن نطالب بأن تكون هناك ظروف وفرص متكافئة لكل الناس، ليخرج التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بإرادة الناس، وتزداد مقاعده أيضاً بإرادة الناس، أما الصفقات نحن نرفضها.
الجزيرة: هل تريد أن تقول إن هذا التحالف القائم بينكم هو تحالف مصيري وليس تحالف مصلحة قائمة محدودة لفترة زمنية ومطالب لو تحققت لأي منكم لترك اللقاء المشترك وذهب وانضم الى السلطة أو غيرها؟
- العتواني: إن شاء الله يكون تحالف مصيري. نحن نسعى أن يكون تحالف مصيري من أجل هذا البلد، ومن أجل أقطارنا العربية التي تعاني من تسلط الأحزاب الحاكمة وقمع إرادة الناس عندما تلتقي جميع هذه القوى في مواجهة الظلم والقهر. أنا أعتقد أن ذلك انتصار لإرادة المواطن العربي المقهور. نحن لاتجمعنا مصلحة ذاتية، ولكن تجمعنا مصلحة الناس ومشاكلهم، لأن الأمور في بلادنا أصبحت أكبر من مقدور التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمفرده أو التجمع اليمني للإصلاح بمفرده أو الحزب الاشتراكي لمفرده. وحتى الآن أصبحت أكبر من مقدور اللقاء المشترك والحزب الحاكم كل على انفراده. لابد من أن يكون الناس من أجل مواجهة قضايا بلدهم، ومن أجل كرامة وعزة أبناء هذا البلد، لابد أن يلتقوا لكي يعالجوا مشاكلهم ويدعوا الخلافات الثنائية جانباً.
الجزيرة: كيف تنظر الآن في ظل هذه الأزمة، إعلانكم اليوم يرد بكلام ليس فيه جديد على المبادرة التي طرحها الرئيس. الأمور الآن في طريقها الى مزيد من التعقيد؛ السلطة تصر على موقفها، وأنتم تصرون على موقفكم، الانتخابات مقررة في أبريل القادم، الوضع يزداد تأزماً يوماً بعد يوم.. كيف تنظر الى مستقبل الصراع بينكم وبين السلطة؟
- العتواني: بالنسبة لردنا هو موجه للناس، نحن نريد أن نوضح للناس أولاً ما جاء في هذه الورقة التي أشرت إليها، وهذه الورقة لاتقدم حلول بل تصعد الأزمة..
وأنتم لاتقدمون حلول.
- العتواني: نحن نقول للناس بأنه ليس لنا مطالب سوى هذه المطالب التي تشكل الحد الأدنى لإجراء انتخابات حرة ونزيهة. المعالجات أنا أعتقد أن الحزب الحاكم يمتلك مفاتيح الحل في هذا البلد، عليه أن يراجع مواقفه والبلد مسؤولية الحزب الحاكم، واذا لم يتم زحزحة الامور هو طبعاً يعترف بوجود أزمة ومن قبل كان يصر على عدم وجود أزمة.
الجزيرة: أنتم تقييمك إيه؟
- العتواني: نحن نقول بأن هناك أزمة، نحن لسنا في أزمة لكن هناك ازمة في البلد، الحزب الحاكم في ازمة ووضع البلد في ازمة، عليه أن يعيد النظر ويراجع مواقفه لكي ننقذ البلد مما هو فيه ولكي نعمل سوياً من اجل توفير اجواء ومناخات للخروج من أزمات البلد المتصاعدة.
الجزيرة: السيد سلطان حزام العتواني رئيس المجلس الاعلى للقاء المشترك، أشكرك شكراً جزيلاً على ما تفضلت به.
- العتواني: شكراً جزيلاً.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.