في سّبات متقطع و كوابيس كثيره و مرعبه تخللتها لحظات جميله, كنتُ خلالها اقوم بزياره و اطوف في فلسطين الحبيبه.. لم أكاد أقبّل حذاء اطفال الحجاره حتى قطع حلمي بكابوس مفّزع.. كانت أمامي أرض محروقه و أشلاء اطفال , و أغتصاب فتيات, و تعذيب شيوخ, و اقتلاع أشجار , و دماء مثل الأنهار تروي غزة المجد و غزة الصمود و الكرامه في زمن رديئ عز فيه التحدي و الكبرياء و اصبحت من تراث الماضي.. لم تعد هناك كرامة للأمه بل غدت من الماضي و اصبحت في خبر كان.. لقد داسو كرامتنا و احتلو أرضنا و دخلو غُرف نومنا و داسو على كرامة حكامنا.. أن كان لديهم كرامة في الأصل. يا لهو من حلم ... لقد أستيقظتُ و أنا أنظرأمامي البراعم الفلسطينيه من تحت الأنقاض و من أوساط النيران الهمجيه يرفعون أشارة النصر و الأمل دون المبالاة بجروحهم , أو أن تذرف عيونهم الدموع. ياله من مشهد .. هنا طفل في العاشره بين أخوانه الشهداء فاقد قدميه ,ورافع علامة النصر و لسان حاله يقول: عشت مناضل و سأموت شهيد, ولن اتنازل عن شبر من أرضي , وسأعيش مرفوع الهامه...ممشوق القامه و على كتفي أحمل نعشي.. سألني :لماذا تنظر إلي بعين الشفقه؟! أنا سعيد بإستشهاد أسرتي , و ها أنا كما ترى مقطوع القدمين ممزق الجسد و سالحق بشهداء فلسطين ,و انتم من يستحق الشفقه... لم نعلق اي أمل على حكوماتكم العميله التي لم تكن في يوم من الأيام تمثل مصالح الشعوب والامة , بل صارت بل صارت قيادتكم عميلة ومبتذلة وجبانة ... لقد أخضعتكم الحكومات و جعلتكم شعوب تنام و تصحى تحت أحذية الحكام.. فماذا عساكم تفعلون؟ وانتم المستضعفون و المستعبدون في الأرض نحن نشفق عليكم ولم نحلم ذات يوماً بالمعارضه العربيه ,و ابداعات القوميه التي اعتمدت في نضالها الرومنسي على الحورات الليليه و حديث النوادي و أنغام السمر.. فأنتم في النهايه حكام و معارضه و جهً لعمله و احده..فهل يعقل أن نعلق عليكم أي أمل ايه المستضعفون؟ أنا الفلسطني, المارد, الثائر, الحر الذي يبحث عن الموت من أجل حياة اخرى.. كانت هذي الأحلاام المختلفه بين الفرح و الحزن, الضحكه و البكاء, اليأس و الأمل.. صحيت مفزوعا و إذا بحلمي حقيقه و و اقع, لعنت أبليس و أذا بصوتاً يملئ غرفتي قال: أي أبليس تقصد؟ قال أبليس: انني عدواً شريف ولم اخون أبناء جلدتي, أليس حكامكم هم الآبالسه ؟و رمز الخيانه ؟ لقد باعوكم و هذا ما لم افكر فيه ذات يوم.. لقد تحالفو مع اعداءكم و أنا لم افعل ذالك و أخذو ثروتكم و طلبو من الأستعمار احتلال و طنكم.. أليس هم الآبالسه؟ قلت: أنني اتعوذ منك و منهم فكلكم العّن من بعض. قال: لو سمحت أعتذار لا تقارني بمن خانو شعوبهم و با عو أرضهم و تفرجو على اغتصاب اعراضهم هؤلا هم الحقراء و ليس أبليس الشامخ و العدو الواضح.. والله لو كانو أبالآلسه لبصقنا على اوجههم و أخذنا اموالهم لتقسم على فقراء شعوبهم و صلّبناهم كما يصلب الزّاني في دينكم فقد أخذو على كاهنهم كل قذورات الأرض لانهم منها.. أما فلسطين عربيه و ستحررها شعوب الأمه العربيه يضحك أبليس بصوت عالي وهو يقول: حرروا أنفسكم و فلسطين يحررها شعبها الجبار...