قبل ثمانية أشهر انفردت" الوحدوي نت" بنشر خبر أبشع جريمة شهدتها محافظة إب، وبالتحديد عزلة الشراعي ومديرية جبله تضمن قتل المواطن فيصل قاسم علوان 20 عاماً بطريقة بشعة على أيدي عصابة مسلحة تتكون من أحد عشر فرداً حين استدرجوه من مكان عمله في قرية الأصابح وانهالوا عليه ضرباً ومن ثم أطلقوا عليه رصاصة في رأسه لينهوا المعركة لصالحهم بعد أن قاومهم وكاد أن ينتصر عليهم جميعاً، وبعد ان تأكد لهم أن الضحية قد فارق الحياة وخوفاً من أن يفتضح أمرهم قاموا بنقل الجثة والقوا بها من أعلى حافة الجبل لتستقر في أسفل الوادي. لكن وفي تلك الدقائق الإجرامية الدموية، كان هناك من تابع تفاصيل الاعتداء والقتل، حيث رأت عدد من النساء اللاتي كن يرعين الأغنام ويحتطبن من الجبل ما حدث، ولولاهن لضاع دم الضحية وسجلت القضية ضد مجهول. النسوة سارعن إلى إبلاغ أهالي القرية، الذين بدورهم أبلغو الأجهزة الأمنية التي تمكنت من إلقاء القبض على ستة من الجناة فيما لا يزال ثلاثة فارين من وجه العدالة. ومنذ ذلك اليوم وجثة الشاب فيصل ترقد في ثلاجة الموتى بمستشفى الثورة بإب، بعد أن رفضت أسرته وأهالي الشراعي دفنه إلا بعد القصاص من الجناة. ورغم اعتراف الجناة بارتكاب جريمتهم البشعة لم يقدم أحدٌ منهم إلى المحاكمة، فيما لم تتمكن الأجهزة الأمنية والنيابة من إحضار باقي الجناة وهم أربعة جنود إلى وحداتهم العسكرية، ورغم وجود أوامر بإلقاء القبض القهري عليهم إلا أن تلك الأوامر تضيع عن بوابة تلك المعسكرات. وحسب أهالي الشراعي وأسرة المجني عليه وكذلك اعتراف الجناة أنفسهم فإن سبب ارتكابهم لهذه الجريمة البشعة تأتي لأسباب وخلافات أسرية كان يمكن حلها بالاحتكام للعقل. لكن تجبر الجناة جعلهم يغترون بأنفسهم ويستخدمون العنف لحل تلك الخلافات. ثمانية أشهر وفيصل علوان يرقد جثة هامدة في ثلاجة الموتى، والجناة ينعمون بالراحة، وبعضهم يسرح ويمرح، فيما أسرة الضحية تحولت حياتها إلى جحيم وبؤس بعد أن فقدوا معيلهم الوحيد، فلم يحتمل والده الحاج قاسم علوان الصدمة حين علم بمقتل نجله البكر بتلك الطريقة البشعة، فكانت فاجعته كبيرة ومن يومها وهو طريح الفراش لا يقوى على الحركة. ثمانية أشهر وأهالي الشراعي يتابعون الأجهزة الأمنية والنيابة، ويطالبون بتقديم الجناة إلى المحاكمة وإلقاء القبض على باقي الجناة، ولكن لا مجيب لمطالبهم كون هناك من ظهر يريد حل هذه القضية بشكل ودي عن طريق الصلح القبلي فمن غير المعقول في عرفهم أن يتحمل كامل الجناة مسؤولية قتل الشاب فيصل، فالعدل في عرفهم أن تنتهي القضية بدفعهم الدية كون دم الضحية تفرق على كل الجناة. لكن أهالي الشراعي رفضوا تغليب الأعراف القبلية على القانون والشرع. ثمانية أشهر وهؤلاء يصولون ويجولون بحثاً عن مخرجٍ لهذا المأزق وإخراجهم من احراجات الأهالي الذي حملوهم مسؤولية تمييع قضية فيصل فأصبحوا كالغرباء بين أهالي المنطقة. بعد هذه الشهور الطويلة وبعد أن وجد وجهاء المنطقة وبعض مسؤولي المحافظة أن لا فائدة مرجوة من تأخير أو تمييع القضية، كان لابد من وضع حدٍ لهذه المعاناة . بعد ثمانية أشهر من الانتظار لتحقيق العدل وبعد ضغوط مستمرة من الأهالي وافقت الجهات المختصة على تقديم الجناة إلى المحاكمة والمطالبة بتسليم باقي الجناة، وبعد معرفة الأهالي برضوخ المسؤولين لمطالبهم وافقوا على إخراج جثة المجني عليه فيصل قاسم علوان من ثلاجة الموتى، وفي صباح الخميس غادر فيصل ثلاجة مستشفى الثورة بإب لكن خروجه لم يكن بالمشي العادي فقد حضر المئات من أهالي المنطقة لاستلام جثة قتيلهم يستقلون أكثر من مائتي سيارة تتقدمهم السلطة المحلية. هذه الحادثة المشئومة لم تكن الأخيرة إذا ما استمر تخاذل السلطات ومماطلتها في حل قضايا المواطنين وعدم التعامل بجدية وحزم مع الخارجين عن القانون. الكثير من أهالي جبلة وعزلة الشراعي أكدوا عدم سكوتهم عن ضياع حقوقهم، مؤكدين أن دم فيصل علوان لن يضيع هدراً ويتمسكون بكل خيوط القانون والشرع للوصول الى خاتمة مشرفة لهم ولقتيلهم، مطالبين محافظ إب ووزير الداخلية بسرعة إخطار بقية الجناة الذين يحتمون داخل معسكرات القوات المسلحة.