اجبر الشعب التونسي الرئيس زين العابدين بن علي التخلي عن السلطة ومغادرة البلاد للخارج خوفا من الهبة الشعبية الغاضبة التي خرجت في تونس منذ أسابيع ولم تهدأ وضحت بعشرات القتلى ومئات الجرحى من اجل التغيير. وأفادت انباء عن مغادر الرئيس التونسي وين العابدين البلاد مساء اليوم الجمعة وتسيلم السلطة لرئيس البرلمان لفترة مؤقتة حتى اجراء انتخابات جديدة في البلاد. وافادت التقارير ان الجيش قد استلم السلطة في تونس، وتم تشكيل مجلس قيادة، وذلك بعد ان تخلى بن علي عن السلطة بعد تسوية تقضي بتسلم رئيس البرلمان لها. الا أن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي اعلن توليه صلاحيات رئيس الدولة مؤقتا. كما ذكرت تقارير أخرى أن الأمن اعتقل أفرادا من أسرة الطرابلسي وهي عائلة زوجة الرئيس التونسي في مطار العاصمة تونس. وبذلك يكون الشعب العربي في تونس قد سجل سابقة فريدة في تاريخ العالم العربي الحديث بإجبار الحاكم على الهروب خلسة بعد أن ضاق صدر الشعب ذرعا بممارساته الفردية والأسرية وسياسات التجويع والقمع والإذلال. وكان التلفزيون الرسمي التونسي أعلن مساء اليوم حالة الطوارئ في البلاد. كما اعلن في وقت سابق اليوم عن إقالة الحكومة من قبل الرئيس التونسي في محاولة أخيرة منه لتهدئة الوضع في البلاد وتقديم وزراءه كبش فداءه لبقائه على رأس الدولة الا أن الجماهير ا لغاضبة لم تهدأ وأصرت على إسقاط بن علي بعد أن ملت خطاباته ووعوده التي لم تخرج عن إطار الدعاية السياسة وتخدير الشعب. و كانت أحزاب المعارضة الرئيسية في تونس المعترف بها والمحظورة، طالبت اليوم ب"تنحي (الرئيس التونسي زين العابدين) بن علي وتشكيل حكومة موقتة تكلف خلال ستة اشهر اجراء انتخابات حرة"، وذلك في بيان مشترك صدر في باريس. وقالت الجمعيات والاحزاب السياسية التونسية في فرنسا في بيان تلي خلال مؤتمر صحافي في باريس "نطلب تنحي (زين العابدين) بن علي وتشكيل حكومة موقتة تكلف خلال ستة اشهر اجراء انتخابات حرة".