الوحدوي العدد(958) الثلاثاء 31يوليو2012م من ثاني يوم قيام الحركة تقاطرت الوفود الشعبية من مختلف مناطق اليمن إلى مجلس القياده معربة عن دعمها ومساندتها للحركة وقيادتها، وفي18/6/1974م عقدت القبائل اليمنية مؤتمرا في قرية المعمر بصنعاء لدعم ومساتدة حركة الثالث عشر من يونيو 1974م ، وأهم القرارات التي صدرت عن المؤتمر: تكوين المجلس الأعلى للقبائل اليمنية. توجيه الشكر والتقدير إلى العقيد ابراهيم الحمدي رئيس مجلس القياده وزملائه أعضاء المجلس على قيامهم بعملهم البطولي في 13 يونيو. تائيد كل البيانات والقرارات الحكيمة التي أصدرها مجلس القيادة. اعتبار كل قبائل اليمن درعا واقيا لمجلس القياده ضد كل اتجاه أوتحرك من اية جهة.(1) وقد مثل عقد هذا المؤتمر نموذجا واضحا للإلتفاف الجماهيري حول الحركة والمشاركة العملية الميدانية لها في تحقيق اهدافها وطموحاتها ، وتأكيد انحياز الجماهير لبناء الدولة الحديثة المستقرة. فرض هيبة الدوله: كان من أولى مهام الحركة بعد قيامها تثبيت الأمن والاستقرار للمواطنين في كل ربوع البلاد ، وفرض هيبة الدولة وسلطة النظام والقانون، وقد استطاعت تحقيق ذلك من خلال: الدعم والحماس الشعبي للقيادة وللقوات المسلحة والأمن في فرض الأمن والإستقرار ، ومواجهة كل الأعمال التخريبية والخارجة عن القانون بحسم . القبض على المتهمين بالنهب والرشوة والفساد ومحاكمتهم وتنفيذ العقوبات العلنية عليهم. فتح الحوار مع عناصر الجبهة الوطنية والمقاومين في مختلف المناطق للتخلي عن أعمال العنف والتلغيم وتغليب المصلحة الوطنية والتخلي عن السلاح والإنخراط في مسيرة البناء والتغيير والمشاركة الحقيقية في بناء اليمن الجديد، وكان لهذا الحوار نتائج ايجابية كبيرة. فرض حضور الدولة في المناطق النائية من خلال استخدام الوسائل السلمية ومصداقية الحوار، وتوقف العنف في تلك المناطق وانتشر فيها السلام تحت مظلة شرعية الدولة. الحركة والثورة المضادة: واجهت الحركة بعد قيامها بفترة وجيزة تحديات حقيقيقة من قبل مراكز النفوذ التي كانت مشاركة في السلطة قبل قيام الحركة والتي كانت تعتقد إن عملية تسليم السلطة لقيادة الجيش في الثالث عشر من يونيو1974م هي مرحلة انتقالية لأشهر معدودة ريثما تقوم مراكز النفوذ هذه بإعادة ترتيب أوضاعها وتقسيم النفوذ فيما بينها بشكل توافقي بين أطراف الصراع ويعود الجيش إلى ثكناته وولآته، ولم تكن هذه القوى تمتلك أي مشروع وطني للتحديث والتغيير، لكنها فوجئت وأصطدمت عندما قامت قيادة الحركة بالإعلان عن مشروعها الوطني الثوري للتغيير والإصلاح والبناء ورد الإعتبار لثورة السادس والعشرين من سبتمبر ، والتنفيذ العملي ميدانيا لكل ماتطرحه، والإلتفاف منقطع النظير للجماهير حول قيادتها، فلم يكن أمامها من خيار غير أن تجمد خلافاتها القائمة وتبدأ بتوحيد جهودها لكبح جماح وعنفوان التغيير الثوري باستخدام كل الوسائل والإمكانيات الداخلية والخارجية السياسية والمادية والأمنية. وعن تقويم هذه التحديات في آخر اجتماع له يوم 9 اكتوبر 1977م مع لجنة الإعداد للمؤتمر الشعبي العام تحدث الرئيس ابراهيم محمد الحمدي بتفاصيل دقيقة وكثيرة وخلاصة ماورد في هذا الحديث – الذي ينشر لأول مرة مايلي: بعد إن انتهى الأخ الرئيس من مناقشة قضايا الإعداد والترتيبات للمؤتمر الشعبي العام طلب من الحاضرين اذا كان لديهم اسئلة أو استفسارات حول الإشاعات التي تطرح اليوم في الشارع عن الاتفاق مع المشائخ وعن استقالة دهمش يطرحوها وقال لهم: من أجل تأخذوا المعلومات الصحيحة بدلا من أن تسمعوها مشوهة في الخارج. وطلب الأعضاء الإيضاح عن نتائج الاتفاق الأخير مع الشيخ عبد الله حسين الأحمر، ورد الأخ/ الرئيس عليهم قائلا: (( كلنا ندرك الظروف التي قامت فيها الحركة وكيف إن لعبت التوازن وصلت إلى طريق مسدود وانفلتت الأمور من يد القاضي الإرياني، وكانت هناك قوتين تتصارع للإستيلاء على كل الأمور من يد القاضي ممثلة في الشيخ عبد الله حسين وجماعته والشيخ سنان وجماعته، وعندما وصلت الأمور بينهم إلى طريق مسدود كان اتفاقهم على إقصاء الإرياني وتقديم استقالته إلى مجلس الشورى ثم تسليم السلطة للقيادة العسكرية، على أن يقوم بعد ذلك الشيخ عبد الله رئيس مجلس الشورى بتقديم إستقالته إلى القيادة العسكرية، وقبلت قيادة القوات المسلحة تحمل المسئولية من أجل الإمساك بزمام الأمور، ورحنا إلى الشيخ سنان وقلنا له ياعم سنان انت ايضا تعال وقدم استقالتك إلى مجلس القيادة وبعد ذلك سنبدأ بتسوية الأمور، وقبل ، وتم كل ذلك واجتمعت قيادات الجيش وتم تشكيل مجلس القيادة من عشرة أعضاء يعكس التوازن الذي كان قائم، واستولت القوات المسلحة على كل الأمور واعلن مجلس القيادة بيانه الأول محدد الأهداف للحركة والتغيير. وعندما أعلنت هذه المبادىء والأهداف بدأت مراكز القوى تقلق من هذا التغيير، وبدأت تشكل المعارضة لمجلس القيادة والحركة، لأن هدف هذه القوى لم يكن حرصا منها على سلامة البلاد وإحداث التغيير عند تسليم مقاليد الأمور للجيش، ولكن كان الهدف إن الشعب قد وصل إلى مرحلة من السخط والنفور وكانوا يعتقدون إن الحركة ستواجه رفض شعبي كبير، ولهذا كان هدفهم أن يكون هؤلاء الضباط كبش الفداء يطرحوهم في الواجهة حتى يحترقوا، ثم يأتوا بعد ذلك لترتيب أمورهم واقتسام السلطة فيما بينهم. ولكن الذي حدث عكس ماكانوا يفكرون به تماما وأنا كنت اتمنى أن لاتحضى الحركة بذلك التأييد الشعبي الهائل منذ أول يوم قيامها، لإننا كنا نريد أن نثبت للشعب صدق نوايا الحركة وتصميمها على اجتثاث الماضي الفاسد من خلال التغيير العملي ثم ياتي التأييد الشعبي. وكان أول الأهداف الرئيسية للحركة هو توحيد القوات المسلحة في جيش وقيادة واحدة، ووقفت مراكز القوى أمام هذه الخطوة وقفة شرسة ٌلإنها تعتبر ضربة في الصميم لمصالحها وللدعائم التي ترتكز عليها، وحاولنا معالجة الموقف بدقة بالغة لإن الموقف كان يهدد بخلق حرب طاحنة بين وحدات القوات المسلحة،واستطعنا تحقيق هدف وحدة القوات المسلحة ونؤكد ولأها لله والوطن ثم تصفية مراكز القوى التي كانت تعيق المسيرة. وطبعا الأيام تطرح إشاعات كثيرة حول عودة الشيخ عبد الله الأحمر، ومن الناس من يقول التصحيح انتهى وهناك تراجع في كل الخطوات التي تمت، ولست أدري هل إذا كان الشيخ عبد الله الأحمر في خمر هناك تصحيح وانجازات وإذا دخل صنعاء انتهى التصحيح والتغيير والتقدم ...؟ وأعتقد انه كنا واضحين في خطابات عيد الثورة مؤكدين على السير في كل الخطوات التصحيحية والتغيير والمؤتمر الشعبي العام. وهناك إشاعات حول تغيير الوزارة ( يقصد حكومة الأستاذ عبد العزيز عبد الغني) كإحدى شروط الاتفاق مع المشائخ، وطبعا انا كنت واضح في هذا وأعلنت في المؤتمر الصحفي إن الحكومة الحالية ستقوم بتنفيذ الخطة الخمسية، ماذا اقول اكثر من هذا للناس لدحض الإشاعة. وهناك إشاعات أخرى بإن فلان سيعود نائبا للرئيس والآخر مستشار والآخر رئيس وزراء وكلها إشاعات تطلق في الهواء ليس لها أساس من الصحة. ونحن طبعا لم نمنع أحد من الدخول إلى صنعاء ولم يسبق إن منعنا أحد، وهم كل يوم يدخلون من خمر بالتاكسيات مااحد يمنعهم، ولكننا نشترط أن يدخلوا بحسب نظام الدولة وقوانيها، لايدخلوا ومعهم سلاح يثيروا مشاكل، ولهم الحق كأي مواطن، وتذكروا انه في بداية السنة كنا قد التقينا بالمشائخ خارج صنعاء وقلنا لهم أمام كل الناس عفا الله عما سلف وتفضلوا إرجعوا، ولكن كان لهم شروط كثيرة وطبعا لم نقبل بها ولايمكن التراجع عن أي مكسب أو منجز ثوري حققناه من خلال الحركة، وتركنا لهم حالهم ، لكن لاتفتكروا انهم كانوا مبسوطين في هذه الفترة بل كانوا يعانوا من قلق نفسي وقلق داخلي ويشعرون بعزلة قاتلة مهما أثاروا من زوابع. لهذا حاولوا الاتصال بأكثر من جهة واتصلوا بالسعودية من أجل تقوم بالوساطة بيننا وبينهم ويرجعوا إلى صنعاء، وتمت الوساطة ووافقنا على عودتهم وكان لهم شروط طرحوها، ولكنها تختلف بكثير عن الشروط التي كانوا يطرحوها من قبل، فقد كانوا بالماضي يطالبوا بمجلس الشورى والدستور وتغيير الحكومة وأقصاء بعض العناصر وتغيير في السياسة الداخلية والسياسة الخارجية، وكان كل شئ مايعجبهم إلا الرئيس كانوا لايناقشوا حوله، أما شروطهم اليوم فكانت محددة بأن: يعود الشيخ عبد الله وخبرته إلى صنعاء. يسلم لهم مرتباتهم الشخصية. تسلم مرتبات جماعتهم الذين حاربوا وضحوا مع الثورة. بالمقابل قلنا لهم نحن لنا شروط وهي: تسليم كل الأسلحة الثقيلة التي لديكم . الدخول إلى صنعاء بدون أسلحة والإلتزام بالنظام والقانون. المرتبات تسلم شخصيا لكل فرد على حده ويوقع بالاستلام. الخبرة كلهم يلتحقوا بقيادة الجيش الشعبي ويعين لهم ضابط لكل مجموعة. رفع النقاط الذي بالطريق وطبعا هم عاملين نقطتين ونحن محاصرينهم بخمس نقاط. وبالمناسبة فقد تم تسليم الأسلحة الثقيلة وهي عبارة عن دبابتين كان استولى عليها الشيخ عبد الله قبل الحركة من قافلة كانت ذاهبة إلى الجوف، وطبعا لديهم هناك أسلحة أخرى مدافع وغيرها، ولكننا قلنا نأخذ أول الحاصل نسترجع حقنا ثم الآخر إلى وقته. ولاتنسوا اننا طيلة هذه الفترة السابقة ونحن والمشائخ في حالة شد وجذب للقبائل الذي معهم ، وقد اتخذنا طرق طرق وأساليب متعددة منها تقديم المساعدات للمناطق مدارس وآبار وشدهم للتعاونيات لابعادهم عن أسلوب الحرب وتغيير عقلية الأطفال والشباب الذين مازالوا في المدارس وحتما لايمكن أن يكونوا مثل هِؤلأ. كما اتخذنا أسلوب آخر لإستنزاف قواهم وحرب نفسية قاسية، حيث كنا نكلف بعض وحدات الجيش في عمران بعمل مناورة عسكرية ونحرك كم دبابة ومدفع ونرسل من يوصل الخبر إلى خمر بأن الليلة الهجوم عليكم، فيروحوا يستنفروا كل قواتهم ويرتبوا بالمواقع ويوزعوا أموال طائلة لجلب القبائل ويضربهم البرد يومين ثلاث ونبطل ويكونوا قد أنهكوا وصرفوا أموال بلا حساب وانهزموا معنويا حيث عندما يستنفروا القبائل مرة أخرى يرفض معظمهم الحضور ويقولوا للمشائخ انتم تضحكوا علينا. والحرب ليست سهلة ولا هينة ونتائجها قاسية وأنا أعرف الحرب وجربتها، وليس جبن مني أن أرفض الحرب، ولكن أعرف مرارتها وقساوتها واشتركت في معارك كجندي وقائد مجموعة وقائد لفرقة وقبرت بيدي هاتين عشرات من الجنود والضباط ، وأنا الأن القائد العام للقوات المسلحة أعتبر نفسي مسئول عن كل قطرة دم من أي جندي في أي موقع كان ولابد أن أكون في منتهى الحرص على ارواح أبناء القوات المسلحة ولا اريد أن اغامر بالجيش وأزج بالبلاد في حرب طاحنة واكرر أخطاء اخواننا المصريين عندما دفعوا باعداد هائلة من قواتهم في المناطق الشمالية وسط سلسلة من الجبال الشاهقة ولا يعرفونها من قبل ولا يعرفوا مسالكها وواجهوا حرب عصابات تكبدوا أضعاف الأضعاف من الخسارة التي كانت متوقعة، لأنه في هذه الحالة عندما ارح ارمي بفرقة من الجيش وسط هذه الجبال ليحارب القبيلي الذي يقفز من جبل ألى جبل واجلس انا حاوش كيف أوصل الدبة الماء للجندي إلى الموقع في رأس الجبل ما أوصل احيان إلى عنده الا وقد قتل أو مات من العطش، ومن أسهل الأمور بالنسبة لي كنت أصدر أمر الى رئيس الأركان واقول له احتل لي موقع كذا خلال كذا ساعة، ولكن لانريد أن نراهن بقواتنا المسلحة ونحاول الوصول إلى حل الأمور بشتى السبل الممكنة. من هذا المنطلق لايعني نستسلم لكل التحديات ولكن متى اقتضت الظروف وبلغت الأمور حد لايمكن السكوت عليه فاننا لابد وأن نحسم الموقف بصلابة، ولكن بنفس الوقت نحدد الشخص الذي نستهدفه لانعم كل الناس، مثلا قبل أشهر في صعدة حصل اعتداء على أحد المواقع وقتل أحد الجنود فتحركت القوات المسلحة وضربت بيت العوجري بالكامل ولوحده فقط دون المساس ببقية المواطنين مما جعل المواطننين في اليوم التالي يأخذوا الأثوار ويعقروا وقالوا الأن الدولة أصابت وعرفت من المخطئ ونحن نؤيد كل مواقفها في مثل هذا، فالمواطن بدأ يحس إن الدولة لم تستهدفه وانما تستهدف الناس الذين يعملوا ضد الدولة. كذلك الشيخ أحمد الذهب كان هذا يعتبر نفسه في المناطق الوسطى أعظم من الشيخ عبد الله وعاده متعجرف ويمارس إرهاب على المواطنين وكانوا يخافوه أكثر من الحكومة ، وعندما تجاوز حده واعتدى على أحد المواطنين وقتله تحركت القوات المسلحة وأخربت بيته بالكامل بنفس الأسلحة والألغام الذي كان محتفظ بها، وطبعا هرب من المنطقة، وتم توزيع كل الطعام الذي كان موجود بمخازنه على المواطنين الذين من شدة إرهابه رفضوا يأخذوا الحبوب إلا بعد يومين بعد ما تأكدوا إن الرجل غير موجود في المنطقة، ولم يقاوم احد من اتباعه الحكومة بل وقفوا مؤيدين لتصرف الحكومة التي عرفت المخطئ وأدبته لرأسه. والهدف من هذا كله هو كيف نخلق الاستقرار في كل أنحاء البلاد ونجعل المواطن يشعر بالطمأنينة ، ثم كيف نعمل على تغيير العقلية المتخلفة بشتى الوسائل إلى عقلية منتجة عاملة، وشعبنا طموح ولديه حس حضاري وذكي يكاد يكون متميز بين شعوب العالم لو اتيحت له فرصة كاملة من الاستقرار لصنع المعجزات.))(2) المصادر: 1كتيب الحمدي ومسيرة التصحيح الصادر عن مطبوعات دار المرشد العربي للصحافة والطباعة والنشر في سوريا بمناسبة الذكرى الأولى للحركة التصحيحية 13يونيو للمؤلف عبد الرزاق فرفور. 2 محضر الاجتماع (21) للجنة الإعداد للمؤتمر الشعبي العام 9/10/1977م صحيفة الوحدوي العدد (958) الثلاثاء 31يوليو2012م