«الرياضة» تستعرض تجربتها في «الاستضافات العالمية» و«الكرة النسائية»    الريال اليمني ينهار مجددًا ويقترب من أدنى مستوى    بين حسام حسن وكلوب.. هل اشترى صلاح من باعه؟    للمرة 12.. باريس بطلا للدوري الفرنسي    السيول تقتل امرأة وتجرف جثتها إلى منطقة بعيدة وسط اليمن.. والأهالي ينقذون أخرى    السعودية تكشف مدى تضررها من هجمات الحوثيين في البحر الأحمر    ريمة سَّكاب اليمن !    الشيخ هاني بن بريك يعدد عشرة أخطاء قاتلة لتنظيم إخوان المسلمين    حزب الرابطة أول من دعا إلى جنوب عربي فيدرالي عام 1956 (بيان)    في ذكرى رحيل الاسطورة نبراس الصحافة والقلم "عادل الأعسم"    السعودية تعيد مراجعة مشاريعها الاقتصادية "بعيدا عن الغرور"    نداء إلى محافظ شبوة.. وثقوا الأرضية المتنازع عليها لمستشفى عتق    الأحلاف القبلية في محافظة شبوة    طلاب جامعة حضرموت يرفعون الرايات الحمراء: ثورة على الظلم أم مجرد صرخة احتجاج؟    كيف يزيد رزقك ويطول عمرك وتختفي كل مشاكلك؟.. ب8 أعمال وآية قرآنية    "جيل الموت" يُحضّر في مراكز الحوثيين: صرخة نجاة من وكيل حقوق الإنسان!    جماعة الحوثي تعلن حالة الطوارئ في جامعة إب وحينما حضر العمداء ومدراء الكليات كانت الصدمة!    النضال مستمر: قيادي بالانتقالي يؤكد على مواجهة التحديات    أسئلة مثيرة في اختبارات جامعة صنعاء.. والطلاب يغادرون قاعات الامتحان    كيف حافظ الحوثيون على نفوذهم؟..كاتب صحفي يجيب    عودة الحوثيين إلى الجنوب: خبير عسكري يحذر من "طريق سالكة"    الدوري الانكليزي الممتاز: مانشستر سيتي يواصل ثباته نحو اللقب    هيئة عمليات التجارة البريطانية تؤكد وقوع حادث قبالة سواحل المهرة    يوميا .. إفراغ 14 مليون لتر إشعاعات نووية ومسرطنة في حضرموت    الوزير الزعوري يطّلع على الدراسة التنموية التي أعدها معهد العمران لأرخبيل سقطرى    كل 13 دقيقة يموت طفل.. تقارير أممية: تفشٍّ كارثي لأمراض الأطفال في اليمن    طوارئ مارب تقر عدداً من الإجراءات لمواجهة كوارث السيول وتفشي الأمراض    البنك الإسلامي للتنمية يخصص نحو 418 مليون دولار لتمويل مشاريع تنموية جديدة في الدول الأعضاء    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على نيو إنجلاند برباعية في الدوري الأمريكي    بايرن ميونيخ يسعى للتعاقد مع كايل ووكر    اشتراكي الضالع ينعي رحيل المناضل محمد سعيد الجماعي مميز    العليمي يؤكد دعم جهود السعودية والمبعوث الأممي لإطلاق عملية سياسية شاملة في اليمن    من هنا تبدأ الحكاية: البحث عن الخلافة تحت عباءة الدين    - نورا الفرح مذيعة قناة اليمن اليوم بصنعاء التي ابكت ضيوفها    الشبكة اليمنية تدين استمرار استهداف المليشيا للمدنيين في تعز وتدعو لردعها وإدانة جرائمها    قضية اليمن واحدة والوجع في الرأس    مئات المستوطنين والمتطرفين يقتحمون باحات الأقصى    وفاة فنان عربي شهير.. رحل بطل ''أسد الجزيرة''    أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني    ضبط شحنة أدوية ممنوعة شرقي اليمن وإنقاذ البلاد من كارثة    فريدمان أولا أمن إسرائيل والباقي تفاصيل    شرطة أمريكا تواجه احتجاجات دعم غزة بسلاح الاعتقالات    دعاء يغفر الذنوب لو كانت كالجبال.. ردده الآن وافتح صفحة جديدة مع الله    مشادة محمد صلاح وكلوب تبرز انفراط عقد ليفربول هذا الموسم    اليمنية تنفي شراء طائرات جديدة من الإمارات وتؤكد سعيها لتطوير أسطولها    القات: عدو صامت يُحصد أرواح اليمنيين!    وزارة الحج والعمرة السعودية تحذر من شركات الحج الوهمية وتؤكد أنه لا حج إلا بتأشيرة حج    «كاك بنك» يدشن برنامج تدريبي في إعداد الخطة التشغيلية لقياداته الإدارية    الذهب يتجه لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    الزنداني لم يكن حاله حال نفسه من المسجد إلى بيته، الزنداني تاريخ أسود بقهر الرجال    «كاك بنك» يشارك في اليوم العربي للشمول المالي 2024    أكاديمي سعودي يلعنهم ويعدد جرائم الاخوان المخترقين لمنظومة التعليم السعودي    من كتب يلُبج.. قاعدة تعامل حكام صنعاء مع قادة الفكر الجنوبي ومثقفيه    نقابة مستوردي وتجار الأدوية تحذر من نفاذ الأدوية من السوق الدوائي مع عودة وباء كوليرا    الشاعر باحارثة يشارك في مهرجان الوطن العربي للإبداع الثقافي الدولي بسلطنة عمان    - أقرأ كيف يقارع حسين العماد بشعره الظلم والفساد ويحوله لوقود من الجمر والدموع،فاق العشرات من التقارير والتحقيقات الصحفية في كشفها    لحظة يازمن    لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تحررت من أمن صالح واحتلت من جيش محسن.. جامعة صنعاء تتحول من صرع علمي إلى معسكر تدريبي
نشر في الوسط يوم 08 - 02 - 2012

جامعة صنعاء صرح علمي شامخ بشموخ أبنائها الذين اناروا درب الحاضر وبدمائهم سطروا مستقبل اليمنيين. الجامعة الأولى التي احتضنت الثوار الشباب في قاعاتها الدراسية ومدرجاتها العلمية والتي منها تخرج الأحرار وتشربوا الحرية من كؤوس آبائهم أعضاء هيئة التدريس الذين زودوهم بسلاح العلم والمعرفة وجندوهم لخدمة يمن المؤسسات ولتغيير مسار اليمن من الدولة الهشة إلى الدولة اليمنية الحديثة التي تكفل الحقوق والحريات وتحقق العدل والمساواة بين كافة فئات المجتمع اليمني .تلك الجامعة التي أبى أبناؤها الظلم والطغيان على مدى عشر سنين ونظموا عشرات الاعتصامات والاحتجاجات لمناهضة عسكرتها بات اليوم جزؤها الشرقي معسكر تدريبي جديد على الرغم من هدوء الأوضاع السياسية وجنوح اليمنيين للسلم وتحرير بعض الشوارع العامة من الاحتلال العسكري إلا ان جامعة صنعاء لازالت تحت الاحتلال العسكري فإلى التفاصيل الكامنة أسوار جامعة صنعاء: منذ عقد زمني واتحاد طلاب اليمن يطالب بجامعة خالية من العسكرة وتبني نفس المطالب الطلابية بعدم عسكرة الجامعات اليمنية والذي حظي بتأييد جميع أعضاء هيئة تدريس وطلاب جامعة صنعاء بمختلف اتجاهاتهم السياسية ( باستثناء البعض ) ومن المطالب التي رفعت على مدى السنوات الماضية تغيير امن جامعة صنعاء بحراسة مدنية بدلاً عن الأمن العسكري السابق ، وحال اندلاع الثورة الشبابية السلمية ظل الأمن التابع لوزارة الداخلية قائما بمهامه في الجامعة حتى دخول الفرقة الأولى مدرع الجامعة في يونيو الماضي وطردها الأمن السابق ، وفي بداية العام الدراسي الجديد تم تغيير الحرس الجامعي بحرس مدني شكل من شباب الثورة ومن طلاب جامعيين البعض منهم لازالوا حديثي التخرج ورغم كونهم أعضاء اتحاد طلاب جامعة صنعاء التابع للإصلاح إلا أن الخطوة وصفت بالجيدة كون الحرس المدني مطلباً طلابياً للحفاظ على امن الجامعة ومنع التمادي على طلاب الجامعة من قبل أفراد الأمن الذين فشلوا في الحفاظ على الجامعة ونحجوا في الحفاظ على امن النظام السابق وأعوانه في الجامعة حيث وصلت جامعة صنعاء في فترة من الفترات إلى ما يشبه سجناً يحيط به عناصر الأجهزة الاستخباراتية من كل مكان خارجه وداخله في القاعات والمدرجات وحتى في السكن الطلابي. وكان امن الجامعة المحسوب على وزارة الداخلية يقوم بقمع أي احتجاج يقوم به الطلاب على خلفية مطالب حقوقية والعشرات من الطلاب زج بهم في السجون وتم اعتقالهم في الحرم الجامعي من قبل امن الجامعة السابق أو خارجها من قبل العيون الحمراء التابعة للنظام.. تلك الممارسات وغيرها دفعت الطلاب وخصوصا المحسوبين على أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة 2005 2010 إلى تصعيد مطالبهم بعدم عسكرة الجامعة واحترام الحرم الجامعي وصدر بذلك عشرات البيانات المنددة بتعامل النظام مع الجامعات وعسكرتها . *العسكرة الأولى عسكرة الجامعات لا تعني رفض وجود امن الجامعة التابع للمنشآت وحسب بل ان للعسكرة في الجامعات أهدافاً خاصة منها تسخير الجامعات لخدمة النظام وأمنه الشخصي وإلجام الأصوات المتذمرة من الحكم وإنزال العقوبات بها كالإقصاء والحرمان من المستحقات والترقيات والحوافز بالنسبة للاكاديميين وبالنسبة للطلاب إعداد الملفات ووضعها في شريط مهام العيون الحمراء ومراقبة تحركاتهم ، فالجامعة اخترقت من قبل الأجهزة الاستخباراتية منذ 5 سنوات وباتت قاعاتها ومدرجاتها محاطة بالعيون الحمراء التي ترصد كل الاتجاهات السياسية وتصنيف الموالاة والمعارضة ، كما امتد حضورها إلى السكن الجامعي والى مواقع صنع القرار . وعلى مدى السنوات الماضية شعر جميع المدركين في جامعة صنعاء -خصوصاً الأقسام التي لها علاقة بالعمل السياسي -أنهم يعملون تحت حصار العيون الحمراء سيما وان الأجهزة الاستخباراتية ضيقت الخناق على الاكاديميين وعلى الطلاب أيضا وصولا إلى استغلالها ظروف الطلاب في السكن الجامعي أحيانا وتجنيد بعضهم بدافع الحاجة للمال والوظيفة للقيام بدور الرقيب على زملائهم وأساتذتهم في قاعات الدراسة . تلك العسكرة كانت لها تداعياتها على التعليم العالي عموماً وعلى علاقة الطالب بأستاذه الجامعي حيث زرعت الشك بين الطالب والأستاذ وبات الأستاذ يشك بالطالب والعكس كون تلك الأجهزة الاستخباراتية قد جندت ايضاً بعض أعضاء هيئة التدريس ، ولذات السبب وجد الجميع أنفسهم محاطين بسياج أمني يعمل لأجل النظام فقط لا لاجل الوطن ومصلحته العلياء ، والمؤسف تعرض الكثير من الطلاب للظلم بسبب الاشتباه بانتمائهم لتلك الأجهزة التي فرضت نفسها في كل مرافق جامعة صنعاء . ولذلك نظمت الفعاليات الطلابية والحزبية والمدنية عشرات الفعاليات الاحتجاجية المطالبة باحترام خصوصية الجامعة وعدم عسكرتها من قبل رئيسها خالد طميم، من خلال استخدام قوات من الأمن والجيش لحراستها في أحيان كثيرة ، ومراقبة تصرفات الطلاب فيها، وتدخلهم في شؤونها الإدارية، بل والأكاديمية، ونوقشت هذه القضية كثيراً، وأصدرت العديد من المنظمات بيانات إدانة لها. *العسكرة الثانية تعد جامعة صنعاء من اكبر الجامعات اليمنية الحكومية مساحة نظراً لارتفاع الطلب على التعليم في اليمن في ظل وجود جامعة قديمة تعرف باسمها القديم، وتم إنشاء الجامعة الجديدة بتخطيط استراتيجي بحيث تشمل كافة المرافق وخصصت لها ارض واسعة لم يستخدم منها سوى ال 50% فقط والبقية لاتزال مفتوحة ومخصصة لإنشاء المزيد من الكليات التي توجد اسماً لاجسما مثل كلية اللغات التي تخرج منها آلاف الطلاب ولازالت دون مبنى خاص بها، ونظراً لوجود مساحة غير مستغلة ومبان لازالت في سياق الإنشاء وذلك في جنوب الجامعة من اتجاه جامعة العلوم قسم البنات هذه المباني التي تعثر استكمال إنشائها لأسباب غامضة تحولت إلى عنابر خاصة للمئات من العساكر الجدد الذين يتم تدريبهم في حرم الجامعة الذي تخرجت منه عدد من الدفع العسكرية على مدى الأشهر الماضية ، حينها خصوصا في أكتوبر الماضي قيل لنا ان الفرقة الأولى مدرع أصبحت هدفاً عسكرياً لقوات النظام واستخدام ميادينها التدريبية لتدريب العسكر مجازفة خطيرة بأرواح الأبرياء ، ولكن بعد تنفيذ المبادرة الخليجية وجنوح الطرفين للسلام وتشكيل لجنة عسكرية من الطرفين لنزع بؤر التوتر وإخلاء الشوارع من الظواهر المسلحة ورفع المتارس من الشوارع العامة، تم إخلاء التواجد العسكري من المنشآت العامة والخاصة في مناطق متفرقة من العاصمة إلا جامعة صنعاء لاتزال ساحاتها الجنوبية والشمالية الواقعة بجانب مزرعة كلية الزراعة مخصصة للتدريب حتى الآن على الرغم من تراجع حدة التوتر العسكري بين الفرقة الموالية للثورة والقوات الموالية لنظام صالح إلا ان رفع العسكر من الجامعة لازال مستبعداً حتى الآن كون اتحاد طلاب اليمن لم يطالب أصلا وليس مهتماً بما يحدث في الجامعة على غرار المطالب السابقة بعدم عسكرة الجامعة.. فتحويل الحرم الجامعي إلى معسكر تدريبي لايقلق المسعودي رضوان ولا مندوبي المشترك في الجامعة الذين اعتبروا عسكرة الجامعة من قبل نظام صالح انتهاكاً صارخا للدستور وللمواثيق والمعاهدات الدولية وللقانون العالمي لحقوق الإنسان وعملا تجرمه الأعراف والأسلاف اليمنية , فهل أصبح تحويل الحرم الجامعي إلى معسكر امراً مباحاً لا غبار عليه كون الغبار يطلع صباحا ومساء من بيادات الجامعة الأولى مدرع . *المعسكر الجنوبي والى جانب المعسكر الشمالي يوجد معسكر جنوبي تدريبي للفرقة كما تأكد لنا أثناء نزولنا الميداني إلى الجامعة مطلع الاسبوع الجاري وحين اقتربنا من معسكر الجامعة لاحظنا من مركز الدراسات السكانية وجود العشرات من العسكر يرتدي البعض منهم زياً مدنياً وبصورة عشوائية يتدربون على الحركة النظامية ذهابا وإيابا فسألت احد المتواجدين هناك -كان زائراً للمركز- عن مايجري داخل الحرم الجامعي فقال لي ان الفرقة تدرب أفرادها هناك منذ أشهر ولم يكن أولئك الأفراد ومعهم بعض الضباط من ضمن حماية الساحة بل ان إفراد الحماية يستخدمون بعض ادوار تلك المباني لحماية الساحة والدور الأول والبدروم مخصص كعنابر للمتدربين فقط ، احد العاملين في الجامعة ، أكد استخدام الفرقة للحرم الجامعي كمعسكر تدريبي لتدريب آلاف منذ عدة أشهر . كما تستخدم الفرقة الساحة الشمالية للجامعة خلف كلية الزراعة لجمع أفرادها بعد انسحاب أفرادها من جانب مزرعة الكلية النموذجية التي تعرضت لأضرار كبيرة ، اثناء نزولنا الميداني يوم السبت إلى المكان وجدنا العشرات من المجندين الجدد يتدربون بأسلحة تدريب داخل الملعب المخصص للطلاب والذي يستخدمه طلاب السكن الجامعي للرياضة في غالب الأحيان خصوصا وان الملعب الترابي قريب من سكن سنان الجامعي ، المعسكر الجديد الواقع جنوب كلية الزراعة داخل الحرم الجامعي قيل لنا ان كتيبتين تخرجت منه في الأشهر الماضية حيث يسكن المجندون الجدد تحت المدرجات ويتواجد بجانبهم عدد من المدرعات لحمايتهم . احد الفنيين العاملين في الكلية قال ان المزرعة تعرضت للعبث والتدمير ما دفع القائمين عليها إلى نقل بعض الأصناف المعروضة فيها من الحيوانات المتنوعة إلى مزارع خاصة في تهامة وقال ان عدداً من أصناف الماعز التي كانت متواجدة في المزرعة التدريبية ذبحت من قبل العسكر بالإضافة إلى تضرر النباتات والعشرات من الأصناف الزراعية في المزرعة . *الجامعة الثائرة من بوابة جامعة صنعاء انطلقت ثورة الشعب اليمني ضد واقعه في فبراير الماضي ومن قاعات ومدرجات كلياتها المتنوعة بدأ التحول الحقيقي لشباب اليمن في تحمل مسؤولياتهم الوطنية تجاه وطن يعيش التخلف ويواجه تحديات زمن التحول الذي لايمكن السير في ركبه إلا بتغيير الواقع وإعادة صياغة علاقة الحاكم بالمحكوم وتحديد مسئوليات الجميع تجاه الوطن ، لذلك انطلقت الثورة من بوابة ذلك المنبر التنويري فانضم أعضاء هيئة التدريس فيها للثورة في الأيام الأولى لانطلاقها وانضم إليهم آلاف الطلاب من مختلف التخصصات في معركة استعادة الحرية المستلبة والحقوق المنتهكة والوطن المنهوب ، وهو الأمر الذي أثار مخاوف صالح في فبراير الماضي الذي زار جامعة صنعاء لأول مرة منذ وصوله سدة الحكم مطالباً أعضاء هيئة التدريس بالعمل على إخماد الثورة التي وصفها حينها بالفتنة، ولكن جامعة صنعاء التي نزفت دماء أبنائها في سبيل الحرية والكرامة لازالت حتى اليوم تعيش حياة العسكرة وتحت عباءة اللواء . وعلى الرغم من محاولات العميد الشاب احمد على إيجاد البديل لها في سعوان ومناطق متفرقة وبمبلغ قدر بسبعة مليارات ريال بداية العام الدراسي إلا ان الحرم الجامعي ظل الملاذ الآمن لأبنائها الذين عادوا الي قاعاتها ومدرجاتها الدراسية وطالبوا برحيل العديد من المستبدين فيها وكذا برفع المظاهر العسكرية منها. وهو ماطرح أكثر من سئوال حول حدود الحرية التي استعادها أحرار جامعة صنعاء هل سقفها السماء أم سقفها محدود والحديث عنها يشترط ان لا يطالب بإزالة المعسكرات التدريبية فيها . فالمؤسف ان صوت الحرية في الجامعة الأولى لازال خافتا حتى الآن فلا احد يجرؤ على رفض واقع الجامعة بمافيهم أعضاء هيئة التدريس إلا القليل منهم الذين طالبوا اللواء محسن برفع الارتال العسكرية المتواجدة في جامعة صنعاء، فحال نزولنا إلى الحرم الجامعي لمعرفة انطباع أعضاء هيئة التدريس اعتذر عدد منهم ورفض الحديث عدد أخر من الطلاب ليس لان الكلام في (الجامعة الأولى مدرع) غير مسموح بل لان من يصنع القرار في الجامعة هو المعني بإزالة التواجد العسكري، فالجميع تغاضى عن الإجابة لكي لايجد نفسه أمام المساءلة العسكرية . احد الموظفين في الجامعة قال لي: الدولة اليوم دولتهم والوجود العسكري في الجامعة يدل على ان اليمنيين سيظلون يعانون سنوات عديدة من سلوك وممارسات نظام صالح الذي سيظل سلوكا ، لذلك الصبر حكمة. *الجامعة القديمة الجامعة القديمة تعيش هي الاخرى تحت سيطرة الجيش الموالى للثورة حيث موقعها وامتداد ميدان التغيير حتى بوابتها أتاح مبرراً للوجود العسكري هناك بحجة حماية الميدان ونتيجة لذلك التواجد الامنى فضل عدد من الطلاب المحسوبون على نظام صالح وقف الدراسة حتى إشعار آخر كون الجامعة يحكمها الخوف وحريتها لاتزال بيد اللجنة العسكرية التي لم تناقش قضية عسكرة الجامعات وتحويل حرمها
الجامعي إلى معسكرات تدريبية. فالطريق إلى الجامعة القديمة التي يتواجد فيها عدد من الكليات المتخصصة باللغات وعلم الاجتماع وعلم النفس والعلوم والآثار لايزال شائكاً، فالوجود العسكري يحيطها من الاتجاهات الأربعة والمتارس تحتل أزقة الأحياء القريبة منها فمن اتجاه جولة الكهرباء لايزال المشهد مخيفاً بسبب آثار الدمار الذي لحق بالمنطقة ومن اتجاه شارع الزراعة لايزال الخوف يسكن المكان ومن اتجاه هائل لاتزال المظاهر المسلحة تتحكم في الشوارع والأزقة المؤدية إلى الجامعة ومن اتجاه جولة كنتاكي لايزال المدخل مغلقا حتى رفع الاعتصام، يضاف إلى ان المخيمات المتواجدة في بوابة الجامعة القديمة الشرقية مخيمات مخصصة لأفراد الجيش والأمن المنضمين إلى الثورة وكذلك الفرقة الأولى مدرع ومنذ رفع المظاهر المسلحة في جولة كنتاكي ورفع مخلفات الصراع العسكري في نفس المكان تم إنشاء سور يفصل بين الشارع وبين الميدان . *التعليم العالي وزارة التربية والتعليم الشهر الماضي طالبت بأخلاء 47 مدرسة من المظاهر المسلحة والسماح للطلاب بمواصلة دراستهم للعام الحالي بأمان ، إلا ان وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في عهد باصرة حاولت إخلاء جامعة صنعاء من الوجود العسكري في سبتمبر الماضي حيث أعلنت جامعة صنعاء حينها أنها ستبدأ بإخلاء الحرم الجامعي "بشكل كامل" من قوات الفرقة الأولى مدرع ، وذكر خالد طميم أن ممثلين عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ورئاسة الجامعة، ونقابة أعضاء هيئة التدريس واتحاد طلاب اليمن بالجامعة، سيلتقون بالأطراف المعنية لمناقشة إخلاء الحرم الجامعي بشكل كامل من جنود الفرقة الأولى مدرع مع معداتهم وآلياتهم العسكرية تمهيداً لعودة الدراسة إلى الجامعة. إلا ان تلك المحاولات باءت بالفشل فاستمر التواجد العسكري في حرم الجامعة ولم تحرك وزارة التعليم العالي ساكناً حول التواجد العسكري في جامعة صنعاء الجديدة على الرغم من مناقشة قضية استبدال الأمن الجامعي بأمن مدني والذي تم استبداله بعناصر أمنية تتبع امن المنشآت التابع لوزارة الداخلية ، ورغم ذلك التزمت جامعة صنعاء ووزارة التعليم العالي الصمت تجاه التواجد العسكري في جامعة صنعاء وتحويل حرمها إلى معسكر تدريبي . *رفض العسكرة قبل أعوام كانت الفعاليات الطلابية والحزبية والمدنية تستنكر عسكرة جامعة صنعاء من قبل رئيسها خالد طميم، حينها كان مفهوم عسكرة الجامعة يعني استخدام قوات من الأمن والجيش لحراستها، ومراقبة تصرفات الطلاب فيها، وتدخلهم في شؤونها الإدارية، بل والأكاديمية، ونوقشت هذه القضية كثيراً، وأصدرت العديد من المنظمات بيانات إدانة لها. صباح الأحد زرنا جامعة صنعاء لمعرفة أولويات اتحاد الطلاب في الجامعة فلاحظنا قائمة مطالب معلقة على بوابتها الغربية، تلك القائمة التي حملت عدداً من المطالب أسقطت إخلاء الجامعة من العسكرة أومن المعسكرات . *يحيى والجامعة نظام صالح كان مهتماً بجامعة صنعاء وعمل على تضييق الخناق على طلابها وأعضاء هيئة التدريس فيها وصولا إلى اقتحامها في بداية فبراير الماضي عقب دعوة اللقاء المشترك للخروج في الثالث من الشهر نفسه لرفض محاولات التمديد لصالح وكذلك مناهضة التوريث وعقب الدعوة اقتحم مايربو عن 400 جندي يتبعون قوات الأمن المركزي ساحة الجامعة لمنع اندلاع مظاهرات مناهضة للنظام فيها ، ولكن محاولة إجهاض حراك طلاب جامعة صنعاء فشلت بعد ان حول اللقاء المشترك مكان الفعالية التي حضرها مايقارب النصف مليون من قواعد المشترك إلى منطقة نقم ، ذلك التواجد الأمني التابع للأمن المركزي قوبل باستياء كبير من قبل الطلاب وأعضاء هيئة التدريس وجميع أطياف العمل السياسي وطالب الجميع النظام بإخلاء الجامعة من الوجود العسكري دون قيد أو شرط ، وكانت حينذاك المطالب مشروعة وتحت الضغوط انسحبت قوات يحيى صالح. *بريد الجامعة فقط الخميس الماضي استعادت اللجنة العسكرية المكلفة بإزالة المظاهر المسلحة في العاصمة صنعاء مكتب بريد جامعة صنعاء وممتلكاته ومحتوياته إلى المعنيين من الهيئة العامة للبريد ممثلين بمدير عام الرقابة والتفتيش في الهيئة ومدير عام فرع بريد أمانة العاصمة ، ولم تشر الى الوجود العسكري في الجامعة . *انتقادات في تاريخ 3 نوفمبر الماضي انتقدت الدكتورة سعاد السبع أستاذ المناهج المشارك بكلية التربية في مقال لها اقتحام حرم جامعة صنعاء وتحويله إلى حرم مكسور الهامة منتهك الحرمة.. وقالت السبع مهما كانت قوة المبررات لدخول الجامعة، فلا يمكن أن تكون مبررات منطقية لاحتلال الجامعة عسكريا في كل الأعراف الجامعية (الإقليمية والدولية) ، و لا يمكن أن تنتصر ثورة التغيير بعسكرة الجامعة، لأن الثورات تنتصر بحماية الجامعات وببقائها شامخة تؤدي وظيفتها التنويرية من أجل التغيير، لا بإخماد نورها، وإقفالها في وجه العلم وتحويلها إلى واجهة للحرب... واعتبرت عسكرة جامعة صنعاء وصمة عار في جبين كل يمني في السلطة والمعارضة ؛ فسيكتب التاريخ مستقبلا أن اليمنيين حينما ثاروا للتغيير أغلقوا جامعتهم الأولى، وتركوها للجنود وأسلحتهم ، بينما كان عليهم أن ينصروا ثورتهم من داخل جامعتهم.. وأضافت: سيسجل التأريخ أن قيادة اتحاد طلبة جامعة صنعاء كانت تقيم الدنيا ولا تقعدها لاستبدال أمن الجامعة بأمن مدني قبل الثورة، وحينما بدأ الطلبة ثورتهم صمتت قيادتهم عن احتلال جامعتهم وعن تحويل قاعاتها إلى بؤر عسكرية للاحتراب ، مستهدفة من جميع الأطراف وانتقدت السبع صمت منتسبي الجامعة وخاصة أعضاء هيئة التدريس وقالت: كان بإمكانهم أن يتَّحِدوا من أجل جامعتهم منذ بدء الأزمة ، وأن يمنعوا دخول الجنود إلى حرم الجامعة، وإذا لم يتمكنوا من منعهم مباشرة في ظل سطوة العسكرية، فقد كان عليهم أن يتجهوا جميعا إلى قائد الفرقة (علي محسن) ويخاطبوه باسم العرف العلمي والقبلي أن يبعد الجامعة عن الصراع العسكري، فهو في الأول والأخير يمني وأب ويدرك أهمية التعليم للتغيير، وحينما يتضح له حجم الخطأ الذي يرتكبه الجيش المساند لثورة التغيير إذا استمرت الجامعة محتلة ، فلا أظن أنه سيقبل باستمرار احتلال الجامعة، وسيقدر مخاوف أعضاء هيئة التدريس على الطلاب والطالبات، وصواب رؤيتهم حول أثر تحييد الجامعة على حركة الشباب . واعتبرت احتلال الجامعة خنجراً مسموماً في خاصرة ثورة الشباب، ولا يمكن أن يقتنع الرأي العام المحلي والعالمي بأن احتلال الجامعة وإيقاف الدراسة يمثل وفاء لدم الشهداء، بل ان احتلال الجامعة بالذات قد وفر لأعداء التغيير غطاء شرعيا لإبعاد الشباب عن حركة التغيير. واعتبرت السبع أن إعادة الجامعة إلى حالتها الطبيعية سيكون أكبر حماية تقدمها الفرقة لثورة الشباب، كما أن انسحاب الجنود من الحرم الجامعي سيكون علامة حضارية راقية تثبت للعالم كله أن ما يحدث في اليمن هو فعلا ثورة من أجل التغيير. *جامعة سعوان طلاب الجامعات اليمنية الحكومية عموما وجامعة صنعاء خصوصاً رفعوا شعارات الثورة أولاً، الدراسة ثانياً.. وفضلوا ان تظل الجامعة مغلقة بدلا من تزويد الرصيف بعشرات الآلاف من العاطلين عن العمل كما وجدواً خروج الملايين من أبناء الشعب اليمني لإسقاط نظام صالح والمطالبة بالتغيير الايجابي فرصة تاريخية لتغيير الواقع ونقل آمالهم في وطن يتسع لكل أبنائه إلى حقيقة فأصروا على أن لا تعليم إلا بعد بروز ملامح التغيير، ذلك الإصرار قوبل بإصرار آخر من قبل النظام الذي أطلق اسم احد الجمع (اقرأ باسم ربك الأكرم الذي علم بالقلم ) وخصص موازنة ضخمة لبدء العام الدراسي الجديد 2011م 2012 م ، ودون سوابق نقل الدراسة من الجامعة إلى خارج الحرم الجامعي نفذ الطلاب المعارضون لذلك الإجراء الذين اعتبروه محاولة لإفراغ الجامعة من دورها ومحاولة بائسة من قبل أنصار النظام على إشعار العالم بأنه لازال متماسكاً ولذات السبب نفذت الفعاليات الطلابية ووقفات احتجاجية عديدة لطلاب وطالبات جامعة صنعاء قبيل إجازة عيد الأضحى تعبيراً عن رفضهم قيام إدارة جامعة صنعاء بتخصيص مبان متفرقة في العاصمة صنعاء وخارجها كأماكن لسير العملية التعليمية ، ورفض معظم طلاب جامعة صنعاء المنضمين للثورة الشبابية السلمية رفضوا استئناف الدراسة الجامعية في ال17 من سبتمبر الماضي حتى يسقط النظام ، إلا ان هناك بعض الطلاب المنضمين للثورة التزموا بالدراسة في تلك المباني التي توزعت مابين حي هبرة سعوان وشميلة وحدة وتم إنشاء عدد من الخيام خصوصا وان الجامعة أقرت تدريس الفصل التعويضي الثاني في كافة الكليات.، برغم إضراب هيئة التدريس في الجامعة، حيث ثمة أعضاء في تلك الهيئة استأنفوا التدريس، حتى أن بعض الكليات أعلنت عن بدء امتحانات نصف الفصل الدراسي بعد أيام من بدئه، ورغم ذلك كان حضور الطلاب الذين التزموا بالدراسة في تلك المباني ضعيفاً ومغايراً لتأكيد رئيس الجامعة خالد طميم الذي أعلن مؤخراً أن نسبة الإقبال تتجاوز ال95% ، الدراسة في تلك المباني استمرت ولم يوقفها استياء الكثير من الطلاب من ذلك الإجراء، وانقطاعهم عن الدراسة، أو إضراب عشرات المدرسين . وعقب توقف المواجهات العسكرية بين القوات الموالية للنظام والقوات المؤيدة لصالح في أكتوبر الماضي عاد طلاب جامعة صنعاء إلى الحرم الجامعي واستأنفت الدراسة فيها بعد ان تلقت وزارة التعليم العالي وجامعة صنعاء وعداً من اللواء علي محسن الأحمر أشار فيه إلى سماح الفرقة الأولى مدرع لطلاب جامعة صنعاء بالدراسة وسوف تحميهم أيضاً، ، إلا ان استئناف الدراسة لم يكن سبباً وجيهاً لإخلائها من الوجود العسكري . *اتهامات متبادلة السلطة والمعارضة تبادلتا الاتهامات حول إغلاق جامعة صنعاء حيث اتهم الدكتور جميل عون عضو الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعتين صنعاء و عمران ، رئيس جامعة صنعاء خالد طميم، بإيقاف التدريس في الجامعة بقرار من مجلس الجامعة عقب انطلاق ثورة الشباب، مؤكداً أن نقابة أعضاء هيئة التدريس بجامعتي صنعاء و عمران، مع استئناف الدراسة في الحرم الجامعي (جامعة صنعاء)، وأن ما يحصل الآن من دعوة إلى التدريس في أماكن أخرى غير آمنة وغير مهيأة تعليمياً. وعزا عون تلك الإجراءات التي قامت بها رئاسة الجامعة إلى بعدين أولهما سياسي حيث يبين للخارج اهتمام بقايا النظام بالتعليم، وبعد آخر أمنيٍ يهدفون من ورائه إلى اعتقال شباب من الناشطين في الثورة السلمية وكذلك من الأساتذة، بالإضافة إلى البحث عن مكاسب مادية للقائمين على الجامعة ومنفذي إجراءات نقل الدراسة فيها إلى مبانٍ خارجية. كما اتهم النظام المعارضة التي تمتلك حضوراً قوياً داخل الهيئة التدريسية وفي الاتحادات الطلابية ، من خلال إعلانهم الإضراب والاستمرار فيه حتى تتحقق أهداف الثورة . الغريب في الأمر ان وزير التعليم العالي والبحث العلمي في الحكومة المقالة صالح باصرة في سبتمبر الماضي هدد بإغلاق جامعة العلوم والتكنولوجيا والجامعة اليمنية وجامعة الإيمان التي يملكها الشيخ الزنداني، في حال الاستمرار بإغلاق جامعة صنعاء إلا ان قول باصرة قيل انه صدر عن رد فعل غاضب . *الكلام محرم يبدو ان الحديث عن الجامعة وحقها في الاستقلالية من أي وصاية عسكرية أو سياسية محرم فعند نزولنا إلى أكثر من مكان في الجامعة لأخذ آراء عدد من المختصين فوجئنا باعتذار كل من قابلناهم عن الحديث على غير المتوقع وصولا إلى ان احد الموظفين طلب منا عدم التصوير خوفا من الرد بالرصاص واكتفى بالقول لاتتسبب لنا بالمتاعب وتحول المركز إلى ثكنة عسكرية ، أما آخر فقد قال: صبراً طلاب الجامعة فإن موعدكم الاستقلال الكامل بعد الانتخابات ، الغريب في الأمر ان البعض قال: الموضوع من اختصاص اللجنة العسكرية .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.