عمد تنظيم القاعدة في اليمن إلى اتخاذ مناطق القبائل التي تغيب عنها الدولة وتفتقر لأبسط الخدمات التنموية مركزاً رئيسياً له ، حيث يتم فيها تدريب أفراده والتخطيط لعملياته ضد المصالح الأجنبية والمحلية وكذا الشخصيات الأمنية. مطلع الأسبوع الحالي قتل أركان حرب اللواء 315 العميد محمد صالح الشائف في كمين نصبته عناصر يعتقد انها تنتمي لتنظيم القاعدة قرب مفرق حريب بمحافظة مأرب , كما قتل الجندي محمد البحري وأصيب في الحادث المقدم فيصل القعود ركن استخبارات اللواء 315 بجروح وصفت بالخطيرة إضافة إلى اثنين من مرافقي العميد محمد الشائف , أحدهما برتبة رائد وهو محمد صالح الجوفيK في حين نجا من الكمين قائد المنطقة العسكرية المقدشي والذي كان ضمن موكب عسكري متجه نحو منطقة حقول صافر النفطية لتفقد القوات العسكرية المكلفة بحراستها. وفيما لم تذكر الجهات الرسمية أي معلومات بشأن الحادثة التي جاءت بعد يوم من توعد الرئيس بالانتقام لمقتل جابر الشبواني بغارة جوية قبل أسبوعين وذلك ممن وصفهم بالخائنين في عبيدة ، رجحت مصادر أمنية أن تكون المجموعة المهاجمة من عناصر القاعدة.. في حين أعلن التنظيم استدراجه للشبواني إلى مكان الخطر لإيهام المنفذين بأنه الهدف وهو ما حدث. وعقب عملية استهداف موكب الضباط العسكريين هذه شهدت محافظة مأرب استنفارا أمنيا واستحداث نقاط تفتيش مع انتشار مكثف للدبابات والأطقم العسكرية على مداخل المدينة ومحيط وادي عبيدة بحثا عن المتهمين بتنفيذ الهجوم . كما توافدت الى المنطقة عشرات السيارات تحمل مئات المسلحين من قبائل دهم التي ينتمي إليها الشائف وخيمت مكان وقوع الحادث، مطالبة سكان المنطقة بالكشف عن هوية المنفذين. وفي سياق منفصل سلم أحد أخطر المطلوبين على ذمة الانتماء للقاعدة غالب الزايدي نفسه السبت الفائت للسلطات المحلية في محافظة مأرب ، وذلك بعد مفاوضات طويلة قادها المحافظ معه وانتهت بتسليمه نفسه ومن ثم الإفراج عنه.ويعد الزايدي أحد أهم الملاحقين على ذمة القاعدة في مأرب وسبق وأن حوكم إلى جانب "محمد الأهدل" بتهمة إخفاء الأخير المتهم بالانتماء للقاعدة في منزله أثناء ملاحقة السلطات الأمنية له، وأمضيا في سجن الأمن السياسي بصنعاء مدة 3 سنوات.وركزت السلطات الأمنية في ملاحقتها للقاعدة مؤخراً بشدة على الأجانب المشتبه بانتمائهم للتنظيم ، وبحسب المعلومات الأمنية فإنه تم اعتقال أكثر من ثلاثين أجنبيا خلال الشهرين الماضيين بتهمة الانتماء للقاعدة معظمهم قدموا لدراسة اللغة العربية وبينهم ثلاثة فرنسيين وبريطاني وأميركي. وذكر مصدر أمني لوكالة فرنس برس إن أجهزة الأمن اعتقلت "أكثر من 30 أجنبيا في ابريل ومايو مع عدد من اليمنيين، غالبيتهم كانوا يدرسون اللغة العربية بما في ذلك الدارسون في "معهد صنعاء للغة العربية" حيث درس النيجيري عمر فاروق عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة أميركية يوم عيد الميلاد. وبحسب المصدر، فإن بين المعتقلين أميركي وبريطاني وثلاثة فرنسيين بينهم شاب يدعى جيريمي ويتر، إضافة إلى خمسة نيجيريين وماليزيين اثنين وخمسة بنغلادشيين. وأظهرت صورة عن جواز سفر ويتر موجودة لدى معهد اللغة العربية انه مولود في مدينة اورسي الفرنسية في 1986 واسمه الكامل جيريمي جوني ويتر، فيما ذكر المصدر الأمني انه دخل اليمن في نوفمبر الماضي بعد أن أقام في مصر لمدة سبع سنوات وكان يجيد اللغة العربية. وأوضح المصدر أن بعض الأجانب "اعتقلوا للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم القاعدة والبعض الآخر تم اعتقالهم وفق قوائم تلقتها سلطات الأمن من قبل أجهزة الاستخبارات الأميركية".وقال المصدر إن "معظم من تم اعتقالهم جاؤوا إلى اليمن لغرض دراسة اللغة العربية". وكان اليمن يستقبل آلاف الأجانب بينهم غربيون لتعلم اللغة العربية او مبادئ الاسلام في جامعات او مدارس دينية تخرج في بعض الاحيان عن رقابة السلطات ويمكن ان تساهم في تخريج متشددين، غير انها مؤخراً اوقفت منح تأشيرات الدخول للغربيين عند المنافذ الحدودية للحد من تسلل المتطرفين الذين يحملون جوازات غربية. وتتعرض الحكومة لضغوط أمريكية بتسليمها مجموعة ممن تقول إنهم قيادات القاعدة في اليمن ومتهمون بالتخطيط والتنفيذ لعمليات ضد مصالحها وفي مقدمتهم أنور العولقي الذي وافقت إدارة اوباما على قتله باعتباره يحمل الجنسية الامريكية. وفي هذا الشأن قال رئيس الوزراء علي محمد مجور إن اليمن لن يقبل اي محاولة على أراضيه من جانب السلطات الامريكية لقتل انور العولقي. وأضاف لرويترز "لن نقبل ذلك مطلقا. نحن دولة ذات سيادة."موضحاً أن أحدث المعلومات تشير الى أن العولقي لا يزال في محافظة شبوة.. مؤكداً رفضه وصف اليمن بأنه ملاذ للقاعدة "اليمن ليس ملاذا آمنا للارهابيين. تنظيم القاعدة موجود في اليمن ونحن نقر بذلك ... لكنه منتشر في مناطق مختلفة ومذعور نتيجة للاجراءات المشددة من جانب الحكومة ضد جميع أفعاله." وقال مجور إن تعيين عثمان أحمد الغامدي قياديا كبيرا تطور آخر في المعركة المستمرة ضد المتشددين في اليمن لكنه أضاف "لا علاقة لنا بمن يذهب او يجيء وأعطى مجلس الأمن القومي الأمريكي حديثا للمخابرات المركزية الأمريكية الضوء الأخضر لقتل العولقي وهو مواطن أمريكي من أصل يمني تتهمه السلطات الأمريكية بأن له روابط بتنظيم القاعدة . وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت غيبز في وقت سابق أن الولاياتالمتحدة تبحث بنشاط كبير عن العولقي الذي دعا في تسجيل فيديو جميع المسلمين المجندين في الجيش الاميركي الى قتل زملائهم. وقال "اننا ننشط في البحث عنه وعن غيره في العالم ممن يريدون إيذاء بلادنا ومصالحنا". وتابع المتحدث "حتى لو أكد العولقي انه رجل دين، نرى في الفيديو انه يؤيد مشاريع القاعدة القاتلة والعنيفة". واضاف "انه يسعى على غرار القاعدة الى ضرب اهداف في اليمن والعالم أجمع بما في ذلك الولاياتالمتحدة". من جهة أخرى دعا الرجل الثاني في تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب سعيد الشهري مؤيدي القاعدة إلى خطف الأمراء والوزراء والمسيحيين في السعودية ردا على اعتقال الناشطة في التنظيم هيلة القصير، في القصيم شمال الرياض، وذلك في تسجيل صوتي بث على الانترنت أواخر الأسبوع الفائت . وقال الشهري في التسجيل "كما هو واجب علينا فهو واجب عليكم يا أهل القصيم خاصة ويا أهل الإسلام في أرض الجزيرة وغيرها عامة، ولا نقول لكم اخرجوا من ارضكم ولكن ابقوا فيها وأعدوا بكل ما تستطيعونه من قوة واحرصوا على جمع المعلومات وتحريض المسلمين وجمع الأموال وتشكيل خلايا عملية تقوم بخطف النصارى والأمراء من آل سعود وكبار مسئوليهم من وزراء وضباط". واضاف "نقول لجنودنا عليكم بعمليات الخطف لفك الأسرى". وأكد الشهري في الرسالة التي تحمل عنوان "فكوا العاني" انه تم اعتقال "الأخت الداعية" القصير في مدينة بريدة، عاصمة منطقة القصيم في شمال العاصمة السعودية، دون ان يحدد تاريخا لذلك. وذكرت قناة العربية ان القصير هي "اخطر سيدة في تنظيم القاعدة" في السعودية، وأنها أرملة احد مقاتلي التنظيم وساهمت في تجنيد نساء وفي جمع الأموال وإرسالها إلى عناصر التنظيم في اليمن. إلى ذلك أشار مسئولون كبار في الجيش الامريكي وفي إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى أن الإدارة قد توسعت كثيرا في حربها السرية ضد القاعدة و"الجماعات المتطرفة" الأخرى متخطية التزامها بالدبلوماسية.. وقالوا إن قوات العمليات الخاصة قد نمت في العدد والميزانية وصارت منتشرة في 75 دولة، مقارنة بنحو 60 دولة في بداية العام الماضي. وبالإضافة إلى وحدات كانت قد قضت سنوات في الفلبين وكولومبيا. وهناك فرق تعمل في اليمن وفي أماكن أخرى من الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا الوسطى. وكشفت منظمة العفو الدولية النقاب عما وصفته بأدلة على ضلوع الولاياتالمتحدة فى ضربات جوية استخدمت فيها صواريخ تحمل قنابل عنقودية ضد من يعتقد أنهم عناصر فى تنظيم القاعدة داخل الأراضى اليمنية في ديسمبر الماضي. وتقول المنظمة انها حصلت على صور فوتغرافية اخذت مباشرة بعد غارة ضربت منطقة يمنية -المعجلة- وتظهر فيها بقايا صاروخ توماهوك مصنوع في الولاياتالمتحدة. وقال فيليب لوثر نائب مدير برنامج المنظمة للشرق الاوسط وشمال افريقيا: إن حقيقة كون العديد من الضحايا من النساء والاطفال يدل على ان الضربة - يقصد الغارة التي استهدفت المعجلة وخلفت 43 قتيلاً- كانت في الواقع عملا "غير مسئول تماما" وبشكل خاص لما يظهر انه استخدام لقنابل عنقودية. وقال لوثر: "بناء على الدليل الذي تقدمه هذه الصور يجب على الحكومة الامريكية ان تكشف عن ماهية الدور الذي لعبته في ضربة المعجلة / أبين. ومن جانبها شككت الأممالمتحدة -في تقرير لها هذا الأسبوع- في سلطة إدارة أوباما بموجب القانون الدولي للقيام بالغارات التي يقتل فيها مدنيون أبرياء كما في المناطق القبلية بغرب باكستان وفي الصومالواليمن، حيث يحتاج الأمر إلى موافقة مدنية.