أربعة عشر قتيلا في عدن حتى صباح يوم الثلاثاء وقتيلان في صنعاء ومئات من الجرحى وقتيل في تعز وسبعة وستون جريحاً ومصاباً وطابور من الصحفيين الذين تم الاعتداء عليهم من قبل مسئولين ومن يتبعهم.. هذه هي الحصيلة منذ بداية اندلاع المظاهرات والمسيرات المطالبة بإسقاط النظام ورحيل الرئيس فإلى التفاصيل. تعز فوهة البركان لليوم الحادي عشر على التوالي ومحافظة تعز تشهد اعتصاما مفتوحا للشباب الذين يطلقون على أنفسهم شباب الثورة ويهتفون مطالبين برحيل النظام، في بداية الأسبوع المنصرم كان الشباب قد تمكنوا من تحديد مساحة اعتصامهم في حي عصيفرة ثم تمكنوا من الزحف على ميدان التحرير الذي كانت تحتله مجاميع من البلاطجة وبعد السيطرة على الميدان تمكنوا من نصب الخيام ومواصلة الاعتصام وقد قامت السلطة باستنفار أعوانها من المشائخ وأعضاء مجلس النواب الذين هرعوا إلى تعز وقاموا بحشد مجاميع من الناس قالت مصادر عديدة عنهم بأنهم بلاطجة وقد قامت هذه المجاميع بمهاجمة المعتصمين بالحجارة والعصي والهراوات وكان يوم السبت المنصرم يوماً عصيباً أثبت فيه المعتصمون قدرة كبيرة في مواجهة البلاطجة الذين وصلت أساليبهم حد البشاعة حين قامت مجموعة ممن تحمل أعلام الحزب الحاكم برمي قنبلة على الشباب المعتصمين أسفرت عن قتيل وسبعة وستين جريحا ولكن بعدها هدأت الأوضاع وبقي المعتصمون مسيطرون على ساحة ميدان التحرير التي ما زالت تشهد تدفقاً لمجاميع المناصرين لاعتصامات الشباب من كافة المديريات إضافة إلى عدد من الوفود القادمة من المحافظات الجنوبية المباركة لانتفاضة الجماهير التعزية وللاعتصام معها. عدن دماء وأشلاء محافظة عدن تصدرت قائمة عدد القتلى حيث وصل عددهم إلى أربعة عشر قتيلا كان آخر هؤلاء الضحايا استشهد فجر يوم الثلاثاء وهو الحدث على الخلاقي 14 عاما وذلك عندما أقدمت الأجهزة الأمنية في مديرية خور مكسر في حي مساكن المستشفى الجمهوري على إطلاق النار بصورة عشوائية على المتظاهرين مما أدى إلى مقتل الحدث (الخلاقي) وجرح أربعة آخرين كذلك قتل أحد أفراد الجيش بعد مغرب يوم الاثنين في منطقة الشيخ عثمان وذلك أثناء مواجهة أحد المسيرات التي كانت تجوب في المديرية وقد تواصلت التظاهرات المسائية في كل من شوارع صيرة والتواهي وكريتر والمنصورة حتى عصر يوم الثلاثاء وربما تبقى هذه المظاهرة مستمرة ما لم يجد جديد وأوضحت مصادر مطلعة من عدن أن الشعارات الانفصالية بدأت تتلاشى تدريجيا وبشكل كبير بعد أن بدأت المحافظات الشمالية تشهد المسيرات والاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام وبدأ الشعار الذي ينادي برحيل النظام يتسيد المسيرات في باقي المحافظات وقد أوضح العديد من المراقبين أن استخدام العنف والقسوة بشكل مفرط ضد متظاهري عدن بصفة خاصة ربما يهدف إلى دفع المحتجين إلى رفع شعارات انفصالية بدلا عن الشعارات الوحدوية المطالبة بسقوط النظام وهو ما دفع أعضاء السلطة المحلية في عدن إلى تجميد عضويتهم جراء الممارسات العنيفة التي تمارسها الأجهزة الأمنية في عدن ضد المحتجين. صنعاء.. جهاد الشباب في مساء يوم الأحد المنصرم تمكن الشباب المحتجون في صنعاء والذين أغلبهم من طلاب جامعة صنعاء من السيطرة على ساحة بوابة جامعة صنعاء ولم يتسن لهم ذلك إلا بعد جهاد مرير شهدته شوارع العاصمة صنعاء من خلال عمليات كر وفر بين الشباب المتظاهر وأنصار الحزب الحاكم الذين كان أغلبهم من البلاطجة وأرباب السوابق. يوم الخميس المنصرم كان يوما عصيبا سقط فيه العديد من الشباب قتلى وجرحى جراء رصاص حي أطلقته أسلحة البلاطجة في شارع الرباط على المعتصمين من الشباب الذين كانوا يرغبون التوجه بمسيرتهم إلى دار الرئاسة بعد أن منعتهم شلة البلاطجة من الاعتصام أمام بوابة الجامعة وقامت بمهاجمتهم إلى داخل الحرم الجامعي فاضطروا إلى الخروج بمسيرتهم من البوابة الخلفية للجامعة باتجاه شارع الخمسين وعند وصولهم قرب مركز مديرية معين اعتراضهم البلاطجة وكذلك تم إخراج الموظفين في المديرية وحشد طلاب المدارس الصغار لقذفهم بالأحجار ودارت اشتباكات بينهم أدت إلى سقوط قتيل وستة عشر جريحا مما دفع الطلاب صباح يوم الأحد إلى إخراج مسيرة كبرى كانت غاضبة جدا مما دفع السلطة إلى تحاشي الاصطدام بها فتمكن الطلاب من السيطرة على الساحة في بوابة الجامعة فهرع العديد من المناصرين لهم لتقديم المساندة والإسراع في نصب الخيام وإعلان مواصلة الاعتصام. قبائل يساندون تمكن شباب صنعاء المتظاهر من السيطرة على ساحة الجامعة اعتبر نصرا لكل من عايش جهاد ومثابرة واستمرارية المتظاهرين من أجل السيطرة على الساحة رغم الهجمة الشرسة من الأجهزة الأمنية والبلاطجة والذي تكبد الشباب جرائها شهيداً من زملائهم وعدداً من الجرحى بعضهم ما زالوا رهن المستشفيات حتى الآن ولهذا مجرد سيطرتهم على الساحة حصلوا على تأييد كبير، حيث انضمت إليهم العديد من منظمات المجتمع المدني وكذلك ضباط في الجيش والعديد من رجال القبائل، ففي عصر يوم الاثنين استقبل اعتصام الشباب العديد من مشائخ القبائل منهم الشيخ خالد أحمد عبد ربه العواضي من قبيلة مراد مأرب والشيخ ناصر أحمد عباد شريف والشيخ عبدالله مساعد العواضي والشيخ علي سودة طعيمان والشيخ أحمد ناصر المطوع وقد قام الشيخ خالد العواضي بإلقاء كلمة على الشباب حياهم على صمودهم وثورتهم وحثهم على عدم الخوف ومواصلة الكفاح السلمي، أما الشيخ ناصر شريف فقد صرح لصحيفة الوسط أن حضوره جاء من أجل تسجيل المساندة والتضامن مع الشباب المطالبين بالتغيير، مؤكدا في سياق تصريحه أن النظام الحالي لا يمثل إرادة الشعب وطموحاته وقد أثبت فشله وعليه الرحيل وأن عليه أن يترك الشعب اليمني كي يحدد مصيره ومستقبله وأن عليه أن لا يستمر في المكابرة والعناد. كذلك شهدت ساحة الاعتصام قدوم وفد من قبيلة الجدعان في مأرب التي قدمت من أجل تأييد مطالب الشباب والمشاركة في الاعتصام وما زالت الساحة تستقبل الوافدين المناصرين لها بشكل مستمر.