علمت صحيفة الوسط من عدد من أسر السجناء أن السجون تعيش وضعا استثنائيا وفرضت العديد من الاحترازات الأمنية التي نالت من حقوقهم الإنسانية جراء الوضع الأمني الذي تعيشه البلاد وما يزيد الطين بلة أن كافة المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية وجهت أنظارها نحو الانتهاكات التي تنال شباب الثورة وفي خضم ذلك التركيز خرجت السجون خارج اهتماماتها مما مكن العديد من مسئولي السجون التصرف وفق سجيتهم التي ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب فإلى حال السجون وبحسب المعلومات التي أتيحت لنا فرصة الوصول إليها. سجن في باطن سجن أوضحت مصادر من أسر السجناء الضحايا جراء الشغب الذي حدث في السجن المركزي صنعاء أن عملية تعسف السجناء المتهمين بالتحريض على الشغب ما زالوا يعيشون حالة استثنائية ومعاملة سيئة حتى الآن جراء التحقيقات التي يتعرضون لها وأن هناك عشرة سجناء تم إخفاؤهم ولا تعلم أسرهم في أي مكان تم إخفاؤهم ولكن لم يتسن للصحيفة التأكد من صحة المعلومة لعدم تقدم أسر هؤلاء السجناء بأي شكوى ولكن حتى الآن لم يتم الكشف عن التحقيقات لملابسات الشغب الذي حصل في السجن في شهر فبراير المنصرم مع بداية اندلاع الثورة رغم أن معلومات مؤكدة أفادت عن قتل سجينين في حينه وموت آخر متأثراً بجراحه وبتر ساق أحد السجناء جراء طلق ناري يتفجر داخل الجسم والذي يعتبر محرماً استخدامه مع سجناء عزل كانوا في حالة هيجان بالإمكان السيطرة عليهم بوسائل متعددة منها القنابل الدخانية والحصار في أماكنهم علاوة على عمليات التحقيق التي تمت بعد السيطرة على حالة الشغب والتي نالت سجناء محددين تم رصد أسمائهم وتم التعامل معهم بأسلوب مناف للحقوق الإنسانية أثناء التحقيق ويتلقى بعضهم التهديد الدائم من الجنود الذين يهددون بعض السجناء لابتزازهم وإذلالهم، حيث ما زال السجين وليد هيكل يتلقى المعاملة السيئة من قبل مسئول القسم المدعو (م.ع) الذي يقوم بإذلاله وإهانته بدون سبب فقط لمجرد أن مدير السجن أفلت لجام الجنود نحو تصرفاتهم الهمجية التي يتعاملون بها مع السجناء خاصة بعد أن تم إلغاء العديد من الامتيازات التي كان يتمتع السجناء بها سابقا مثل خروجهم إلى حوش أقسامهم في فترة الصباح وحتى بعد صلاة العصر وبقائهم في طواريد الأقسام حتى بعد صلاة العشاء ثم يتم إدخالهم إلى الزنازن ولكن جراء أحداث الشغب التي حصلت في فبراير المنصرم تقلصت تلك الامتيازات التي هي في الأصل حقوق للسجناء بينما يعاني السجناء من حرمان من (مشروب الشاي) الذي أصبح في حكم المنعدم بعد أن أغلقت العديد من المقاهي الخاصة وما يصرف من الدولة هو في الأصل رديء وغير كاف لأن المواد الأساسية تتسرب لصالح أشخاص بقدرة قادر. وأوضحت العديد من المصادر أن القيود الحديدية التي كانت قد ألغيت تماما تم استعادة تفعيلها مرة أخرى وقد كبلت أقدام العديد من السجناء في الأيام الأخيرة علاوة على أن هناك مجموعة من السجناء تم عزلهم عن زملائهم وأقسامهم بصورة استثنائية في قسم المصحة الخاص بالمرضى النفسانيين وهناك يتم تكبيل أيديهم ب(الكلابشات) رغم أنهم داخل زنازن محكمة وقالت بعض الروايات أن وكيل نيابة السجن اعترض على كلبشة أيادي أولئك السجناء وتم تحريرهم منها ولكن ما زالوا يتعرضون للمعاملة القاسية وكيل الشتائم والإهانات لهم. وأوضحت مصادر هي من حملت شكوى السجناء إلينا الذين حرصوا على عدم ذكر أسمائهم أو التلميح بهم أنهم في داخل السجن يعيشون حالة أشبه بالعذاب الدائم جراء زرع الخوف والإرهاب في نفوسهم وانفلات لجام الجنود في توجيه الإهانات وفبركة التهم ليتحولوا إلى أشبه بالعبيد الذين هم تحت ملكية الأسياد الاوغاد وأن الحقوق الإنسانية في السجن قد انهارت وبحاجة إلى رد اعتبارها مطالبين نيابة السجن أن تقوم بدورها وتقوم بالنزول إلى الأقسام حتى تسهل عملية إيصال الشكاوى لها ويتشجع المضطهدين من السجناء لتقديم شكاويهم. المقابر وقد أوضحت مصادر من سجني تعزوالحديدة أن السجناء يعيشون حالة أشبه بالانتقامية.. ففي سجن تعز ما زال السجناء يتعرضون للتعسف وشحة الغذاء الذي تضاعفت مأساته جراء الأحداث التي تعيشها المحافظة التي أعاقت أسرهم من حمل الزاد اليومي إليهم بسبب مخاطر الطريق، فزاد الجوع إضافة إلى القهر والتعامل معهم وفق قانون الأمزجة العسكرية جراء الطوارئ التي تعيشها البلاد وذلك التعامل الفج ليس وفق رؤية أمنية بل وفق تعنت الغرض منه المزيد من الابتزاز واستثمار حالة الانفلات التي تحولت إلى إرهاب يهدد إنسانيتهم وكذلك حياتهم وتجريح كرامتهم إضافة إلى تعطل حركة المحاكم وغياب السلطة القضائية لتتحول الجهات الأمنية إلى عدو منتقم لكل سجين معدم وفقير وفي محافظة الحديدة يعيش السجناء حالة إنسانية مؤلمة ليس فقط جراء معاملة السجانين بل جراء انعدام المياه وانطفاء الكهرباء التي تخلق حالة من الاختناق تؤدي إلى وفاة السجناء وأوضحت تلك المصادر أن سجيناً توفي جراء الاختناق وأن الوضع الصحي أصبح بحكم المعدوم والدواء لا يتوفر في عيادة السجن وأن حياة السجين أصبحت أرخص وأسهل من شربة الماء عند المسئولين الذين لم يعودوا يضعون أي حساب لحياة السجين إضافة إلى شحة الغذاء الذي يتم صرفه من الدولة جراء الانفلات الذي تعيشه البلاد فلا أحد يحاسب أحداً وكل مسئول أصبح يغتنم فرصة النهب في أيامه الأخيرة. وقد ناشد السجناء المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية التركيز على السجون خاصة في هذه الأيام الصعبة التي أصبحت حياتهم وإنسانيتهم تحت الخطر الأكيد.