كتب/اللواء الركن/ محمد سري شايع الظروف صعبة جدا والمرحلة حرجة والوقت قصير لايتحمل المزاح الثقيل الذي تعودت علية أطراف المعادلة في الحوار، فالمهام المتوخى انجازها خلال ماتبقى من الفترة كبيرة ويتوقف مصير و مستقبل اليمن على انجازها ومن هذا المنطلق أحببت أن أضع وجهة نظري المتواضعة فيما اعتقد انه الحل الممكن حاليا لطرفي الحوار للخروج من الأزمة ووضع الأسس المتينة لإزالتها نهائيا في المستقبل وحتى لا يقع الجميع في الفراغ الدستوري نتيجة عدم اتساع الوقت لانجاز كل المهام الصعبة المتراكمة فلابد من القبول بما هو ممكن لنزع فتيل الاشتعال الذي سوف يحرق الجميع ويفرض البدء أولا بانجاز برنامج العمل الذي يتضمن حل كل المشاكل والقضايا الوطنية العاجلة والآجلة بحسب أهمية وضرورة كل منها، تحدد الأولوية لأسبقيتها في المناقشة وإقرار الحلول الكفيلة بالمعالجة، بحيث ينجز ما يتعلق بإبعاد شبح ومخاطر الأزمة في الوقت المتيسر لفترة التأجيل وإقرار بقية القضايا في جدول الأعمال المقرون بأجندة زمنية تفي بالوقت اللازم لمعالجة المشاكل المعلقة حسب واقع وضرورة كل منها المهم أن ينجز هذا البرنامج ويوقع علية كدليل وخارطة طريق لمسار الحوار في تنفيذ المعالجات الشاملة لكل الاختلالات التي تسببت في الأزمات والأوضاع الراهنة ومن خلال انجاز هذا البرنامج كميثاق شرف وشمول مضمونه ومحتوى اجندته الزمنية سيكون قيدا ملزما لكل الأطراف وحجة للشعب على المتحاورين لايستطيع أي منهما التنصل آو التخلي عن تنفيذ ذلك ولتأكيد ذلك في إضفاء الشرعية على التوافق يجب أن يصدق عليه من مجلس النواب بحيث لايعود البرنامج ملزما للمتحاورين فقط بل سيكون برنامج عمل للحكومة الوطنية التي سوف تشكل وتكون ملزمة بتنفيذه. كما أن انجاز هذا البرنامج المسبق من قبل المتحاورين سوف يزيل التخوف والشك الناتج عن أزمات الثقة السابقة التي لابد أن ينبذها الجميع وينحصر التوجه والجهد لمصلحة اليمن فقط، +ويتزامن مع إقرار البرنامج خطوات التعديلات الدستورية وقانون الانتخابات والتحضير للاجراءات المطلوبة للانتخابات، فلم يعد هنالك أي مشكلة بعد التوافق على البرنامج والتصديق عليه حتى الحكومة التي ستشكل بعد الانتخابات ستكون ملزمة بتنفيذه ولا تستطيع الخروج عن ذلك ومن ثم سوف لا يجد من يحاول الاصطياد في الماء العكر أي مبررات ليتخذها شماعات لتمزيق الصف وتحقيق مكاسب شخصية أو موجهة ومن خلال طرح القضايا المهمة بشفافية لمناقشتها على طاولة الحوار وتحديد الاتجاهات الأساسية والخطوات الزمنية لتنفيذها وفقا لبرنامج العمل المقر والمصدق عليه.. لم يعد هناك أي مبرر للتباكي والحرص على تبني حل مشكلة الجنوب آو التمرد الحوثي في صعدة أو إصلاح النظام السياسي والاقتصادي والانتخابي ووو الخ فذالك كله يكون قد شمله البرنامج والأجندة المشار إليها وأصبح هماً وطنياً لكل أبناء اليمن ملزماً لكل أطراف الحوار والحكومة ولا احد يستطيع الادعاء المنفرد انه صاحب الحق في تمثيل الشعب اليمني أو انه متميز في الحرص والوطنية دون غيره، فقد بلغ السيل الزبا وكل الحقائق أصبحت مكشوفة من كثرة المعاناة ولم يعد الشعب قاصرا أو معصوبا على عينيه. إن الهم أصبح كبيرا وعبء المسؤولية المناطة أضحى أثقل منه ويحتاج إلى جهود مكثفة والتفاف شعبي واسع النطاق بإرادة وطنية موحدة تجسد الانتماء الصادق للوطن الغالي و تضمن تحقيق التحول الكبير الذي يجعل الأحلام والطموحات حقيقة ملموسة يحس بها المواطن في كل مناحي الحياة التي يعيشها وعلى كل شبر في اليمن من حيث المساواة والعدل الاجتماعي وتكافل الفرص للجميع دون أي تمييز عشائري أو طائفي أو مذهبي أو سياسي 00الخ، الكل سواسية أمام سيادة القانون والكل ينعم بالأمن والاستقرار ويستظل بحمى دولة المؤسسات الحديثة الخالية من الفساد والمحسوبية والاستئثار بالسلطة دون أي وجه حق، تلك هي الدولة التي طال الانتظار لوجودها وأصبحت ضرورة لصنع المستقبل الجديد الذي نريد تحقيقه لليمن وسيظل هدفا ساميا يجب أن يسعى الجميع إلى تحقيقه وما ذلك على الله بعسير إن توفرت الإرادة القوية و شحذت الهمم وتوحد الصف يستجيب الله لذلك فإرادة الشعوب لاتقهر لأنها من إرادة الله.