بعد حرب غزة الأخيرة يناير 2009م.. كان الاتصال الهاتفي إلى غزة مجانيا.. فقام الرياضي اليمني بإجراء مكالمة هاتفية إلى صديقه الرياضي الغزاوي.. فدار بينهما هذا الحوار.. اليمني: آلو.. يا غزاوي كلمني عن الحياة الرياضية عندكم؟؟ الغزاوي: يا صديقي.. في ظل ما يشهده الشارع الفلسطيني من أوضاع سياسية متأرجحة وظروف اجتماعية صعبة تتفجر وتتلاحق يوما بعد يوم تمر الحياة الرياضية -خاصة كرة القدم- بحالة من الجمود والحيرة، فهي لا تزال تعيش جوا من الاضطراب والضياع ما بين انتظار رفع الحصار ومحاولة التقاط الأنفاس وتجميع الطاقات. اليمني: يا صديقي.. نحن في اليمن نشاطركم الحصار في حياتكم الرياضية فحياتنا الرياضية هي الأخرى تعاني من حصار قلة الدعم المالي الحكومي للأندية التي تعاني شحة مواردها المالية وأيضا نقص شديد في منشآتها الرياضية. الغزاوي: حسبي الله.. ولكن يا صديقي.. كيف إمكانياتكم المادية؟ اليمني: يا غزاوي شر البلية ما يضحك.. باختصار اللاعب عندنا يشكو ظروفه المادية الصعبة ويطالب النادي بتحسين أوضاعه المالية.. والنادي يشكو شحة موارده المالية ويطالب وزارة الشباب بزيادة الدعم المالي.. ووزارة الشباب والرياضة تشكو ضعف الموارد المالية لصندوق النشء وتناشد المالية والحكومة زيادة موارد الصندوق.. والحكومة تشكو أزمتها الاقتصادية..الخ.. وهكذا هي حياتنا وإمكانياتنا المادية الرياضية. اليمني: كلمني عن نشاطكم الكروي؟ الغزاوي: نشاطنا الكروي صعب للغاية لعدم التزام الجانب الإسرائيلي بالاتفاقيات المقررة على الصعيد الرياضي وهو الذي يشكل عقبات كثيرة أمام الأندية في التحرك من قطاع غزة إلى الضفة الغربية والعكس أو حتى خارجيا.. كل ذلك أصبح عائقا أمام إقامة دوري موحد يجمع أندية غزة بأندية الضفة الغربية. اليمني: يا أخي.. تصدق لو أخبرتك بأن دورينا موحد إلا أنه يعاني من ضعف المستوى الكروي للأندية لقلة الدعم المالي وسوء التحكيم وظهور ظاهرة البيع والشراء في نقاط المباريات من قبل أندية معرضة لخطر الهبوط بالإضافة إلى أن ملاعبنا أصبحت مسرحاً للشغب وإثارة الفتن والنزعات المناطقية.. أما من حيث مشاركة أنديتنا خارجيا فقد أصبحت مهددة بالاستبعاد من قبل لجنة الاحتراف في الاتحاد الآسيوي لعدم تحقيق أنديتنا للمعايير الآسيوية. اليمني: ولكن يا غزاوي.. كيف منشآتكم الرياضية بعد الحرب؟ الغزاوي: تعرضت ملاعبنا وأنديتنا للدمار والخراب نتيجة للقصف المستمر لطيران العدو. اليمني: حسبي الله.. اسمع يا صديقي لا تستغرب إذا قلت بأن ملاعبنا وأنديتنا خربانة جربانة، فأرضية ملاعبنا المقشعة في حالة يرثى لها وتعاني من كثرة الحفر والمطبات وتفتقر للمعايير الموضوعة من الاتحاد الآسيوي في اختيار الملاعب للبطولة الآسيوية ومن غير قصف جوي، أما مقرات الأندية ومنشآتها الرياضية، فحدث ولا حرج فهي دكاكين وصناديق..!! اليمني: حدثني يا غزاوي عن منتخبكم الكروي ومشاركته الخارجية؟ الغزاوي: منتخبنا الكروي شارك في تصفيات آسيا عامي 2004-2007م وتصفيات كأس العالم 2006م ولكن الحظ والإمكانات وغياب الجهاز التدريبي لم يسعفاه!! اليمني: يا صاحبي.. منتخبنا الكروي يشاطر منتخبكم لأنه دائما في المراكز الأخيرة لتصنيف الاتحاد الدولي الفيفا كما أن منتخبنا ما زال يعيش أزمة مدرب والسبب أن منتخبنا الفريد من نوعه في العالم لا يحتاج إلى مدرب ذي صفات بشرية بل يحتاج إلى مدرب من صنف الجن.. والآن اللجنة الفنية في اتحاد الكرة تتفاوض مع علماء السحر لتحضير مدرب جني لمنتخبنا!! الغزاوي: حسبنا الله ونعم الوكيل.. ولا حول ولا قوة إلا بالله، كان ودي أتكلم معاك كثيراً عن أوضاعنا وهمومنا ولكن يبدو لي أن أوضاعكم وهمومكم في اليمن فعلا صعبة جدا.. اسمع يا صديقي المغلوب والمغلول.. لو تكرمت اقفل سماعة هاتفك وأنا سوف أقوم بإجراء المكالمة الهاتفية من تلفوني وخل المكالمة على حسابي!! اليمني: جزاك الله خيراً.. وكثر الله من أمثالك!! كمال مسعود