البيع الآجل في بقالات عدن بالريال السعودي    حكومة تتسول الديزل... والبلد حبلى بالثروات!    احتراق باص نقل جماعي بين حضرموت ومارب    عنجهية العليمي آن لها ان توقف    إقالة رشاد العليمي وبن مبارك مطلب شعبي جنوبي    إستشهاد جندي جنوبي برصاص قناص إرهابي بأبين    مدرسة بن سميط بشبام تستقبل دفعات 84 و85 لثانوية سيئون (صور)    الإصلاحيين أستغلوه: بائع الأسكريم آذى سكان قرية اللصب وتم منعه ولم يمتثل (خريطة)    من يصلح فساد الملح!    تربوي: بعد ثلاثة عقود من العمل أبلغوني بتصفير راتبي ان لم استكمل النقص في ملفي الوظيفي    البرلماني بشر: تسييس التعليم سبب في تدني مستواه والوزارة لا تملك الحق في وقف تعليم الانجليزية    السياغي: ابني معتقل في قسم شرطة مذبح منذ 10 أيام بدون مسوغ قانوني    السامعي يهني عمال اليمن بعيدهم السنوي ويشيد بثابتهم وتقديمهم نموذج فريد في التحدي    شركة النفط بصنعاء توضح بشأن نفاذ مخزون الوقود    نجاة قيادي في المقاومة الوطنية من محاولة اغتيال بتعز    التكتل الوطني يدعو المجتمع الدولي إلى موقف أكثر حزماً تجاه أعمال الإرهاب والقرصنة الحوثية    مليشيا الحوثي الإرهابية تمنع سفن وقود مرخصة من مغادرة ميناء رأس عيسى بالحديدة    جمعية التاريخ والتراث بكلية التربية تقيم رحلة علمية إلى مدينة شبام التاريخية    النصر يودع آسيا عبر بوابة كاواساكي الياباني    اختتام البطولة النسائية المفتوحة للآيكيدو بالسعودية    "الحوثي يغتال الطفولة"..حملة الكترونية تفضح مراكز الموت وتدعو الآباء للحفاظ على أبنائهم    شاهد.. ردة فعل كريستيانو رونالدو عقب فشل النصر في التأهل لنهائي دوري أبطال آسيا    نتائج المقاتلين العرب في بطولة "ون" في شهر نيسان/أبريل    وفاة امرأة وجنينها بسبب انقطاع الكهرباء في عدن    13 دولة تنضم إلى روسيا والصين في مشروع بناء المحطة العلمية القمرية الدولية    هل سيقدم ابناء تهامة كباش فداء..؟    هزة ارضية تضرب ريمة واخرى في خليج عدن    الهند تقرر إغلاق مجالها الجوي أمام باكستان    سوريا ترد على ثمانية مطالب أميركية في رسالة أبريل    مباحثات سعودية روسية بشان اليمن والسفارة تعلن اصابة بحارة روس بغارة امريكية وتكشف وضعهم الصحي    صدور ثلاثة كتب جديدة للكاتب اليمني حميد عقبي عن دار دان للنشر والتوزيع بالقاهرة    فاضل وراجح يناقشان فعاليات أسبوع المرور العربي 2025    انخفاض أسعار الذهب إلى 3315.84 دولار للأوقية    حرب الهيمنة الإقتصادية على الممرات المائية..    عرض سعودي في الصورة.. أسباب انهيار صفقة تدريب أنشيلوتي لمنتخب البرازيل    هل سمعتم بالجامعة الاسلامية في تل أبيب؟    غريم الشعب اليمني    جازم العريقي .. قدوة ومثال    العقيق اليماني ارث ثقافي يتحدى الزمن    إب.. مليشيا الحوثي تتلاعب بمخصصات مشروع ممول من الاتحاد الأوروبي    مليشيا الحوثي تواصل احتجاز سفن وبحارة في ميناء رأس عيسى والحكومة تدين    نهاية حقبته مع الريال.. تقارير تكشف عن اتفاق بين أنشيلوتي والاتحاد البرازيلي    الصحة العالمية:تسجيل27,517 إصابة و260 وفاة بالحصبة في اليمن خلال العام الماضي    اتحاد كرة القدم يعين النفيعي مدربا لمنتخب الشباب والسنيني للأولمبي    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    صنعاء .. حبس جراح واحالته للمحاكمة يثير ردود فعل واسعة في الوسطين الطبي والقانوني    النقابة تدين مقتل المخرج مصعب الحطامي وتجدد مطالبتها بالتحقيق في جرائم قتل الصحفيين    برشلونة يتوج بكأس ملك إسبانيا بعد فوز ماراثوني على ريال مدريد    أطباء بلا حدود تعلق خدماتها في مستشفى بعمران بعد تعرض طاقمها لتهديدات حوثية    غضب عارم بعد خروج الأهلي المصري من بطولة أفريقيا    علامات مبكرة لفقدان السمع: لا تتجاهلها!    حضرموت اليوم قالت كلمتها لمن في عينيه قذى    القلة الصامدة و الكثرة الغثاء !    عصابات حوثية تمتهن المتاجرة بالآثار تعتدي على موقع أثري في إب    الأوقاف تحذر المنشآت المعتمدة في اليمن من عمليات التفويج غير المرخصة    ازدحام خانق في منفذ الوديعة وتعطيل السفر يومي 20 و21 أبريل    يا أئمة المساجد.. لا تبيعوا منابركم!    دور الشباب في صناعة التغيير وبناء المجتمعات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التعليم المهني.. بنية متهالكة واستيعاب محدود وخصوصية الفوضى
نشر في الوسط يوم 21 - 07 - 2009

استطلاع/ رشيد الحداد التعليم النوعي فنيا ومهنيا، تقنيا أو زراعيا أحد أهم روافد التنمية في الدول النامية وقاعدة الانطلاق الحقيقية نحو التوظيف الأمثل للإمكانات البشرية والمادية للدول المتخلفة عن ركب التطور والنماء والخيار الوحيد للخروج من مستنقع الفقر والبطالة ودائرة التخبط والفشل المتأصل والتقوقع في حياة استهلاكية اتكالية على ما يصنع الآخرون من ملبس وما ينتجون من غذاء وذاك هو الأمر الواقع الذي يعايشه اليمانيون من أزمان، لعدم إدراكهم لاحتياجات تلك الأزمان، فتحولت قوتهم إلى ضعف، كثروة لم تحظ بفرص التأهيل والتدريب المتجدد لصقل المهارات المهنية أو اكتسابها، فضل الكم دون تكييف ولكن حالما يفقد الكيف جدواه يصبح البحث عن الأسباب ذا جدوى.. إلى الفقرات: لا تعطني كل يوم سمكة بل علمني كيف اصطاد السمكة.. تلك هي الحكمة الصينية التي فشلت كل المؤسسات التعليمية اليمنية في تجسيدها.. لتوظيف الإمكانات البشرية في الدفع بعجلة الإنتاج والتنمية أو إحلال جوهرها المثالي لتحويل المجتمع اليمني الفتي من مجتمع استهلاكي إلى إنتاجي كحل لمشكلة متعددة الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية منها والتنموية، فحال خريجي الجامعات في جولات القطاع غير المنظم يشير إلى مشكلة بيئة التحويل وحال خريجي المعاهد المهنية والفنية يشير إلى ما هو أعظم، فلا قواسم للفشل في قطاع التعليم الذي يستحوذ على ثلاث حقائب وزارية فشلت في تجسير الهوة بين مخرجاتها واحتياجات سوق العمل، وعلى حدود الهوة تدور الحلقة المفرغة التي تبدد الطاقات البشرية والإمكانات المالية فيها لعجز أدوات التحويل في تزويد العنصر البشري بمهارات فنية أو مهنية أو علمية تلبي قائمة الطلب في سوق العمل المحلي أو الإقليمي في زمن يعلو فيه الكيف على الكم رغم ترابطهما، ففي الوقت الذي يحاول العالم النامي تقليص معدل التناسب بين الكم والكيف إلى 3 خريجين فنيين مقابل كل خريج جامعي ويمثل حملة المؤهلات المهنية والفنية بفرعيها المتوسط والعالي أقل من 2% من إجمالي العاملين في الاقتصاد الوطني، وتشكل تلك الفجوة جزءاً من مشكلة تتكامل في تدني الطاقة الاستيعابية للمراكز المهنية والمعاهد الفنية وتغليب المواد النظرية على التطبيقية في المناهج المتخلفة أصلا عن ركب التطورات في مجال التخصصات المهنية والفنية ثم تهالك أدوات التدريب وقدمها بحيث يصل عمر الماكنة التي تستخدم في التدريب إلى 30 عاما وكذلك التجهيزات غير المكتملة لورش حديثة في كافة المجالات المهنية، وإن وجدت فهي ليست أكثر من نادرة وغير مكتملة، فخلا نزولنا إلى أكثر من معهد في أمانة العاصمة تأكد لنا أن التجهيزات المتواجدة كأدوات تدريب وتأهيل تطبيقية قديمة بنسبة 85% ولا تمثل التجهيزات الحديثة سوى 15%، وبقناعة أكد لنا عدد من المدربين بأن محتوى الورش من معدات وآلات تدريبية لا تلبي احتياجات السوق وسبق أن اعتبرها الخبراء الدوليون خارج الجاهزية (Aur out ) أي ترمى خارجا وكذلك افتقار الورش للأجهزة والأنظمة الحديثة. معاهد متهالكة واستيعاب محدود يهدف التعليم المهني والفني إلى تدريب وإعداد قوى عاملة مؤهلة وماهرة مهنيا وفنيا للدفع بمسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية وإيجاد توازن بين حاجات النمو الاقتصادي والقطاعات الإنتاجية المختلفة واحتياجات سوق العمل في الداخل ودول الجوار، ورغم أهمية هذا التعليم النوعي الذي حظي باهتمام واسع خلال الفترة 2000 إلى 2008م والتي شهدت إنشاء أكثر من 25 معهدا بعكس العقد الأخير من التسعينيات التي تم إنشاء 6 معاهد فقط، والجدير بالذكر أن أقدم معهد تقني وصناعي يعود إنشاؤه إلى 1951م في المعلا مدينة عدن بينما تم تشغيل أول معهد في الشمال سابقا عام 1970م وهو المعهد التقني الصناعي شارع حدة بالامانة وتم إنشاؤه على حساب الصين، ثم المعاهد الأخرى التي وصلت في الشطرين إلى 32 معهداً حتى عام 90م منها ما تهالكت وتوقف العمل بها ويصل العدد الإجمالي للمعاهد التابعة للوزارة إلى 67 معهدا في عموم محافظات الجمهورية بالإضافة إلى 5 كليات مجتمع وهي كليات تقنية، لذلك اقترنت نسب الالتحاق بالطاقة الاستيعابية بهذه المؤسسات التدريبية والمهنية وبناء على إحصائيات العام 2007-2008م بلغ عدد المقبولين للحصول على الدبلوم التقني في كليات المجتمع 2072 طالبا وطالبة منهم 322 إناثاً و175 ذكوراً وبلغ عدد المتقدمين للدبلوم التقني في المعاهد التقنية 10 آلاف و844 متقدماً وتم قبول 5732 طالبا؛ أي نسبة 55% فقط، وكذلك بلغ المتقدمون للثانوية المهنية 1522 وتم قبول 877 طالبا وفي مجال الحصول على دبلوم مهني بلغ عدد المتقدمين 6867 طالبا وتم قبول 3828 طالبا بنسبة 56% فقط والمجموع العام للمتقدمين 21600 ألف طالب وتم قبول 1259 طالبا، أي أن نسبة القبول 58% من عدد المتقدمين و42% لم تستطع تلك المراكز والمعاهد والكليات استيعابهم وفي نفس العام تقدم للتدريب والتأهيل في برامج الدورات القصيرة 3209 طلاب وطالبات منهم 1931 ذكوراً و1287 إناثاً ومن خلال نسب الملتحقين نجد مدى فشل وزارة التعليم الفني والتقني في تقليص الفجوة في النوع الاجتماعي، فالتحاق الإناث لا يصل إلى 15% من الذكور كون البرامج والتخصصات في تلك المعاهد ذكورية يضاف إلى ذلك عجز الوزارة في استيعاب ما يقارب النصف من الملتحقين بهذا التعليم النوعي الهام، لذلك لا زال معدل الالتحاق يساوي 5.4% من إجمالي الملتحقين بالتعليم. خصوصية الفوضى في القطاع الخاص إشراك القطاع الخاص في الإعداد والتأهيل أضحى ضرورة في زمن التدريب المتجدد ولنفس الغرض بدأ الاهتمام بتدريب الكمبيوتر وتعليم اللغات لمواكبة احتياجات سوق العمل وبدأ الاهتمام منذ بداية التسعينيات ولم يشهد اتساعا في إنشاء وتشغيل معاهد تدريبية خاصة بقدر الفوضى الخلاقة التي تشهدها الأعوام الأخيرة، فحوانيت وشقق ضيقة تحولت إلى معاهد تدريب للكمبيوتر ومحلات إنترنت تعمل طوال اليوم وتتحول في موسم الإجازة الدراسية إلى مراكز تعليم وتدريب وأخرى بأعداد هائلة تختفي وثالثة تعلن بدء تقديم خدماتها وتقدم عروضا رمزية النفقات والجميع يعملون بموجب تراخيص وزارية، ورغم أهمية ذلك النوع من التعليم في سوق العمل إلا أن عمل تلك المراكز والمعاهد يشوبه الغموض ويغلب عليه التطفل والربحية ويلاحظ تباين أدائها من معاهد جديرة بالإشارة قدمت وتقدم رسالة جيدة وأخرى متدنية الاداء وثالثة متوسطة لسببين: الأول غياب دور إشراف وزارة التعليم الفني ووزارة التربية وكذلك ازدواجية الإشراف وازدواجية الترخيص، لتتحول تلك المعاهد والمراكز التي تفوق ال10 آلاف معهد ومركز إلى ساحة لتنازع الصلاحيات والاختصاصات بين وزارتين، فالتراخيص تمنح من الوزارتين بموجب دفع رسوم مزدوجة 10 آلاف ريال رسمية و10 آلاف تسلم مقدما مقابل نزول ميداني للجان الإشراف، والسبب الثاني تجاهل الوزارتين لمعايير التدريب والتعليم التي تناسب ومعايير الجودة، فنزول لجان إشرافية لا تسأل عن ماذا تقدم تلك المعاهد والمراكز وما مدى تناسب الطرق والوسائل والمناهج المعمول بها مع الاحتياجات ومدى كفاءة القائمين على التدريب والتأهيل ولم يتعد دور الوزارتين الرقابيتين النزول مقابل مكافأة مالية، تلك الفوضى حفزت تلك المسماة بالمؤسسات التدريبية لدى وزارة التدريب المهني من معاهد كمبيوتر ولغات إلى البحث عن أسماء مستعارة لاتينية للإيقاع بضحاياها بدلا عن جدوى التدريب والتأهيل، وخلال نزولنا الميداني للعديد من تلك المعاهد والمراكز لاحظنا أكثر من فوضى عزاها العديد من العاملين في هذا الحقل إلى عدم إدراك الوزارتين لمهامهما واختصاصاتها معبرا عن أسفه لذلك الخلط بين التدريب المهني والتعليم التربوي، متمنيا فض الاشتباك بين الوزارتين لتنظيم أداء تلك المعاهد والمراكز والرقابة عليها. مكاتب وخدمات متدنية خلال زيارتنا الميدانية لوزارة التعليم الفني والمهني طرحنا على القائمين بالدور الرقابي على المعاهد والمراكز الخاصة سؤالاً حول مدى دورهم الرقابي على تلك المراكز التي حصلت خلال 2007م على 219 ترخيص عمل من الوزارة ولكنا فوجئنا بالجواب من القامين على ذلك بأن الإشراف ليس بيد الوزارة بل على المجالس المحلية والترخيص يحدث من مدراء المكاتب التابعة للوزارة وبموافقة المجالس المحلية، مشيرين إلى أن فترة منح التراخيص تستمر من 8 إلى 9 أشهر بعد تسلم التأمين على الموظفين إلى المؤسسة العامة للتأمينات وتقوم الوزارة بالموافقة على الشهادات المعتمدة من تلك المعاهد المسجلة لديها وتعمدها بواسطة المكاتب أو في الوزارة واتضح جليا التباين بين قدرة تلك المكاتب على القيام بأدائها في خدمة الخريجين من معاهد مهنية وتقنية تابعة للوزارة والذين يتحملون مشقات السفر من جميع المحافظات إلى الوزارة بحثا عن شهادات التعليم النظامي، فوجدنا طلابا من مختلف محافظات الجمهورية، البعض منهم قضى شهرين بانتظار شهادته المهنية أو التقنية وعندما حاولنا معرفة السبب لدى الإدارة العامة للاختبارات أكد لنا مدير عام الإدارة أن مدراء المكاتب لم يقوموا بدورهم رغم أن الوزارة سبق أن وجهت المكاتب بإتمام معاملات الطلاب وإرسالها إلى الوزارة ولكن لم يطبق أحد سوى مكتب الوزارة في محافظة عدن وأضاف: المفروض أن لا يصل أي طالب إلينا.. وأشار إلى أن بعض الطلاب يأتون إلى الوزارة بحثا عن الشهادات وكل بياناتهم في المكاتب لم ترسل إلينا، مشيرا إلى أن هناك إشكاليات أخرى تتعلق بنواقص بيانات أو صور. التعليم الزراعي دون اهتمام منذ زمن أنشئت العديد من المعاهد الزراعية المتخصصة والتي تقبع تحت إشراف وزارة التعليم الفني وذلك النوع من التعليم لا زال خارج نطاق الاهتمام إلى اليوم، فعدد المعاهد لا تزيد عن 8 معاهد منتشرة في العديد من المحافظات التي تشكل الزراعة إحدى أهم مصادرها ورغم أهمية المعاهد الزراعية المتخصصة في إدارة المياه والمجال البيطري والهندسة الزراعية وغيرها من التخصصات الهامة ظلت جامدة لجمود الجهات المعنية في تطويرها وإعادة تأهيل بعضها كجزء من بنية مؤسسية للدفع بالتنمية الزراعية التي تشكل قاعدة اقتصادية تتعاظم كلما تم توظيف خصوصيات المناخ والمياه واستغلال مياه الامطار لزيادة الإنتاج الزراعي كضرورة وطنية. التعليم الزراعي الذي لا يزيد عدد الملتحقين فيه من 200 إلى 300 فقط في 8 معاهد كان أحد محاور زيارتنا للوزارة ورغم شعورنا المسبق بأن هذا النوع قد سقط من قاموس مراكز التدريب المهنية والتقنية وفي مبنى الوزارة وجدنا لوحة ورقية تشير إلى اهتمام فرنسي بالتعليم الزراعي وبعد لقائنا بالأستاذ/ محمد عبدالله الشامي النظير المحلي للمشروع اليمني الفرنسي لتطوير التعليم الزراعي والذي رحب بصحيفة الوسط، فقد أفاد بأن المشروع الفرنسي اليمني يسعى لتطوير هذا النوع من التعليم من خلال تدريب المدربين على إعداد المناهج بالطرق الحديثة وبوسائل تدريب حديثة، وأشار إلى أن المشروع قام بإعداد استراتيجية وطنية للتعليم الزراعي بناء على تحليل الوضع الحالي ومن ثم وضع مقترحات على صورة استراتيجية بمشاركة السفارة الفرنسية التي وفرت العديد من الخبراء الذين قاموا بالنزول الميداني إلى المعاهد الزراعية لمعرفة وضع المعاهد وأضاف: يهتم الفرنسيون بالجانب الزراعي والبشري وسبق أن نصحوا بالاهتمام بالتعليم الزراعي والمهني وأشار إلى جملة من التحديات التي تواجه هذا النوع من التعلمي، منها عدم قناعة الجهات المسئولة بالجانب البشري واهتمامها بفكرة البناء والتشييد وأضاف الشامي: جسدنا فكرة التوأمة في المشروع بين معهدين في اليمن وفرنسا: الأول المعهد البيطري صنعاء مع معهد (كرسجان) في فرنسا في مجال الإنتاج الحيواني ومعهد سردود الزراعي في الحديدة مع معهد (ينم) في فرنسا في مجال إدارة المياه، مشيرا إلى جدوى التوأمة في تدريب المدربين وحصولهم على شهادات معتمدة من المعاهد الفرنسية وتجديد المناهج في مجال الإنتاج الحيواني .. وفي ختام تصريحه أكد أهمية معاهد التعليم الزراعي والبيطري في بلد يعتمد اعتماداً كبيراً على الزراعة، مشيرا إلى تراجع معاهد التعليم الزراعي إلى 7 معاهد وواحد لم يعد مؤهلا وهو المعهد التقني الزراعي في لحج. مكرمة الخليج دون سقف مكرمة الخليج المشروطة وفق ما يخدم التنمية في دول الجوار أعلن عنها في مايو
الماضي والممثلة بفتح الأبواب الموصدة للعمالة اليمنية بحدود 50 ألف عامل يمني شريطة أن تكون كوادر مؤهلة فنيا ومهنيا، ذلك الطلب الذي اصطدم مع العرض دفع الحكومة إلى عقد جلسة خاصة للتفاوض مع دول الخليج لإعطاء العمالة اليمنية الأولوية وقررت الحكومة إعداد رؤية للتفاوض وصدر قرار مجلس الوزراء رقم 179 لعام 2009م بتكليف عدد من الوزراء بإعداد رؤية للتفاوض بعد اطلاع المجلس على الدراسة المقدمة من وزارة التخطيط بتاريخ 20/5/2009م وتضمنت رؤية الحكومة تسهيل منح تأشيرات الدخول واستثناء العمالة من نظام الكفيل وزيادة تشجيع الاستثمارات في مجال التأهيل والتدريب وإنشاء جامعة متخصصة في مجال تقنية المعلومات وتعميم الحاسوب على جميع مراحل التعليم وإدخال اللغة الإنجليزية من المراحل الأولى للتعليم الأساسي وجاء في الرؤيا بناء مراكز متخصصة لتأهيل وتدريب المدربين وبما يغطي احتياجات مؤسسات التأهيل والتدريب بالكفاءات المطلوبة، وكذلك بناء قدرات قوة العمل بما يواكب احتياجات دول الخليج ونقل إدارة وتشغيل بعض المعاهد الفنية والمهنية للقطاع الخاص لضمان تكيفها السريع مع الاحتياجات وتنفيذ برامج تدريبية قصيرة ومتنوعة لإعادة تأهيل العمالة محدودة المهارة وكذلك خريجي الكليات النظرية بما يتناسب مع المهن والأعمال المطلوبة، وخلافا لما تناقلته وسائل الإعلام الرسمية عن طلب 50 ألف عامل يمني لدول الخليج أكدت نقاط الرؤية الحكومية التي لم تتضمن سقفاً زمنياً للإعداد بل تدريباً وتأهيلاً على مدى بعيد يبدأ من الصفوف الأولى وعلى مدى متوسط وقصير وهو إعادة تأهيل القطاع غير المنظم وإن كانت قد بدأت بخصخصة صندوق التدريب المهني فإن الاتجاه ليس سوى منح شرعية لفشل تلك الهيئة المستقلة التي تحكي قصة هبر كبرى وفي ذات الاتجاه يحمل آلاف الشباب مهارات فنية ومهنية اكتسبت بالممارسة وليس العكس وفي مختلف المجالات وبموجب اختبار في أحد المراكز الفنية والمهنية بعد دفع رسوم قدرها 3 آلاف ريال يحصلون على شهادة تحقيق مهنة وتمنح من مكاتب الوزارة وخلال العام 2007م منحت 631 شهادة في مختلف المجالات وكون الضرورات تبيح المحظورات يلجأ بعض المسافرين إلى دول الخليج بعد حصولهم على تأشيرة دخول تحمل صفة مهنية وتتطلب شهادة إلى شراء شهادة تحقيق مهنة بمبلغ 50 ألف ريال ينقص أو يزيد حسب الأستاذ والمدير. خليفة: المشكلة في التمويل مسك الختام كان مع السيد/ محمد عثمان خليفة مدير عام التجهيزات في الوزارة والذي أكد لنا محدودية التجهيز لمحدودية التمويل وأشار إلى أن التجهيزات تتم وفق دراسات ميدانية من خلالها يتم تحديد الاحتياجات للمهن المطلوبة في سوق العمل، ثم يأتي اختيار الآلات والتجهيزات ثم التخصصات وأضاف خليفة: نحن نرفع إلى وزارة المالية لطلب التمويل لتلك التخصصات فيعتمد لنا مبلغ مقطوع وعلى ضوئه نحن نكيف التجهيزات، لذلك يوجد نقص وأساسه من وزارة المالية وأضاف هذه مشكلتنا بالإضافة إلى التكاليف المالية الكبيرة لمعدات وآلات التدريب المهني وكشف خليفة أن المشروع السعودي يعتمد على شركات مؤهلة لإعداد المشاريع ولم تأت عبر الوزارة أو التجهيزات. قبل الختام نود الإشارة إلى حال الدرج التقليدية في وزارة فنية ومهنية وإلى مشروع تدريب الموارد البشرية المعاق منذ 7 سنوات رغم أنه جوار الوزارة من الجانب الشرقي لها كما نشكر كل من تعاون معنا.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.