حاورهم/عبدالودود محمد غالب محافظة حجة كانت إلى أيام قريبة من اندلاع ثورة الشباب تعتبر من المحافظات الذهبية بالنسبة للنظام، كون ولاء أبنائها كان ولاءً شبه مطلق له، إلا أن الأيام والأحداث أثبتت أن ما كان يشاهد على السطح ما هو إلي قش يسبح تحته وفي اتجاه معاكس سيل هادر من الرفض وطاقة هائلة تتحايل الظروف للانفجار بصورة بركان. فقد كانت محافظة حجة وعبر طليعة من خيرة شبابها تسابق الزمن للالتحاق بثورة الشباب ونيل شرف المشاركة فيها ..حتى تحقق لها ماتريد حين تجمع قبل حوالي ثلاثين يوماً من هذا التاريخ مايقرب الثلاثمائة شاب أمام المجمع الحكومي بعاصمة المحافظة وهم يهتفون بصوت واحد: ارحل ارحل -يسقط النظام.. أمام ذهول واستغراب واستنكار البعض ممن لهم مصالح خاصة مع النظام. يومها عاشت المدينة شبه حالة طوارئ وتعرض الشباب المعتصم للتشويه والتحريض لكن الشباب أصروا على مواقفهم ونصبوا خيامهم وبدأت أعدادهم في التزايد حتى وصلت إلى عشرات الآلاف أصبحت أصواتهم مألفوفة ومستأنسة ومحببة لدى أبناء المدينة، خصوصاً الشيوخ والأطفال أما الرجال والشباب فمعظهم أصبح ضمن المعتصمين والمؤيدين. الوسط ركزت علي نخبة من شباب التغيير في محافظة حجة هؤلائ كانوا يصولون ويجولون أول يوم من أيام الاعتصام ويرددون أمام زملائهم الشعارات المنادية بسقوط النظام ويرفعون من هممهم ويضعون أنفسهم في الواجهة. فتم طرح عليهم التساؤلات الآتية عليهم:- 1- خمسة وعشرون يوماً مرت منذ اعتصامكم وفعالياتكم في ساحة الحرية بميدان حورة.. كيف تصفون تجربتكم هذه خلال هذه الأيام؟ وماهي النتائج التي حققتموها من وراء هذا الاعتصام ؟ 2- ما رأيكم فيما تعرض ويتعرض له شباب ثورة التغيير في عموم الوطن اليمني من تضييق وتشويه سمعة وتحريض واعتداءات وصلت حد التصفيات الجسدية وكان آخرها المذبحة البشعة التي تم تنفيذها بحق العشرات من شباب الثورة بميدان الحرية أمام جامعة صنعاء؟.. فإلى ردود الشباب. - رياض العلي أبناء حجة أثبتوا أنهم رجال المهمات الوطنية الكبيرة وأنهم عند مستوى اللحظة التاريخية للحدث، فقد جاؤوا إلى هنا إلى ساحة الحرية بميدان حورة تاركين أسلحتهم في منازلهم وهدفهم النضال السلمي لإسقاط النظام ورئيس البلاد اللذان أذاقاهما الويلات تلو الويلات، من حرمان وإرهاب وحروب قبلية أكلت الأخضر واليابس ومنعت حدوث التنمية في مناطقهم. ومن خلال هذا الالتفاف الرائع و النضال السلمي الديمقراطي الذي تميز به أبناء محافظة حجة بكل جادرة وامتياز نستطيع القول ان هناك مشروعاً جديداً بدأ يتبلور ويخلق من رحم القبيلة لبناء دولة مدنية حديثة ووجود رجال وشباب يتبنون هذا المشروع الذي سيكون له صدى تاريخي وسيعتبر نقطة مفصلية بين مرحلة السكون والخنوع والذلة واللا نضال ومرحلة النضال والمطالبة بالحقوق واستيعاب الواجبات وهذا هو الهدف والطريق لبناء الدولة والنظام الوطني المنشودين. بالنسبة لأيام الاعتصام فبرغم الظروف الصعبة والقاسية وشحة الإمكانات إلا أن إصرار المعتصمين وعزيمتهم ذلل كل الصعاب وأثبت أن أبناء حجة يسيرون بخط متواز مع الظلم والفساد. أما ما يتعرض له شباب ساحات ثورة التغيير في عموم الوطن فلكل ثورة ضريبة يجب أن تدفع وهذه الدماء الزكية إنما هي زيت لمشكاة الحرية والديمقراطية الحقة وحياة العزة والكرامة والرخاء. ونقول لزملائنا شباب الثورة الأحرار في كافة ساحات الحرية بعموم الوطن احذروا فنيرون اليمن يريد سفك المزيد من الدماء . - عبده أبو رأس الاعتصام القائم في المحافظة متواصل منذ خمسة وعشرين يوماً وهو تعبير عن مدى الوعي لدى أبناء محافظة حجة والتي كان يقال إنها محافظة لا يمكن أن تخرج في مسيرات أو اعتصامات ضد الرئيس ونظامه لكن شباب هذه المحافظة الباسلة كبر وكسر حاجز الخوف وخرج مطالب برحيل الرئيس علي عبد الله صالح ونظامه وهو بذلك يحلق بسرب حمام ثورة التغيير في سائر عموم الوطن، لأن هذا ليس مطلب أبناء حجة فحسب بل مطلب يجمع عليه كل أبناء الوطن دون استثناء. وإن ما تلاحظونه اليوم في هذه المدينة الرائعة وفي ساحة الحرية بميدان حورة من انضمام كافة شرائح المجتمع وطبقاته من مشايخ ومثقفين وأعضاء هيئة تدريس، جامعيين ومعلمين ومحامين وحقوقيين وأطباء وفنيين إلى ثورة الشباب وكذلك المؤازرين والمساندين بالدعم المادي والمعنوي إلا صورة لملحمة رائعة يسطرها أبناء محافظة حجة.. هذه اللوحة لا تزيدنا إلا إصراراً وعزيمة على الاستمرار والمضي في اعتصامنا حتى يتحقق مطلبنا الوحيد وهو رحيل علي عبد الله صالح من سدة الحكم بلا رجعة. وبالنسبة لما يتعرض له شباب ثورة التغيير في كافة ساحات التغيير بعموم الوطن من مليشيات النظام وبلاطجته وكان آخرها المجزرة المروعة الدامية والتي لم يشهد لها التاريخ اليمني مثيل والتي حصلت بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء بعد صلاة الجمعة 18/3/2011 فهو تعبير عن الوجه القبيح لهذا النظام الدموي وشخصية علي عبد الله صالح الدموية التي اتصف بها منذ اعتلائه سدة الحكم عام 78 والذي له شواهد شبه مماثلة ضد ابناء شعبنا اليمني في الحجرية وعدن وصعدة. ورغم هذا لن يخيفنا ء مايرتكبه هذا النظام من مجازر وجرائم بل يزيدنا قوة وإصراراً وعزيمة على مواصلة نضالنا السلمي حتى يتحقق النصر بعون الله، وماتلاحظونه من تزايد أعداد المعتصمين والمناصرين والمؤيدين بعد كل مجزرة يرتكبها النظام إلا دليل على ذلك. ونقول للرئيس المخلوع علي عبد صالح انه كلما تزايدت جرائم بلاطجتك كلما عجلت بنهايتك وسهلت عملية رحيلك من سدة الحكم. - عبد الحميد الأشول اربعة أسابيع منذ بدء تنفيذ هذا الاعتصام في ميدان ساحة الحرية والمعتصمون تتزايد اعدادهم يوماً بعد يوم والانضمام إليهم من مشائخ ووجهاء واكادميين وتربويين وحقوقيين باستمرار وخلال هذه الفترة تشعر أنك تعيش في اجواء أسرة واحدة متفاعلة بكل ماتعنيه الكلمة من معنى ومن خلال تتالي أيام الاعتصام وتواكب الأحداث والأخبار ترتفع معنوية المعتصمين وتزداد همتهم في بذل مايمكن بذله من اجل تحقيق الهدف الموحد والمشترك وهو اسقاط النظام. وبلا شك فإننا نشعر اننا حققنا كثيراً من المعجزات والطموحات وأهمها:- - كسر حاجز الخوف لدى المجتمع وممارسة الجمهور الكريم النضال السلمي العملي ومعرفة ايجابياته في تعرية هذه السلطة المأزومة وكشف مساوئها وفضح أسرارها وتعميق حب الولاء للوطن الحقيقي الذي ينبع من توحيد كافة المطالب وذوبان كافة الرؤى والاختلافات في شعار واحد هو الشعب يريد إسقاط النظام. - من خلال الاعتصام تحدد غريم الشعب وتوضح اسمه ومن يقف معه وأنه هو سبب كافة الأزمات وتبينت المواقف الحرة للشرفاء في كافة مؤسسات الدولة ومفاصل الحزب الحاكم، حيث كثرت الاستقالات والانضمام إلى ثورة الشعب. - وأهم من ذلك كله قناعة الشعب بأكمله بضرورة اسقاط هذا النظام لانه غير صالح لحكم شعب عريق مثل الشعب اليمني العظيم. - ممارسة الشعب اليمني خلال فترة هذا الاعتصام لدورة تدريبية شاملة في جميع المستويات لممارسة نضال سلمي يروا فيه إسقاط نظام بأكمله دون ممارسة لأي عنف. * أما ماتعرض له الأخوة الشباب الشرفاء الأحرار في ميدان التغيير بصنعاء وكل الميادين في ساحات التغيير في الجمهورية عمل جبان وجريمة بشعة تتنافي مع كل الأعراف الإنسانية وتكشف حقيقة دموية النظام الذي استمر طول فترة حكمه مصادر حقوق هذا الشعب، كما يستمرئ اليوم سفك دمه ويقدر قناعتنا بأن دم الشهداء هو ضوء الحرية لمستقبل أفضل. ونؤكد باننا لن نتنازل عن أي قطرة دم تسفك في أي ميدان من ميادين الشرف والبطولة وسيأتي اليوم الذي نقاضي فيه كل يد آثمة تلطخت بدم الأبرياء الذين خرجوا إلى الساحات بثياب بيضاء وصدور عارية وأرى أن هذا اليوم قريب جداً. - معمر الشاحذي لقد أشعلت ثورتا تونس ومصر فينا روح الثورة والوطنية وشعرنا أننا لسنا أقل وطنية وحباً لوطننا من هؤلاء الشباب وأننا قادرون على صنع مستقبلنا وتحمل مشاق وآلام التغيير لتحقيق الآمال لكل يمني يموت كل يوم ظلماً وفقراً ومهانة. وعندما كسبت تحركات شباب جامعة صنعاء زخماً جماهيرياً واتسعت رقعتها أيدناها ودفعنا نحو مؤازرتها والقبول بمبادئها وبدأنا في حجة مع مجموعة من الشباب الطامحين والثائرين نحرك السكون وحددنا يوم الاثنين يوماً لبداية التحرك نحو الثورة وبدأ إعتصامنا بأعداد تتراوح مابين 200 الى 300 حتى وصل اليوم إلي مايقرب من العشرة آلاف معتصم ينتمون إلى جميع مديريات المحافظة المختلفة وبدأنا نحس ونشعر أننا نحمل هم كل أبناء اليمن وقابل هذا طبعاً تعاطف أبناء المحافظة تجاهنا، حيث تلقينا مختلف انواع الدعم المادي والمواد الغذائية والبطانيات والأدوية وغيرها. أما ما يتعرض له شباب الثورة بساحات الحرية في عموم الوطن فهي جرائم تقع في إطار الجرائم الإنسانية وجرائم الحرب وخصوصاً مذبحة جمعة الكرامة بساحة التغيير أمام جامعة صنعاء الذي كان بالنسبة لنا يوماً أليماً ومروعاً، حيث فجعنا في إخواننا الشباب هناك فكل جريح وكل شهيد حسبناه والله كأنه أخ لنا بل وأغلى فقد ارتكبت الجريمة بكل بشاعة وبكل غدر وحقد دفين ضد الشباب الطامح للتغيير ودلت دلالة قاطعة على سواد قلب للمحرضين والمنفذين لهذه الجريمة البشعة وكل هذا يزيدنا قناعة بأننا على حق وأن بقاء هذا النظام يعني الغلو أكثر في الإجرام بحق أبناء وطننا وأنه لن يتورع بعد ذلك في ارتكاب أية جريمة مهما كانت بشاعتها. رغم سلمية وديمقراطية مطالبنا فإننا لا نحمل إلا إيماننا وأصواتنا سلاحاً وأملنا هو مستقبل وحياة أفضل وأكرم. ومن اجل ذلك سنواصل المشوار والدرب حتى تحقيق الحلم بإسقاط هذا النظام الفاسد الظالم أو اللحاق بهم شهداء. - عادل شلي اعتصام شباب ثورة الثامن والعشرين من فبراير بمحافظة حجة يمثل ميلاد الحرية والتغيير لهذه المحافظة التي كان يراهن على ولائها البعض ولكن بخروج أبنائها إلى ساحة الحرية بميدان حورة خيبت آمالهم. وقد كسر الاعتصام الحاجز النفسي لدى الكثير من المغرر بهم وقادهم إلى التوافد إلى الميدان بالمئات ثم الآلاف وعكس الاعتصام الوعي المدني السلمي والحس الراقي الذي يتميز به أبناء محافظة حجة. ومن خلال نظرة فاحصة للمكونات والمفردات للاعتصام يمكنني القول إنه يمثل لوحة ثرية ومتنوعة حوت كل الثراء الذي تتميز به محافظة حجة، وقد كان للاعتصام أثر إيجابي لا علي مدينة حجة فحسب وإنما على كل مديريات المحافظة.