صنعاء .. وزارة الصحة تصدر احصائية أولية بضحايا الغارات على ثلاث محافظات    إداناتٌ عربية وإسلامية للعدوان "الإسرائيلي" تؤكدُ التضامنَ مع اليمن    توسّع في تعليق الرحلات الجوية إلى مدينة "يافا" بعد قصف مطار "بن غوريون"    تواصل فعاليات أسبوع المرور العربي في المحافظات المحررة لليوم الثالث    اليمنية تعلن عدد الطائرات التي دمرت في مطار صنعاء    الاضرار التي طالها العدوان في مطار صنعاء وميناء الحديدة    اليمنية تعلن تدمير ثلاث من طائراتها في صنعاء    المجلس الانتقالي وتكرار الفرص الضائعة    سحب سوداء تغطي سماء صنعاء وغارات تستهدف محطات الكهرباء    ارتفاع حصيلة العدوان الاسرائيلي على غزة إلى 52,615 شهيدا و 118,752 مصابا    البدر: استضافة الكويت لاجتماعات اللجان الخليجية وعمومية الآسيوي حدث رياضي مميز    الكهرباء أول اختبار لرئيس الوزراء الجديد وصيف عدن يصب الزيت على النار    الوزير الزعوري: الحرب تسببت في انهيار العملة وتدهور الخدمات.. والحل يبدأ بفك الارتباط الاقتصادي بين صنعاء وعدن    النفط يرتفع أكثر من 1 بالمائة رغم المخاوف بشأن فائض المعروض    الصحة: استشهاد وإصابة 38 مواطنًا جراء العدوان على الأمانة ومحافظتي صنعاء وعمران    المؤتمر الشعبي وحلفاؤه يدينون العدوان الصهيوني الأمريكي ويؤكدون حق اليمن في الرد    رئيس مؤسسة الإسمنت يتفقد جرحى جريمة استهداف مصنع باجل بالحديدة    إنتر ميلان يحشد جماهيره ونجومه السابقين بمواجهة برشلونة    إسرائيل تشن غارات على مطار صنعاء وتعلن "تعطيله بالكامل"    العليمي يشيد بجهود واشنطن في حظر الأسلحة الإيرانية ويتطلع الى مضاعفة الدعم الاقتصادي    اسعار الذهب في صنعاء وعدن الثلاثاء 6 مايو/آيار2025    اسعار المشتقات النفطية في اليمن الثلاثاء – 06 مايو/آيار 2025    توقعات باستمرار الهطول المطري على اغلب المحافظات وتحذيرات من البرد والرياح الهابطة والصواعق    حكومة مودرن    ريال مدريد يقدم عرضا رمزيا لضم نجم ليفربول    معالجات الخلل!!    أكاديميي جامعات جنوب يطالبون التحالف بالضغط لصرف رواتبهم وتحسين معيشتهم    تحديد موعد نهاية مدرب الريال    ماسك يعد المكفوفين باستعادة بصرهم خلال عام واحد!    ودافة يا بن بريك    انقطاع الكهرباء يتسبب بوفاة زوجين في عدن    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    لوحة بيتا اليمن للفنان الأمريكي براين كارلسون… محاولة زرع وخزة ضمير في صدر العالم    برشلونة يواجه إنتر وسان جيرمان مع أرسنال والهدف نهائي أبطال أوروبا    قرار رقم 1 للعولقي بإيقاف فروع مصلحة الأراضي (وثيقة)    بعد فشل إطلاقه.. صاروخ حوثي يسقط بالقرب من مناطق سكنية في إب    "مسام" ينتزع أكثر من 1800 لغم حوثي خلال أسبوع    برعاية من الشيخ راجح باكريت .. مهرجان حات السنوي للمحالبة ينطلق في نسخته السادسة    رسالة من الظلام إلى رئيس الوزراء الجديد    الثقافة توقع اتفاقية تنفيذ مشروع ترميم مباني أثرية ومعالم تاريخية بصنعاء    من أسبرطة إلى صنعاء: درس لم نتعلمه بعد    وزير الصحة يدشن حملات الرش والتوعية لمكافحة حمى الضنك في عدن    الخليفي والمنتصر يباركان للفريق الكروي الأول تحقيق كأس 4 مايو    وزارة الشباب والرياضة تكرم موظفي الديوان العام ومكتب عدن بمناسبة عيد العمال    مليون لكل لاعب.. مكافأة "خيالية" للأهلي السعودي بعد الفوز بأبطال آسيا    يادوب مرت علي 24 ساعة"... لكن بلا كهرباء!    قدسية نصوص الشريعة    صرخةُ البراءة.. المسار والمسير    متى نعثر على وطن لا نحلم بمغادرته؟    أول النصر صرخة    أمريكا بين صناعة الأساطير في هوليود وواقع الهشاشة    المصلحة الحقيقية    مرض الفشل الكلوي (3)    إلى متى سيظل العبر طريق الموت ؟!!    قيادي حوثي يفتتح صيدلية خاصة داخل حرم مستشفى العدين بإب    أطباء تعز يسرقون "كُعال" مرضاهم (وثيقة)    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    مقاومة الحوثي انتصار للحق و الحرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرئيس العاشر والخيارات الممكنة..نظام صالح..و تسونامى الثورة
نشر في الوسط يوم 11 - 05 - 2011

تقرير: رشيد الحداد يعد نظام صالح ظاهرة استثنائية في تاريخ أنظمة الحكم، فالنظام الذي حكم اليمن33عاما فشل في تجسيد سلطة النظام والقانون وأدار البلاد بعقلية الماضي وأعاد إنتاج نفسه بواسطة الديمقراطية الشكلية وحين قال صاحب السلطة ومصدرها كلمته في التغيير الجذري تمسك صالح بناقة الشرعية الدستورية وحين نفد صبر الشعب وأعلنها ثورة سلمية اعتبرها تمردا وواجهها بالسلاح والغازات المسيلة للدموع.. استخدم المراوغة واستثمر الأخطاء ، استخدم كل قدراته لإجهاض الثورة وأدان وشجب وندد، والصق تهم الترهيب والإرهاب والتخريب والتغرير وعلى الرغم من كل ذلك اتسع نطاق الثورة الى 17محافظة وفشلت كل محاولات الإجهاض المحلية وتصاعدت أعمال العنف ليسقط فيها قرابة250شهيداً و13الف جريح كما سقطت العديد من المحافظات سلميا أمام قبضة الثوار إلا ان صالح لم يفهم بعد دلالات خروج الملايين من أبناء الشعب مطالبين بإسقاط نظام حكمه كما فهمها من قبله، بن علي ومبارك.. ولم يستوعب لغة ثورة اللاعنف الشعبية التى استبدلت مفهوم الانقلابات التى أطاحت ب9 رؤساء من قبله في شمال الوطن وجنوبه بمفهوم التنحي السلمي كخيار.. فصالح تعامل مع خيار التنحي بالتلاعب، فتارة يبحث عن سفينة نقل السلطة سلميا وأخرى يتنصل ويعلن مواجهة التحدي بالتحدي وخيار التنحي بالبقاء والثبات ثبوت الجبال أمام مطالب الشعب، مستعينا بالقوى التقليدية في الداخل والخارج وبين موجة المبادرات والنسخ التقليدية لنقل السلطة وتسونامي الثورة، فأي ناقة ستمكن صالح من البقاء؟! هل مبادرات الأشقاء أم التحدي؟!.. الى التفاصيل : منذ بداية الثورة الشبابية السلمية أكد صالح ان عهد الانقلابات والدبابة والبيان رقم واحد قد انتهى وولى ونحن في عصر الديمقراطية وهو اعتراف هام من حاكم عسكري حكم اليمن 33عاما، منها 21عاما بواسطة الديمقراطية الشكلية التي استطاعت القوى القديمة خلالها إنتاج ذاتها والحفاظ علي الكرسي بواسطتها، فالحاكم هو الحاكم منذ 20عاما والمعارض في نفس المكان الذي وضعته نتائج أول انتخابات برلمانية نزيهة في 27ابريل 1993م، فالرئيس صالح الذي حاول تقليد الزعيم الخالد جمال عبد الناصر في عيد الجلوس 17 يوليو عام 2005م حين أعلن عدم ترشيح نفسه لدورة رئاسية جديدة وأكد حتى سبت العدول 21يونيو 2006م الذي انتصر فيه تيار المصالح علي رغبة صالح في تجسيد بدأ التداول السلمي للسلطة يبدو اليوم أكثر تشبثا بالسلطة أمام مطالب الرحيل السلمي، فصالح الذي يحتل الرقم العاشر من بين الرؤساء الذين حكموا اليمن والرقم الأول من الحكام الأكثر عمرا في سدة الحكم قال يوما انه سئم السلطة ويتمسك بها بالنواجذ اليوم وهو الأمر الذي أثار عدداً كبيراً من التساؤلات فأي مصير يرسمه صالح لنظامه في زمن الثورات الغاضبة سيظل السؤال مفتوحا وستجيب عليه الأيام القادمة وللتذكير فقط ان عهد الانقلابات ولى رغم أنه عصف بتسعة رؤساء قبل صالح وبقي عهد الرحيل السلمي. الرئيس العاشر تعاقب اليمن منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر1962و1963م 10 رؤساء، 5 منهم حكم جنوب الوطن خرج منهم الرئيس قحطان الشعبي و5 رؤساء حكموا الشمال كان أقصرهم حكما الرئيس الغشمي الذي لم تتجاوز فترة حكمه ال7 أشهر لتنتهي فترة حكمه باغتيال سياسي ، وأطولهم حكما الرئيس علي عبدالله صالح الذي حكم البلاد 33عاما ، وكان أقصرهم حكما الرئيس عبد الفتاح إسماعيل وأطولهم حكما الرئيس سالم ربيع علي الذي حكم البلاد 7سنوات وعدة أشهر ليخرج من القصر أسيرا ومن ثم قتيلا ، فالتاريخ السياسي اليمنى الحديث يحكي قصة سقوط 9رؤساء من أصل 10رؤساء أطيح ب 5 منهم بانقلابات عسكرية و 4 منهم كان مصيرهم النفي الاختياري ، وبين ماضي الانقلابات وحاضر الثورات التى لاتستهدف شخص الرئيس بل نموذج الحكم والنظام السياسي كما ان المعادلة تغيرت بين زمن الانقلابات والثورات، ففي حين كانت الأجنحة هي التى تتخذ قرار سقوط الرئيس فان الشعب اليوم هو من يتخذ قرار إسقاط النظام وبين هذا وذاك يدور صراع الشعب مع حاكمه في ميادين التغيير في الجمهورية منذ 99يوماً إلا ان الحاكم أدرك صعوبة الصراع وكاد ان يتنحى عدة مرات وسط معارضة شديدة من أصحاب المصالح إلا ان المعركة لم تنته بعد، سيما وان الحاكم استنفر جل قدراته السياسية والمالية والعسكرية للبقاء وسعى إلى الحفاظ على كرسي الحكم بوسائل عدة أبرزها تحويل مسار الثورة إلى أزمة سياسية والرهان على القوى التقليدية في المنطقة التي ترفض منطق الثورات وتعتبرها خطرا يهدد أمنها القومي. لم يفهم بعد لغة الثورات ذلك التاريخ الأسود من النهايات للأنظمة كانت أسبابها صراعات قوى اليسار مع قوى اليمين في الشمال وصراعات الأجنحة في جنوب الوطن ولذلك يسعي صالح لتحييد المعركة مع الشعب الذي يطالب بإسقاط نظامه وليس اسقاطه شخصيا بل نظامه كمنظومة متكاملة للتغيير المنشود وفي الوقت الذي وجد الرئيس نفسه الحلقة الأضعف أمام مواجهة الشعب الثائر التى تجاوزت كل مفاهيم التمرد الجزئي أو الثورات الجزئية التى غالبا ما تقوم بها أقليات اجتماعية عرقية أو إثنية تنتهي إما باستخدام القوة القاهرة أو بالحوار أو بالتلفون كما حدث في عهد صالح مع حركات الحوثيين، فصالح بذل جهودا كبيرة لجر الثورة الى أزمة للتعامل معها وفق منطق الحوار والمسكنات المطلبية مقابل البقاء في السلطة ولم يفهم بعد مطلب الشعب اليمنى كما فهمها قبله زين العابدين بن علي ومحمد حسنى مبارك إلا ان صالح الذي تبدو عليه ملامح الارباك الشديد منذ قيام الثورة البيضاء التي قادها الشباب اليمني ضرب كل الاحتمالات وعاد الى نموذج ترويض الخصماء التقليدين له، فسارع الى المبادرات المحلية والإقليمية وقايض الشقيقة الكبري التى عرف عنها مقاومة ثورات الشعوب واعتبار خروج الشعب عن حاكمه خروجاً عن طاعة الله في أحيان كثيرة عندما تقترن الفتوى في رغبة حكام آل سعود فهذه المرة قايض صالح المملكة التي تهاب الثورات الشعبية بأن بقاء أمن واستقرار المنطقة مرهون ببقاء نظامه الذي يعد الشرطي الأمين لمصالح الشقيقة الكبرى والذود عنها من المد الإيراني وأطماع المشروع الفارسي يضاف الى اعتقاد الجارة الكبرى بان القضاء على المد الثوري في اليمن الذي تخشى ان يجتاح الحدود الى المنطقة الشرقية فالمملكة التي سعت الى التدخل عسكريا لإخماد ثوار البحرين الذين لايطالبون بتغيير نظام الحكم من ملكي مطلق الى دستوري يضمن للأغلبية من الشعب حقوقاً متساوية فسعت السعودية الى إخماد احتجاجات البحرين تحت مبرر صد المد الإيراني وهاهي اليوم تسعى الى إجهاض ثورة شباب اليمن والى توطيد حكم صالح الذي لازال يمتلك سياسة التحالف مع الخليج ضد التدخل الإيراني والعكس. السلال والإرياني قاد المشير عبدالله السلال مع مجموعة من الضباط الأحرار ثورة السادس والعشرين من سبتمبر 1962م، ولم يكن يرى لنفسه فضل تفجير الثورة وحق البقاء في السلطة مدى الحياة وتوريثها لأبنائه كاستحقاق ثوري يمليه دوره الوطني في الثورة, ورغم جهوده في سبيل الدفاع عن الثورة وإرساء حكم جمهوري, إلاّ أن ذلك لم يخوله حق تملك السلطة والثروة, ولم يحل دون توجيه النقد له من قبل زملائه الثوار ومن العقلاء المشائخ في اليمن الذين قرروا بعد خمس سنوات فقط من قيام الثورة تنحيته من السلطة بطريقة سلمية بعد أن فقد أهليته، ولم تتجاوز أخطاؤه تهميش الثوار والاستحواذ علي صنع القرار وتغيير مسمي مجلس قيادة الثورة الى المجلس الجمهوري وكان ولاؤه لمصر على حساب الشخصية الوطنية للدولة التي كادت أن تذوب وكاد الوجود المصري أن يتحول إلى استعمار جديد بفعل التدخلات المصرية بشؤون اليمن حينذاك يضاف إلى سياسية القمع التي سادت فترة حكم السلال واستشراء الفساد المالي والإداري ، ولذلك كان السلال يتوقع الانقلاب عليه وتشير المصادر التاريخية الى ان السلال لم يستعد لمقاومة المطالبين بتغييره والانقلاب عليه ولم يتمسك السلال بالسلطة اويلجأ للجيش ويأمره بقتل مواطنيه, أو يتهمهم بالعمالة وتنفيذ أجندة خارجية تدار من تل أبيب بإشراف أمريكي, ولم يقل ان الثورة ستجهض من قبل التيار الملكي حينها. لقد فهم قائد الثورة السلال وغادر سدة الحكم بهدوء, ولم يتسبب بأزمة لبلده وشعبه. وعلى الرغم من ادراكة المسبق للانقلاب على نظامه قال لمعارضيه: الجمهورية أمانة في أعناقكم ورحل متجها الى العراق ليعلن في اليوم التالي انتهاء حكم السلال في انقلاب ابيض في5 نوفمبر1967م ، وفي صباح 6نوفمبر صدر بيان قاس على المشير السلال حيث تم نزع الرتب العسكرية من المشير السلال وإدانته بالتقصير في إدارة البلاد، ولكن الانقلاب الأبيض استعاد فيه الشعب الحكم من النظام العسكري إلى النظام المدني حيث تسلم القاضي عبدالرحمن الإرياني شؤون الحكم كأول رئيس مدني لليمن وحصل في بداية حكمه على تأييد كل التيارات السياسية المدنية والقبلية ولكن نهج الرئيس الإرياني الذي حكم شمال اليمن 6سنوات و7 أشهر أثار لغطاً سياسياً في السنوات الأخيرة نتيجة مقاومته لوصاية التيار التقليدي اليميني المحافظ، حيث سعى الرئيس الإرياني إلى التخلص من أعضاء المجلس الجمهوري ونفى من نفى وهو مادفع الفاعلين السياسيين حينها إلى معارضة نهجه المتغير بشدة إلا أنه رفض ورد على معارضيه بالتهديد بحل المجلس الوطني الذي يرأسه الشيخ الأحمر في ظل تردي الظروف السياسية والاقتصادية في عهده وكذلك تزايد المد اليساري وانتشار أعمال التخريب، مما أدى إلى الإطاحة بنظامه في 13يونيو 1974م ، ولكن الرئيس المدني لم يرفض مطالب قوى اليسار وقوى اليمين بل قدم استقالته بكل هدوء، ويقول الشيخ عبدالله في مذكراته كان من نتائج الخلاف مع القاضي الارياني ان قدم استقالته للمجلس الجمهوري أكثر من مرة ،وقد بعث إلينا في مجلس الشورى برسالة يطلب فيها عدم ترشيحه للرئاسة وأكد انه لن يترشح, واعتبر القول بعدم وجود البديل انتقاصاً للشعب اليمني». لقد كان موقف الرئيس الإرياني قويا وعقلانيا ووضع اعتباراً لشعبه واعتبر القول بعدم وجود بديل عنه لإدارة شؤون البلاد شتيمة ولكن مفارقات عام 1974م وعام 2011م كبيرة، حيث يقول صالح والقوى البرجماتية التي تحيط به وحولته إلى شرطي لحماية مصالحها حسب مايروي الدكتور ياسين سعيد نعمان يشيعون بين البسطاء أن لابديل لصالح وان جميع القيادات ليست مؤهلة لقيادة البلد ولاتمتلك القدرة على إدارة زمام الأمور بل لن تستطيع أن تحكم لمدة أسبوع واحد فقط !! تلك المفارقات بين رئيس مدني حكم البلاد 6سنوات وآخر عسكري حكم اليمن 33عاما مرة أخرى تتسع هوتها في قول القاضي الارياني رحمه الله قال في يونيو 74م عندما بُلّغ بضرورة تقديم استقالته : أنا لا أرضى على نفسي أن يُسفك من أجل بقائي في الكرسي دم طائر دجاج, ما بالك بدم إنسان, لا أسمح لنفسي بهذا أبداً ، ليختار القاضي الارياني العيش في المنفى الاختياري سوريا. الشعبي.. إقامة جبرية واعتقال وفي جنوب الوطن أعلن الرئيس قحطان الشعبي استقلال الجنوب رسميا في 30نوفمبر1967 وبعد ساعات من انتخاب القيادة العامة للجبهة القومية عين من قبلها رئيساً لجمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وكلفته بتشكيل الحكومة، إلا أن فترة حكم الرئيس الشعبي لم تدم طويلاً نتيجة التآمر الداخلي الذي تعرضت له دولة الاستقلال من قبل "اليسار في التنظيم السياسي الحاكم الجبهة القومية حيث قدم الرئيس قحطان الشعبي إلى القيادة العامة للجبهة القومية استقالته من كافة مناصبه في 22يونيو1969م،ووضع تحت الإقامة الجبرية وبعد ذلك تم اعتقاله وسجنه في "معتقل الفتح" بحي التواهي بعدن في أواخر مارس1970م وفي 7/7/1981 أعلن عن وفاته في السجن. الحمدى .. اغتيال بدأت موجة الاغتيالات باغتيال الحمدى وسالمين.. فإبراهيم الحمدى الشاب الخجول الذي جاءت به الأقدار إلى سدة الحكم في 13يونيو 1974م وخلف القاضي أول رئيس مدني في شمال اليمن سابقا يعد الرئيس الوحيد الذي ودع سلفه رسميا وفي 18 يونيو / حزيران 74م في مطار تعز والرئيس الوحيد الذي لازال خالدا في ذاكرة اليمنيين.. فالحمدي أحبه الناس وأحبهم وعمل بكل جهد لتحقيق أهداف ثورة ال26من سبتمبر ، واخرج اليمن من نفق التشتت والتشرذم والاقتتال الداخلي الى التنمية والاستقرار والأمن والأمان، وسعى الى تجسيد الدولة المدنية الحديثة
وأعاد الاعتبار لكل مواطن يمنى في الداخل والخارج ورفض تعليق صورته في كافة المكاتب الحكومية حتى مكتبه. وانزل جميع الرتب العسكرية الى رتبة المقدم بما فيها رتبته فأعاد للجيش اليمنى هيبته ، وحافظ على المال ومنع استخدام السيارات الحكومية والعسكرية للأغراض الشخصية وسعى الى تحسين المستوى المعيشي لموظفي الدولة من خلال زيادة المرتبات ومنح موظفي الدولة أربعة مرتبات إضافية في المناسبات العيدية ، وحاسب نفسه قبل ان يحاسبه الآخرون وحارب الفساد وحقق التنمية الاجتماعية والاقتصادية، فهو الرئيس الوحيد الذي عاش اليمن في عهده عصرأ ذهبيا وتشير المصادر الى ان فائض الخزينة العامة في عهدة بلغت (825) ثمانمائة وخمسة وعشرين مليون دولار مايفوق فائض موازنة مصر مرتين، إلا ان أيادي الغدر اغتالت حلم اليمنيين الحمدي في العاشر من أكتوبر77م قبل يوم واحد من التوقيع على الوحدة اليمنية. سالمين.. اغتيال في يونيو 1969 تولى رئاسة جنوب اليمن سابقا وفترة رئاسته هي الأطول من بين الفترات الخمس التي سبقت الوحدة في 1990م،وقبل تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني في عدن انقلب عليه رفاقه وأجبروه على تقديم استقالته ومغادرة البلاد إلى أثيوبيا، لكن حكماً بالإعدام صدر بحقه وهوجم في مقر الرئاسة بالأسلحة الثقيلة، وإثر الهجوم سلّم نفسه لرفاقه(الخصوم) ولم يظهر بعدها مرة أخرى، مخلّفاً روايات شبه غامضة عن مصيره الذي يرجح بعض المقربين منه أن تصفيته جسدياً تمّت على شكل تنفيذ حكم إعدام ارتجالي. ولا تزال جثته مفقودة ولا يوجد له قبر. عبد الفتاح .. نفي وإخفاء قسري خلف عبد الفتاح إسماعيل الرئيس سالمين في يوليو 1978م لكنه في أبريل 1980م استقال من جميع مهامه في الحزب والدولة إثر خلافات حادة مع بعض قادة الحزب على خلفية توقيع اتفاقية الكويت عام 1979م، ليرحل بعدها إلى موسكو كمنفى اختياري.الا انه عاد في أكتوبر 1984م إلى عدن بعد أن أدرك أن معادلة القوى داخل الحزب الحاكم باتت تهدد موقعه لصالح مجموعة علي ناصر محمد،في 14فبراير1985م وتم اغتياله في أحداث يناير 1986 التي اختفى خلالها في ظروف غامضة وروايات متضاربة عن كونه لم يمت في الأحداث الدامية يومها. ناصر.. نفي إجباري في عام 1980م قررت الجبهة القومية في مؤتمر استثنائي تعيين علي ناصر رئيساً للجمهورية ورئيساً للوزراء وأميناً عاماً للحزب الاشتراكي اليمني،في فبراير 1985م تخلى عن رئاسة الوزراء وبقي رئيساً للجمهورية وأميناً عاماً للحزب ولكن خلافات حادة وسط أجنحة الحزب أدت الى أحداث 13 يناير1986م الدامية التي أودت بحياة 25ألف مواطن يمني وقضت على البنية التحتية الجنوبية وأدت إلى انهيار الاقتصاد الوطني ،ونجم عنها نزوح ناصر ورفاقه إلى صنعاء ثم إلى دمشق حيث أقام في الأخيرة كمنفى شبه اضطراري. البيض.. نفي إجباري تولى منصب الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني كما تولى رئاسة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية بعد أحداث يناير1986م حتى العام 1990م. ووقع مع الرئيس علي عبدالله صالح آخر اتفاقيات الوحدة في 30 نوفمبر 1989م وبعد إعلان الوحدة في 22 مايو 1990م تولى نائب رئيس مجلس الرئاسة في الجمهورية اليمنية، ثم نائباً لرئيس الجمهورية بعد انتخابات العام 1993م. هجر مقر إقامته في صنعاء وظل في مدينة عدن على إثر الخلافات السياسية الحادة التي أدت إلى نشوب حرب صيف 94م. أعلن الانفصال عن دولة الوحدة من جانب واحد في 22 مايو 1994 لمدة لم تتجاوز الشهرين، ثم نزح عقب حرب صيف 94م إلى سلطنة عمان التي منحته حق اللجوء السياسي ومن ثم الجنسية العمانية،ظهر مؤخراً على شاشات التلفزة وواجهات الصحف بعد غياب دام 15 سنة مطالبا بفك الارتباط الأمر الذي تسبب في فقدانه الجنسية العمانية ، يعيش مابين النمسا وألمانيا وبريطانيا. صالح .. ؟؟؟ يبقي مصير نظام صالح رهينة تسونامى الثورة .. وأمواج المبادرات الإقليمية وعلى الرغم من ذلك يبقى السؤال مجرد سؤال ستجيب عليه الأيام القادمة. السعودية والإخوان طلب الرئيس صالح الدور الخليجي والسعودي خصوصا كانت له أبعاد سياسية أيضا، فصالح يدرك جيدا تأثير المملكة علي تجمع الإصلاح المعارض من جانب وعلى أسرة آل الأحمر من جانب آخر فسارع إلى جر الثورة إلى أزمة وإدراج المشترك وشركائه كطرف رئيسي في الأزمة سيما وان الطرفين يرتبطان بمصالح مع السعودية ومن الصعوبة رفض أي مبادرة تفرضها عليهم الشقيقة الكبرى فهي من احتكرت البعد الدولي للثورة فالولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا يؤيدان مبادرة الخليج التي تم تعديلها نزولا عند رغبة صالح بالبقاء في الحاكم، فالمبادرة لم تعد تشترط تنحي صالح بل منحت صالح حق البقاء كرئيس للجمهورية وراع رسمي لتنفيذ الخطوات التنفيذية للمبادرة التي تعد إجهاضا لثورة الشباب التي لم تعترف بها إلى اليوم ولم يذكر في أربع نسخ معدلة اسم شباب الثورة.

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.