*أمجد خشافة حين تسلك الحكومة اليمنية مشوار الحرب ضد القاعدة بطريق الضربات العشوائية فإنها الطريقة الأسهل في انتفاخ القاعدة وتوسيع دائرة المعركة مع بعض القبائل التي تحسن القاعدة في توظيفها ضد الحكومة تحت مسوغ أن الحكومة اليمنية لم تعد إلا ذنباً لدول أجنبية ودمية بيد أجندة خارجية .. وما تفعله الطائرات التجسسية بدون طيار الأمريكية في اليمن تحت مسمى القاعدة بدءاً من 2002م الذي قتل فيها أبو علي الحارثي وبعض الهجمات في - أبين - وآخرها مقتل الأمين العام للمجلس المحلي في محفظة مأرب - جابر الشبواني - إلا دليل على همجية النظام المستدام، في هذه الظروف تخلق للقاعدة جواً ملائماً ، وتربة خصبة لزرع بذرات جديدة للقاعدة في أراض جديدة كمأرب ، وإن كان معظم القبائل في مأربوشبوةوأبين لاتدين للقاعدة بشيء إلا أن معظم زعماء القاعدة في اليمن ينحدرون منها ، فالرجل الأول للقاعدة أبو على الحارثي من قبائل بلحارث محافظة شبوة وكذلك أبو بصير رئيس التنظيم - في شبه الجزيرة - من محافظة ابين وفهد القصع الرجل الثاني و المطلوب امنيا لدى امريكا. لذلك فإن القاعدة القبلية تحمي من احتمى بظهرها ولو كان على هلاكها فكيف إذا كان من القبيلة نفسها، ما اقدمت عليه الطائرة باستهداف سيارة الشبواني عن طريق الخطأ فإن الحكومة قد خسرت عدة نقاط وسجلت في المقابل القاعدة أهدافاً جديدة: أولا- كان يمثل الشبواني في جولته الوسيط و المفاوض مع بعض خلايا القاعدة، بعد مقتله كسبت القاعدة درعا بأن الدولة تقتل مفاوضيه فكيف تقبل التفاوض مع افرد القاعدة ثانيا- أثارت بعض المصادر أن القاعدة اخترقت الأمن القومي الذي كان قد زود الشبواني بشريحتين ووضعهما في كمين افراد القاعدة وإنها عرفت المخطط وتوقعهم للغارة الجوية التي اودت بحياة ممثل السلطة ومرافقيه فيما اتباعهم المستهدفون نجوا منها.. ثالثا- تخسر الحكومة اليمنية يوماً بعد يوم علاقتها مع القبائل بسبب الهجمات العشوائية التي لاتطيح بالأخير سوى بغير المستهدفين ، وذلك من خلال اتاحة الأجواء للطائرات الأمريكية التي لايتقبلها القبائل على الإطلاق معتبرينها انتهاكاً لسيادتهم وخرقا لمكانتهم القبلية .رابعا- الطريقة التي قتل بها الشبواني أسقطت الدولة في نزاع مع قبائل مأرب الشرسة ، وأثارت -حسب مصادر يمنية- أسئلة عديدة عن مدى تكامل الأجهزة الأمنية وتنسيقها في محاربة القاعدة وعما إن كانت هذه الأجهزة محترفة ، ومن المنتظر أن تكشف عن ملفات القاعدة التي ظلت على تجاذب بين الأمن السياسي والأمن القومي الذي تفضل أمريكا و الدول الغربية التعامل معه باعتباره اقل احترافا من مثيله، وأضاف أيضا: سيظل مقتل جابر الشبواني لغزا محيرا من حيث علاقته كوسيط مع القاعدة وبين تعاونه مع الأمن القومي ،وبالجملة فإن التخطيط الغير مؤسسي للدولة وترك الحبل على الغارب وفتح الأجواء للقوات السرية لضرب بعض المناطق قبلية المتواجد فيها خلايا من تنظيم القاعدة ؛ترجعنا إلى أسطورة وزير استان التي مرغت فيها قبائل باكستان أنف الحكومة في مستنقع الدماء نتيجة للخطة التي انتهجها - أوباما - في تحويل معركة طالبان أفغانستان إلى قبائل وزيراستان ...فهل تستطيع الحكومة ردم الفجوة بينها وبين قبائل مأرب ..؟ أم أن دية الشبواني تقف عند أربع سيارات لمواساة قبيلته.. الراهن سيئ وماتخفي الأيام أشد لقوم يعقلون .