ما برح الناس يطلقون عليها اللواء الأخضر رغم تغيير مفاهيم الألوية حسب التقسيمات الإدارية القديمة إلى محافظات إلا أن اخضرار إب جعل منها قبلة للسائح المحلي إلا أن القطيفة الخضراء التي تبللها السماء بالمطر صيفا وشتاء ابتلعها البنيان، فالمدينة العتيقة التي بنيت على أنقاض مدينة التعكر التاريخية تتسع بالبنيان عرضيا ورأسيا عاماً بعد آخر وبصورة تسابق الزمن إلا أن ذلك الاتساع لا يخلو من عشوائية التخطيط والبناء، فبدلا من الحفاظ على مظهرها الجمالي يتم تشويه المدينة فيتم البناء والتشييد على حساب الخضرة والجمال، حتى توظيف الخصوصية في الاستثمار السياحي لا زال عند أدنى مستوى وخلال السنوات الخمس الماضية تم افتتاح عدة فنادق حديثة البعض منها تقدم خدمات جيدة وأخرى دون ذلك إلا أن مراكز تلك الفنادق تركزت في وسط المدينة، حيث تجد عشرات من تلك الفنادق تحمل أكثر من علامة استفهام من خلال الخدمات التي تقدمها، فهناك فنادق صغيرة يمكن أن يطلق عليها لوكندات تحولت بفعل عشوائية إشراف مكتب السياحة إلى فنادق وأجنحة وشقق مفروشة، أي أن الخدمات التي تدعي تقدميها أكبر من حجم المبني بكثير وهو ما يتناقض مع خصوصية المدينة السياحية التي تتوفر في ضواحيها السياحة البيئية والتاريخية. وتزامنا مع العشوائية التي تكاد تنقض على خصوصية المدينة السياحية التي لم يكن عدد زوارها على قدر التوقعات خلال عطلة العيد الماضي خصوصا الساحة المحلية، إلا أن هناك نمواً إيجابياً للاستثمارات السياحية في المدينة من عدة شركات وطنية أقدمت على بناء فنادق جيدة كذلك الفندق. الذي أنشئ من قبل الشركة العربية للسياحة في منطقة وراف وهو فندق سياحي يقع على قمة وراف وبجانب منزل الشيخ سنان أبو لحوم. وهناك استثمارات سياحية أخرى لا زالت في طور التنفيذ كما أن هناك مستثمرين من أبناء المحافظة ومعظمهم مغتربون في دول الخليج وأمريكا وبريطانيا ويصل عدد المغتربين من المحافظة إلى ما يزيد عن 500 ألف مغترب، 70% منهم في دول الخليج ولهم دور كبير في تسارع وتيرة البناء والإعمار في المحافظة إلا أنهم لا زالوا يواجهون صعوبات في تنفيذ مشاريعهم الاستثمارية بسبب قضايا الأراضي التي احتلت المرتبة الأولى من بين القضايا التي تنظر فيها المحاكم والنيابات في المحافظة ونسبة 70% وكذلك إشكاليات خروج تصاريح البناء من قبل مكتب الأشغال وكذلك تخطيط الشوارع والأحياء الجديدة، فبدلا أن يقوم الأشغال والتخطيط بإنزال الخطط للأحياء التي يزحف العمران نحوها لتحدد شوارع إب الجديدة يتم عرقلتها مما يدفع بأصحاب الأراضي إلى بيعها والآخرين إلى البناء دون تخطيط، فإبالمدينة الوحيدة التي تخلو من الحدائق العامة والمنتزهات باستثناء جبل ربي وحديقة مشورة وحديقة الحدي التي حجزها الحمدي وكاد المتنفذون في المحافظة أن يتقاسموها. وفي الاتجاه العشوائي الذي أصبح مشهداً يومياً لا يؤرق أحدا من مسئولي المحافظة كما يبدو بما فيهم المحافظ ومكتب الأشغال العامة والطرقات تلاحظ وأنت تجول في شوارع المدينة الجديدة آلاف الحفر والحديث عن الحفر في الشوارع يماثله مئات المطبات الترابية في الشوارع القريبة ومخارج المحافظة. عند دخولي إلى المدينة وإلى شارع المحافظة مصطحباً العم محمد بسيارته نظر إلي وقال بما أنك صحفي يجب أن تبلغ ما تعانيه شوارع إب الجديدة التي أنفق عليها المليارات قبل عدة سنوات فقط.. وقبل أن يمر من حفرة تملؤها المياه قال لي: بما أن هذه الحفرة أمام المحافظة فهل تعتقد أن المحافظ يمر من هنا؟ أم أن لديه عاكساً لا يرى الشارع وسيارته فارهة تهضم الحفر والمطبات ولا يعلم بها. ثم تابع قائلا: يبرر ارتفاع معدلات الحفر في شوارع إب بالأمطار التي يمن الله بها على هذه المدينة ولكن لماذا لم تتضرر طريق العدين إب 20 كيلومتر التي نفذها الهنود أم أن أحفاد غاندي أكثر إخلاصا وأمانة من أحفاد تبع وبينما كان يغير حديثه قليلا كانت الحفر تعيده إلى التخطيط والعشوائية ويتابع الحديث عن الحفر متسائلا هل مدير عام الأشغال في هذه المحافظة يمر منها أيضا؟ ثم يكرر سؤاله هل أعضاء المجالس المحلية يمرون من هنا؟ وبعد خروجه من خنادق الشوارع توقف قليلا وقال: نعم يمرون من هنا كل يوم ولكن من يقرأ خطك والمسئول لا يستشعر مسئوليته ولا يحاسب على التقصير ومخرب غلب ألف عمار. الحفرة الخارقة وقبل أن نفرغ من حديثنا عن الحفر وأسبابها وأضرارها سألني العم قاسم قائلا هل أتاك حديث الحفرة الخارقة؟ فقلت له تقصد الحفرة المترامية الأطراف التي تبدو بحيرة مصغرة بجانب مكتب الجوازات على خط ميتم فرد ضاحكا: تلك حفرة مارقة، فهي منذ سنوات أصبحت يافطة للابتزاز، حيث يتم جمع الأموال تحت مبرر تحسين مدينة كل شهر في العدين منذ سنوات لإصلاحها ولكنها مارقة كما يبدو لم يصلها الإصلاح حتى الآن.