أيام قليلة وتدشن محافظة إب الأسبوع السياحي في موسمه السادس، وهو تظاهرة سنوية اعتاد المجلس المحلي على تنظيمها بهدف الترويج للسياحة في محافظة إب وإبراز معالمها السياحية أمام السياح العرب والأجانب وتشجيع السياحة الداخلية..السؤال الذي يطرح نفسه بعد كل موسم سياحي ومهرجان سياحي: هل يتم تقييم نتائج هذه المهرجانات ومدى تحقيقها لنتائج ايجابية، وهل يتم وضع الحلول والمعالجات بصورة مستمرة حتى نرتقي بالعمل السياحي؟ لا أخفيكم سراً أنني أرى أن هذه المهرجانات وبالصورة التي تتم هي صورة من صور العبث الذي يستهدف استنزاف الأموال وإهدارها بأعمال لا تخدم السياحة وإنما تخدم الفساد الذي يبتكر يومياً مشاريع ومهرجانات وهمية يتم تفصيلها لإهدار الميزانيات المرصودة لها. المميزات السياحية التي تمتاز بها محافظة إب - وليس مدينة إب وحدها - تغري كل المخلصين للعمل الجاد والمنتج في تحويل المحافظة إلى عاصمة سياحية ترفد خزانة الدولة بمليارات الدولارات وليس ملايين الدولارات، السياحة أصبحت صناعة والباحثون عن السياحة الصيفية في المناطق الخضراء يتزايدون كل عام. ودول مثل تونس ولبنان تعتمد في دخلها القومي على السياحة كمصدر أساسي.. وبعيداً عن سياحة الشواطئ فإن السياحة إلى المناطق الخضراء في تونس ولبنان وغيرها تجذب ملايين السياح ومن مختلف الجنسيات. التطور العمراني يزحف على المساحات الخضراء وتلتهم جمالها الكتل الخرسانية وتتحول المدينة إلى كتلة خرسانية مثلها مثل بقية المدن التي تفتقر للخضرة والجمال. البناء العشوائي يأتي على حساب التخطيط الحضري الذي يمكن له ترك مساحات خضراء تضفي على المدينة جمالاً رغم أن «صلبة السيدة» التهمها التخطيط الرسمي فتم بناء استاد إب والجامعة على تلك المساحات التي كانت غاية في الجمال. الزائر لمدينة إب لا يشعر أن هناك تحسناً في الخدمات التي تقدم للسياح؛ فمنطقة مشورة على الرغم مما تمثله من أهمية كموقع سياحي مُطل على العدين ومنه تشاهد كل المساحات والمناطق الزراعية إلا أن الخدمات فيها لم تتقدم بالصورة المأمولة، لها مبنى من دورين مغلق يأتي كبار المسؤولين في المساء «للتخزين في الدور الثاني» أما حديقة الألعاب وما سمي شاليهات وتم افتتاحها يوم الجمعة «الماضي» من قبل المحافظ لا تعدو «أن تكون» غرفاً عادية لا ترتقي إلى مستوى الاسم الذي أطلق عليه، والحديقة لا تتوفر فيها إلاَّ الألعاب البسيطة ويبقى الطريق الذي كان قد تم تنفيذه ثم توقف لأسباب تتعلق بالانهيارات التي أحدثتها عملية الشق فإنها أكثر غرابة أن تدفن مئات الملايين من الريالات في مشاريع غير مدروسة مثله مثل الخط الدائري الذي تم تنفيذه في احتفالات العيد ال71 للوحدة وتم إغلاقه لأسباب عدة أهمها رداءة التنفيد ولأنه غير ذي جدوى اقتصادياً... ألم يكن أمام جهابذة المحافظة دراسات للمشاريع التي تستحق الأولوية في التنفيذ بدلاً من إهدار أكثر من مليار ريال ما بين تعويضات وتنفيذ؟! ومن ثم يغلق هذا المشروع ويوقف آخر. المتنزه السياحي في «جبل ربي» لم تطله يد التحسينات بل إن الطريق المؤدية إليه أصبحت متهالكة وتبحث عن لمسة تعيد الطريق إلى وضعها السابق ويمكن رصفها بالحجارة بدلاً من الإسفلت أو الأسمنت حتى تزيد سنوات خدمتها ويتحسن جمالها، ويمكن إقامة مشاريع مميزة في هذا الجبل الذي يطل على وادي السحول كإقامة «ترافليك» بين جبل بعدان وهذا الجبل أو من الجبل إلى وادي السحول. مناظر الجمال والطبيعة الساحرة تمتد على كل مناطق هذه المحافظة لكن الأفكار القبيحة والأعمال الفاسدة تقبح كل جميل، ومنطقة «وراف» يمكنها أن تلعب دوراً سياحياً بارزاً لما تتمتع به من مقومات سياحية غير عادية ويمكنها أن تكون بوابة سياحية لمناطق أخرى «الربادي» و«الثوابي» ومنها جبل نامة الذي يطل على مناطق عديدة ومنه تشاهد مدينة تعز وجبل صبر إلاَّ أن الطريق التي تم البدء في تنفيذها من إب عبر «وراف الربادي الثوابي ذي السفال القاعدة» قبل 8 سنوات والأمين العام للمجلس المحلي للمحافظة ابن هذه المنطقة ويعلم يقيناً حجم العبث بهذا المشروع وأسباب تعثره وهو ما يعطل أي تنمية سياحية في هذه المناطق وإبرازها كمعالم سياحية مميزة، بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية لهذا المشروع لأبناء «الثوابي» المنطقة الزراعية التي تغطي أسواق الجملة بتعز وعدن يومياً بالخضروات الطازجة. أتمنى على المجلس المحلي أن يوقف مهرجانات العبث ويحول الميزانيات المرصودة لها لإقامة مشاريع سياحية منتجة وأن ترى طريق وراف - ذي السفال - النور وبصورة صحيحة لأن الإسفلت الذي تم تنفيذه في بداية الطريق من وراف قد تآكل وانتهى والمقاول لم يستكمل بعد الطريق!!