فيما من المقرر أن يمثل اليوم الأربعاء وزيرا الداخلية والدفاع أمام البرلمان للإيضاح حول تصاعد الاغتيالات والاختلالات الأمنية وشحن الأسلحة المهربة بعد اعتذارهم السبت الماضي بغرض تقديم تقرير مفصل عن نتائج التحقيقات في عمليات التفجير والاغتيالات وشحنات الأسلحة غير المرخصة. لم يعد من دور للسلطات اليمنية في مهمة الحرب على القاعدة سوى تقديمها الدعم اللوجيستي وتسخير المقرات الأمنية وبالذات جهاز الأمن القومي لخدمة المحققين الإمريكيين لضرب عناصر القاعدة، حيث شهد الأسبوعان الماضيان نشاطا مكثفا للطائرات الإمريكية في أكثر من منطقة. وفيما لم تعد تعلن القاعدة عن قيامها بعمليات اغتيال ضد قيادات أمنية فقد اعلنت السلطات اليمنية عن مقتل أحد الضباط العاملين في جهاز الأمن السياسي في مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت بعدما أطلق مسلحون مجهولون النار عليه، يُعتقد أنهم ينتمون إلى تنظيم القاعدة، مسلحان اثنان، كانا يستقلان دراجة نارية، أطلقا النار على ضابط المخابرات، مطيع باقطيان، في وقت مبكر من صباح السبت، قبل أن يلوذا بالفرار، من على متن دراجة نارية أيضًا، وفرّا إلى جهة غير معلومة كما عثر على الرائد عبده العودي نائب مدير أمن مديرية القطن على قارعة الطريق في حي جثمة جنوب مديرية سيئون وعليه أثار تعذيب شديدة قبل أن تطلق عليه أربعة أعيرة نارية. كما تم اغتيال العميد فضل الردفاني مستشار وزير الدفاع على بعد أمتار من بوابة وزارة الدفاع وسط العاصمة صنعاء بعد خروجه منها ظهر الثلاثاء. وفي حادث منفصل أُغتيل العقيد سمير الغرباني في منطقة دار سلم جنوبي العاصمة صنعاء. بواسطة مسلحين مجهولين وملثمين على متن دراجات نارية نفذوا عمليتا الاغتيال وبالاسلوب ذاته مع فارق زمني بينهما قرابة الساعة. وكانت احصائية أمنية نشرتها وزارة الداخلية اليمنية ذكرت أن أكثر من سبعين ضابطا ومسؤولا أمنيا تم اغتيالهم في صنعاء وعدة مدن يمنية منذ بداية العام الجاري. إلى ذلك ألقت أجهزة الأمن اليمنية القبض على خمسة أشخاص يشتبه بانتمائهم إلى القاعدة. وأوضح مصدر في مديرية سنحان بمحافظة صنعاء، في تصريح لموقع وزارة الدفاع اليمنية «26 سبتمبر نت»، أن رجال الأمن ضبطوا سيارة بدون لوحة معدنية وعلى متنها خمسة أشخاص يشتبه بانتمائهم لتنظيم إرهابي.. وبيّن المصدر أنه جرى العثور بحوزة المتهمين على أربعة رشاشات معدلة وقطعة (آر بي جي) مع ثلاث قذائف، إضافة إلى 1700 طلقة رصاص كلاشينكوف، مفيدًا أن الأجهزة الأمنية باشرت إجراءات التحقيق مع المتهمين تمهيدًا لإحالتهم إلى النيابة العامة. وكانت كشفت وزارة الداخلية اليمنية عن أسماء سبعة قتلى لتنظيم القاعدة في غارتين جويتين لطائرات أمريكية بدون طيار استهدفتهم في محافظتي البيضاءوحضرموت. وقال موقع الوزارة على الانترنت إن اثنين من عناصر تنظيم القاعدة قُتلا في ضربة جوية استهدفتهما في منطقة الصبول بمديرية "ولد ربيع" في رداع ، وهما: عبدالرؤوف نصيب الملقب "أبو عزان"، وعبدالله عباد الوايلي الملقب "أبو الوليد" من محافظة مأرب. فيما قتل خمسة من أعضاء التنظيم في ضربة جوية مماثلة لطائرة بدون طيار اميركية بمنطقة "سيال سمعون" بمديرية الشحر محافظة حضرموت وهم : صالح كرامة باعباد ، وهاني سالم بن عريفون، وعبدالله أبو بكر باوزير، بالإضافة إلى شخصين آخرين ، ما زالت إجراءات التعرف على هوياتهما مستمرة. وكان أفاد تقرير أن حوالى 182 مشتبهاً من تنظيم القاعدة و15 مدنيا لقوا مصرعهم، وأصيب العشرات من التنظيم ومن المدنيين في 30 غارة لطائرة امريكية بدون طيار منذ مطلع العام الجاري على مناطق متعددة من اليمن. وحسب الاحصائيات الصحفية التي قدمتها وكالة انباء ((شينخوا)) فإن الطائرات الامريكية بدون طيار نفذت منذ مطلع العام الجاري 30 غارة جوية على مناطق مختلفة من اليمن ، اسفرت تلك الغارات عن مقتل 182 "ارهابيا" وإصابة اخرين من تنظيم القاعدة بينهم عناصر وقيادات تحمل جنسيات اجنبية. وسجل مطلع شهر يناير العام الجاري مقتل 19 من تنظيم القاعدة اثر قصف طائرة امريكية موكباً للتنظيم في مديرية لودر بأبين، ومنتصف فبراير الماضي لقي 3 ارهابيين مصرعهم بغارة امريكية في محافظة أبين اليمنية. وفي ابريل لقي 15 من تنظيم القاعدة مصرعهم اثر غارتين امريكيتين على مناطق في الشرق اليمني. كما اسفرت ضربتان جويتان عن مقتل 26 من تنظيم القاعدة خلال مارس الماضي في كل من شبوةوأبين .. كما سقط ثلاثة مدنيين من ابناء مدينة جعار نتيجة غارة امريكية في 12 من الشهر ذاته. وخلال شهر مايو نفذت الطائرات الامريكية خمس ضربات جوية اسفرت عن مقتل 36 ارهابياً، بينهم قيادات وأجانب من تنظيم القاعدة توزعت على عدد من المناطق الشرقية والجنوبية اليمنية . كما لقي 32 من تنظيم القاعدة مصرعهم إثر اربع غارات جوية امريكية في يونيو الماضي ، استهدفت تلك الغارات مواقع لتنظيم القاعدة في منطقة عزان محافظة شبوة شرق اليمن. وفي يوليو لقي 13 من تنظيم القاعدة مصرعهم، بينهم باكستاني يعمل خبير متفجرات في ضربة استهدفتهم في منطقة مودية بأبينجنوب البلاد. وسجلت ثلاث ضربات جوية امريكية خلال اغسطس، في مناطق واقعة الى الشرق والجنوب اليمني اسفرت عن مصرع 8 ارهابيين بينهم قيادات وجرح آخرون . وفي سبتمبر، نفذت الطائرات الامريكية غارتين جويتين في كل من ابينوحضرموت اسفرت عن مصرع 9 ارهابيين، بينهم السعودي سعيد الشهري الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في اليمن. وأكدت وزارة الدفاع اليمنية حينها مقتل الشهري، إلا ان تنظيم القاعدة الارهابي النشط في اليمن نفى مقتل الشهري، وظهر الشهري في تسجيل مصور. ومطلع الشهر ذاته (سبتمبر) قتل 12 مدنيا وأصيب اخرون بينهم نساء وأطفال في قصف لطائرة بدون طيار أمريكية في محافظة البيضاء (276 كم) جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء. وفي اكتوبر ، نفذت الطائرات الامريكية دون طيار اربع غارات جوية في كل من صعدة ومأربوأبينوشبوة اسفرت عن مصرع 18 عنصرا من تنظيم القاعدة، بينهم القيادي البارز في التنظيم نادر الشدادي. وسجل في شهر نوفمبر الماضي غارة جوية اودت بحياة ثلاثة ارهابيين، بينهم القيادي في التنظيم عدنان القاضي في منطقة سنحان (15 كم شرق صنعاء). وفيما تقابل مثل هذه الغارات الجوية في العادة باستياء شعبي بسبب جعل اليمن وكأنها تبدو تحت الاحتلال الأمريكي وكذا برفض من قبل ناشطين حقوقيين داخل امريكا وداخل اليمن. قال المحامي اليمني عبدالرحمن برمان ، ان جميع الغارات الامريكية على الاراضي اليمنية خارج اطار القانون، وإنها تسببت في قتل مدنيين وبثت الرعب في حياة النساء والأطفال ، الامر الذي زاد من تعاطف الناس مع التنظيم. وأوضح برمان - في تصريح لوكالة انباء ((شينخوا)) - ان الطائرات الامريكية بدون طيار تقوم بعمليات قتل خارج القانون، وان الكثير ممن قتل لم يتم استدعاؤهم من قبل الجهات القضائية والأمنية. وأضاف: "هناك عدد ممن يقال إنهم من القاعدة قتلتهم الطائرات الامريكية كان بالإمكان ان يستجيبوا لأية دعوة قضائية او امنية توجه لهم من الجهات الحكومية اليمنية"، وتابع: "كان بالإمكان تفادي عملية القتل خارج القانون للكثير منهم ، ويقدمون للمحاكمة". وانتقد المحامي اليمني الضربات الامريكية التي استهدفت كذلك مدنيين غير مسلحين في عدد من المناطق اليمنية، مشيرا الى ان " العالم اجمع لاحظ عدد القتلى والجرحى من المدنيين ، والأدهى من ذلك حالة الرعب لدى الاطفال والنساء والرجال بسبب تحليق الطائرات الامريكية بدون طيار فوق قراهم باستمرار". وأكد المحامي اليمني برمان، ان الطائرات بدون طيار الامريكية خدمت تنظيم القاعدة كثيرا في اليمن، وان سقوط القتلى من المدنيين كسب تعاطفاً كبيراً مع التنظيم". واشار إلى ان التعاطف مع التنظيم الارهابي بسبب الغارات الجوية زادت من عدد افراد التنظيم ، مشيرا بقوله :"تنظيم القاعدة قبل 3 سنوات كان افرادها قليلاً جدا في اليمن، الآن زاد بشكل كبير، حتى ان الناس غير المتدينين يشاركون القاعدة فكرها وكرهها لأمريكا والغرب". وفيما يبدو محاولة من القاعدة من بث الذعر لدى السفارة الأمريكية، التي تعتبر دولتها المسؤولة عن قتل عناصرها، فقد عرض القاعدة مكافأة ثلاثة كيلوغرامات من الذهب لمن يغتال السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرشتاين، وجاء في تسجيل صوتي بُث الأحد في مواقع جهادية نقلاً عن مؤسسة الملاحم (الذراع الإعلامية للتنظيم) أن هذا العرض سار لمدة ستة شهر. وتبلغ قيمة الذهب المعروض مكافأة 160 ألف دولار أميركي, كما عرض التنظيم خمسة ملايين ريال يمني (23 ألف دولار تقريبا) لكل من يقتل جنديا أميركيا في اليمن. وفي مقابل ذلك أعلنت وزارة الدفاع اليمنية، عن "مكافآت مميزة" لمن يعتقل إرهابيا أو مخربا أو "يضبط عملية تهريب" شحنات أسلحة إلى داخل البلاد. وقال وزير الدفاع، اللواء الركن محمد ناصر أحمد، في ختام المؤتمر السابع لقادة فروع الشرطة العسكرية الذي بدأ السبت في صنعاء، إن وزارته "اعتمدت جوائز ومكافآت مميزة لمن يقوم بضبط أية عملية تهريب أو القبض على من يقومون بأعمال التخريب والتهريب والإرهاب"، داعيا كافة أفراد القوات المسلحة إلى "اليقظة" الأمنية لإفشال ما وصفها ب"مخططات الأعداء". إلى ذلك وفيما يعد احتجاجا على توالي الضربات الجوية عقد السبت الماضي لقاء موسع ضم السلطة المحلية بمديرية الشحر ومشائخ وأعيان وعقال حارات وشخصيات اجتماعية في بيت المدير العام لمديرية الشحر حسين محمد باداهية العمودي بغرض مناقشة الأوضاع الأخيرة والتطورات التي شهدتها مدينة الشحر مؤخرا من قصف جوي لطائرات بدون طيار أدت إلى مقتل الكثيرين وما سببته هذه الضربات من هلع وخوف بين أوساط المواطنين الآمنين وما ترتب عليه من انتهاكات واضحة لحرمة سيادة اليمن . حيث عبر عن استنكار السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة لهذه الضربات الجوية التي أرهبت مدينة الشحر خاصة وحضرموت عامة وجعلتها مسرحا للصراع وهو نفس ما أكدت عليه كلمات المشائخ والأعيان وعقال الحارات. حيث تم الاتفاق على تكوين لجنة متابعة برئاسة فؤاد عبيد واكد، يتم من خلال هذه اللجنة التواصل مع السلطات العليا في الجمهورية وفي المحافظة ومع مدراء الأمن السياسي والأمن القومي والجهات المعنية لإنهاء هذا الصراع الذي جعل من مدينة الشحر مسرحا لذلك، وكذا إصدار بيان استنكاري لهذه الغارات التي أرهبت المواطنين الآمنين وأدت إلى مقتل 7 أشخاص. وصدر عن اللقاء بيان استنكاري دان وبشدة الضربات على مدينة الشحر، كما أقرت اللجنة اللقاء بمحافظ محافظة حضرموت للتشاور ووضع الحلول المناسبة لإنهاء هذه الأزمة، التي جعلت مدينة الشحر مسرحا لأعمال العنف وتلخص البيان بنقاط ثلاث عبرت عن: - إدانة واستنكار ورفض للغارات الجوية على مديرية الشحر، وكذا إدانة الاغتيالات التي طالت عدداً من العسكريين. - مطالبة الحكومة تحمل مسئوليتها في المنع التام لهذه الغارات التي أدت إلى مقتل الكثيرين والمحافظة على سلامة المواطنين وخاصة في عمليات الاغتيالات . - مناشدة المواطنين بتقديم المساعدة للجهات الأمنية عن طريق الإبلاغ أو الإدلاء بمعلومات تفيد الصالح العام. وفي ذات الاتجاه في ماله علاقة بتفعيل محاكمة عناصر القاعدة، قررت المحكمة الجزائية المتخصصة بالعاصمة صنعاء في جلستين لها برئاسة القاضيين هلال محفل ومحمد البرغشي حجز قضية شمسان الجرادي أحد أخطر عناصر تنظيم القاعدة إلى الأحد المقبل للحكم . كما قررت المحكمة حجز قضية أخرى، متهم فيها 10من القاعدة إلى الأحد المقبل للحكم، وهم محمد عبدالله علي معوضة وبلال الحبابي، ونوفل مصلح وصدام حسين المنادي ومحمد أحمد الخضمي، وعبدالوهاب حسين الجبري وأحمد ناصر، وأكرم حسين وفؤاد يحيى الشاوش ووهيب صالح الشبوت. كانت النيابة الجزائية قد وجهت للمتهمين ال11 تهمة تشكيل عصابة مسلحة لتنظيم القاعدة لمهاجمة المنشآت الحيوية والمعسكرات والسفارات الأجنبية واستهداف قيادات عسكرية وأمنية.
