سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
السلاطين يعاودون الظهور استغلالاً لفراغ تتركه السلطة جنوباً الرئيس ينجح تكتيكيا في إرباك الحراك مع بقاء موقف الفعاليات على حاله الرافض للمشاركة في الحوار
تمكن الرئيس عبدربه هادي من إرباك الصف الجنوبي المطالب بالانفصال على الأقل خلال الفترة التي تواجد فيها في الجنوب مما أعطى انطباعات عن نجاح نسبي في التهدئة، وبالذات في محافظة عدن، بالإضافة إلى خلق تباين في مواقف قادة الحراك ومكوناته، وظهر ذلك من خلال البيانات المتناقضة من مسألة الدعوة للاستمرار في العصيان المدني بين معلق له -بحسب بيان صادر عن مكونات الحراك الجنوبي السلمي للتحرير والاستقلال- الخميس الماضي 28 فبراير، والذي يضم ثمانية مكونات رئيسة، قال إنه وبعد أن تدارست المكونات الوضع القائم أقرت تعليق العصيان المدني ابتداءً من السبت 2 مارس 2013م، وذلك حتى إشعار آخر وندعو الجماهير للعمل بجد وتفان حول الموقف السياسي والإعلامي والشعبي لحشد الجماهير لإيضاح وجهة نظر شعب الجنوب في عدم المشاركة بما يسمى الحوار الوطني الشامل المزمع عقده في صنعاء في 18 مارس 2013م. وبين مستأنف له -بحسب بيان صدر عمن قالوا إنهم شباب العاصمة السياسية عدن- دعوا فيه أبناء المحافظات الجنوبية إلى استئناف العصيان المدني ابتداء من السبت الماضي، الثاني من مارس، وبحيث يستمر كل سبت وأربعاء من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية عشر ظهراً، بسبب ماقالوا إنه يأتي لعدم استجابة السلطة لمطالب الشارع في محاكمة القتلة والمجرمين الذين أعطوا أوامر القتل وارتكاب المجازر في حق الجنوبيين العزل, وأيضا إطلاق سراح كافة معتقليناالجنوبيين في سجون الاحتلال ورفع المظاهر العسكرية والمسلحة من المدن الجنوبية رغم تعليق العصيان المدني 78 ساعة، والذي زادت فيها السلطة من أوامر القتل واقتحامات المدن والاعتقالات التي كان آخرها اعتقال الناشطين الشباب في العاصمة عدن. تبايُن المواقف أربك الشارع الجنوبيوالعدني تحديدا مما أثر على نجاح الإضراب، والذي حاول حراكيون تنفيذه بالقوة وبالذات في المنصورةبعدن وأدى إلى قتل وجرح عدد من الحراكيين بعد أن تدخلت قوات الأمن لفك الشارع الرئيس في المنصورة. الإعلان عن لقاء الرئيس بالحراك دون ذكر من حضر زاد أيضاً من حالة الإرباك رغم عدم حضور أيٍّ من القيادات الفاعلة وبعيدا عن محمد علي أحمد -المحسوب أصلاً على هادي- والذي غادر إلى لندن دون إعلان مسبق بناءً على تكليف من هادي- بحسب معلومات حصلت عليها الصحيفة- فقد قلل القيادي في الحراك الجنوبي حسين بن شعيب - رئيس الهيئة الشرعية الجنوبية- من أهمية وأبعاد لقائه مع أعضاء في الحراك بالرئيس عبدربه هادي، الذي قال: "دُعينا للقاء بهادي ولم نكن نعرف هدف اللقاء، وكان الحضور قليلاً لا يتجاوز عددهم الخمسة عشر شخصاً.. مشيراً في تصريح لموقع "عدن الغد" إلى أن بقية المكونات الفاعلة في الساحة مثل المجلس الاعلى للحراك الجنوبي والمجلس الوطني وحركة تاج والحركة الشبابية لم تحضر اللقاء وكانت الدعوة لأشخاص وليس لمكونات، ولقاؤنا به تم وفق ذلك. وإذ لم يرشح اللقاء عن أية حلحلة أو تراجع في مواقف من حضروا اللقاء، فقد انتهى إلى التأكيد على مسألة النضال السلمي ورفع المظاهر المسلحة من عدن والإفراج عن المعتقلين السياسيين وتكفل الدولة بمعالجة الجرحى وتعويض أسر الشهداء، وهو ما وعد به الرئيس، بحسب ماقاله رئيس حركة النهضة الجنوبية الشيخ عبدالرب السلامي، وهو أحد المشاركين في اللقاء. وعلى غير ماقاله الإعلام الرسمي ممثلا بوكالة "سبأ" للأنباء من أن المشاركين في اللقاءات عبّروا عن استعدادهم للمشاركة في الحوار بنسبة كبيرة فإن بن شعيب أكد على طلب مهلة للنقاش وحضور الحوار على أساس شمال وجنوب بشكل متكافئ وكانت "سبأ" قالت في خبر سابق من أن عدداً من الفعاليات الحراكية عبرت عن رفضها القاطع للفوضى والبلطجة والتغرير وقطع الطريق.. مؤكدين أنهم مع الحوار باعتبار الحوار وحده كفيلاً بحل كل الخلافات والتباينات وصولا إلى بناء مستقبل مأمون للبلد والتوجيه بتقييد مواساة سخية لأسر الضحايا الذين سقطوا جراء التداعيات الأخيرة في عدن يوم 11 فبراير واعتبارهم شهداء من شهداء الوطن وكذلك المصابون، بالإضافة إلى وعود بمعالجة جميع الذين تضرروا في وظائفهم ومعاشاتهم ومستحقاتهم خلال الفترة الماضية منذ العام 1994 م من خلال معالجات عملية تقوم بها وزارات الدفاع والداخلية والخدمة المدنية لجميع الموظفين والذين لم يستفيدوا من استراتيجية الاجور حتى ولو كان قد بلغ أحد الأجلين. لا يمكن الحديث عن نجاح استراتيجي حققه هادي على مستوى إقناع الجنوبيين بالحوار إذا ما استثنينا تهدئة مؤقتة لا تقوم على أرضية صلبة تحمل طابع الإجماع أو حتى موافقة من قبل القوى الفاعلة في الحراك، وهو ما عبرت عنه فعاليات جنوبية ما زالت تدعو للتصعيد. وكانت عقدت رئاسة المجلس الاعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب اجتماعاً استثنائيا برئاسة الدكتور صالح يحيى سعيد، القائم بأعمال رئيس المجلس، يوم السبت الموافق 2 مارس في العاصمة عدن، بغرض الوقوف أمام التطورات والأحداث المتسارعة، التي تجري على ارض الجنوب، وصدر عن الاجتماع بياناً حمّل ما وصفه بالاحتلال اليمني وعناصر الإصلاح، مسئولية كافة النتائج المترتبة عن ذلك. وجدد المجلس رفضه للحوار المزمع عقده في صنعاء.. مشيرا إلى أن الحوار لا يمكن أن يكون إلا بين طرفين (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية من جهة والجمهورية العربية اليمنية من جهة أخرى). وأشار البيان إلى أن المجلس اتخذ عدداً من القرارات ذات الأهمية، وذلك بالاتفاق مع مكونات التحرير والاستقلال الأخرى، أهمها: - تشكيل لجنة للتصعيد الثوري من مهمتها وضع آلية لتنظيم وتنفيذ العصيان المدني بالتنسيق مع كافة المكونات والشخصيات الوطنية، محذرين من أن أي شخص أو جهة تمارس العصيان منفردة بأنها سوف تتحمل المسئولية كاملة. وطالب الاجتماع قناة "عدن لايف" المنبر الثوري الجنوبي الحر عدم النشر لأية شخصية أو جهة دون التأكد من موافقة جميع قوى التحرير والاستقلال لما يترتب على ذلك من سلبيات في سير العمل النضالي. - إنزال وثيقة أسس ومبادئ الحوار الجنوبي (قوى التحرير والاستقلال) للمديريات والمحافظات لمناقشتها مع المكونات التي لم توقع عليه. - الإعداد للفعاليات المركزية والفرعية. - التأكيد في الإسراع لإعداد لجنة تحضيرية لتشكيل وإعلان الجبهة الوطنية لتحرير الجنوب الموقعة على وثيقة الأسس والمبادئ لقوى التحرير والاستقلال. المؤتمر الجنوبي دعوة لتحقيق دولي وعلى ذات الاتجاه كان لافتاً صدور بيان قوي عن المؤتمر الوطني لشعب الجنوب عقب اجتماعه الاستثنائي برئاسة أحمد فريد بن صريمة الذي استمر ثلاثة أيام من 26 إلى 28 والذي بدا متماهياً بالتصعيد مع القوى الأخرى، حيث وصف السلطة بالمحتلة، وهو مؤشر عن فشل المؤتمر في اتخاذ موقف مغاير عن بقية القوى الانفصالية بالإضافة إلى عدم القدرة على إقناع الجنوبيين بالدخول في الحوار، وإن تحت سقف تبني الانفصال. ودان البيان ما قال إنها عمليات القتل وأعمال القمع التي قامت بها سلطات الاحتلال وما رافقها من اعتقالات وإثارة الرعب والترويع وزرع الفتن بين أبناء الجنوب على امتداد الساحة الجنوبية كلها وبث ثقافة الكراهية بينهم بصفة خاصة وبين الجنوبيين وإخوانهم في الشمال بصفة عامة وتحويل الجنوب إلى ساحة حرب بين الأطراف المتصارعة في صنعاء . وطالب السلطات المسئولة للقيام بإجراء تحقيق فوري مستقل من قبل لجنة دولية محايدة. وإذ دان المؤتمر الوطني العنف بكافة أنواعه وأشكاله مؤكداً على النضال مع مكونات الحراك السلمي الجنوبي والقوى الخيرة في الساحة الجنوبية من أجل الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية فقد لفت إلى أهمية تعزيز الوحدة الوطنية الجنوبية والحفاظ على السلم الاجتماعي. وكلف المؤتمر الأخ احمد بن فريد الصريمة رئيس هيئة رئاسة المؤتمر الوطني لشعب الجنوب بحمل الرسالة الصادرة عن المؤتمر حول الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية الجنوبية بكافة محافظتها إلى فخامة الأخ عبدربه منصور هادي. السلاطين قوة طامحة للحكم وفي موازاة ما يعتبره طامحون للحكم في الجنوب فرصة سانحة لإثبات تواجدهم، يعاود سلاطين الجنوب السابقون محاولة تحضير أنفسهم في هذه المرحلة الملتبسة بحثا عن موطئ قدم، وبعد أن كان وصل سلطان المهرة عبدالله بن عيسى بن عفرار - نجل آخر سلطان في المهرة-. اعتبر السلطان غالب بن عوض القعيطي -في بيان من مقر إقامته في العاصمة البريطانية "لندن": أن ما تعرض له شعب الجنوب مند 21 فبراير المنصرم حتى اليوم يأتي ضمن مسلسل الغش للضمير العالمي، مضيفا أن ما يرتكب في حق الشعب الجنوبي يوميا أبشع المجازر وليس له جرم سوى أنه يطالب بتحقيق مصيره كسائر الشعوب، مؤكداً أن شعب الجنوب سيُفشل كل حوار ما لم يكن حوارا لوضع ترتيبات الفصل بين الدولتين، ولن يجدي استقطاب بعض الشخصيات الجنوبية للحوار الذين هم -للأسف- أصحاب مصالح شخصية وحزبية ولا يحظون بقبول لدى شعبنا.. إنهم لا يمثلون شعبنا في الحوار اليمني. وعلى ذات السياق أصدر السلطان عبدالله بن محسن الكثيري بياناً قال فيه: إن الأحداث الدامية التي جرت منذ يومي الأربعاء والخميس 20و21/فبراير/2013م وحتى يومنا هذا لشعبنا في حضرموت ولشبابه المتظاهرين سلميا، وما تعرضت له الممتلكات الخاصة والعامة من اعتداء وتعدٍّ لتبعث في نفس كل غيور على وطنه الحضرمي القلق والأسى والحزن. وإننا إذ ندين أي سلوك متوحش وهمجي ضد المدنيين العزّل وضد الأبرياء من أبناء حضرموت وكل ساكن على ثراها من المسالمين الأمنيين القادمين من خارجها، والذي يعتبر انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وجريمة بشعة من جرائم الإبادة. وأوضح أن الذي قام بإحياء فعالية الذكرى الاولى لتنصيب الرئيس اليمني هادي منصور تعمد أن تكون هذه الفعالية استفزازية، واستطاع أن يجعل برميل البارود جاهزا للاشتعال، وهو التصرف الذي مكّن القيادات المتطرفة في قوى الحراك اليمني الجنوبي، المدعومة من إيران بالتقاط الفرصة الذهبية ببث عملائها من فرق الموت ومليشيات القتل والسحل والتخريب في أوساط الجماهير الغاضبة، وسمحت للقيادات الحراكية في الداخل بتوجيه الحركة السلمية الحضارية الى حركة عنف وإرهاب منظم ومسلح ضد الأفراد والممتلكات العامة والخاصة بإعطاء تلك الفرق والمليشيات غطاء حراكياً وثورياً. ودان السلطان الكثيري سلوك الاصلاحيين الحضارم وفي الجنوب اليمني للاستقواء باليمنيين ضد إخوانهم الحضارم والجنوبيين، لأن هذا السلوك يعمل على تشويه الحقائق وتضليل الرأي العام الإقليمي والعالمي في مسألة تحديد خيارات شعب حضرموت التّواق للتحرير والاستقلال، ويزيد الشحناء والبغضاء بين الاشقاء والإخوة الجيران في منطقة اليمن وجنوبهوحضرموت. كما دعا ممثلو حضرموت من المكونات السياسية والحراكية والثورية الشبابية والمدنية والزعامات السياسية والقبلية والعلماء والأكاديميين ورجال الأعمال والشخصيات الاجتماعية المؤثرة وغيرهم دون إقصاء لأحد والمؤمنة بالتحرير وتقرير المصير، التداعي السريع لوقف هذه الانتهاكات الوحشية والفوضى, ضد شعبنا المسالم في حضرموت، والذي تم ذبح شبابه بدم بارد، وسالت دماؤه.. وأناشد دول مجلس التعاون ومجلس الأمن ومنظمات حقوق الانسان التدخل للوقف الفوري لهذا العبث والفوضى والمجازر بحضرموت وأهلها وممتلكاتها. ودعا كل القوى الحضرمية إلى توحيد صفوفها والاتفاق فيما بينها على برنامج سياسي ورؤية سياسية موحدة تتضمن خارطة طريق واضحة المعالم وتشكيل قيادة سياسية حضرمية موحدة، في غير ما حيدة عن الإرادة الشعبية المعبّر عنها بتطلعات كل الحضارم في الوطن والمهجر، ونرى أنه لن يتم ذلك إلا من خلال حوار (حضرمي - حضرمي) شامل نشارك فيه جميعا كحضارمة وقوى سياسية مختلفة بقلوب بيضاء مفتوحة ليس بها غل اوبغضاء على بعضها البعض، وليس فيها تعال أو إقصاء أو تخوين لأحد. المجتمع الدولي يستبعد انفصال الجنوب وعلى ذات السياق وفيما ترتفع أصوات هؤلاء كلما تزايدت حدة التوترات في الجنوب بما يرافق ذلك من اختلالات أمنية وفراغ للسلطة في عدد من المحافظات إلا أن آمالهم سرعان ماتخيب مع كل تأكيد يصدره المجتمع الدولي على دعمه للوحدة ورفضه القاطع للانفصال، وفي هذا الإطار فقد استبعد وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط أليستر بيرت احتمال انفصال جنوب اليمن، وقال: إن المرحلة الانتقالية في البلاد مستمرة دون نزاع. ونقلت صحيفة "الحياة" عن الوزير البريطاني قوله: «لا توجد دلائل جدية على احتمال تعرض اليمن للتقسيم، بل إنه لو تمت مقارنة الوضع فيه مع دول المنطقة الأخرى، لوجدنا أن المرحلة الانتقالية مرت، وللعجب، من دون نزاع يُذكر، وهذا جاء نتيجة لدعم دول مجلس التعاون الخليجي والضغوط الدبلوماسية، وكذلك التوافق بين الفرقاء الأساسيين، الى جانب انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي». الإعلام الغربي غير متفائل بصمود الوحدة بسبب فشل الحكومة إلى ذلك وفي سياق من اهتمام دولي بما يجري في اليمن وعلى عكس التفاؤل الرسمي الذي يصرح به مسؤولون غربيون. يبدي الإعلام الأمريكي والغربي خشيته من تدهور الأوضاع وعدم صمود الوحدة خلال هذا العام وقالت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأميركية: "إن مستقبل اليمن بعد عام من تولي الرئيس الانتقالي عبد ربه منصور هادي السلطة ليس واضحا، ونسبت إلى محللين قولهم: إن احتمال استمرار هادي نفسه حتى انتخابات 2014 المقبلة يظل هو الآخر غير مؤكد. وأوضحت الصحيفة في تقرير لها من عدن أن هادي الذي كُلف بالحفاظ على الاستقرار في اليمن عقب ثورة 2011 حقق بعض التقدم خلال عامه الأول في الرئاسة، بَيْدَ أن العوامل السياسية الكابحة لا تزال قادرة على تمزيق البلاد. وأشار التقرير إلى القضية الجنوبية كواحدة من عوامل عدم استقرار اليمن حيث تسببت توترات جرت مؤخرا في مدينة عدن في مقتل خمسة من المحتجين الذين يطالبون بانفصال المحافظات الجنوبية سابقا. وذكر أيضا أن الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح لا يزال يتمتع بنفوذ وسلطة لا يُستهان بهما كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي العام، الشريك في الحكومة.. وأشار إلى المهرجان الذي خاطبه صالح يوم الأربعاء الماضي وشارك فيه عشرات الآلاف بالعاصمة صنعاء. وأبرزت الصحيفة قول الكاتب غريغوري جونسون- مؤلف كتاب "الملاذ الأخير" الذي نُشر مؤخرا عن اليمن، من أن ما يميز ثورة اليمن عن ثورات دول الربيع العربي الأخرى أن كل اللاعبين السياسيين قبل الثورة لا يزالون في الساحة حتى الآن. وحذر التقرير من أن فشل هادي في مهمته الرئيسة، التي تتلخص في تمهيد الطريق لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية في وقت مبكر العام المقبل، يعني انهيار العملية السياسية ويثير المخاوف من بدء حرب أهلية. وقال: إن سقوط اليمن في الفوضى سيؤثر أيضا على جاراته الغنية بالنفط، وإن تهديد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي يوجد بشكل رئيس في اليمن، دفع واشنطن إلى تبنّي التغيير المستقر في اليمن كخيار أول ورئيس. وتناول التقرير مؤتمر الحوار الوطني الذي تقرر- بعد سلسلة طويلة من التأجيلات- أن يبدأ يوم 18 من الشهر الجاري. وقالت: إن ما سيتمخض عنه سيشير إلى الطريق الذي ستذهب فيه البلاد. يُشار إلى أن هذا المؤتمر مناط به مخاطبة المظالم التاريخية واتخاذ الخطوات الأولى الثابتة تجاه تشييد دولة اليمن ما بعد صالح، مثل الاتفاق على تعديلات دستورية من شأنها تغيير النظام السياسي الذي يحكم البلاد. وأشارت إلى إعلان بعض القوى السياسية في المحافظات الجنوبية عدم مشاركتها في المؤتمر باعتباره أمراً سلبياًَ يقلل من روح التفاؤل التي حملها كثيرون فيما يتعلق بالحوار. زيارة هادي إلى عدن قللت من المظاهرات ولم تنهها. إلى ذلك وفيما خفتت الفعاليات المطالبة بالانفصال مقارنة بما قبل زيارة هادي فإن محافظات ومديريات ما زالت تشهد مسيرات ومظاهرات وأعمال عنف كما في مكلا حضرموت ومديريات في حج والضالع وأبين، بالإضافة إلى جمع تبرعات لضحايا المسيرات والمظاهرات. وشهدت مديرية مودية بمحافظة أبين صباح الاثنين مسيرة ومهرجانا جماهيري حاشد نظمه مجلس الحراك السلمي وأتحاد شباب الجنوب وجابت المسيرة شوارع المدينة مرددين الهتافات الثورية التحررية ,رافعين أعلام دولة الجنوب وصور البيض والشهداء والمعتقلين. وكانت مديرية شقرة الساحلية نظمت عصياناً مدنياً شل الحركة في المدينة وذالك استجابة لدعوى مجلس الحراك والحركة الشبابية والطلابية بالمديرية وقد أغلقت المحلات التجارية والمدارس والمرافق الحكومية وشلت حركة الموصلات وذالك تنديدا بالقتل والاعتقالات التي طالت عدد من الجنوبيين منذ احتفال 21 فبراير. كما شهدت المكلا اشتباكات بالاسلحة بين مسلحين وأطقم عسكرية وكذا وفي إطار من الانفلات التي تعيشه المكلاء ومديرياتها فقد أستولى مسلحين ملثمين مطلع الاسبوع على طقم يتبع للحرس الرئاسي أثناء قيامه بدورية متحركة بالقرب من الكودة في المكلا بعد ان اطلق عليه مسلحين الرصاص بعد منتصف الليل الأ أن الجنود لم يصاب أحد منهم بعد أن هربوا وتركوا الطقم حين تعطل. إلى ذلك وفي الوقت الذي كان كسر فيه الرئيس عبد ربه هادي من حدة سيطرة الحراكيين على مدينة عدن حينما قام الخميس الماضي بزيارة ميدانية شملت مديريات عدن (خور مكسر والمنصورة والمعلا والتواهي وكريتر) والذي بموازاته قام حسن باعوم رئيس المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب رئيس مجلس تنسيق مكونات الحراك لتحرير واستقلال الجنوب صباح ذات الخميس بزيارة ميدانية إلى أحياء مدينة كريتر بعدن بصحبة قيادات الحراك في مناطق عدن والتقى بنشطاء وشباب الحراك والمواطنين والشخصيات الاجتماعية وتبادل معهم الآراء بشأن الثورة التحررية الجنوبية وسبل التصعيد الثوري حتى التحرير والاستقلال واستمع باعوم لمعوقات النضال السلمي للثورة الجنوبية وحجم الإشكالات القائمة والمقترحات التي من شانها توحيد الصف الجنوبي . وأدى باعوم صلاة الظهر في مسجد العيدروس مع جموع المصلين والمنصب مصطفى العيدروس رئيس المجلس الأهلي بعدن . كما لم يمنع تواجد الرئيس وسيطرة الجيش والأمن على مداخل شوارع عدن ومديرياتها الحراكيين من تسيير مظاهرة في مساء ذات اليوم في عدن الذي خرج الآلاف في مسيرة حاشدة إحياءً ليوم الأسير الجنوبي والتي انطلقت في كريتر شرقي مدينة عدن وطالبت بإطلاق سراح المعتقلينالجنوبيين والكف عن ملاحقة النشطاء. وانطلقت التظاهرة من مخيم التحرير والاستقلال في حي الميدان, وطافت شوارع "زكو", "الجزيرة", "أروى", "أبان", "المتحف", "الزعفران", "القطيع", "الطويل", قبل أن تعود وتستقر في مخيم الحراك الجنوبي. ورفع المتظاهرون صوراً للمعتقلين بينهم القياديين الشابين "عبدالرؤوف حسن زين", و"عبدالرحيم العولقي", مسؤولي ساحتي المعلا والمنصورة اللتان تعدان معقلان رئيسيان للحراك الجنوبيبعدن. كما شملت المسيرات عدد مختلفة من مناطق الجنوب لأحياء فعالية يوم الأسير التي يقيمها الحراك في الخميس من كل أسبوع للتضامن مع المعتقلين والدعوة لإطلاقهم وعلى ذات الهدف شهدت عدد من المحافظات الجنوبية ومديرياتها مسيرات ومظاهرات تندد بالقتل الذي حدث في ال21 من فبراير حيث قام أهالي مدينة مكيراس بأبين بتسيير مظاهرة كبيرة رفعوا فيها الأعلام الجنوبية وطالبوا بالاستقلال معلنيين تظامنهم مع بقية أبناء الجنوب ودعوا إلى إطلاق المعتقلين كما احيت مدينة شقرة الساحلية شمال شرق ابين فعالية يوم الأسير الجنوبي بمهرجان حاشد شارك فيه اهالي مدينة شقرة والمناطق القريبة منها . كما نفذ أهالي مدينة الروضة بمحافظة شبوة مسيرة حاشدة طافت شوارع المدينة بحضور عدد من قادة الحراك بالمحافظة. وخرج الآلاف من أبناء محافظة شبوة إلى مشارف مدينة عتق عند بوابة المدينة الشرقية لاستقبال جريح (الكرامة) بمدينة عدن الإعلامي مهدي سالمين الخليفي العائد من عدن ابتهاجاَ بعودته. كما انطلقت مسيرة سلمية حاشدة من ساحة الحرية بمدينة جعار إحياء ليوم الأسير الجنوبي. وقد طاف المتظاهرون بشوارع المدينة مرددين الهتافات والشعارات الثورية المطالبة بالتحرير والاستقلال حيث رفع المشاركون أعلام دولة الجنوب وصور البيض. وشيع الالاف من ابناء الجنوب جثمان الشهيد صالح مثنى عبيد الذي سقط برصاص قوات الأمن خلال الاحتفال بيوم الكرامة . وانطلق الموكب الجنائزي من مستشفى الصداقة بمدينة عدن صوب مسقط رأسه في ردفان فيما المشيعون يهتفون لمحاكمة القتلة من عناصر الأمن ومليشيات الإصلاح . في الوقت الذي اسقط فيه حراكيون ا الجمعة علم ضخم للجمهورية اليمنية الذي تم رفعه على سارية وسط جولة ريجل أمام على مقربة من فندق عدن.