فيما ساد الهدوء المحافظات الجنوبية عقب نجاح فعالية "القرار قرارنا"، التي عبرت من خلالها قوى الحراك الجنوبي عن رفضها المطلق لحوار صنعاء، أُطلقت أمس الثلاثاء دعوات لاستقلال الجنوب عن الشمال، الذي كان قد توحد معه قبل 21 عاماً من اليوم من داخل أروقة مؤتمر سياسي للحوار الوطني، الذي استهل أعماله يوم أمس بالعاصمة صنعاء وتواصلت أمس الثلاثاء . وجاءت هذه الدعوة خلال كلمة ألقاها الناشط السياسي "خالد بامدهف" الذي ألقى كلمة عن الحراك الجنوبي وتحديدا عن ممثلي المؤتمر الوطني لشعب الجنوب، وأكد فيها على حق شعب الجنوب في التحرر والاستقلال، وقال "بامدهف" -في كلمته: إن شعب الجنوب يريد التحرر والاستقلال من الاستعمار، الذي قال إن نظام الرئيس اليمني السابق "علي صالح" أسسه في الجنوب، مطالبا المشاركين في هذا المؤتمر بدعم تطلعات شعب الجنوب. وقال بامدهف: إن الجنوب تعرض منذ العام 1994 لحرب أنهت الوحدة وقضت على مشروعها الوطني وحولت الجنوب إلى أرض مستباحة لخيراته وثرواته. ولم تشهد هذه الكلمة أي اعتراض من قبل الحاضرين في القاعة، حيث ذهب بعضهم إلى التصفيق لها، وجاءت مطالب الاستقلال بعد يوم من قيام نشطاء برفع علم دولة الجنوب وسط القاعة التي شهدت حفل افتتاح مؤتمر الحوار الوطني أمس . مطالب بامدهف جاءت عقب تعرض المشاركين من الفصائل الحراكية في الحوار الوطني واتهامهم بالخيانة وعدم تمثيل الشعب الجنوبي والقضية الجنوبية وعدم التزامهم بنتائج حوار صنعاء . وكانت المحافظات الجنوبية قد شهدت فعاليات مناهضة للحوار الوطني حيث تحولت الدعوات إلى الإضراب إلى واقع فعلي يومي السبت والأربعاء حتى تعاملت معها المدارس الخاصة، الجامعات كأمر واقع، حيث أبدلت المدارس عطلة الخميس بالأربعاء لتلبي دعوات الحراك الجنوبي لتنفيذ عصيان مدني، بالإضافة إلى تأجيل الجامعات الخاصة الدراسية من الفترة الصباحية إلى المسائية. وفيما سقط قتيل أمس الأول الاثنين في مدينة تريم الواقعة بوادي حضرموت، وأصيب 3 آخرون في مواجهات متفرقة بين الآمن وأنصار الحراك الجنوبي، انتهت فعالية "القرار قرارنا" دون تسجيل أية مصادمات بين قوات الأمن والحراك الجنوبي. وفي الحشد الذي حضره الآلاف في ساحة العروض بالعاصمة الجنوبية عدن أمس الأول الاثنين أكد الحراك الجنوبي رفضه للحوار وطالب المجتمع الدولي بترتيب حوار بين الجنوب والشمال وفق مبادرة خاصة ومع اشتراط الندية بين الطرفين, ورفض الدخول في حوار مبني على مبادرة لتقاسم السلطة بين أطراف النزاع في صنعاء. وفي منصة الاحتفالات ارتفعت صور الرئيس الجنوبي "علي سالم البيض" في إشارة للتأكيد على التمسك به وإدانة بيان صادر من مجلس الأمن أشار إليه, كما رُفعت أعلام الجنوب, وصور شهداء الثورة الجنوبية السلمية. وعبر الهاتف ألقى الرئيس الجنوبي "علي سالم البيض" كلمة أشاد فيها بشعب الجنوب وصلابته، مجدِّداً العهد بالمضي على نهج الشهداء. وفي سياق متصل أُصيب ظهر أمس الثلاثاء شاب من أبناء منطقة الحامي شرق الشحر، يدعى نائف المقدي، برصاصة في رجله اليمنى بعد أن أطلق أحد باعة القات من المحافظات الشمالية الرصاص الحي صوب مجموعة من المواطنين كانوا يتجمهرون لغرض منع دخول القات إلى منطقتهم، وكان السوق الرئيس في المدينة قد تعرض قبل يومين للحرق من قبل أهالي المنطقة الذين يقولون: إن إقدامهم على إحراقه لتخليص مدينتهم من آفاته . وشهدت محافظة حضرموت الاسبوع الجاري عصياناً مدنياً بحضرموت وفي تطور جديد أعلن أمين سر المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب فؤاد راشد منشورا برفع العصيان المدني بدءاً من يوم أمس الثلاثاء يف محافظة حضرموت، وقال راشد: "يُرفع غدا الثلاثاء 19 مارس العصيان المدني في عموم مدن حضرموت الذي استمر لثلاثة أيام متوالية بدعوة من مكونات الثورة الجنوبية كرسالة غضب أولى لما يسمونه بالحوار اليمني المستهدف إعادة صياغة الاحتلال وشرعنته من جديد . وسيتم خلال الأيام القادمة تدارس الوسائل والآليات الأخرى لمواجهة هذا الحوار المرفوض جنوبيا وستتوالى الرسائل وفقا وتطورات الأحداث والمستجدات . وأشار راشد إلى إعلان مكونات الثورة الجنوبية بحضرموت العصيان المدني عصيانا سلميا مدنيا حضاريا واستجاب له المواطنين من ابناء حضرموت بكافة شرائحهم ،ولكن قوات الأمن حاولت حرف المسار السلمي للعصيان، ولكن كان الحراك متنبها ويقظاً، ولم يستسهل اصطياده وينجر للعنف، وقال: فقدنا شهيدا اليوم، الناشط الحراكي الشاب رامي محفوظ من أبناء مدينة تريم، الذي طالته رصاصات الأمن، وهناك نحو خمس عشرة إصابة بالرصاص الحي، أصيب بها الشباب في مدن متفرقة من حضرموت.