مما لا شك فيه أن تقدم الأمم والأوطان ورقيها ونهضتها مرتبط بتطور التعليم فيها ولا سيما ونحن نعيش في هذا العصر عصر التطور التكنولوجي الذي أصبحت الأمية فيه هي أمية الحاسوب وليست أمية القراءة والكتابة ، وهذا يدعونا جميعاً إلى الإهتمام بكل ما من شأنه التطوير والإرتقاء بالتعليم في بلادنا التي تعاني من ارتفاع نسبة الأمية وتدني المستوي التعليمي لدى أفرادها. ولعل الإهتمام بالمعلم يعد من الأمور الأساسية والعوامل الجوهرية التي تساهم وبشكل كبير في الإرتقاء بالتعليم ، وذلك لما للمعلم من أهمية كبيرة، فهو يمثل حجر الزاوية في العملية التعليمية ،وهو المحور الأساسي والرئيسي الذي لا غنى عنه في العملية التعليمية ،وهو صانع التغيير والتطوير، ومحرك وقائد المسيرة التربوية إلى الإبداع ،وصاحب الدور الأكبر في تحقيق أهداف التربية،ومهما كانت قوة المنهج المدرسي الذي يدرس فإنه لن يجدي نفعاً في حال غياب المعلم أو عند تهميش دوره . ومهنة المعلم لها أهمية خاصة لأن المعلم من خلالها يجدد، ويبتكر، وينير عقول طلابه، ويوضح الغامض ويكشف الخفي، ويربط بين الماضي والحاضر ، كما أنه يسهم بلا حدود في رفاهية المجتمع وتقدمه، وتوحيد أفكار أبناء أمته وتشكيل مستقبل مجتمعه، وذلك من خلال تشكيله لشخصيات الشباب منذ بداية أعمارهم ،ناهيك عن غرس القيم الدينية في عقول الطلاب وكذلك الولاء الوطني ومحاربة الإرهاب بكافة أشكاله. ورغم هذه الأهمية الكبيرة للمعلم ودوره العظيم في نهضة الأمم والأوطان ، إلا أننا وللأسف الشديد نجد أن هناك إهمالاً كبيراً للمعلم في بلادنا،فراتبه الذي يتقاضاه شهرياً لا يكفي لدفع إيجار مسكنه وتوفير الإحتياجات الأساسية في منزله؛ولذلك فإن المتابع والمدقق لحياة الكثير من المعلمين اليمنيين يجد أن هناك نسبة كبيرة منهم يلجأون للبحث عن أعمال ووظائف أخرى إلى جانب مهنة التدريس لكي تعينهم على توفير لقمة العيش لأسرهم وأبنائهم، وهذا من شأنه يؤثر تأثيراً سلبياً على أداء المدرس،ويتمثل ذلك في عدم قدرة المعلم على إيجاد الوقت الكافي للتحضير وإعداد الدروس؛ بسبب انشغاله بالعمل الآخر،فيؤثر ذلك على المستوى التعليمي والمعرفي لطلاب المدارس. هذا نموذج بسيط من المشاكل الكثيرة التي يعاني منها المعلم اليمني، ولو أردنا أن نتطرق إلى ذكر جميع المشاكل والصعوبات والعوائق التي يواجهها المعلم اليمني لاحتجنا إلى مئات السطور،وأعتقد أن هذه القضية لا تحتاج إلى تفصيل وتدقيق؛ فالمجتمع اليمني يدرك حجم وعِظَم المعاناة التي يعانيها المعلم اليمني،وأقولها حقيقة لن نصل إلى اليمن الجديد الذي ننشده ولن نحقق التنمية الشاملة ،ولن نستفيد من التدفق المعرفي الهائل استفادة حقيقية وحقوق المعلم لا زالت منتقصة،وهنا لا بد لنا أن نوجه رسالة عاجلة إلى رئيس الجمهورية وإلى حكومة الوفاق ونشد على أيديهم في هذا اليوم المميز عيد المعلم إلى أن يولوا المعلم إهتماماً خاصاً ويعملوا جاهدين على تحسين راتبه وتلبية مطالبة؛ حتى يتفرغ لمهنته العظيمة، ويؤدي دوره في تشكيل وصياغة عقول أبناء الوطن ومستقبله المشرق.