يمكن الحديث عن تحقيق الرئيس انتصارا له علاقة بالذات لا بمدى نجاح الحوار بالذات مع ما يمكن أن يحدثه هذا التصرف من رد فعل جنوبي سيؤدي إلى اصطفاف الجنوبيين للمطالبة بالانفصال. وتمكن هادي بمساندة بن عمر من تفكيك مؤتمر شعب الجنوب والإطاحة برئيسه محمد علي أحمد كممثل للحراك داخل المؤتمر بعد أن كان هو من دعم بن علي ليكون الممثل الحصري للقضية الجنوبية في مؤتمر الحوار وقامت الأمانة العامة للمؤتمر باعتماد ما أقرته "اللجنة السياسية" لمكونات الحراك الجنوبي المشاركة في الحوار، بتغير ثلاثة أعضاء من ممثلي الحراك واستبدالهم بثلاثة آخرين من ممثلي اللجنة المصغرة 8 + 8 . وهو ما أدى إلى رفض بن علي حضور اجتماع اللجنة قبل يوم أمس الأحد بعد أن كان أعلن مكون الحراك الجنوبي بمؤتمر الحوار قراره إيقاف تعليقه للمشاركة بالمؤتمر، واستئناف مشاركته في كافة أعمال جلسات مؤتمر الحوار مع تمسكه بحق استعادة الدولة. وأكد با سلمه في تصريح لمنظمة "مراقبون للإعلام المستقل" أن الدعوة التي وجهتها الأمانة العامة للحوار إلى مكون الحراك شكلت كلا من محمد على احمد, وبدر با سلمه ومحمد الشدادي, وخالد باراس ود. رياض ياسين، وعلى أن يعقد الاجتماع الساعة السادسة والنصف مساء، غير أنه وبن علي رفضا الحضور والمشاركة في الاجتماع وأكدا على تمسكهما بالإبقاء على الفريق الأساسي للحراك الخمسة والمكون من بن علي, باسلمه, خالد بامدهف, رضية شمشير، لطفي شطارة. وأشار باسلمه إلى أن بن علي جدد رفضه لهذه التشكيله الجديدة في الفريق التفاوضي الجنوبي، وقال إن أمام أمانة مؤتمر الحوار خيارين إما الإبقاء على الفريق الأساسي أو الرجوع والاحتكام إلى مكون الحراك في المؤتمر باعتباره صاحب المرجعية الحقيقية في تغيير أعضاء الفريق. مشددا على أن أي تغيير من خارج المكون يعتبر إجراء "غير شرعي" مرفوض. وعلى ذات السياق عقد الفريق المصغر المنبثق عن فريق القضية الجنوبية، بناء على التغيير الذي تم اعتماده، اجتماعاته مساء قبل أمس الاثنين في ظل استمرار مقاطعة مكون المؤتمر الشعبي العام. وبحضور مساعد الأمين العام للأمم المتحدة جمال بنعمر وأمين عام مؤتمر الحوار الوطني الدكتور أحمد عوض بن مبارك، استعرض الفريق ما توافق عليه أعضاؤه في اجتماعاته السابقة، وبحسب سبأ فإن الجميع توافقوا على البناء على ما تم التوافق عليه وعدم الرجوع إلى أي من النقاط التي حسمت في النقاشات السابقة والتركيز على الخيارات المطروحة بالنسبة لشكل الدولة الاتحادية. وتم نقاش خيار الدولة الاتحادية من إقليمين تتدرج بعد فترة انتقالية إلى خمسة أقاليم، وخيار الدولة الاتحادية ذات الخمسة أقاليم مع إمكانية دمجها بعد فترة انتقالية. واستفاض الحاضرون في مناقشة الخيار المعروف ب "فدرالية الولايات" الذي يعتبر الولايات حجر الزاوية في البناء الاتحادي المزمع ويدعو بالتالي إلى تمكينها وتقوية دورها أولا ثم مراكمة تجربة عملية في ممارسة السلطة وإدارة الثروة قبل الانتقال إلى تحديد الأقاليم. وكان مكون أنصار الله أثار في بداية الاجتماع إشكالية تمثيل مكون الحراك داخل الفريق المصغر وأعلن أنه سيقاطع الجلسات ما لم يتم حل هذه الإشكالية.. غير أن بقية المكونات الحاضرة أجمعت على أن ولاية الفريق المصغر تنحصر في إيجاد الحلول والضمانات للقضية الجنوبية وليس من شأنها التدخل في طبيعة تمثيل المكونات الحاضرة، معتبرة أن الأمر يعود للمكون المعني وعليه أن يحسمه وفق آلياته الخاصة وخارج إطار اجتماعات الفريق المصغر. وبحسب مراقبين فإنه من المبكر الحديث عن أي نجاح يمكن أن ينعكس إيجابا على الجنوب باعتبار أن الحراك الفاعل على الأرض لم يعترف أصلا بالحوار القائم في صنعاء. وعمدت أمانة الحوار بناء على توجيهات رئاسية إلى حرمان بن علي والمحسوبين عليه من كافة لامتيازات التي كانت ممنوحة لهم. وكشف لطفي شطارة عضو فريق "8+8" المنبثق عن فريق القضية الجنوبية الذي أطيح به عن محاولات لاستفزاز ممثلي "الحراك الجنوبي" للدفع بهم للانسحاب من الحوار. وقال شطارة "هناك معضلات في فريق القضية الجنوبية لاستفزازهم لينسحبوا من الحوار, لكننا نقول لمن يتوهم ذلك إننا لن ننسحب فإما أن نحقق الهدف الذي جئنا من أجله وإما أن يفشل الحوار". وأوضح "أن من بين محاولات استفزاز الجنوبيين تفتيشهم عند دخولهم إلى مقر الحوار, كما حدث, الأحد مع رئيس فريق القضية الجنوبية محمد علي أحمد ومنعهم من دخول قاعات كانوا يدخلونها لعقد اجتماعاتهم خلال الستة أشهر الماضية". إلى ذلك قال الناطق الرسمي لمكون الحراك المشارك بمؤتمر الحوار احمد القنع إن هنالك محاولات لفرض أهداف أو أشخاص على مكون الحراك بهدف تمرير حلول منتقصة لقضية الجنوب. واعتبر "القنع" في تصريح صحفي أن ما يحدث هو مخطط ومدروس دراسة ليست محلية فقط وإنما هناك أمور تدور لفرض رؤية متفق عليها من الداخل ومن بعض الأطراف الدولية. وأنه لتنفيذ ذلك كان لابد أن يتم شق مكون الحراك أولا ومن ثم اختيار من قائمة ال 85 من ينفذ ذلك المخطط . مضيفا :" الحراك الجنوبي قد بدأ من 2007 برجال أوفياء صادقين لشعبهم وقضيتهم وكان لي الشرف أن أكون واحدا من هؤلاء المناضلين. وتابع بالقول: "إن العبرة ستكون في النهاية فمهما حاول البعض أن يستنسخ حراكا على مزاج وأهواء من يريدون فقط أن يقولوا إن الحوار ناجح على الورق لكي يستلموا مناصبهم المعدة لهم سلفا فإن القادم والتطبيق سيكون هو المحك الحقيقي. وأضاف: إننا بحاجة اليوم وبأسرع وقت ممكن لوحدة الحراك الجنوبي ووضع آلية جديدة لمسيرة الحراك القادمة نستطيع من خلالها تحقيق أهداف الحراك وبأسرع وقت. وأرجع بعض السلبيات التي رافقت فريق الحراك المشارك في الحوار إلى كون محمد علي أحمد كان ولازال يثق في الآخرين وبسرعة- وهذا ما أوصلنا إلى مانحن فيه. وقال القنع من يستطيع أن يجعل الشارع الجنوبي يقبل بأية مخرجات فنحن معه و نحن لسنا مع محمد علي أحمد كشخص ولكنا معه كقائد وحامل لهدف وما لمسناه من "أبو سند" طيلة فترة الحوار يجعلنا متمسكين به وزاهقين أرواحنا قبل روحه. و ناشد هادي عدم الاستماع والإنصات لمن يريدون تدميره قبل تدمير مكون الحراك المشارك بالحوار: وأقول له هناك من يريد تدميرك فلا تثق بكل من حولك وإن كنت رئيسا لليمن فلا تنس بأنك أحد أبناء الجنوب قبل أي شيء آخر. يشار إلى أن ممثلي الحراك الجنوبي البالغ عددهم 85 يتوزعزن على أربعة مكونات جنوبية مشاركة في الحوار الوطني تحت لافتتة "الحراك الجنوبي"، وهي: المؤتمر الوطني لشعب الجنوب (كان تحت قيادة محمد علي احمد قبل أن يطاح به مؤخرا)، وحركة النهضة الجنوبية، وتكتل المستقلين الجنوبيين (مجموعة عبد الله الأصنج)، الذي منها لطفي شطارة الذي انظم إلى بن علي وكذا الحراك الجنوبي المستقل (المحسوب على الرئيس هادي). وعقب الخلاف مع هادي تم الإطاحة به بعد أن كان المتحكم بقوى الحراك الممثلة في الحوار حين تبنى هادي اجتماعا لأعضاء في مؤتمر شعب الجنوب أقروا فيه انتخاب قيادة بديلة برئاسة العميد خالد باراس، ولم يتحدد بعد ما إذا كان أطيح به أيضا من رئاسة فريق القضية الجنوبية نظرا لعدم التئامها بعد. وبعيدا عن الحوار فإن محاولات لم تتوقف للملمة القادة الجنوبيين في الداخل الخارج ودفعهم لتشكيل قيادة موحدة ولهذا الغرض يقوم الشيخ صالح بن فريد رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع بالالتقاء مع قادة المعارضة الجنوبية في الخارج حيث التقى الخميس الماضي ومعه أعضاء رئاسة اللجنة التحضيرية. الرئيس البيض في مكتبه في بيروت،وبحسب تصريح صحفي لبن فريد فإن البيض أبدى موافقته على المشاركة الجادة في لقاء القيادات السياسية والشخصيات الجنوبية الفاعلة الذي تهيئ اللجنة التحضيرية لعقده على قاعدة التحرير والاستقلال وبناء الدولة الجنوبية الكاملة السيادة، مؤكداً استعداده للمشاركة والدعم لأي لقاء أو خطوة على تلك القاعدة التي انطلقت على أساسها أعمال اللجنة التحضيرية للمؤتمر الجنوبي الجامع. وعلى غير ما يتم التحضير له هاجم "بن علي"، عددا من المواقع الإلكترونية ومن أسماهم الصحف الصفراء الموالية لقوى الاحتلال والفيد والغنيمة وعملائهم الجنوبيين والمتمصلحين على حساب القضية الجنوبية- حسب قوله-. وأوضح أن ما يتم نشره في الشريط الإخباري لقناة "عدن لايف"، ليس له أي أساس من الصحة ويندرج في إطار حملة التشويه المستمر التي تقف وراءها قوى شمالية وجنوبية لا تمتلك أية مشاريع أو رؤى وطنية تخدم القضية الجنوبية وعدالتها وتكتفي بالتظاهر واللعب بعواطف شعب الجنوب التواق للحرية، ضد المتمسكين بخيار الحرية وتقرير المصير واستعادة الدولة الجنوبية الحرة. وفي هذا السياق وفيما يبدو من خلخلة في إطار قيادات جنوبية كانت تدعو للتصعيد على الأرض فقد وجه الشيخ مناف الهتاري نائب رئيس الهيئة الشرعية للدعوة والإفتاء والإرشاد في الجنوب دعوة إلى وقف العمل بالعصيان المدني المسلح في المحافظات الجنوبية. وقال في منشور على صفحته في الفيس بوك نحن ضد العصيان المدني المسلح الغير مدروس والصادر عن أشخاص لا يجيدون سوى الصراخ وتحريض شبابنا على فرض العصيان على الشعب بالقوة. في ذات الوقت عقد اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية مساء قبل أمس الاثنين لقاء تشاوريا مع جمع من علماء ودعاة عدن وأبين ولحج والضالع تم فيه التعريف بالاتحاد وأهدافه والحاجة إلى مرجعية العلماء للأمة وبيان الرؤية الشرعية في النوازل والمستجدات. ويأتي اللقاء ضمن خطة تفعيل اتحاد علماء ودعاة المحافظات الجنوبية وتحقيق أهدافه المتضمنة جمع كلمة أهل العلم والدعوة وإحياء وظيفتهم في المجتمع. من جانبه هدد د. عبد الحميد شكري، نائب رئيس المجلس الوطني الأعلى للنضال السلمي لتحرير واستعادة دولة الجنوب والمتحدث الرسمي باسم المجلس بحدوث فوضى تعم المنطقة بكاملها ما لم يتم العودة إلى الواقع والاعتراف بحق شعب الجنوب في الحرية والاستقلال وإلزام من وصفها ب"عصابات الاحتلال " على الرحيل. وحذر، من خطورة المساعي اليمنية والدولية لفرض مخرجات الحوار اليمني بالقوة في الجنوب، وأكد أن ذلك سيؤدي إلى ارتكاب النظام اليمني لمجازر إبادة كبرى بحق أبناء الجنوب المناضلين سلميا من أجل استعادة دولتهم وعضويتها في الأممالمتحدة. وقال في بلاغ صحفي إن الأزمة اليمنية واستقرار وأمن المنطقة لن يتحقق إلا برحيل من أسماه بالاحتلال اليمني من أرض الجنوب، متهما المبعوث الأممي إلى اليمن بمواصلة مؤامراته على شعب الجنوب ومطالبه المشروعة والاستمرار في مخادعة الأممالمتحدة بادعاءاته الكاذبة عن تمكنه من اللقاء بقيادات وممثلي الحراك الجنوبي، وانتقد شكري تصريحات المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر و سفيرة الاتحاد الاوروبي بشأن قضية شعبنا الجنوبي" متمنيا "أن يزول الصمم عنهم ويبصرون ما يجري قبل فوات الاوان".