تصاعدت وتيرة الاشتباكات المسلحة بين الحوثيين والسلفيين في محافظة صعده وانتقل إلى محافظات عمران وحجة إلا أن المواجهات المسلحة بين طرفي الصراع ومناصريهم لم تثمر سوى المزيد من سقوط الضحايا دون تقدم لأية جهة على الأخرى. ووسط تحريض متبادل من أنصار طرفي الصراع أصدر المرجعان الزيديان، حمود بن عباس المؤيد ومحمد بن محمد المنصور، فتوى بحرمة استباحة الدماء والأعراض والأموال بسبب الاختلاف في الرأي والاجتهاد والمذهب، وحذرا في بيان لهما من أن الدعوة للفتنة والحرب تعد "دعوة لخراب ودمار اليمن ولن يقتصر ضررها على منطقة بعينها بل ستطال اليمن بأكمله" ، وأضاف البيان - الذي نشره محمد شرف المتوكل على صفحته - "كل اليمنيين مسلمون مؤمنون يعبدون إلهاً واحداً ويتوجهون لقبلة واحدة ويؤمنون بالكتاب والسنة والاختلاف في الرأي والاجتهاد والمذهب لايجيز شرعاً ولا عقلاً استباحة الدماء والأعراض والأموال". وما يزيد المواجهات غموضاً صمت العديد من الدول الأجنبية على سلامة رعاياها والتي سبق وأن حذرت من مغبة تعرضهم لأي مكروه أبان المواجهات السابقة العام الماضي. حيث قتل عدد من الطلاب الأجانب الذين يتلقون العلم في دار الحديث في دماج منهم طالبان روسيان وألماني قتلا أمس الأول الاثنين خلال هجوم شنه الحوثيون على دماج. قالت مصادر سلفيه إن ستة سقطوا فيما جرح ما يزيد عن 16 شخصا جراح 7 منهم خطرة في القصف المتواصل من قبل الحوثيين على منطقة دماج فيما تحدثت مصادر عن سقوط العشرات بين قتيل وجريح من الحوثيين. وأضافت تلك المصادر أن الحوثيين حاولوا صباح أمس الأول اقتحام مواقع السلفيين بحشود كبيرة وقصف متواصل إلا أنهم تمكنوا من صد الهجوم وبدأت المعركة من قبل المغرب إلى بعد العشاء واستمرت قرابة أربع ساعات كان القصف فيها شنيعا جدا، وحاول الحوثيون التقدم . وأشارت تلك المصادر إلى أن السلفيين تمكنوا من صد الهجوم قبل أن تهدأ المواجهات إلى صباح اليوم حيث عاودت مرة أخرى بشن الحوثيين قصف المواقع بالسلاح الثقيل الذي ما زال مستمرا حتى مساء اليوم. وقال أحد السلفيين إن الهجوم الحوثي يوم أمس على دماج هجمة قوية استخدموا فيها جميع ما يملكون من الأسلحة والمقاتلين الذين أتوا بهم حد وصفه من "أطفال من طلاب الإعدادية والثانوية الذين يأخذونهم قهرا من المدارس ويخبرونهم أنه قد تم السيطرة على دماج والمراد أخذهم للتدريب فقط ثم يدفعون بهم إلى الموت. فيما لم يتم التأكد من عدد قتلى الحوثيين في المعارك جراء التعتيم الإعلامي على المعارك الدائرة في محافظة صعده شمال اليمن وما تزال الإحصائيات مجرد تسريبات حيث أشارت مصادر إلى مقتل 50 على الأقل. وما تزال المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في منطقة دماج، بمحافظة صعده حيث يحاول الحوثيون السيطرة على المنطقة السلفية من المحافظة التي تقع تحت سيطرتهم بالكامل . وبحسب مصادر إعلاميه فإن المعارك بين الطرفين أسفرت حتى الآن عن مقتل وإصابة المئات بينهم 150 سلفيا واصابة 400 فيما الحوثيون يتكتمون حتى الآن عن قتلاهم. سياسياً شهدت العاصمة صنعاء اجتماعاً مشتركاً لأحزاب اللقاء المشترك مع أنصار الله (الحوثيين) لتعزيز اتفاق الشراكة المبرم بينهما العام الماضي. وناقش الاجتماع المنعقد الأحد في مقر المشترك الحصار المفروض على محافظة صعدة من قبل أنصار السلفيين احتجاجاً على الحصار المفروض من قبل الحوثيين على دماج، كما يقولون. وقال مصدر حاضر في الاجتماع إن ممثلي الحوثيين وجهوا اتهاماً صريحاً للإصلاح بالوقوف وراء التقطعات وعلى وجه الخصوص في أرحب والذي يقوده نزيه الحنق -شقيق القيادي في الإصلاح منصور الحنق- غير أن ممثل الإصلاح نفى أن يكون لحزبه أية صلة بهذه التقطعات ولا علاقة له بنزيه الحنق. وفي بيان صادر عن الاجتماع نشره موقع (الإصلاح نت) استنكر اللقاء المشترك وأنصار الله قطع الطرقات المرتبطة بالحرب الدائرة في صعدة وخارجها، وطالبوا برفع تلك التقطعات فوراً، كما نددوا بالخطاب التحريضي الطائفي والمذهبي والمناطقي الذي يصدر من بعض وسائل الإعلام وبعض المنابر الخطابية وطالبوا مختلف وسائل الإعلام بالتوقف عن ذلك الخطاب التحريضي. وكان تكتل أحزاب اللقاء المشترك وقع العام الماضي في منزل الدكتور ياسين سعيد نعمان اتفاق شراكة مع الحوثيين وكان على رأس الحضور أمين عام الإصلاح عبدالوهاب الآنسي.