يضيق صدر البعض عندما توجه إليه نقدًا هو في الحقيقة نتاج عمله السيئ، وتضيق الأرض به ذرعًا حينما تقدم إليه سلبياته العملية، ويحصر النقد لشخصه وليس لما يقوم به من عمل سلبي !!.. لا ولن ولا يمكن أن تستقيم المهام العملية - أيًّا كانت - إلا بالنقد والمصارحة، والذين تعودوا على (كل شيء تمام يافندم) (وما مثلك أحد، وعملك لا يضاهى)، هؤلاء هم الذين دمروا البلد - ولا يزالون- وبسبب هؤلاء الفاسدين أضحى اليمن اليوم رهينة هذه العقلية البليدة ، التي تدمر البلد كل يوم، وتدمر كل مكتسباته، بل وتغرقه في مستنقع الفساد والتخلف، وتضعه في ساحات النهب والسلب، وفوق ذلك وبكل وقاحة ترمي باللوم على الآخرين وتتبرأ من كل ما يطحن اليمن اليوم.. !! ، لماذا تضيق صدور البعض من توجيه النقد البنّاء لأدائهم الرديء؟ ولو كان النقد في غير محله، كما يزعم هؤلاء، فلماذا تتسع دائرة الغضب في صدورهم؟!!، هل يظن هؤلاء أنهم أكفأ من عمر الخطاب الذي انتقدته امرأة فقال رضي الله عنه - "أصابت المرأة وأخطأ عمر"!!.. هل بلغ الكمال مبلغه في البعض حتى يروا نفسهم أفضل وأنزه من الآخرين؟، أم أن تصرفهم هو بالتأكيد دليل قاطع على انغماسهم في الفساد والإفساد من أخمص قدمهم وحتى جبينهم؟، وصدق فيهم: كاد المسيء أن يقول خذوني !!.. إن (المطبلين والمزمرين) الذين يضعون (المكياج، والبودرة) على وجوه الفاسدين (ليتراءى للناس أن تلك الوجوه جميلة، وهي في الحقيقة أقبح من القبح ذاته ) هم في الحقيقة ماكينة وقود لقافلة الفساد السائد اليوم في البلاد، حيث يمثل هؤلاء الطابور الخامس، وخفافيش الظلام، ولا يقل دورهم في الفساد عن صانعي الفساد أنفسهم . ما أجمل أن نتقبل النقد وأن نعترف بغول الفساد الذي يقضم مكتسبات الوطن، ويهدر موارده، ويعلم الله أننا حينما ننتقد أحدًا لم ننتقده لشخصه ولا للمنطقة التي ينتمي إليها، وإنما النقد محصور في أدائه الرديء لا أكثر.. ورحم الله من أهدى إليّ عيوبي. [email protected]