تمكن الحوثيون من فرض سياسة الأمر الواقع على المجتمع الدولي الذي أصبح أقل حدة تجاه الحوثيين بل وأكثر ميلا لفتح نوافذ حوار معه بعد أن تمكن من بسط سيطرته على صنعاء وعلى محافظات أخرى بأقل الخسائر في ظل تمكن لافت على فرض الأمن في المناطق التي يسيطر عليها.. وفي هذا الاتجاه مثلت نتائج جلسات الأمن الدولي رسالة تهدئة لجماعة أنصار الله والمؤتمر الشعبي بعد أن كانت جهات خارجية وداخلية تسعى لانتزاع قرار عقوبات ضد المكونين باعتبارهما معرقلين للتسوية السياسية.. وبحسب معلومات مؤكدة ل"الوسط" فإن السفيرة البريطانية في اليمن، التي تعد قائدة للدول العشر المشرفة على تنفيذ المبادرة الخارجية بذلت جهودًا مع حكومتها لثنيها عن تبني قرار كهذا، وبالذات ضد الحوثيين باعتبار أن قرارًا مثل هذا سيؤدي إلى توتير الأوضاع دون أن يحقق على الواقع أي ردع يذكر.. وفي هذا الاتجاه أكد مجلس الأمن الدولي في ختام جلسته الطارئة بشأن الأوضاع في اليمن على التزام جميع الأطراف بتنفيذ اتفاق السلم والشراكة. وقالت رئيسة المجلس للشهر الحالي سفيرة الأرجنتين ماريا كريستينا بيرسيفا: ليس من مهمتنا إصدار العقوبات ولكن مهمتنا في إطار المساعي الحثيثة للتوفيق بين الأطراف لتنفيذ الاتفاق. وقال المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر: إنه قدم إحاطة إلى مجلس الأمن لخصها بالقول إنه أطلع مجلس الأمن على التطورات الحالية، ومن أن جميع أعضاء المجلس مدركون للمخاطر المحدقة بالعملية السياسية في اليمن. و كان لافتًا عدم إيراده للمبادرة الخليجية كمرجعية، مكتفيا باتفاق السلم، حيث قال: لقد أبلغت مجلس الأمن بأن العملية الانتقالية مهددة بالانهيار، مؤكدًا بأن الطريقة الوحيدة لإنقاذ العملية السياسية هي عبر التنفيذ الكامل لاتفاقية السلم والشراكة الوطنية.. هذه الاتفاقية ترتكز كلياً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني التي توافقت عليها جميع المكونات السياسية، وتوفر الأمل الوحيد لليمن لتجاوز هذه الأزمة. وأكد التزام الأممالمتحدة بالمساعدة على تنفيذ هذه الاتفاقية، متمنيًا من كافة الأطراف التعاون بجدية للدفع قدماً بالعملية السياسية، ورحب بن عمر بتعيين السيد خالد بحاح، رئيساً للوزراء بانتظار تشكيل الحكومة الجديدة في أسرع وقت.. وكانت رئيسة المجلس نقلت حزن أعضائه لمعاناة اليمنيين، بما فيهم الأمن والجيش بسبب تدهور الأوضاع الأمنية.. والتعبير عن قلقه البالغ إزاء ازدياد هجمات القاعدة في اليمن على المحتجين والجيش. مثنية على جهود الرئيس هادي، وهو يقود المرحلة الانتقالية وتنفيذها بحسب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية. ودعت جميع الأطراف والمكونات السياسية إلى العمل على اتفاقية السلم والشراكة الوطنية والعمل على تنفيذ مخرجات الحوار بموجب المبادرة الخليجية. ورحبت بقرار تعيين بحاح رئيسًا الوزراء، ودعت إلى سرعة عودة الجيش والمؤسسات العسكرية للقيام بواجباتها وحفظ النظام العام والأمن كما كان، وتأمين المواطنين والمؤسسات من النهب والتخريب، كما دعت إلى إعادة جميع الأسلحة المنهوبة إلى الحكومة الشرعية. ونوهت إلى أن مجلس الأمن سيتخذ إجراءات وعقوبات على المعرقلين الفرديين للعملية السياسية بموجب القرار 2014. هذا وتأتي تهدئة مجلس الأمن في ظل استمرار الحوثيين بالإسقاط الناعم لمزيد من المحافظات الشمالية دون أية خسائر بشرية تذكر.. حيث تمكنوا على بسط نفوذهم على ثلاث محافظات جديدة في أقل من 24 ساعة بدون أية مقاومة من قبل الجهات الأمنية والعسكرية، وانضمت محافظات (الحديدةوذماروحجة) إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وعقب تحرك حوثي منذ أسبوع سقطت محافظة الحديدة التي قصدها الحوثيون لتتبع عناصر موالية للواء علي محسن الأحمر والتمركز في منازل مسئولين مطلوبين للحركة تحت مبرر حمايتها قبل أن يقوموا بالتوسع ونشر مسلحيهم على مطار وميناء الحديدة ومبنى المحافظة بعد أقل من 12 ساعة من لقاء قيادات حوثية بمحافظ المحافظة صخر الوجيه ومدير أمن المحافظة صباح أمس الأول الاثنين لترتيب الأوضاع الأمنية في الحديدة، ونفي الوجيه ما تداولته بعض وسائل الإعلام من سقوط مبنى المحافظة ودخول الحوثيين، مؤكدًا: أنه عقد اجتماعًا مع بعض قادة الحوثيين بمبنى المحافظة بمشاركة مدير الأمن من أجل إيقاف أي اختلالات أمنية أو أي استهدافات من شأنها جر المحافظة إلى صراعات، واختلالات من شأنها تقويض الوضع الأمني. ونفى خبر استقالته - في تصريح لقناة الجزيرة - قائلاً: لم أستقل ولن أستقيل من عملي، مؤكدًا تلقيه بلاغ بشأن اقتحام مخازن للجيش في باجل، وقال: وبلغنا أن هناك مجموعة مسلحة تحاول اقتحام مخزن أسلحة في باجل، ولم نعلم الجهة التي تقف وراء الاقتحام. وعقب لقاء الحوثيين بالمحافظ الوجيه بساعات انتشر مسلحو الجماعة في شوارع مدينة الحديدة، ونصبوا عددًا من النقاط الأمنية والعسكرية في مداخل المدينة وشوارعها. وذكر مصدر عسكري بقيادة المنطقة الخامسة أن تحرك الحوثيين أمس الأول الاثنين في الحديدة، وسيطرتهم على مخزن الذخيرة بباجل، واشتراكهم مع الأمن في نقاط تفتيش عند مداخل المحافظة والميناء، ونصبهم طقم عند بوابة المطار تم بمساعدة ودعم أفراد من اللواء العاشر "حرس جمهوري سابقًا"ً.. وفي ما يتعلق بحصيلة ما تم نهبه من مخازن الذخيرة في باجل من قبل جماعة الحوثي أشارت المصادر إلى أنه تم تحميل 4 دينات، 5 شاصات أطقم، 5 هايلوكسات، بمختلف أنواع الأسلحة والذخائر، ولا يزالون مستمرين بتفريغ المخازن بعد انسحاب قوات الأمن فجر أمس الثلاثاء. وفي محافظة ذمار أقدمت جماعة الحوثي على نشر نقاط تفتيش على معظم شوارع مدينة ذمار، وباتت هي المتحكمة بالجانب الأمني فيها، حيث قام الحوثيون بنشر سبع نقاط تفتيش حول مداخل مدينة ذمارجنوبصنعاء، وقاموا بتسيير دوريات دون مقاومه من الأمن.. مشيرين إلى أن مسلحي الحوثي يفرضون سيطرتهم الأمنية على مدينة ذمار دون مواجهة، وأضاف الشهود: أن الحوثيين نشروا - أيضاً - نقطة تفتيش في شارع رداع في المدينة، وثلاث نقاط تفتيش أخرى في الشارع العام للمدينة نفسها. وفي أقل من أربع وعشرين ساعة سقطت محافظة حجة بيد الحوثيين أمس الثلاثاء.. وقالت مصادر متطابقة: إن مسلحين حوثيين انتشروا في مدينة حجة، شمال غرب البلاد.. وأكد المصدر: أن مسلحين حوثيين بزي شعبي، نصبوا نقاط تفتيش في عدد من شوارع المدينة ومداخلها، وبدأوا بممارسة دور الجهات الأمنية في المدينة، التي عادت إلى ثكناتها دون أية مقاومة. وأصبحت محافظات صعدة وعمران والحديدةوذماروحجةوصنعاء، إضافة إلى العاصمة صنعاء، تحت سيطرة الحوثيين، حيث تقوم اللجان الشعبية التابعة لهم بمهام الأمن في المحافظات السبع.