لم يستبعد قائد اللواء 105 مشاة العميد عبدالكريم الصيادي أن تكون القاعدة خلف محاولة اغتياله ظهر يوم أمس الثلاثاء.. وقال - في تصريح ل"الوسط": إنه تفاجأ فيما هو على مقربة من جسر دار سعيد في مديرية السدة أثناء زيارة لمسقط رأسه في العود للقيام بواجب عزاء بإطلاق نار كثيف على سيارته وسيارة مرافقيه، وظل هذا الضرب حتى وصل إلى نهاية الجسر، حيث أوقف السيارة للاطمئنان على مرافقيه، فوجد أن أربعة منهم جرحى، وتوفي أحدهم ويدعى إبراهيم بعد نقله إلى المستشفى، وأفاد أنه قد تم التواصل مع وجهاء ومشايخ السدة لتسليم الفاعلين قبل أن تجتمع مشايخ العود لعمل وقفة في هذه القضية. يشار إلى أن تجمعًا للقاعدة في مدينة السدة تحت زعامة مأمون حاتم، ولا يعلم عن مدى علاقته بمحاولة اغتيال الصيادي رغم ما تؤكده المؤشرات، وبالذات حين أفاد أخو القتيل من أن شقيق مأمون حاتم كان يترقبهم قبل وصولهم.. وما رجح هذا الاتهام أن قائد اللواء مع مرافقيه كانوا يرتدون الزي المدني، ما يدل على معرفة المنفذين بشخصياتهم مسبقًا. إلى ذلك احتل اليمن المركز الثامن في مؤشر الإرهاب العالمي (GTI)، الذي أصدره مؤخرًا معهد الاقتصاد والسلام (IEP)، وقال المركز: إن اليمن من أوائل الدول التي تحتل العمليات الإرهابية، وأشار إلى أن 80% من الوفيات ناجمة عن حوادث إرهابية. وتزامن صدور التقرير الدولي مع تصاعد العمليات التي يشنها التنظيم ضد الجيش والأمن في عدد من المحافظات، منها محافظة حضرموت، وارتفاع حوادث الاغتيالات المسلحة، بالإضافة إلى ظهور تنظيم القاعدة إلى العلن لمواجهة مسلحي حركة الحوثيين في رداع والعدين. إلى ذلك أحدث إعلان المصدر الأمني عن تنفيذ قوات مكافحة الإرهاب لمهمة أسفرت عن تحرير سبعة مختطفين وآخر أجنبي دون تحديد مكان المهمة إلى نشر تسريبات وتكهنات إعلامية عن العملية، باعتبار أنها تمت في القاعدة الجوية في العند التي يتواجد فيها قوات من المارينز إلى حد تورط وكالات دولية وصحف أجنبية تحدثت عن كون المختطف جنديًّا أمريكيًّا، وهذا قبل أن ينفى مصدر مسئول في اللجنة الأمنية العليا أن تكون العملية النوعية التي نفذتها قوات مكافحة الإرهاب فجر أمس الثلاثاء، والتي حررت فيها سبعة مواطنين يمنيين وأجنبي اختطفوا من قبل عناصر تنظيم القاعدة في محافظة لحج، حسب ما ذهبت إليه وسائل إعلام محلية وأجنبية. وكشف المصدر المسئول أن العملية النوعية نفذت في منطقة حجر الصيعر بمحافظة حضرموت، وتمكنت من تحرير ثمانية رهائن، ستة منهم يمنيين ومواطنين اثنين يحملان، الجنسيتين السعودية والإثيوبية، من قبضة القاعدة.. ومصرع سبعة إرهابيين في العملية، مشيرًا إلى أن من بين اليمنيين المفرج عنهم خلال هذه العملية الدكتور/ خليل أحمد صالح المخلافي الذي اختطف في ال 13 من يونيو الماضي من قبل العناصر الإرهابية محافظة البيضاء.. وأكد المصدر مقتل سبعة من عناصر القاعدة التي كانت تحتجز الرهائن خلال العملية، وأشار إلى إصابة أحد أفراد قوات مكافحة الإرهاب بجروح طفيفة. إلى ذلك، وفيما صارت القاعدة تعتبر أن عدوها الأساس في اليمن هم الحوثيون.. توعد القائد العسكري لتنظيم القاعدة في اليمن قاسم الريمي في أول ظهور له منذ حادثة العرضي بتوجيه ضربة قوية لجماعة الحوثي، في رسالة مسجلة بثتها مواقع جهادية الجمعة الماضية، وقال: "للحوثيين نقول عليكم أن تستعدوا لأهوال تشيب لها رؤوس الولدان.. ما حدث لكم في صنعاء وتعز ما هي إلا المبارزة التي تسبق القتال.. ستدفعون ثمنًا غاليًا، أتظنون أن جرائمكم ستمر دون حساب وعقاب، أنتم هدفنا اليوم.. وخروجك من سراديقك هو خير عون لنا عليك".. وأضاف: "عليكم أن تعلموا أن مساجد المسلمين التي فجرتموها، وفجرتم بيوتهم ومدارسهم، لن تمر مرور الكرام، وستدفعون ثمنها غالية.. والأيام بيننا". ويعد تهديد الريمي هو الثاني من نوعه يلقيه قيادي كبير في القاعدة بعد تهديد القيادي في التنظيم جلال بلعيدي المكنى ب "أبو حمزة"، والذي توعد الحوثيين في سبتمبر الماضي بحرب شاملة في العاصمة صنعاءوالمحافظات. وهو ما لم تتمكن القاعدة من الوفاء به نظرًا لإحكام اللجان الشعبية السيطرة الأمنية على العاصمة.. وفي سياق متصل قال مركز الإعلام الأمني، التابع لوزارة الداخلية، إن "قيادة الداخلية اليمنية وجّهت إدارات الأمن في محافظات المهرة، وحضرموت (شرق)، وشبوة، وأبين، ولحج، وعدن، وتعز(جنوب )، والحديدة، وحجة (غرب)، وكذا مصلحة خفر السواحل بتشديد إجراءات المراقبة على السواحل واتخاذ كافة الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لمنع تسلل أي عناصر إرهابية إلى الأراضي اليمنية"، ويأتي هذا التحذير عقب تسرب معلومات عن محاولة حركة الشباب الصومالية دخول اليمن للجهاد. على ذلك، وفيما عد إحراج لتنظيم الدولة الإسلامية الذي كان أعلن عن مبايعة قاعدة اليمن لخليفته البغدادي دان فرع تنظيم القاعدة في اليمن، قيام تنظيم داعش بإعلان الخلافة على الأراضي التي استولى عليها في سوريا والعراق، وخطط التنظيم للمزيد من التوسع في منطقة نفوذه. وانتقد الزعيم الروحي لتنظيم القاعدة في اليمن، حارث النظاري، في فيديو منشور على أحد حسابات التنظيم في الانترنت بعنوان "ولو كره الكافرون"، الجمعة، سعى تنظيم "الدولة"، وب"قوة لتوسيع منطقة نفوذه". وقال النظاري: إن مثل هذه النوايا التوسعية ل"الدولة الإسلامية" هي "دق إسفين" بين الجماعات الجهادية، في إشارة إلى دعوة زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي الأخيرة لأنصاره بتفجير "براكين الجهاد في كل مكان". وأضاف: أن تنظيم "داعش" يجب أن يلجأ "للمشاورة" مع الجماعات المسلحة الأخرى.