تمارس دول الخليج ودول غربية عدة، بما فيها الولاياتالمتحدة الأميركية، ضغوطًا غير مسبوقة في محاولة لإرغام الحوثيين على التراجع عمّا قاموا به من سيطرة فعلية على السلطة عقب استقالة الرئيس رغم عدم وجود دليل يمكنهم من فرض عقوبات لعدم قدرتهم على توصيف ما قام به الحوثيون بكونه انقلابًا على الشرعية؛ بسبب أن استقالة هادي لم تُشِر إلى كونها تمت تحت التهديد، وبحسب خطاب الاستقالة قال الرئيس هادي: "أقدّم اعتذاري للشعب بعد أن وصلت الأمور إلى طريق مسدود. مشيرًا إلى "أنه لم يعد قادرًا على تحقيق الأهداف التي تحمّل المسؤولية من أجلها". واستنفرت الأجهزة الغربية كل أدواتها ووسائلها فيما يُعد أشبه بحالة طوارئ، ومنها انعقاد اجتماع لمسؤولين عسكريين في القاهرة لتدارس المستجدات في اليمن، كما وصل الرئيس الأميركي أوباما إلى المملكة السعودية للتعزية بوفاة الملك عبدالله، وتهنئة خلفه سلمان، ومن المنتظر أن يتم تدارس الوضع في اليمن.. وعلمت "الوسط" من مصادر دبلوماسية موثوقة أن الحكومة البريطانية مددت عمل السفيرة جين ماريوت بسبب الأزمة القائمة بعد أن كان تم تعيينها مسؤولة في الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، وتحديدًا عمان والسعودية واليمن، حيث كان مقررًا سفرها نهاية هذا الأسبوع، بعد أن تم تعيين البديل. إلى ذلك قال مصدر موثوق ل"الوسط": إن حوارًا عاصفًا جرى بين السفيرة من جهة وبين كل من رئيس المجلس السياسي ل"أنصار الله" صالح الصماد ومدير مكتب عبدالملك الحوثي مهدي المشاط، وعضو المكتب السياسي علي العماد. وبحسب المصدر فإن اللقاء كان في فندق البستان - السبت الماضي - على وجبة غداء أقامها عضو اللجنة العامة أحمد صوفان لوداع السفيرة البريطانية.. وقد كانت جين واضحة وصريحة في حديثها معهم، إذ سألتهم أولاً إنْ كانوا سيمضون في الشراكة أم لا، وحين أجابوا ب(نعم)، قالت: كيف.. وردّ عليها العماد: بأن ذلك سيكون من خلال التوافق، وهو ما ردّت عليه بالقول من أنه لا يوجد تكافؤ، إلا إذا تم اعتبار ما تم تجاه الرئيس والحكومة بالتوافق، وطالبت بتسليم المعسكرات التي حول العاصمة في حال (ما كنتم تتحدثون عن شراكة). وحين سألت عن كيف سيتعاملون مع الأزمة.. أوضح الصماد: نحن سنحلّ الأزمة عن طريق التوافق إما بالشرعية الدستورية أو بالشرعية الثورية.. فردّت عليه: عن أيّة شرعية ثورية تتحدث.. أنتم تغتصبون سلطة شرعية.