فيما يُعد إسقاطًا لآخر موقع عسكري مثّل عقبة في وجه إسقاط عدن بيد اللجان الشعبية تمهيدًا للانفصال.. أصدر هادي أول قراراته العلنية بعزل قائد قوات الأمن الخاصة العميد عبدالحافظ السقاف، وتعيين اللواء ثابت جواس بدلاً عنه. وبحسب مصادر أمنية خاصة فإن ضباط وأفراد المعسكر رفضوا مثل هذا القرار غير المبرر، خاصة بعد أن تم ترحيل كتائب عسكرية فقط لأن أفرادها من الشماليين. وأضاف المصدر: أن هناك مخاوف من تمرد من قِبل الأفراد، وتفجير الوضع في عدن؛ خاصة وأنه لم يتم التشاور مع السقاف.. كما أن قرار الإبعاد جاء على خلفية مطالبة اللجان التي يشرف عليها أحمد الميسري، وبمتابعة من شقيق الرئيس ناصر منصور بعزله.. وفيما يُعد نجاحًا إبعاد السقاف بمثابة اختبار لعزل بقية قادة الألوية المتواجدة في الجنوب، أكدت مصادر ل"الوسط" أن مساعي حثيثة بذلتها اللجان الشعبية في محافظة عدن لعزل قائد قوات الأمن الخاصة الذي مثّل وجوده على رأسها حجر عثرة لسيطرة اللجان الشعبية على المدينة. إلى ذلك علمت "الوسط" أن محسوبين على هادي يدفعون مبالغ مالية لجنود وضباط لدفعهم على مغادرة مواقعهم، وهو ما تم المحاولة مع السقاف قبل أن يصدر قرار بإقالته.. وبحسب المصادر فإن أكثر من وسيط، بينهم مشايخ من الجوف ومأرب كانوا ضمن من حضر إلى عدن لتأييد شرعية هادي، قاموا بزيارة السقاف لنصحه بأن يغادر القوات الخاصة، وهو مرفوع الرأس.. إلا أنه، وبحسب ذات المصادر، فقد اعتذر عن قبول النصيحة باعتبار أنه قائد عسكري، ولن يغادر وحدته إلا بقرار من قيادته العليا.. هذا ويُعد إسقاط معسكر القوات بمثابة إسقاط للمحافظة، وهو ما يُمهد لفوضى عارمة. يشار إلى أنه، وفي ظل حملة تطهير الشماليين، فقد تم عزل مدير الجوازات بالمحافظة عبدالمجيد الغفاري، واستبداله بآخر جنوبي.. يأتي هذا في ظل انفلات أمني تشهده مدينة عدن من تزايد لعمليات القتل الذي يستهدف الجنود والضباط دون أن يتم ملاحقة الجناة، وخلال اليومين الماضيين تم قتل صف ضابط بدار سعد، بالإضافة إلى ضابط من ردفان يدعى وضاح مثنى، والثاني برهان في البحث الجنائي، كما تم قتل جندي يدعى جفاف من قبل عناصر في اللجان الشعبية، إضافة إلى قتل جندي من اللواء 39 معسكر بدر في سوق القاهرة.. وفي ذات السياق تصاعدت أعمال النهب والسلب ضد أبناء المحافظات الشمالية من قبل مسلحين يُعتقد بانتمائهم للجان الشعبية، وكانت آخر حادثة شهدتها عدن - فجر أمس الثلاثاء.. ووفق مصادر محلية فإن عصابة مسلحة اقتحمت أحد المنازل التي يقطنها عدد من العاملين من المحافظات الشمالية، في منطقة المنصورة بمحافظة عدن، وقامت بنهب مبالغ مالية ومقتنيات شخصية. إلى ذلك قُتل شخص، وأصيب آخرون، صباح الأحد الماضي، باشتباكات بين جنود ومسلحين في مديرية المنصورة محافظة عدن. وأفاد مصدر محلي أن نزاعًا على قطعة أرض تطور إلى اشتباكات بين جنود من الدفاع الجوي ومسلحين قبليين، ما أدى إلى مقتل مسلح قبلي، وسقوط جرحى من الطرفين.
