أدى انفراد رئيس المؤتمر باتخاذ قرارات انفرادية، بعيدًا عن إجماع اللجنة العامة، فيما يخص العلاقة مع الحوثيين، ونقل الحوار إلى الرياض، حالة من الغضب الذي تجاوز لأول مرة القبول بالأمر الواقع إلى التعبير عن الرفض، وإنْ بأقل الخسائر، ورفض الشيخ محمد ناجي الشايف - عضو اللجنة العامة - نشر بيان الرفض الذي استبق به المؤتمر حتى الموقف الرسمي ل"أنصار الله" في قناة آزال، الذي يمتلك المؤتمر الحصة الأكبر فيها، وكذا في موقع "براقش نت"، والذي يهاجم الحوثيين من خلالها، ويرفض تناول ما له علاقة بموقف المؤتمر من عملية نقل الحوار إلى الرياض، وبهذا الخصوص استنكر الأمين العام المساعد لشؤون الإعلام الدكتور أبوبكر القربي إعلان إعلام الحزب موقفه الرافض، دون أن تتخذ اللجنة العامة قرارًا فيه، ولكن من خلال انتقاده للإعلام الذي نقل مثل هذا الخبر، والغرض هنا إيصال رسالة إلى قيادة المؤتمر والآخرين، وقال - في تغريدة له عبر "تويتر" - أن «تعمل بعض وسائل الإعلام على الكذب الغبي للإساءة للمؤتمر الشعبي مثل موضوع نقل الحوار إلى الرياض الذي لم يطرح للنقاش حتى يقال إن المؤتمر رفضه».. ويأتي هذا الموقف رغم صدور البيان عن مصدر في المؤتمر، نشره الموقع الرسمي للمؤتمر، عن تأكيد مصدر مسؤول في الشعبي رفض المؤتمر وحلفائه نقل الحوار من العاصمة صنعاء إلى أية مدينة أخرى.. وقال المصدر: إن موقف المؤتمر الشعبي العام وحلفائه يأتي حرصاً على مشاركة جميع الأطراف والمكونات السياسية في الحوار، سيما وأن نقله إلى مكان آخر سيؤدي إلى انقطاع البعض، أو تخلفهم عن المشاركة فيه تحت مبررات وحجج مختلفة، وفي هذا السياق حسم المؤتمر مسألة التحالف مع "أنصار الله" بالموافقة، ولكن من خلال الاتفاق على شراكة كاملة، كما تم حسم مسألة عودة هادي كرئيس لمجلس رئاسة، إلا أن الخلاف ما زال قائمًا حول مسألة نقل الحوار إلى الرياض.. وفي ما له علاقة بتحالف المؤتمر مع الحوثيين لم ينعكس ذلك على الأرض؛ إذ ما زال تجاوز الحوثيين يتم، ومنها ما حصل من اعتداء للجان الشعبية على منزل النائب المؤتمري زكريا الزكري، واعتقال نجله، وعدد من مرافقيه على خلفية قضية بسيطة، وكذا انفجار الوضع في عمران عقب محاولة مسلحين حوثيين السيطرة على موقع المهلهل في خمر، ووقوع قتلى قبل أن تتدخل وساطات لاحتواء الموقف، وتأتي هذه التجاوزات على الرغم من تشكيل لجنتين إحداهما ميدانية لحل أية مشاكل تُثار على الأرض، وهو ما يقوي موقف الرافضين للتحالف الذي لم يصبح واقعًا بعد، وفي هذا السياق وجه الشيخ عبدالواحد القبلي - رئيس فرع المؤتمر السابق في محافظة مأرب - رسالة إلى قيادة وأعضاء الحزب، أعلن رفضه للتحالف الموقّع بين الطرفين.. مضيفًا: «نقول لمن حضر وأيد هذه الوثيقة، وهم: عارف الزوكا وأربعة أعضاء من اللجنة العامة: إن هذه التصرفات الفردية والمندفعة والمشبوهة لن يقبلها قيادات وقواعد المؤتمر الشعبي العام، فضلاً على أنها تسيء لهم».. وتابع: «الوثيقة وتحالفكم القذر طُبخ في دهاليز معتمة وغرف مظلمة بعيدة كل البعد عن توجهات أعضاء وقواعد المؤتمر». وأضاف القبلي، الذي أصدر الأمين العام المساعد للحزب قرارًا بفصله، أن أغلب أعضاء اللجنة العامة والأمناء العموم المساعدين للمؤتمر لا يعلمون شيئًا عن هذا التحالف، منهم سلطان البركاني ومحمد بن ناجي الشائف.. وطالب القبلي أعضاء وقيادات المؤتمر أن يكون لهم «مواقف واضحة ومشرفة تجاه مثل هذه الأعمال التي تنهي وتُدمر وتقتل تاريخ الحزب».. ولم تقف المشاكل التي تنال من المؤتمر عند هذا الحد؛ إذ، وفيما تمكن المؤتمر من استصدار حكم قضائي بأحقية الأمين العام عارف الزوكا المعين بدلاً عن هادي، بالتوقيع على الشيكات والإفراج عن أرصدة الحزب الذي أصدر الأخير توجيهًا بتجميده في البنوك عقب عملية الإطاحة به والإرياني من قيادة الحزب، قام هادي بتجميد كل أرصدة فروع المؤتمر في المحافظات الجنوبية لإرغام قيادتها على الدخول في إطار اللجنة التحضيرية التي يرأسها أحمد الميسري المجمدة عضويته العامة من الحزب، والذي يسعى - من خلالها - لتشكيل مؤتمر جنوبي، وكان هادي قد ترأس اجتماعًا للجنة التحضيرية باعتباره - النائب الأول لرئيس المؤتمر، وقال: إن أدبيات المؤتمر الشعبي العام واضحة، وليست بحاجة إلى الالتفاف عليها من البعض، أو جماعة تعتقد بأنها تملك القرار في المؤتمر، وشن صالح - في كلمة له خلال لقائه وفدًا شبابيًّا، جاء من محافظة تعز - هجومًا غير مسبوق على الرئيس.. مؤكدًا أن المخلوع هو عبدربه منصور هادي، وأن الحوثيين هم من خلعوه، وليس علي صالح.. وأضاف: أنا من سلمته علم الجمهورية، وباتفاق عبر الولاياتالمتحدة الأميركية، ولم يخلعه أحد. وفي تحذير لهادي، ولمن فروا إلى عدن، قال صالح: إن «مصيرهم الفرار عبر منفذ واحد, وليس عبر ثلاثة منافذ، كما حدث عام 94م»، في إشارة إلى خروج هادي والصبيحي من صنعاء ومغادرتهم نحو عدن.. مضيفًا: «على أولئك الذين يهرولون إلى عدن كما هرول البعض في العام 94م ركضًا وراء الانفصاليين، أن لا يتسرعوا؛ ففي 94 هرب الانفصاليون من خلال المنافذ الثلاثة التي حددناها لهم، وهي منفذ الشرورة, ومنفذ المهرة, ومنفذ جيبوتي عبر البحر الأحمر, ومن يهرول اليوم ليس أمامه غير منفذ واحد ليهرب بجلده وبفلوسه التي كسبها على حساب قوت هذه الأمة, هو منفذ البحر الأحمر».