فيما فشل الرئيس عبدربه منصور هادي في ترويض الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية، وباءت محاولاته بالفشل في إقناع عدد من قياداته بالحلول التي أقرت في مؤتمر الحوار الوطني.. من المتوقع أن يجمع مؤتمر ابو ظبي المزمع عقده خلال الأيام القادمة فرقاء القضية الجنوبية، في لقاء موسع، ستناقش فيه قيادات الحراك الجنوبي في الداخل والخارج التطورات الجارية في الداخل، والعمل على الخروج برؤية موحدة حيال القضية الجنوبية قد تؤسس لمرحلة جديدة من التفاوض مع الشمال. اللقاء الذي دعا إليه رئيس الوزراء السابق المهندس حيدر العطاس ستشارك فيه قيادات الحراك الجنوبي في الداخل، وسيضم الرئيس البيض، والرئيس علي ناصر محمد، والعطاس، والسيد عبدالرحمن الجفري، ومحمد علي أحمد، جاء بتنسيق خليجي، الهدف منه الخروج بقرارات تُعبر عن "موقف الجنوب" من الأحداث الجارية، وقد يكون هناك قرار بمشاركة جماعية لتمثيل الحراك في لقاء الرياض الذي من المتوقع أن يضم القوى السياسية اليمنية. ورغم استبعاد حضور ملف الانفصال في اللقاء الموسع، إلا أن حيدر العطاس أشار إلى أن اللقاء سيتضمن مناقشة خيار حق تقرير المصير، بعيدًا عن سياسة الإلحاق التي اتبعها النظام السابق في صنعاء. وكان غادر القيادي، رئيس المجلس الأعلى للحراك الثوري السلمي لتحرير واستقلال الجنوب، حسن أحمد باعوم - أمس الثلاثاء المكلا، متوجهاً إلى دبي للمشاركة في اللقاء الموسع، واعتبر باعوم مشاركته في اللقاء حرصًا منه على التشاور بشأن توحيد الرؤى والتوافق الجنوبي المنشود، معتبرًا أن اللقاء اليوم بات ضرورة وواجبًا وطنيًّا لا يقبل التأخير أو الاعتذار، لا سيما مع الحالة المتوترة لمنظومة الاحتلال اليمني وانعكاساتها المتحينة على الجنوب، وما يترتب عليها من متغيرات المواقف الدولية والإقليمية. وفي الوقت الذي لم يصل الرئيس السابق علي سالم البيض إلى أبوظبي، كما كان مقررًا بسبب ما قيل بعض الظروف التي حالت دون وصوله إلى أبوظبي دون الكشف عنها، إلا أن العطاس أكد موافقته المسبقة على المشاركه في اللقاء. ويأتي توافد قيادات الحراك الجنوبي في الداخل إلى الإمارات للمشاركة في اللقاء في ظل تراجع فعاليات الحراك الجنوبي في الآونة الأخيرة إلى أدنى المستويات وارتفاع الخلافات بين تلك القيادات التي يتهمها الشارع الجنوبي بإفشاله، حيث توقفت الاحتجاجات في محافظاتعدن وحضرموت وشبوة ولحج والضالع، خلال الأسابيع الماضية. يشار إلى أن الرئيس هادي استقبل عددًا من قيادات الحراك الجنوبي، من بينها أحمد بامعلم وعلي محمد السعدي ومحسن بن فريد العولقي وعلي هيثم الغريب وعبدالكريم السعدي، بالإضافة إلى آخرين، وخلال اللقاء أكد هادي للحاضرين أن القضية الجنوبية انتقلت من إطارها الوطني إلى طور أوسع وأشمل، تمثَّل باعتراف إقليمي ودولي، منوهًا - بهذا الصدد - إلى أن مؤتمر الحوار الوطني ومضامينه منحت الجنوب والجنوبيين حقهم العادل والمنصف، وفي إطار دولة يمنية اتحادية قائمة على العدالة في توزيع الثروة، وعلى الشراكة السياسية والاقتصادية.. إلا أن القيادي أحمد بامعلم، نائب رئيس الهيئة الوطنية، أكد تمسك كافة فصائل الحراك الجنوبي بحق استعادة الدولة والاستقلال، وإقامة دولة الجنوب العربي الفيدرالية الحديثة على كامل أراضي الجنوب.